كنز النمرود أخفاه صدام وأضاعه المحتلون

فالذين ملكوا الدنيا مشارقها ومغاربها أربعة‏:‏ مؤمنان وكافران‏,‏ فالمؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين والكافران النمرود وبختنصر‏.‏ ولكم أن تتخيلوا هذا الرجل‏,‏ الذي ملك الدنيا كلها‏,‏ وقام بإخفاء الذهب كله في أرض العراق‏,‏ الي أن وجد أحد علماء الآثار‏,‏ هذا الكنز الخرافي من الذهب‏,‏ شمال الموصل بـ‏73‏ كم‏,‏ في مقابر ملكات وأميرات آشوريات‏,‏ من القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد‏,‏ وكان هذا الحدث مابين عامي‏1988‏ م حتي عام‏1992‏ م‏,‏ وقد تعامل صدام حسين‏,‏ مع هذا الكنز بسرية تامة‏,‏ وأمر بنقله في صناديق‏,‏ الي قبو البنك المركزي‏,‏ في سرية تامة أيضا‏,‏ نظرا لأنه يعلم أن بلاده مستهدفة من جهة‏,‏ ومن الجهة الأخري‏,‏ لا يريد فتح جدل طويل حول كمية الذهب ومكان إخفائه‏.‏ ويؤكد الدكتور محمد عبدالمقصود‏,‏ أستاذ الآثار بجامعة القاهرة‏,‏ ورئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري‏,‏ إن الآثار العراقية من أقدم الآثار في المنطقة العربية‏,‏ وأن اليونسكو شكلت لجنة دولية لإنقاذ آثار العراق‏,‏ تضم دولا أوروبية وخمس دول عربية‏,‏ منها مصر وسوريا والسعودية‏,‏ وكانت مصر من أوائل الدول التي نبهت السلطات العراقية‏,‏ لغلق المتاحف حتي لا تتعرض للتدمير والنهب‏,‏ إلا أنها أبت ذلك‏,‏ وأشار عبدالمقصود‏,‏ الي وجود نية مبيتة ومخطط محكم من قبل الأمريكان‏,‏ للسطو علي آثار وكنوز العراق‏,‏ حتي قبل الاحتلال‏,‏ بدليل القطع الأثرية التي اختفت من المتحف‏,‏ وعندما أعدم صدام حسين‏,‏ أذيع سر هذا الكنز وعلم الناس بالأمر‏,‏ فقام الأمريكان بفتح الصناديق المخبأة‏,‏ وعقدت المفاجأة ألسنتهم‏,‏ عندما وجدوا‏650‏ قطعة من الذهب والأحجار الكريمة‏,‏ والتيجان والعقود والأساور والخواتم والأواني الذهبية‏,‏ التي تختلف أحجامها‏,‏ فضلا عن القيمة التاريخية والأثرية لهذا الكنز‏,‏ وكذلك القيمة العينية لهذا الذهب‏,‏ ثم قامت قوات الاحتلال‏,‏ بعرض هذه المعروضات في المتحف في بغداد‏,‏ وشاهدها الناس عام‏2003,‏ ثم استغل الأمريكان ومن ساندهم‏,‏ انشغال العراق بالحرب الطائفية آنذاك‏,‏ وبدأت تتناقص المعروضات شيئا فشيئا‏,‏ حتي أصبحت وكأنها فص ملح وداب‏.‏ الجدير بالذكر أنه تسربت أنباء تناقلها الناس فترة من الزمن‏,‏ عن وجود علماء آثار‏,‏ تحيطهم مدرعات أمريكية‏,‏ تبحث في المناطق التي اكتشفوا فيها كنز النمرود‏.‏