توريث الوظائف لأبناء العاملين يثير جدلاً
التفت مظاهرات عمال مصر فى كافة القطاعات والمنشآت العامة والخاصة حول ثورة 25 يناير، ومطلبها الأول بتنحى الرئيس حسنى مبارك عن منصبه، وعدم توريث الحكم لنجله جمال مبارك، إلا أن العمال، وفى مفارقة غريبة، خرجوا فى احتجاجات مختلفة تطالب بكشف الفساد ومحاسبة المسئولين لتعيينهم أقاربهم ومعارفهم، إلا أن العمال كرروا نفس الخطأ، حيث طالبوا بتوريث أبنائهم وظائفهم بدعوى أنه جرى العرف أولوية تعيين أبناء العاملين على الرغم من عدم استناد ذلك لأى مادة دستورية أو قانون.
مطلب تعيين أبناء العاملين كان العامل المشترك فى قوائم طلبات العمال المحتجين فى أكثر المواقع سخونة وهى: الهيئة القومية للبريد وعمال شركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى، أحد أكبر شركات الغزل والنسيج فى الشرق الأوسط، وشركة الخدمات البترولية التجارية "بتروتريد"، وبترول بلاعيم "بتروبل"، ومصنع الألومونيوم بنجع حمادى، مروراً بالشركة المصرية للاتصالات، انتهاء بشركة بترول خليج السويس "جابكو" التى نظمت احتجاجات مضادة للعمالة التى تطالب بالتعيين الدائم بعد قضائها الفترات القانونية بالعقود السنوية.
لم يبتعد العاملون بشركات الكهرباء وديوان عام الوزارة عن موسم الاحتجاجات، حيث شاركوا فى عدد منها، مطالبين بتعديل الأجور والمكافآت وإعطاء الأولوية لأبناء العاملين فى التعيين.
على الرغم من تأكيد الكثير من العاملين فى القطاعات سابقة الذكر على أنهم يعانون من أوضاع مالية سيئة إلا أنهم يصرون على إبراز مطلب تشغيل أبناء العاملين وتعيينهم بعقود ثابتة، مستنكرين "لماذا تأتى الشركة أو المصلحة الخاصة والحكومية بعاملين جدد على الرغم أن أبناء العاملين الذين ضحوا بعمرهم الوظيفى فى خدمة المنشأة موجودين ومستعدين للعمل حتى وإن لم تتوافر جميع الشروط فيهم".
رأى العاملون القدامى آثار حفيظة الكثيرين خاصة من خريجى الكليات والمعاهد المتخصصة الذين لا يجدون فرص عمل، حيث قال أحمد عويس أحد سائقى الميكروباص: "أنا خريج كلية تجارة عين شمس وقدمت فى شركات الكهرباء والبترول، فنصحنى الكثيرون بأن أجهز مبلغاً كرشوة للحصول على وظيفة أو أن أكون أحد أبناء العاملين لأن هذا هو الطريق الأقرب للالتحاق بهذه الشركات".
وأوضح المهندس أحمد على أحد العاملين بشركة تعمل فى مجال البترول، رفض ذكر اسمه: "لولا أن أبى يعمل مديراً بإحدى شركات البترول، لما كنت أستطيع أن ألتحق بالعمل والحصول على راتب محترم على الرغم أن غالبية زملائى فى كلية هندسة بترول وتعدين السويس لم يجدوا فرص عمل مثلى ومن وجد لم تكن بنفس مميزاتى".