المهذب مدير المنتدى
عدد المساهمات : 3792 تاريخ التسجيل : 24/09/2010 الموقع : انا المصرى
| موضوع: كتاب عن رسومات الحج يدعو إلي توثيقها كإرث إنساني الأحد نوفمبر 21, 2010 7:56 am | |
| كتاب عن رسومات الحج يدعو إلي توثيقها كإرث إنساني كتب - سيد محمود حسن
يكشف كتاب رسومات الحج, فن التعبير الشعبي عن الرحلة المقدسة الذي نشر المركز القومي للترجمة ترجمته العربية مؤخرا عن مساحة جديدة تؤكد ما أشار اليه الكثيرون بشأن قدرة المصريين علي اضفاء خصوصية لفهمهم للدين الاسلامي ولشعائره وفرائضه الخمس. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ينتمي الكتاب الي فئة الكتب المصورة التي يندر وجودها في المكتبة المصرية وهو من تحرير أفون نيل وتصوير آن بارك وترجمة وتعليق حسن عبد ربه المصري. والمصورة صاحبة الكتاب حازت جوائز عديدة بينما تخصص زوجها في الفنون الشعبية وشارك في تحرير الكثير من الكتب, اما المترجم فهو استشاري اعلامي مصري يعمل في انجلترا. ويركز في موضوعه علي فنون التعبير الشعبي عن رحلة الحج المقدسة في مصر ويقارب النص المصاحب لصور الكتاب رحلة الحج من منظور يقرن الديني فيها بالفني استنادا علي معطيات اجتماعية وبيئية وانثروبولوجية, وكما اشار روبرت ايه فيرنا الاستاذ بجامعة تكساس الامريكية في مقدمته فان الحج بالاضافة الي كونه فريضة دينية هو ايضا احدي علامات التعبير عن الامتياز الطبقي او الابهة الاجتماعية او المكانة خاصة في الاوساط التقليدية التي تستند فيها المكانة الي امتيازات من هذا النوع, ويربط روبرت بين رسوم الحج كأداة تعبير وبين الرسوم الموجودة في معابد الفراعنة وكانت تؤدي ذات الوظيفة في المجتمع المصري القديم, لكن اول ما يلاحظه محرر الكتاب ان هذا النوع من الرسوم بدأ في المناطق الريفية ثم تسرب تدريجيا الي المدن الكبري وخاصة القاهرة التي عاشت ما يعرف في ادبيات علم الاجتماع بـ الترييف. وتكشف الصور الواردة في الكتاب ويجري تحليلها في النص عن مجموعة من العلامات المهمة الكاشفة عن جملة من الدلالات والرموز التي ابتدعها الفنان الشعبي, وكما يشير أوفونيل فإن جدران البيوت تتحول الي جداريات تتسم بالحيوية وتؤسس لظاهرة يتسم بها الريف المصري وعلي الرغم من وجود رسوم للحج في عدد من البلدان الاسلامية الا انها وكما يقول تقع في مرتبة متأخرة عند مقارنتها بنظيراتها في مصر والاهم ان هذه الرسوم تعمر بعد ان تؤدي وظيفتها, فلا تجري ازالتها ابدا, كما يكشف نيل في مقدمته التي تسرد للقارئ الغربي معاني ودلالات وأماكن الحج في الاسلام كيف ان رسامي هذه الرسوم هم عادة مبجلون في مجتمعاتهم المحلية ويحظون بنوع من التقدير الاستثنائي, بينما تتسم الرسوم بكون اصحابها علي دراية واسعة بموضوعها فهم ليسوا فنانين متجولين وانما هم اصحاب مهن اخري وغالبيتهم من المدرسين ذوي المكانة التقليدية وربما يعمل بعضهم في مجال الاعلانات التجارية او الطلاء. وهم في الغالب يعتمدون علي الصور الواقعية وقلة منهم تلجأ الي الخيال الذي يبدو فانتازيا الي حد كبير, حيث الاعتماد علي الصور الكاريكاتيرية التي تبالغ في النسب والشخوص ذات البعد الواحد وانعدام التوازن. وتوضح المصورة آن باركر في مقدمتها المشحونة بشجن وتقدير لهذا الفن الظروف التي تعرفت فيها لأول مرة علي الريف المصري وطباع اهله. كما تكشف عن معرفة عميقة بدوافع الفنان الشعبي وآليات عمله خلال بحثها الميداني ولقاءاتها في الكتاب مع بعض الفنانين البارزين في هذا المجال, كذلك تشير الي ان بعض البيوت يفضل اصحابها ان تحتوي رسوما وزينات داخلية وهي غالبا ما تكون مصنوعة بعناية اكبر. وتلاحظ ان ثمة موتيفات تتكرر منها صورة الحاج يمتطي صهوة جواد, وقد تتغير وتأخذ بشكل وسيلة السفر الي الحج ولكنها تحتوي دائما ما يكشف عن بهجة استقبال الحجاج, فضلا عن الآيات القرآنية الدالة علي القيام بالرحلة والحصول علي ثوابها الكبير. وفي نهاية مقدمته يدعو محرر الكتاب الي تسجيل هذه الجداريات بوسائط حديثة وبالصور الالكترونية التي تجمعها في كيان مرئي يحميها من الاندثار لانها في مجملها تشكل سجلا آثرا لفن شعبي شديد الخصوصية, يمثل حركة فنية اعترف بها العالم وجها مشرقا من اوجه الميراث للامة المصرية.
| |
|