نكت سياسية
بقلم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يجتمع العرب فى الخارج ليتشاركوا فى مناقشة قضايا أوطانهم، وتكون السخرية من أوضاع بلدانهم مادة خاما لفهم ثقافتهم السياسية. ويسود عندهم منطق العاجز الذى لا يستطيع أن يغير واقعه فيسخر منه مثلما قال فؤاد نجم «فاهمين وبنتغابى.. خيخة لا ناب ولا فم» يقصد بأن أغلب العرب ليسوا حمقى وإنما هم يتحامقون تجنبا للدخول فى مواقف صراعية لا قبل لهم بها. وها هم مجموعة من الأصدقاء العرب فى الخارج يجتمعون ويروون «نكت» لها دلالة أنقل لحضراتكم بعضها وعسى ألا تكون «قديمة».
قال أحدهم إن تاجر فراخ أراد أن يعلم ابنه درسا فى إدارة تجارته فقال له: احضر مجموعة من الكتاكيت فى صندوق ثم أطلقهم وحاول أن تجمعهم. ففعل الابن حتى وجد نفسه يبذل مجهودا ضخما لقرابة الساعة كى يجمع الكتاكيت. وهنا عنفه الأب وقال له قبل أن تطلق صراح الكتاكيت «هز» الصندوق بعنف كى تدوخ الكتاكيت وتفقد قدرتها على التحرك والتصرف بتلقائيتها، وقد فعل؛ فداخت الكتاكيت ووقفت مكانها فجمعها فى ثوان معدودة.
كى تفهم المغزى السياسى للقصة، استبدل تاجر الكتاكيت بالحاكم الذى يتعمد أن يجهد أبناء شعبه حتى يذهب أحدهم إلى منزله ولا يبتغى شيئا إلا أن ينام حتى يبدأ معركة الغد بحثا عن لقمة العيش.
وفى نكتة أخرى، يقول الراوى إن أحد المسئولين الكبار كان فى رحلة صيد بط ومعه عدد من المرافقين وأحدهم كان أحد الشيوخ الذين يتحدثون فى الدين بمنطق «أطيعوا ولى الأمر بغض النظر عن طاعته لله» واجتهد الكل فى الصيد، وأصاب من أصاب وخاب من خاب، وكان كبير المسئولين الأقل إصابة فنظر بغيظ شديد إلى الشيخ الذى قال له مطمئنا إياه «لقد أجرى الله معجزة على يديك، سبحان الله البطة ميتة وبتطير».
وهذه سخرية لاذعة من بعض الشيوخ الذين يتاجرون بالدين لإرضاء ذوى السلطان؛ فالله غفور رحيم أما ولى الأمر فلا هو غفور ولا هو رحيم. أو هكذا يعتقد هؤلاء.
وفى نكتة أخرى، يرى الراوى أن الناس كانوا يقفون فى طابور السيارات وفجأة ظهر أحدهم وقال لقائد السيارة: لقد قام بعض قطاع الطرق باختطاف السيد الحاكم، وقالوا إنهم سيحرقونه بالبنزين إن لم نفده بـ500 مليون دولار، وعليه فنحن نجمع تبرعات له.
فسأل قائد السيارة وكم المطلوب منى كتبرع؟ فقال صاحبنا: كل واحد يدفع لتر بنزين.