سيدي وزير الداخلية.. هل كان الطفل الشهيد بلال مندسا؟!!

سيدي وزير الداخلية.. هل كان الطفل الشهيد بلال مندسا؟!!

عمرو أبو بكر

أوّل ما سمعت إن وزير الداخلية هيتحاور مع خيري رمضان في برنامج "مصر النهارده"، قلت لازم أسمع الحوار كله، لأنه أكيد هيفتح فيه ملفات كتيرة وخطيرة، وهيجاوب عن أسئلة كتيرة تدور في عقل كل مصري خاصة مَن شارك في ثورة 25 يناير المجيدة، وهيحل ألغاز كتيرة زي لغز موقعة "الجحش"، وموقعة "المتحف"، وموقعة "كوبري قصر النيل"، وموقعة "شارع شامبليون"، والتي كانت تطلق على الأماكن اللي كان البلطجية بيحاربوا ويقتلوا فيها الشباب الثوار في التحرير.

وقلت برضه إنه أكيد هيقول لنا مين القناصة اللي كانوا بيضربوا المتظاهرين من فوق مجمع التحرير يوم 28 يناير، واللي قتلوا الشهيد البطل أحمد بسيوني علشان صورهم بالكاميرا بتاعته، ولّا القناصة اللي كانوا فوق فندق رمسيس هيلتون اللي كانوا بيضربوا المتظاهرين يوم الأربعاء الدامي.

قلت هيفسّر للشعب الموقف الغريب لعناصر الداخلية اللي انسحبوا مِن أماكنهم يوم 28 و29 يناير، حتى إن يوم السبت 29 يناير ماحدش شاف بدلة سودة واحدة في أي من شوارع القاهرة، مش بس في الشوارع والأقسام والمديريات، ده كمان في المواقع الأثرية زي المتحف وسقارة والأهرامات، طب دول هربوا، آسف "انسحبوا" لييييييه؟!! قلت أكيد وزير الداخلية الجديد هيقول لنا في حواره مع خيري رمضان عن كل ده..

وقلت أكيد هيقول لنا إيه كان دور أفراد الشرطة اللي كانوا لابسين مدني وسط المتظاهرين، وإيه حكاية القنابل المسيّلة للدموع اللي كانت منتهية الصلاحية، وإيه حكاية عربيات الشرطة المصفّحة اللي كانت بتدهس المتظاهرين، وإيه حكاية السيارة الدبلوماسية اللي قتلت وجرحت المئات.

فَضّيت نفسي، وحضرت المسجّل لتسجيل الحلقة علشان أفرّغها لما يخلص الحوار على طول، علشان أكتب تحليل علمي استراتيجي لتصريحات وزير الداخلية الجديد.

وكانت المفاجأة...

كأنك مافيش.. حالة من الصدمة أصابتني، ذهول تااااااااام، مش ممكن حد يكون في قدرات ذلك الرجل... فظييييييع، تحليل علمي إيه واستراتيجي إيه اللي ممكن يتكتب عن الحوار ده، هو إيه أصلاً اللي ممكن أكتبه تعليقًا على تصريحات الوزير ده، ده حبيب العادلي نفسه بكل فظاعاته لو كان طلع واتحاور معاه أي حد ماكنش هيقول الكلام اللي قاله محمود وجدي.

قال إيه بيقول: "التشكيلات المتعاملة مع المتظاهرين لا تملك رصاصا حيّا"؛ يعني اللي كان يضرب نار على المتظاهرين في ميدان التحرير كانوا مجرّد أشباح، وعلى رأي القذافي الواحد المفروض يؤمن بالسحر..

وقال إيه بيقول لك: "القيادة في الداخلية لم تتورّط في قتل المتظاهرين، ولو كانت تورّطت لما كانت النهاية بهذا الشكل"، وأن القيادات التي أقيلت ليس لأنها تورّطت في قتل المتظاهرين ولكن لأنه "كفاية عليها كده"؛ على حد تعبير وزيرنا الجديد.

وعن الرصاص اللي اتضرب على المتظاهرين من يوم 28 يناير وحتى 3 فبراير قال إيه ربما كان من سلاح شخصي يمتلكه بعض الضباط، وكانوا بيضربوا بيه على "عناصر تميل للعنف في المظاهرات؛ وهو ما اضطر الشرطة إلى أن تستخدم ضدهم الرصاص الحي بشكل فردي.. وهذه العناصر ليست هي شباب المظاهرات، ولكن عناصر دسيسة بينهم"؛ يعني الطفل بلال اللي عنده 10 سنين ده عنصر مندس، والشاب أحمد إيهاب كان عنصر مندس، وكمان الشاب مصطفى الصاوي وغيرهم وغيرهم من شهداء مصر الأشراف كانوا عناصر مندسة..

ومش هاقدر والله أكمّل التصريحات الجميلة اللي قالها وزير الداخلية في الحوار، كفاية إني سمعتها، ماعنديش مرارة أسمعها واكتبها كمان، اللي عاوز يقراها أهي موجود على "بص وطل" بعنوان: "وزير الداخلية: الشرطة لم تطلق الرصاص الحي إلا على المندسين.. وعناصر أجنبية في التحرير".

كمان مش عارف إزاي أعلّق عليها، وعلشان كده كتبت بالعامية، يعني أقول إيه بعد ما وصف اللي اضرب عليهم النار بأنهم عناصر مندسّة، يعني رجل القوات المسلحة العظيم الذي قدّم التحية العسكرية ببسالة واعتزاز لأرواح الشهداء والذي أراح قلوبنا جميعًا بهذه التحية المباركة، إنما قدّم التحية لمندسين كما يراهم وزير داخليتنا الجديد محمود وجدي..

أقول إيه بعد ما قال إنه ماكنش فيه شرطة بزي مدني وسط المتظاهرين، يعني اللي كانوا بيتمسكوا بكارنيهاتهم التي تدل على أنهم ضباط وأمناء شرطة في التحرير دول كانوا مش ضباط وشرطة ولا حاجة، ده إحنا بس نظرنا ضعيف ومشفناش كويس، أو أنها "كارنيهات مزورة"..

وأقول إيه بعد ما أعضاء اللجنة القومية لتقصّي الحقائق في أحداث ثورة ٢٥ يناير، عقب لقائهم ممثلي المنظمة العربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، صرحوا باكتشافهم لدلائل على إطلاق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين السلميين وغيرهم من المواطنين، واستهدف منطقة الرأس على وجه الخصوص، ودهس سيارات الشرطة المصفحة للمتظاهرين عمداً.

عاوز بس أفكّر وزير الداخلية الجديد، اوعى تكون فاكر إن إحنا في عهد مبارك ولّا حاجة، أحسن تكون ماتعرفش، يا سيادة اللواء حسني مبارك تنحّى، آه والله تنحّى، وتعرف يا وزير الداخلية الجديد عاوز أقول لك على خبر تاني، يوم 25 يناير اللي هو كان " عيد الشرطة سابقًا" قامت ثورة كبيييييييييييرة عملها الشباب وانضم ليها الشعب، وعلى فكرة يا سيادة الوزير الثورة دي نجحت، لأنها أجبرت مبارك على التنحّي.

يعني النظام السابق يا سيادة الوزير خلاص "بخ" بقى فاكس آخر حاجة، وبقى خلاص فيه ديمقراطية وحرية تعبير وكل حاجة حلوة كده، ماينفعش حد ييجي في النظام الجديد، ويقول للشعب أي كلام سيادتك.. خلاص ده معدتش ينفع، تقولنا بقى كان فيه ناس وحشين وسط المتظاهرين بينظموا المداخل والمخارج ومش عارف فيه ناس وحشة أجنبية كانت مندسة، خلااااااااااااااااااص مينفعش الكلام ده يتقال؛ لأن الثورة دي باركتها القوات المسلحة، يعني اللي يقول عنها كلام وحش يبقى هو اللي إييييييييييه... يبقى هو اللي وحش، وكمان يبقى ضد تصريحات المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي حيّت الثورة وحيّت شهداءها وقدمنا كلنا لها التحية على موقفها الشجاع ده.. وفي النهاية أعتقد إنك لازم تقدّم استقالتك؛ لأنك أهنت المصريين كلهم بتصريحاتك في برنامج مصر النهارده -واللي ظاهر إنك كنت فاكره مصر امبارح- وإحنا مش هنقبل حد يهينا أبدا أيًا كان موقعه.. مش كده ولّا إيه؟!!

منقوووول