اافتتاح أول متحف للتماسـيح بگوم أمبو قريبـا
اانتهي قطاع المصريات بالمجلس الأعلي للآثار من بناء اول متحف متخصص للتماسيح بكوم امبو والذي سيتم افتتاحه قريبا حيث يعرض فيه عدد كبير من التماسيح المحنطة والتي يرجع تاريخها للعصور الوسطي من الحضارة المصرية القديمة وتعبر هذه التماسيح عن الاله سوبك إله الفيضان والقوة والذي انتشرت عبادته في منطقة كوم امبوحيث كانت التماسيح توجد بكثرة في هذه المنطقة وكانت تهاجم من يقترب من النيل لذلك أراد القدماء استرضاءها خوفا من غضبها فقدسوها وعبدوها وقدموا لها القرابين وأقاموا لها معبدًا واعتبروها إلهاً وأطلقوا عليه اسم الإله سوبك، فقد كان الانسان المصري القديم يحب وطنه أرضاً وسماء وماء وضوء وزرعاً وحيواناً لذلك قدسوها وعبدوها لانهم اعتقدوا أنها أصحاب الفضل عليهم وأنها سبب الخير الذي يصلون له فيشكروها، وانهم اصحاب الشر الذين يتعرضون لها فيقدمون لها القرابين والولاء أملاً في رضاها وتجنب شرها لذلك بنوا للتمساح وهوالمعبر عن إلههم سوبك معبداً لعبادته...وقد أكد ذلك هيرودوت عندما قال " إن المصريين أكثر تقوي من سائر البشر ...يهتمون كل الاهتمام بالشعائر المقدسة ...فقد سبقوا شعوب العالم إلي إقامة الأعياد العامة والمواكب العظيمة "
اانشاء المتحف
وعن مشروع انشاء المتحف يحدثنا عطية رضوان - رئيس الإدارة المركزية لاثارمصر العليا والواحات - فيقول فكرة انشاء متحف متخصص معبر عن الاله سوبك كانت حقا فكرة رائعة وذلك لما مثله سوبك من أهمية كبيرة في الحضارة المصرية القديمة وخصوصا في منطقة كوم امبو والذي ازدهرت عبادته في العصور الوسطي من الحضارة المصرية القديمة وقد اكُتشف في حفائر المجلس الأعلي للآثار عام 1981 إلي عام 1983 علي جبانة كاملة للتماسيح المحنطة بها ما يقرب من 80 تمساحاً في مختلف أعماره في منطقة الشطب بكوم امبو لذلك تم عرض فترينه بها ثلاثة تماسيح بمعبد كوم امبو ولكن قرر الامين العام للمجلس الأعلي للآثار بضرورة انشاء متحف لعرض كل التماسيح وما له علاقة بالاله سوبك لما له من أهمية خطيرة وما شكله من معتقدات مهمة في تاريخ الحضارة المصرية ففترينه واحدة لا تكفي لعرض ذلك ومن هنا بدأ الاهتمام بإنشاء هذا المتحف عام 2008 وبدأ قطاع المصريات بجمع كل ما له علاقة في الاثار بالإله سوبك سواء في الفيوم أوالاقصرأوبكوم امبو وبذلك تم تجميع عدد كبير من المومياوات الخاصة بالتماسيح المحنطة في مختلف الاعمار والأحجام لعرضها بالمتحف بالاضافة إلي مجموعة كبيرة من التماثيل الحجرية للاله سوبك وانشاء مقبرة داخل المتحف كالمقبرة التي عثر بداخلها علي التماسيح في الشطب أي عرض نموذج لمقابر التماسيح.
ويضيف رضوان انه تم الانتهاء حاليا تماما من انشاء المتحف والعرض المتحفي له وهوجاهز للافتتاح فنحن الآن في انتظار اليوم الذي سيحدده سيادة الوزير الفنان فاروق حسني والامين العام د. زاهي حواس لافتتاح المتحف لاستقبال زواره الذين سيتمتعون كثيراً بما داخله من آثار مهمة وفهو يعتبر اول متحف من نوعه في العالم والذي وصلت تكلفة مشروع انشائه إلي 7 ملايين جنيه ، وقد جاء مشروع بناء متحف التماسيح ضمن مشروع تم تنفيذه لتطوير شامل لمعبد كوم امبوفقد تم تغيير مدخل المعبد ليصبح ناحية نهر النيل بدلاً من المدخل الموجود ناحية الجنوب من المعبد وذلك لتقريب مدخل المعبد للزائرين الذين عادة ما يأتوا من ناحية النيل ولذلك أيضا تم تطوير المنطقة الامامية علي شط النيل ومدها بجميع الخدمات المطلوبة لراحة السائحين من كافتيريات وبازارات وغيرها، وامداد المعبد والمتحف بجميع طرق المراقبة والإنذار للسرقة والحريق وتعيين الحراسة اللازمة علي مدار 24 ساعة
ويوضح عطيه أنه من ضمن مشروع التطوير هذا سيتم البدء قريبا في مشروع من أجل تخفيض منسوب المياه الجوفية أسفل معبد كوم امبو، فنظرا لقرب المعبد من نهر النيل بالاضافة إلي قربه من الأراضي الزراعية يجعله دائما معرضاً لخطر ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفله وما يحدثه من آثار لحوائط المعبد المهم والذي خصص لعبادة الاله حورس والاله سوبك
العرض المتحفي
وعن العرض المتحفي لمحتويات المتحف يحدثنا د. محمود مبروك مصمم متحف التماسيح ومستشار الامين العام للمجلس الأعلي للآثار للمتاحف فيقول التمساح كان شيء مهم بالنسبة للمصري القديم لذلك كان يهتم دائما بتحنيطه ومعاملته باحترام وتقديم له القرابين وتقديسه في منطقة كوم امبومع الاله حورس لذلك انشاء متحف للتماسيح ويعتبر اول متحف من نوعه خطوة رائعة واضافة جديدة لآثار المنطقة المهمة والتي يصل زوارها يوميا حوالي 2000 سائح وسيضم هذا المتحف 22 تمساحا محنطاً في فترينة واحدة ضخمة جداً مختلفي الاعمار حيث يعرض تماسيح كانت مازالت في مرحلة الجنين وتماسيح صغيرة وتماسيح كبيرة وكذلك مختلفة في الأطوال والتي تصل إلي حوالي 5.5 متر بالاضافة إلي عرض مجموعة آخري من التماسيح تصل لـ 32 تمساحا، كما انه سيتم عرض مقبرة للتماسيح يعرض من خلالها كيف كان يتم دفنها في مدافن من الطمي الجاف ، وعرض خمس مومياوات للتماسيح يتم من خلالهم عرض مراحل وكيفية تحنيط التماسيح والتي كانت تتم بنفس الدقة التي يتم اتباعها عند تحنيط الملوك أوالافراد عموما ودفنهم بالاضافة إلي عرض المحفة وهي عبارة عن ترابيزة من الخشب يوضع عليها التماسيح المحنطة ويقدم لها القرابين وتوجد داخل المقبرة كمقصورة خشبية .
ويضيف د. مبروك كما سيتم عرض عدد كبير من التماثيل أشهرها تمثال للإله سوبك وتمثالين من البازلت الأسود، وأربع لوحات خاصة بالاله سوبك اثنان منهما تم اخذهما من متحف الاقصر ولوحة رائعة لسوبك تم وضعها في مدخل المتحف، بالاضافة لعرض عدد كبير من بيض التماسيح تم اكتشافه ايضا، واسنان وعيون من الذهب كانت توضع للتمساح بعد تحنيطه وعيون من العاج المطعم بالكوارتز وحجر الإديستيان والاطار الخارجي من النحاس في تماثيل التماسيح.، وعرض مجموعة من التوابيت من الفخار التي كان يوضع بداخلها التماسيح