مصر في الشارع.. فأين العيسوي ورجاله؟
Mon, 15-08-2011 - 4:04Mon, 2011-08-15 16:03 | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] منصور العيسوي وزير الداخلية
من قال لكل هؤلاء أن يستغلوا "الثورة" بهذا الشكل؟ ومن أوكل إليهم مهمة نهب أمننا وحريتنا الشخصية والعبث بها هكذا؟ وكأنهم يحاسبوننا على التغيير الذي يحدث فى البلد، وهل تخلصنا من أسلوب داخلية العادلي لنصل إلى "نوم وسكون" داخلية العيسوي؟
الفزع فقط هو المحرك لشوارع مصر الآن، نسير ونحن غير مطمئنين تماما.. معرضون في أى وقت للسرقة "بالذوق أو بالعافية".. هناك فئات في المجتمع المصري لن تصل إليها الثورة مهما حدث، لكن لا يمكن أن ندفع الثمن في الشوارع هكذا؟
الثورة قسمت المجتمع المصري ثلاثة أقسام..
ربعه بدأ يتعلم الديمقراطية وربع آخر "ملوش علاقة بشئ مما يحدث"، والنصف الباقي هو من يستغل الثورة بكل الطرق وفي جميع المجالات التي تمكنه من كسب أي شئ على حسابها، ولا يفرق في ذلك كثيرا مستوى الشخص الاجتماعي أوالمادي.. المستغل يستغل ولاشئ أمامه سوى مصلحته الشخصية.. يستوي في ذلك كاتب يتكسب من الثورة بكتابة أي "هتش" عنها وسائق ضاعف الأجرة، أو بلطجي يسطو على السيارات وأصحابها.
سيدة تقارب السبعين من عمرها تقف على ناصية أحد شوارع الدقي انتظارا لتاكسي، وفجأة تصرخ.. بين اللحظتين كان قد اقترب منها شخصين يركبان دراجة بخارية ونهبوا شنطة يدها.. صرخت بفزع لأكثر من مرة .. لم يتحرك أحد ولم يعبأ أي مار أو عابر للطريق بالدراجة البخارية التي شقت طريقها بين السيارات حاملة غنيمة السيدة العجوز، ورغم أن المكان "منطقة البحوث" به دورية أمنية لتنظيم المرور إلا أن شئ لم يحدث بفعل الصرخات المتكررة من العجوز، التي لجأت إلى تاكسي أيضا لتتبع الدراجة البخارية.. لم تجد أحد يساعدها وبالتأكيد دار في بالها أن الشنطة لن تعود لو أبلغت الشرطة بذلك، فقررت الاعتماد على نفسها حتى إن كان ذلك بلا أمل.
وقبل الإفطار بساعة تقريبا أمام مسجد الفتح برمسيس يقف شاب يرتدي ملابسه الداخلية يمسك بعصا خشبية كبيرة في يده ويعمل على تنظيم الموقف العشوائي أمام المسجد، بمقابل مادي..هكذا بلا مبالاة .. ينتهك السائقون كل الحريات دون وعي وببلطجة غير عادية ودون أي اكتراث أيضا بما يحدث أو من الممكن أن يحدث.
مشهدان رأيتهما فى يوم واحد وقبلهما عشرات من المشاهد التي لا تختلف كثيرا عن ذلك.. الجميع هنا حاضرون ويغيب العيسوي ورجاله.
مصر في الشارع .. هكذا تشي شوارعنا الآن.. باعة جائلين ومتجولين في كل مكان.. لا وقت ولا مكان لفعل شئ .. المشهد أصبح مقززا للغاية ولا علاقه له بالبطالة أو الأرزاق.. له علاقة بأن مصر غابة الآن يفعل فيها كل شخص ما يريد لا يوجد حاكم أو رابط للأمور، مصر "بتتهد" لكن بطرق أخرى يفعلها أصحابها دون حتى أن يعوا لها، وتؤدي إلى نتائج سيئة للغاية سندفع ثمنا كبيرا لمحاولة التخلص منها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]