(لوس أنجلوس تايمز): المصريون لا يصمتون
آخر تحديث: السبت 23 اكتوبر 2010
ملكة حسين -
في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة ورجال الأعمال إلى إلغاء البرامج الحوارية التي تكشف ما يحدث في مصر؛ ما زالت أصوات المصريين تعلو بالرفض، سواء من خلال ما تبقى من قنوات إعلامية مستقلة، أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر".
وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن مصر -التي يصفها كثيرون بأنها دولة مغلقة سياسيًّا- أصبحت تتقلب على صفيح ساخن بسبب التضخم وارتفاع الأسعار الذي يثير حنق العامة، وغموض المستقبل السياسي لمصر.
وقال الناشر الصحفي، هشام قاسم، نائب رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم" السابق، إنه "لو استطاعت الحكومة أن تصادر أكثر من مليون جريدة يتم توزيعها يوميًا، فإنها لن تستطيع السيطرة على 60 مليون هاتف محمول يمكنه إرسال رسائل نصية قصيرة عبر أنحاء الجمهورية.. هذه معركة خاسرة".
تراجع في "هامش الحرية"
وعلى مدار الثلاثين عامًا الماضية، كان موقف الحكومة المصرية يتراوح بين التضييق على الإعلام الخاص، ومنحه قليلا من الحرية أحيانا أخرى. وكانت القاعدة غير المعلنة هي أنه يمكن للإعلام التحدث عن كل شيء فيما عدا بعض الأخبار.
والملاحظ أن الضغوط بدأت تتزايد على الإعلام منذ فبراير الماضي، تحديدًا بعد عودة الدكتور محمد البرادعي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، والحاصل على جائزة نوبل، إلى مصر، ورئاسته لجبهة شعبية معارضة للنظام الحاكم.
من جانبه، يعتبر الحزب الوطني الحاكم الإعلام المستقل شوكة في ظهره، بحسب الجريدة، رغم امتلاك الحزب للسلطة المطلقة في مصر؛ وهو ما يؤثر على صورة مصر في الخارج، خاصة أن مصر تتلقى دعمًا ماليًّا سنويًا من واشنطن، يبلغ قدره مليار جنيه لتحسين حالة حقوق الإنسان في مصر.
وأشار الإعلامي حمدي قنديل إلى أن "مسؤولي الحزب الوطني يلقون باللوم على الإعلام لقيامه بتشويه صورة مصر في الخارج، وكل ما يريدونه هو ألا يزعجهم صوت المعارضة في الإعلام الدولي؛ لأنهم لا يهمهم الإعلام داخل مصر، فهو لا يشكل أي خطر عليهم، كما إنهم لا يواجهون معارضة حقيقية في مصر".
رجال الأعمال يقومون بدورهم أيضًا!
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن رجال الأعمال الموالين للحكومة يقومون بدورهم أيضًا لتكميم أفواه المعارضة. وقد ظهر ذلك في شراء رجل الأعمال السيد البدوي لصحيفة "الدستور" التي كانت أقوى صحيفة معارضة في مصر، وبعدها أقال رئيس تحريرها إبراهيم عيسى، المعروف بتحديه الواضح للنظام عبر كتاباته وفقراته الإعلامية التي كان يقدمها في بعض القنوات المستقلة.