المهذب مدير المنتدى
عدد المساهمات : 3792 تاريخ التسجيل : 24/09/2010 الموقع : انا المصرى
| موضوع: لماذا لا يصدقون نتيجة الانتخابات ؟ الأحد يناير 02, 2011 5:34 am | |
| لماذا لا يصدقون نتيجة الانتخابات ؟ بقلم: حازم عبدالرحمن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في رائعة توفيق الحكيم يوميات نائب في الأرياف, يقول المأمور إنه يترك للناس حرية التصويت كما يريدون, ثم يلقي بالصناديق التي تضم أصواتهم في الترعة, ويضع محلها صناديق أخري مملوءة بأصوات وضعت بمعرفته لتصبح هي المعبر المعترف به عن إرادة الناس.
(1) كيف تكون الانتخابات حرة ونزيهة, في حين أن نتيجتها لم تكشف عن حجم وقوة المعارضة الفعلية الموجودة في المجتمع؟.. تخيل فقط, أن البرلمان الجديد لا يضم من الإخوان إلا واحدا فقط تحيط بظروف انتخابه شبهات كثيرة, بالرغم من أنها هي أقوي جماعات المعارضة في الشارع المصري؟.. ثم كيف لا يحالف النجاح شخصيات من نوع كمال أحمد, وحمدين صباحي, ومصطفي بكري وأبوالعز الحريري؟.. نحن لا ننكر أن أحزاب المعارضة, كالوفد والتجمع والناصري تعاني حالة ضعف وهزال سياسي, ولكن المشكلة تكمن في أن الناس لا تصدق هذا.. ويظهر ذلك بكل وضوح من مختلف ردود الفعل علي نتائج الانتخابات, ومنها الموقع الإلكتروني لـ الأهرام.. فقد أبرزت ردود فعل القراء علي المقالات التي دعت الناس إلي فهم أسباب الهزيمة المنكرة والكاسحة للمعارضة في الانتخابات رفض الناس القاطع لكل التفسيرات التي جري تقديمها لهم. ولعل لسان حالهم يقول: نحن لن نصدق هذه التفسيرات التي يقدمها الحزب الوطني, حتي يقبل ولو لمرة واحدة فقط الهزيمة في الانتخابات, ولسوف يكون ذلك لحظة فاصلة في تعامل المواطنين مع الدولة.. فبدلا من التعامل معها بشك, وعدم تصديق, سوف يبدأون في تقبل ما تقوله, بدليل أنها وافقت مرة علي هزيمة الحزب الوطني. فاستمرار الحزب الوطني في الفوز من انتخابات إلي أخري علي مدي23 عاما تقريبا, بلا انقطاع, يذكرهم بما فعله الاتحاد الاشتراكي والاتحاد القومي, وهيئة التحرير.. والأهم من كل هذا أن الناس واثقون من أن القيامة لن تقوم لو انهزم الحزب الوطني ولو مرة واحدة. (2) لماذا لا يصدق الناس أن نتيجة الانتخابات التي جرت, تعبر تماما عن إرادة الناس؟ هناك أسباب عديدة, منها أن جداول الناخبين في مصر تعاني من اضطراب وخلل فظيع.. فالناخب لا يعرف بسهولة لجنته بل إنه لا يستدل علي اسمه إلا بمشقة.. زد علي ذلك عدم استبعاد الأموات, والمسافرين خارج البلاد من هذه الجداول. أن تجميع كل هذه الأسماء, وتعديل الجداول مسألة بسيطة وليست معقدة, والأبسط منها إضافة أسماء كل من تبلغ أعمارهم الـ81 من أبنائنا إلي الجداول, لماذا توجد مشكلات إذن في جداول الناخبين؟.. هل يعقل أن الأندية الرياضية والنقابات المهنية والعمالية تستطيع أن تضبط وتدقق جداول أعضائها, في حين أن حكومتنا السنية لا تستطيع أن تنافس الأندية في ذلك؟.. ونتيجة لكل هذا الخلل والاضطراب, فإن الكثيرين لا يستطيعون أن يشتركوا في عملية التصويت حتي ولو أرادوا.. ولذلك فهم لا يصدقون ما يقال عن حكاية الانتخابات النزيهة أصلا بسبب تجاربهم المريرة معها. (3) هناك أيضا ما يتردد عن طريقة التصويت في لجان انتخابية كثيرة. فمثلا يجري التسامح مع كل المخالفات التي يرتكبها مرشح الحزب الوطني في أي لجنة أو دائرة, في حين يجري التعامل بأقسي مستويات التشدد مع أي مرشح معارض, حتي ولو كان ملتزما التزاما حرفيا بالقانون.. إلي جانب أن الدوائر المعروفة بوجود مرشحين لجماعة الإخوان تشهد تعنتا غير عادي من جانب جهات الإشراف, ابتداء من الشرطة والتي تصل في بعض الأحيان إلي حد منع الناخبين من دخول اللجان أصلا للتصويت, أضف إلي كل هذا, الظواهر المعروفة باسم تسويد البطاقات وتقفيل اللجان وضرب وإرهاب الخصوم في دوائر العصبيات في ظل تسامح ممن بيدهم الأمر والنهي. لكل هذا, لم يكن غريبا أبدا الأرقام التي تتردد أن نائبات الكوتة قد أحرزنها, فواحدة نالت086 ألف صوت, وأخريات نلن في المتوسط نحو053 ألفا أو أكثر. أرجوك فقط, فلنتصور أن مثل هذه الأرقام الغريبة حققتها نائبات علي طول المحافظات في الوجه البحري, في حين أن معظمهن لايعرفن مجرد أسماء المراكز وليس القري التي انتخبتهن؟.. ثم أين هي تلك المرأة المصرية التي تستطيع أن تدخل انتخابات علي مستوي محافظة بطولها وعرضها وتفوز فيها؟.. أرجوك لا تنس أن المرشح الثاني في انتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة لم يتعد إجمالي عدد الأصوات التي حصل عليها نصف المليون صوت تقريبا, إلي جانب أن كل المرشحين المتبقين وعددهم8 لم ينل أي منهم أصواتا تزيد علي ربع مليون صوت.. فهل هناك منطق في هذا؟ الواضح من ظاهر الأرقام المتداولة والتي أحرزها الكثيرون من مرشحي الحزب الوطني الفائزين في انتخابات مجلس الشعب أنها تثير من الشكوك وعلامات الاستفهام أكثر مما تعطي من إجابات.. فهل بعد ذلك يكون هناك أي دهشة من عدم تصديق الناس للنتيجة؟
| |
|