من الواقع فرصة للذهاب إلي ألمانيا
محمد فوده
الجمعة 19 نوفمير 2010
هل يمكن أن ننتهز الفرصة ونخطو خطوة جادة تحد من مشكلة البطالة التي أصبحت مصدر قلق وإزعاج للمجتمع المصري.
ألمانيا أعلنت من خلال دراسة حديثة أجراها المعهد الألماني لمستقبل العمل أنها ستحتاج سنويا إلي نصف مليون من
العمالة الأجنبية المتخصصة اعتباراً من عام 2015 لسد فجوات التوظيف المرتبطة بالتطور السكاني.
وفي سبيل ذلك سيبحث الائتلاف الحاكم في ألمانيا الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل طرح مقترحات حول تسهيل
قواعد الهجرة للبلاد.
نحن في مصر نعاني مشكلة زيادة سكانية.. وهم في ألمانيا يعانون مشكلة في نقص السكان. وبالتالي نقص العمالة الماهرة
التي تساهم في التنمية الاقتصادية.. فلماذا لا ننتهز هذه الفرصة بطريقة جادة ونجري اتصالات مع الجانب الألماني للتعرف
علي التخصصات التي تحتاجها ونجهز عمالة مدربة تدريباً جيدا لسد النقص الموجود عندهم؟
لماذا لا تبدأ السيدة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة بإجراء اتصالات رسمية مع الجانب الألماني من الآن وتبرم
اتفاقات معهم بهذا الشأن بحيث يتم تهجير أكبر عدد من العمالة المصرية المتخصصة والمدربة تدريبا عاليا اليهم قبل ان يأخذ
الآخرون المبادرة ويسبقونا.
لاشك أنه في حالة نجاحنا في هذا المشروع ستكون الاستفادة منه كبيرة ومتعددة الجوانب.. وفي مقدمتها الحد من البطالة
خاصة وأن ألمانيا سوف تستوعب كل عام نصف مليون حتي تصل إلي ستة ملايين عامل.. أما الاستفادة الثانية فان هؤلاء
العمال المهرة سوف يحولون جزءاً كبيراً من دخولهم إلي عائلاتهم في مصر وبذلك ننعش اقتصادنا.. وثالثاً أن احتكاكنا بالعالم
المتقدم سوف يزداد.. ومن خلال هذا الاحتكاك سوف نتفاعل مع ألمانيا صاحبة النظام الاقتصادي القوي وإحدي الدول التي
تقود التطور التكنولوجي في العالم.
وأقترح ــ في حالة ما إذا أخذنا هذا الموضوع بالجدية اللازمة ــ أن نبدأ عملية تدريب واسعة للخريجين من أبناء الجامعات
والمدارس الفنية المتوسطة من خلال دراسة نظرية وعملية وتطبيقية ولا مانع ــ بل من الأوفق ــ أن نستعين بخبراء ألمان
للمشاركة في هذا البرنامج التدريبي ليتأكدوا أن التدريب تم علي أحسن وجه.
أعلم تماماً أنني أكتب هذا الاقتراح ولن يكلف أحد من المسئولين نفسه بالنظر فيه وبحثه من كل الوجوه.. بل سيتم النظر إليه
باللا مبالاة المعهودة فينا.. ثم بعد ذلك نفاجأ بمن يقول: إيه الكلام الفارغ ده؟!!