محمد محمد زرد
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الشهيد محمد محمد زرد ضابط مصري قاد وحدته للاستيلاء علي النقطة 149 أثناء حرب أكتوبر، وأسر 20 إسرائيليا، وتحامل علي نفسه حتي رفع علم مصر رغم اصابته برصاصتين في بطنه خلال المعركة التي استخدم فيها السلاح الأبيض.
بيانات الشهيد
الاسم: محمد محمد محمد زرد.
تاريخ الميلاد: 31 أكتوبر 1943 م.
محل الميلاد: قرية تفهنا العزب / مركز زفتى - محافظة الغربية.
تاريخ التخرج من الكلية الحربية: 21 فبراير 1966 م.
الرتبة والوحدة خلال حرب اكتوبر: رئيس عمليات (ثان) لاحدى وحدات كتائب المشاة بالجيش الثالث الميدانى برتبة رائد.
تاريخ الاستشهاد: 9 أكتوبر 1973 م.
أهم إنجازاته: إسقاط النقطة الإسرائيلية الحصينة 149.
الأنواط والأوسمة:
نوط الشجاعة العسكرية من الطبقة الأولى في يوليو 1970 م.
نوط التدريب من الدرجة الأولى قي أبريل 1971 م.
العديد من شهادات التقدير من وزير الحربية، وقائد الجيش الثالث، وقائد التشكيل.
وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى قي فبراير 1974 م.
وسام الشجاعة الليبي في فبراير 1974 م.
حياته العسكرية
بمجرد تخرج زرد من الكلية الحربية عام 1966 م كان ضمن القوات المصرية العاملة باليمن الشقيق لمساندة الثورة اليمنية التي اتخذت من ثورة يوليو 1952 بمصر مثلا يحتذى وقدوة تتبع، ولكنه مالبث أن عاد مع استقرار الأوضاع هناك بعد أن قضى هناك قرابة العام. ومع أحداث نكسة يونيو 1967 التي كانت بمثابة الجرح الغائر للعسكرية المصرية، وغطتا الآلام النفسية لهذه النكسة على الآلام البدنية التي كان يشعر بها زرد من الاصابة التي عاد بها قي عظام فخذه من اليمن تلك الاصابة التي كانت سببًا في استصدار قرار من قيادة القوات المسلحة بابعاده من الوحدات العسكرية المقاتلة، وإسناد مهمة أخرى اليه وهى التدريس بمدرسة المشاة. وهناك أدى عمله على الوجه الأكمل في الوقت الذي ناشد فيه القيادة بالسماح له بالعودة إلى التشكيلات المقاتلة للمشاركة في الاستعداد لمعركة الثأر والكرامة المرتقبة. وأخيرًا حقق الله أمنيته لاسيما بعد أن عادت ساقه إلى حالتها الطبيعية، وألحق البطل باحدى وحدات المشاة في نطاق الجيش الثالث الميداني في الجبهة على حافة قناة السويس مباشرة امام النقطة الاسرائلية 149.
قتاله في يوم الكرامة
في يوم السادس من أكتوبر من عام 1973 م كلفت القيادة المصرية السرية الأولى من كتيبة الشهيد محمد زرد بتنفيذ عملية اقتحام وتدمير النقطة الحصينة 149 والتي سبق لها التدريب على تنفيذها مرات عديدة قبل السادس من أكتوبر. وتحدد للتنفيذ الساعة الثانية والثلث من يوم 6 أكتوبر، ومع بدء الضربة الجوية التي افتتحت مجريات المعركة, ومع التمهيد النيراني للمدفعية المصرية المركزة بدأ التنفيذ بدفع مجموعات اقتناص الدبابات التي كانت أسبق من العدو في احتلال مصاطب الدبابات حول النقطة. وعندما وصلت احتياطيات العدو القريبة من المدرعات كان أبطال مصر من رجال اقتناص الدبابات المرتجلين في صبر ورباطة جأش قي انتظارهم بصواريخهم الموجهة فتم تدمير ثلاث دبابات مما أدى إلى فرار باقى الدبابات وانسحابها شرقًا.
استشهاده
ألح زرد على قيادته قي السماح له بهجوم انتحارى ضد النقطة الحصينة، ومع تكرار طلبه وافقت القيادة متمنية له التوفيق. كانت المسافة بين خندق زرد ورجاله وبين النقطة الحصينة لا تتعدى المائة متر ولكنها منطقة مكشوفة وشديدة الخطورة، وبنى زرد خطته على التقدم بمفرده إلى منتصف المسافة زاحفًا ثم ينهض ويركض بأقصى سرعة إلى دشمة العدو. وبالفعل بدأ زرد في الزحف لأعلى بأقصى مايملك من قوة وهو لا يملك إلا عدد قليل من القنابل اليدوية، وسلاحه الشخصي مسدس من عيار 9 مم. وعند منتصف المسافة تقريبًا نهض زرد، وبيديه قنبلتان كان قد نزع فتيلهما، وركض قي اتجاه دشمة العدو، وألقى قنبلته الأولى في المزغل الأول. ثم اتجه بسرعة إلى المزغل الآخر ليلقى فيه بقنبلته الثانية ليسكت هذا الرشاش اللعين ويهوى البطل بجسده على فتحة المزغل وهو يضغط بكف يده على أحشاءه ليعيدها إلى مكانها بعد أن أصابت دفعة رشاش كاملة بطنه، وأحدثت بها فجوة بجدار بطنه، وبعد أن صمت الرشاش الإسرائيلى يلتفت البطل إلى جنوده بصعوبة بالغة وينادى عليهم:
اعبروا فوقي..اصعدو لأعلى..أكملوا عملكم..طهروا النقطة
وأخيرًا امر أحد المقاتلين رجاله بنقل قائدهم الجريح، وبالفعل تم نقله على وجه السرعة غرب القناة حيث تعهدته أيدي أطباء مستشفى السويس في محاولة لإنقاذ حياته.
وفي مستشفى السويس فعل الأطباء كل ما في وسعهم لإنقاذ البطل، ولكن الله سبحانه وتعالى كان قد أعد له منزلة عالية تليق بفدائيته وتضحيته ففاضت روحه إلى بارئها. وتكتمت القيادة نبأ وفاته نظرًا لشهرته الواسعة في ذلك القطاع. ودفن البطل بمدافن الشهداء قي مدينة السويس..تلك المدينة التي احبها من كل قلبه فاحبه أهلها من كل قلوبهم.
المصادر
كتاب / أسود سيناء: للكاتب أحمد علي عطية الله.