خبير: البصمات قادرة على تحديد هوية منفذ تفجير "القديسين"
السبت، 15 يناير 2011
البصمات قادرة على تحديد هوية الجناة بدقة البصمات قادرة على تحديد هوية الجناة بدقة
أكد الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أنه فى عالم البصمات لا مجال من الهروب مضيفا أن البصمات نعمة إلهية تدل على تواجد الإنسان فى مكان ما وتفيد فى الوصول للمجرمين، لافتا إلى أن هناك 10 أنواع، منها بصمة الحمض النووى "الدى إن ايه" التى أصبحت أحد الأدلة الرئيسية فى علم الطب الشرعى منذ عام 1984.
وقال بدران - فى تصريح له اليوم، السبت، بمناسبة استلام النائب العام تقرير الطب الشرعى بشأن معاينة جثث ضحايا حادث كنيسة الإسكندرية - إن العالم بدأ فى تطبيق تكنولوجيا التعرف على الأفراد من خلال فحص الحمض النووى "الدى إن ايه" لما تتميز به هذه البصمة الجينية من تفرد على مستوى الأشخاص حيث يحمل كل إنسان بصمة جينية خاصة به لاتتشابه مع أى أحد وباستخدامها يمكن التعرف على المشتبه فيهم.
وأضاف أن جزىء الحمض النووى "الدى إن ايه" موجود فى كل خلية من خلايا الجسم، ويعتبر سجلا شخصيا كاملا عن المعلومات الوراثية التى تحدد صفات الإنسان.. لافتا إلى أن كل خلية من خلايا الجسم البشرى تحمل البصمة الوراثية نفسها للحامض النووى ولا يوجد شخصان يشتركان فى الحمض النووى إطلاقا عدا التوأمين الناشئين من بويضة واحدة انقسمت لنصفين، رغم أنهما يختلفان فى بصمات الأصابع.
وأوضح أنه يمكن الحصول على البصمة الوراثية من أى مخلفات بشرية مثل اللعاب، الدم، الجلد، العظم، الشعر مهما كان صغر حجم هذه المخلفات، مشيرا إلى أن الحمض النووى يقاوم عوامل التحلل والتعفن لفترات طويلة تصل إلى عدة شهور.
وأشار استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إلى أن الـ"دى إن ايه" يفيد فى إثبات البنوة والأبوة و درجة القرابة فى قضايا الإرث كما يساعد فى التعرف على المجرمين ويوفر الدليل الكافى لتمييزهم عند التطابق مع أحد أنماط الحمض النووى بمسرح الجريمة للمجرمين المجهولين، أو بأنماط مخزنة فى قواعد البيانات الجنائية للمجرمين، أو أنماط المفقودين أو أقاربهم.
وقال إنه يمكن من خلال فحص اللعاب المستخدم فى لصق طابع البريد أو غلق خطاب التعرف على شخصية مرسله، وأكد أن ثورة البصمات تغلغلت فى حياتنا اليومية لدرجة أن بعض السيارات الحديثة أصبحت مزودة بأجهزة تتعرف على شخصية صاحبها من بصمات رائحة عرقه أو صوته أو وجهه، ولفت إلى أن عالم البصمات يشمل بصمات الأصابع ، المشى ، العرق ،الشعر، الصوت ، العين ، الوجه ، بالإضافة إلى البصمة الميكروبية ، والحرارية.
وأوضح أن لكل إنسان بصمات أصابع مميزة له لا يشاركه فيها أحد حتى لو كان توأمه المماثل وتفيد فى سهولة الإمساك بالأشياء ولولاها ما تمكن البشر من التقاط الأشياء بدقة، لافتا إلى أنه من الغريب أن شخصا من كل خمسين فى العالم ليس لهم بصمات أصابع وساهمت التقنيات الحديثة خاصة الليزر فى التعرف على البصمات الكامنة التى تتراكم طبيعيا على الأوراق أو الأقمشة بسبب العرق والدهون على أصابع اليد.
وأضاف أن العرب اشتهروا ببصمة المشى "اقتفاء الأثر" التى من الممكن أن تميز بين قدم الطفل وقدم الشاب وقدم الشيخ والأنثى والذكر .وعن بصمة العرق ، قال بدران إنها تميز الإنسان وتستخدمها الكلاب البوليسية فى التعرف على المجرمين، كما تتعرف الكلاب على قطعان الماشية التى تحميها وتتبعها وتستطيع بعض الكلاب شم ما تحت سطح الأرض إلى 40 قدما، مشيرا إلى أن مركز الشم عند الكلب أكبر من مثيله عند الإنسان 40 مرة مقارنة بالحجم، وأن الكلب المدرب يستطيع أن يميز بين رائحة توأمين متطابقين تماما وكذلك يمكنه تمييز الروائح حتى بالتركيزات الضعيفة جدا التى لا يستطيع البشر شمها.
وأوضح الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنه يمكن التعرف على الأماكن التى زارها الشخص منذ شهور من خلال بصمة شعره مما يكشف حالات الكذب عند إنكار التواجد فى مكان ما.
وأشار إلى أن الإنسان يفقد من 40 إلى 80 شعرة يوميا، كما يفقد الكثير من شعر المجرمين خلال الاحتكاك بالضحية نتيجة الاحتكاك أو التشبث أو الشد بشعر الجانى، ولذلك فمن الطبيعى البحث عن الشعر فى موقع الجريمة.
وقال إن تحليل عينات الشعر "الرأس أو الجسم" يفيد فى تشخيص التسمم بالرصاص أو الزئبق أوالزرنيخ أو معرفة أقارب الدم بالإضافة إلى أن الحمض النووى للشعر يفيد فى تحديد الشخص المشتبه به وتحديد الأبوة .
وأضاف بدران، أن للصوت أيضا بصمة وتستخدم البصمة الصوتية فى تأمين الممتلكات الخاصة وفتح الأقفال المغلقة أو أجهزة الكمبيوتر أو الخزائن الهامة أو الأبواب أو المصاعد الكهربائية، كما أن للعين بصمة تستخدم للتحقق من الشخصية ويتم حاليا تزويد ماكينات صرف النقود ببصمة "القزحية" للتعرف على العملاء من خلال بصمات عيونهم.
ولفت إلى أن هناك بصمة ميكروبية للإنسان تعتمد على'وجود 400 نوع من البكتيريا النافعة التى تستوطن الأمعاء وتحمى الإنسان من 100 نوع من البكتيريا الضارة وتختلف كمية وتركيب البكتيريا النافعة من إنسان لإنسان بصورة مميزة حسب عمر الإنسان ونمطه الغذائى وحالته المناعية، موضحا أن عدد هذه الميكروبات فى الشخص الطبيعى الذى لا يتناول المضادات الحيوية بصورة عشوائية يبلغ 100 بليون أما وزنها فيصل إلى 5ر1 كجم.
ونوه بأن البصمة الحرارية التى تعتمد على اعتبار الأجسام مصدرا للطاقة التى تقع فى حيز الأشعة تحت الحمراء وتستخدم كوسيلة للتمييز بين المصادر الإشعاعية يمكن الوصول إليها عن طريق التحليل الطيفى للمكونات الإشعاعية.
واعتبر أن كاميرات المراقبة الحرارية المعتمدة على الأشعة تحت الحمراء تستخدم البصمة الحرارية فى المراقبة وحراسة الطرق والحدود والسواحل، حيث تقوم برصد ومتابعة تحركات الأعداء والمجرمين والمختبئين والمفقودين وتحركات اللصوص من الآثار الحرارية التى تركتها أقدامهم على الأرض وتحديد فترة الاعتداء ومتابعة المسروقات.