حل مشكلة البطالة يتوقف على تطوير و اصلاح نظام التعليم
ترتبط مشكلة البطالة في مصر ارتباطاً و ثيقاً بنظام التعليم فإذا ما اراد القائمون على حل مشكلة البطالة و محوها أن يقدموا حلولاً فعالة عليهم أن ينظروا الى نظام التعليم القائم ، حيث يتيح النظام الحالي للتعليم في مصر تخريج دفعات لا حصر لها و أعداد كبيرة من المؤهلات العليا مثل المدرسين و المحاسبين و أصحاب ليسانس الحقوق ، حيث تتخرج أعداد كبيرة زائدة عن حاجة سوق العمل من حاملي تلك الشهادات ، فالمشكلة هن هي كيفية ضخ أعداد مناسبة من أصحاب المؤهلات ذات الكفاءات بصورة موازية لاحتياجات سوق العمل ، فعندما واجهت هذه المشكلة الحكومة الالمانية في العقد الخامس من القرن الماضي اتجهت الى الاهتمام بقاعدة التعليم الصناعي بحيث يتم انشاء مصانع عملاقة لانتاج المحركات التي يحتاجها السوق بشدة و العمل على ان يكون لكل شركة من هذه الشركات او المصانع مدارس فنية خاصة بتخريج عمالتها ، فاصبح لكل شركة مدارسها الصناعية مثل الفولفو و المرسيدس و الرينولت و الولكس فاجن
وقد سارت حكومات دول جنوب شرق اسيا على هذا النحو في في العقدين السابع و الثامن من القرن الماضي حيث لستقطبت ماليزيا كبرى توكيلات الشركات العاملة في مجال صناعة الاليكترونيات مثل كاسيو و بانسونيك و ناشيونال و سوني و كذلك سارت على هذا الدرب كل من تايوان و سنغافورة و كان لكل شركة من هذه الشركات مدارسها الفنية التي تضخ اعدادا كبيرة من العمالة الماهرة المدربة و المطلوبة في سوق العمل ، فيعد ان كان الطلاب في ماليزيا و كوريا يجلسون على الارض في فصولهم التعليمية في عقد السبعينيات من القرن الماضي اصبحت كوريا اولى دول العالم في تعليم مادة الطبيعة النووية و اصبحت ماليزيا الان من الدول الرائدة في مجال التعاليم العالي و اصبحت لديه ثلاث جامعات من افضل مائة جامعة على مستوى العالم في عام 2008
و مصر لا يوجد لديها و لا جامعة واحدة ضمن تصنيف افضل خمسمائة جامعة على مستوى العالم لنفس العام