المهذب مدير المنتدى
عدد المساهمات : 3792 تاريخ التسجيل : 24/09/2010 الموقع : انا المصرى
| موضوع: هل نحاكم الرئيس السابق؟ الإثنين فبراير 28, 2011 4:23 am | |
| هل نحاكم الرئيس السابق؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بقلم: حازم عبدالرحمن امام المجلس الأعلي للقوات المسلحة فرصة ذهبية ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه وتتمثل, هذه الفرصة في جعل حملة مطاردة الفساد, عملية منهجية منظمة يترتب عليها ليس فقط ضبط الفاسدين, بل استرداد الاموال المنهوبة, ووضع الاسس التي تكفل امكانية مكافحة الفساد اولا بأول.
1 هل نتصور ان تصل حملة المطاردة اذا دعت الضرورة إلي حد محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك, وأفراد اسرته؟! هذا ممكن بشرط ان تتوافر الادلة القوية التي تبرر مثل هذه الخطوة غير المسبوقة في التاريخ المصري, ولكن المهم, ان مثل هذه الخطوة لوجرت فلسوف تكون اشارة واضحة للجميع بأننا اصبحنا مجتمعا قادرا علي محاسبة كل ابنائه مهما يكونوا, ومهما يبلغ وضعهم, والأهم من هذا سوف يصبح ذلك خير دليل علي قوة واستقلالية سلطات الضبط والتحقيق والمحاكمة في مصر وساعتها سوف يبدأ العالم في الاطمئنان إلي ان المجتمع المصري وضع اقدامه علي أول الطريق نحو الدولة الحديثة والمجتمع المعاصر, ففي هذه الدولة, وهذا المجتمع يتساوي الجميع فعلا.. امام القانون وليس هناك دليل افضل من مساءلة أكبر رأس في الدولة علي ما بدر منه من تصرفات لكي تثبت ادانته او براءته, وللحقيقة فان حملة مكافحة الفساد ستظل ناقصة, مالم يحدث ذلك فهناك اقاويل كثيرة تتواتر بقوة, منذ سنوات بعيدة عن علاقات وتصرفات, وعمليات ليست فوق مستوي الشبهات حامت حول الرئيس السابق وأسرته, وآن الأوان لوضع حد لكل هذا, خاصة ان اغلب شهود هذه الوقائع مازالوا علي قيد الحياة. ا2ب ليس المقصود مجرد ضجة إعلامية من هذه الخطوة الكبري للتصدي للفساد, بل المقصود منها التدليل بكل قوة علي اننا انتقلنا فعلا إلي المجتمع الذي ينص عليه الدستور منذ عشرات السنين دون ان يتحقق ذلك, مجتمع المساواة امام القانون, وألا احد يعلو فيه علي القانون, وان سيف القانون قادر علي اخضاع جميع الرقاب لسلطته, والأهم من كل هذا ان نعرف جيدا ان احد الابواب الرئيسية لفساد الرئيس وعائلته كان هو الصلاحيات المطلقة التي يتمتع بها في الدستور الحالي(1971) ففي هذا الدستور لاتوجد سلطة تستطيع ان تستجوب الرئيس, أو تسائله, أو تحاكمه, أو تضعه في السجن عند اللزوم, كما ان في هذا الدستور توجد لدي الرئيس مخصصات سرية غير محدودة, وغير معلومة لأحد, وتبقي دائما في طي الكتمان, كما أن أحدا لايعلم ابدا حجم نفقات الرئيس واسرته سنويا, وحجم الوفورات التي تحققها الأسرة أو الديون التي تصيبها, كما أن أحدا لم يكن يعلن ابدا ماهو بالضبط عمل نجليه, وكيف يكسبان أرزاقهما, وهل تكفيهما هذه الاعمال ام انها لاتلبي احتياجاتهما, تم ان احدا لم يكن يعلم أي شئ عن طبيعة علاقاتهما بالناس وبرجال الأعمال, وبأجهزة الدولة وهل كانت لهما القدرة علي استدعاء الوزراء ورؤساء الوزراء للمثول بين يدي اي منهما ام لا؟! هل كان هناك احد في الدولة قادرا علي ان يقول لاي منهما لا ام أن هؤلاء المسئولين كانوا لايعرفون الا نعم وحاضر وأفندم. ا3ب بكل صراحة ليس من المنطق ان نظل نحاكم ونحقق مع عز والمغربي وجرانه والعادلي وهشام طلعت مصطفي وحسين سالم ورشيد, ثم لا نقترب أبدا من الذين مكنوا هؤلاء من وضع ايديهم علي كل هذه الاراضي, وتلك الاموال, وهذه المصانع وإلا فأين كانت مؤسسة الرئاسة وكل هذا النهب يجري علي قدم وساق؟ فإذا كانت لاتعرف, فهي اذن متهمة بالغفلة والتقصير الشديد الذي يصل إلي حد الاجرام في حق البلد وإذا كانت تعرف اوبرضاها, فماذا نضيف؟ في الواقع ان اجراءات التحقيق يجب ان تسير معصوبة العينين ولاتقف عند حد, وان تنطلق حتي تصل إلي خط النهاية, يجب ان نعرف ان ثورة يناير قد أثبتت ان قوة مصر الناعمة تستطيع ان تهز العالم باعمق كثيرا مما تهزه القنابل الذرية والطاقة النووية, ونحن نعتقد ان الانطلاق في عملية مكافحة الفساد ستكون اضافة قوية جدا لهذه القوة الناعمة, ونحن جميعا نعرف ان طه حسين وعباس العقاد وام كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ونجيب محفوظ ويوسف ادريس وامل دنقل وحسنين هيكل أبقي واقوي تأثيرا في العالم من حولنا من كل خطب عبدالناصر والسادات ومبارك مجتمعة, فهل هناك اضافة إلي هذه القوة الناعمة أعمق تأثيرا من تلك الناتجة عن مصر عندما تحاكم رئيسها وتتحقق من انه بريء أم مدان؟ لاحظ, ان مصر لم تشهد حملة لمكافحة الفساد علي هذا النحو من القوة والاتساع والعمق منذ عام..1952 ألا نستحق كشعب ان ننتهز الفرصة الحالية لنجعلها عملية حرث قوية حتي نجتث كل السموم من التربة لتصبح نظيفة ومسامية وقادرة علي اعطاء محصول جيد في المستقبل.. ألا نستحق هذا؟ | |
|