قوائم العار ودم الشهداء
المتحولون المتلونون اللاعبون على كل الحبال يرفعون الآن شعارات تدعو للتسامح وأن يلعب الجميع فى الحديقة وكأن شيئا لم يكن، وكأن أحدا لم يسخر من دم الشهداء، ويقف فوق جثثهم هاتفا للنظام الساقط.
إنهم يمارسون الابتزاز والابتذال حين يقولون لا لمحاكم التفتيش، وكأن أحدا يعلق لهم المشانق فى الشوارع وميادين الثورة.
إنهم يمارسون اللعبة الوضيعة ذاتها بأكروبات استباقية ويصورون أنفسهم على أنهم ضحايا نزعة انتقامة ومزاج تصفوى أعقب نجاح الثورة، وهذه قمة الشطارة والفهلوة وأفخر أنواع النصب والتدليس الإعلامى، بحيث يفلتون من المحاسبة على جرائمهم فى حق الثوار والشهداء.
لا أحد ينصب محاكم التفتيش، أو يعلق المشانق، كل المطلوب أن يكون هناك حساب، على الأقل أدبيا، لكل الذين تطاولوا على ثورة الشعب، وتخرصوا على شبابها، واتهموهم بالعمالة والتكسب من النضال.
إننا أمام حالات صارخة وزاعقة لا تقبل الشك، فالذين جلبوا فتاة مجهولة ولقنوها كلاما ساقطا عن السفر إلى أمريكا والقبض والعودة بالأجندة لا يجب أن تمر فعلتهم الشنيعة بلا حساب، فإما أن الفتاة ارتكبت هذه الجريمة بالفعل وسافرت وعادت بالدولارات والخطط فتكون بذلك قد أقدمت على جريمة ترتقى إلى الخيانة والجاسوسية.. وإما أن الحلقة كلها كانت مصنوعة ومفبركة والكلام الذى رددته الفتاة كان تلقينا من القناة التى استضافتها، فنكون أمام جريمة إعلامية كاملة الأركان، لا تقل فى بشاعتها عن جريمة جلب فتيات لتمثيل دور داعرات وفتيات ليل فى مصر، وهى الجريمة التى أطاحت بمذيعة كانت ملء السمع والبصر قبل سنوات.
إن عشرات الآلاف من شباب الثورة يشتعلون بالغضب ويئنون من ألم عمليات النهش الإعلامى فى سمعتهم وشرفهم، أحد هؤلاء أرسل لى رسالة تفيض دمعا يستحلفنى بالله والوطن ألا يمر هؤلاء بجرائمهم ويقول فى رسالته «استحلفكم بالله بدم الشهداء التى أريقت غالية زكية أن لا تتركوا هؤلاء المتحولين لأنهم أخطر على ثورتنا من الشيطان نفسه فهم بالفعل حاشية فاسدة تستطيع أن تفسد أى نظام مهما كان.. أنتم أنتم وحدكم ومن خلال كتاباتكم ومن خلال ظهوركم فى وسائل الإعلام تستطيعون تحجيم هؤلاء وإجبارهم على أن يجلسوا فى الأماكن الوحيدة الصالحة لهم وهى (....)
استحلفكم بالله أن لا تتركوهم وهى كما قلت لكم ليست تصفية حساب بقدر الخوف من أن تختطف الثورة من هؤلاء......
من أدرانا أنهم لن يتحولوا ويركبوا موجة الثورة كما بدأوا الآن ثم يزين لهم شياطينهم تملق من سيحكم من الجيش لفترة انتقاليه ومن سيأتى من بعدهم ليزين لهم أنهم من أنقذوا البلد من الضياع وأن البلد ستغرق لو تركوها وأساليب حقيرة ملتوية عانينا منها لسنوات وسنوات وكنت أنت لها بالمرصاد..آن الأوان أن نتخلص من كل هؤلاء بأن يجبروا على الجلوس فى بيوتهم ليكتبوا مذكراتهم والتى إن كتبوها بصدق لجنوا منها الملايين لأننا فى تلك الحالة سنعرف فضائحهم جميعا».
انتهت رسالة الشاب الثائر، وهى واحدة من مئات الرسائل تتضمن قوائم العار وتطلب نشرها، وأظن أن كل بيت فى مصر الآن يعرف أسماءهم.