منتديات انا المصرى
أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً 829894
ادارة المنتدي أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً 103798
منتديات انا المصرى
أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً 829894
ادارة المنتدي أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً 103798
منتديات انا المصرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات انا المصرى....سياسى...اجتماعى....ثقافى...
 
الرئيسيةالتسجيلالبوابةأحدث الصوردخول

 نسال كل اعضاء وزوار منتدى انا المصري الكرام الدعاء لصاحب هذا المنتدى  الاستاذ المهذب رحمه الله وادخله فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنه , لنتعاهد سويا ان لا نضع في هذا المنتدى الا كل ما هو صالح ليجعل الله عمله في الدنيا موصولا بالاخرة ,,,جزاكم الله كل خير


 

 أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 20, 2010 10:38 am




أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً




الإثنين، 20 ديسمبر 2010 - 14:32
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


أحد أهم أحداث العام الحالى هو الإعلان فى إسرائيل بطريقة صريحة ومدوية عن نيتهم لإقامة الهيكل اليهودى مكان المسجد الأقصى، وهو ما أعلنوا عنه بوضوح عند افتتاحهم لكنيس "الخراب" بالقدس عبر الإشارة إلى نبوءة يهودية تتضمن أن إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى ستحدث عقب إقامة كنيس الخراب.

كالمعتاد تعامل العرب والمسلمون مع هذه التصريحات وكأنها مجرد كلام، حيث قامت ضجة إعلامية مؤقتة صاحبت التصريحات الإسرائيلية أثناء الاحتفالات بافتتاح الكنيس الشهير بالقدس فى منتصف مارس الماضى، ثم انشغلنا فى أنباء أخرى، بينما واصل الإسرائيليون تنفيذ مخططاتهم ضد المسجد الأقصى للتخلص منه وإقامة هيكلهم مكانه، والتى كانوا قد بدأوها خطوة خطوة تدريجيا وبلا ضجيج منذ احتلالهم للقدس عام 1967 ثم تسارعت حاليا وتيرة الخطوات بشدة.

إلى أى مدى وصل استهدافهم للمسجد الأقصى، وما هى درجة الخطر الذى يتهدد المسجد الأقصى اليوم.

هذا هو موضوع الكتاب الذى انتهت مؤخرا من كتابته الكاتبة الصحفية سهام ذهنى تحت عنوان "حرب المسجد الأقصى"، والذى يبدأ "اليوم السابع" فى نشره على حلقات لدق ناقوس الخطر من أجل الانتباه إلى الأهوال التى يتعرض لها المسجد الأقصى، التفاصيل..

نحن آخر من يعلم بأن خطوات خطيرة جدا وكبيرة جدا قد قطعها الإسرائيليون بالتدريج على طريق التخلص من المسجد الأقصى والاستيلاء على أرضه المقدسة لإقامة هيكلهم مكانه.
إنها الحقيقة.
ليست هناك أية مبالغة فى هذا.

أخطر ما توصلت إليه عبر الربط بين ما تقوم به إسرائيل تحت أرض المسجد الأقصى وفوق أرضه المباركة ومن حول المسجد الأقصى فى مدينة القدس، هو أن تلك الخطوات الإسرائيلية تتضمن تجهيزات قتالية لتنفيذ مخطط الاستيلاء على المسجد الأقصى بالقوة فى الوقت الذى يتطلب الأمر ذلك، دون توقفهم عن مواصلة استخدام وسائل عديدة ما زالوا يستكملون بواسطتها ما بدأوه خطوة خطوة ضد الأقصى منذ أكثر من أربعين عاما بمجرد احتلالهم للمدينة المقدسة، ومازالوا يقومون بالتطوير فيما اقترفوه ووضع اللمسات شبه النهائية عليه.

إنها معلومات أضعها أمام العرب والمسلمين إيمانا منى بأننا قادرون بإذن الله على الدفاع عن المسجد الأقصى حين يفيق الغافلون، وعندما تتوفر المعلومات أمام الغيورين على المقدسات فيتم استنهاض إرادة الأمة.

الحقائق التى لا غبار عليها تتضمن أن الإسرائيليين قد اجتازوا بطريقة الخطوة خطوة مسافات واسعة على طريق استيلائهم على كل أرض المسجد الأقصى بجميع ما تتضمنه من ساحات مكشوفة ومبان مسقوفة، سواء مبنى قبة الصخرة أو مبنى "الجامع القِبلى" المقام باتجاه القِبلة، والذى يخصه الكثيرون من العامة بتسمية "الأقصى" باعتباره المكان الذى يقف فيه الإمام، فى حين أنه يمثل هو وقبة الصخرة أجزاء من المسجد الأقصى، إلا أن الدعاية الإسرائيلية تحاول تشتيت الناس ليظن كل فريق أن أحد المبنيين هو المسجد الأقصى، والثانى ليس كذلك. بينما الحقيقة هى أن كلا منهما يمثل جزءاً من المبانى المسقوفة على أرض المسجد الأقصى، حيث أن المسجد الأقصى هو كل ما تضمه المساحة المتسعة بداخل سور الأقصى التى يتم الدخول إليها عبر بواباته، مثلما هو الحال فى المسجد الحرام بمكة حيث كل المساحة التى يتم دخولها عبر البوابات تشكل المسجد الحرام.

فالإسرائيليون يريدون الاستيلاء على كامل الأرض التى يسميها العامة "الحرم القدسى"، بينما الاسم الصحيح لكل هذه المساحة بما فيها من المبنيين السابقين ومصليات مسقوفة تحته وعديد من المدارس الدينية عند أسواره وأسبلة وقباب ومبان أخرى متفرقة وآبار، وبالطبع كل ما يتضمنه من ساحات مفتوحة وخضرة وأشجار هى بأكملها تمثل "المسجد الأقصى".

هدف إسرائيل هو الاستيلاء على هذه المساحة بأكملها والتخلص من كل ما فوقها، سواء قبة الصخرة أو الجامع القبلى الذى يسميه البعض "الأقصى" ـ كما قلنا ـ أو أى بناء آخر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لكن بالمناسبة هم لا يتحدثون عن هذه المساحة فى صحفهم ومراجعهم ونشراتهم السياحية إلا باعتبار أن اسمها هو "جبل الهيكل"، كنوع من تأكيد رفضهم لوجود المسجد الأقصى بكل مكوناته فوق هذا الجبل الذى من المفروض أن اسمه هو جبل "موريا" (ومعناه الجبل المُختار).

{كل المساحة بداخل السور هى جزء من المسجد الأقصى، وقد امتلأت هنا بالمصلين}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هم يريدون المساحة بأكملها خالية تماما، من أجل أن يعيدوا تقسيمها لإقامة أهم مكان للعبادة عندهم، والمعروف باسم "الهيكل"، حسب طراز معين قاموا بعمل "الماكيت" أو المجسم الخاص به طبقا لما يزعمون أنه التصميم الذى كان مقاما لأجدادهم منذ حوالى ثلاثة آلاف عام فوق هذه المساحة على اتساعها.

{مجسم (ماكيت) للهيكل بالساحات من حوله والأسوار تحيط بالمكان}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هم الآن بمنطق الخطوة خطوة ينثرون من حين إلى آخر كلاما حول أن ما يريدونه من المسجد الأقصى هو جزء محدود من "الساحات" الخالية، وهو أمر مرفوض من المسلمين، ليس فقط بسبب أننا قد تعلمنا من التجارب معهم أن هذه هى عادتهم فى أن يضعوا لهم قدماً على جزء ثم يتمددوا منه ليستولوا على كل المكان، مثلما حدث فى المسجد الإبراهيمى، ومثلما حدث من قبل مع حائط البراق الذى حولوه إلى حائط المبكى، ولكنه فى الوقت ذاته أمر مرفوض بشدة لسبب أهم، وهو أن الساحات جزء من المسجد الأقصى، وواجبنا كمسلمين هو أن نتمسك بكل من المبانى والأرض المقامة فوقها المبانى، وبالمساحات التى من حول المبانى داخل السور، فجدران المبانى بكل ما تمثله فى عيوننا من عمارة إسلامية شامخة، وهى جزء من تراثنا المعمارى الذى له مكانة كبيرة فى نفوسنا، إلا أن الأرض بأكملها هى التى لها المكانة المقدسة الأكبر فى وجداننا الدينى، لأنها هى أرض المسجد الأقصى الذى صلى فيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالأنبياء خلال رحلة الإسراء.

والصخرة التى أقيمت فوقها القبة الذهبية هى نقطة الانطلاق التى عرج منها حبيبنا صلى الله عليه وسلم فى الليلة نفسها خلال المعراج إلى السموات العلا، إلى سدرة المنتهى، إلى جنة المأوى.

كما أن هذه الأرض هى الموضع الذى أقيم فيه المسجد الأقصى الأصلى بعد أن أقام "سيدنا آدم" المسجد الحرام فى مكة.

فطبقا للحديث النبوى الشريف، فإن المسجد الأقصى قد أقيم بعد أربعين سنة من إقامة المسجد الحرام فى مكة. وقد حمل المسجد اسم "الأقصى" باعتباره بعيدا عن المسجد الحرام بمقاييس ذلك الزمان.

مر الزمان، ثم ذهب سيدنا إبراهيم إلى البقعة التى كان المسجد الحرام موجوداً فيها مهدما بفعل السنين، وطبقا للقرآن الكريم جاء قول الله سبحانه وتعالى "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُريَتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ"، باعتبار أن البيت المحرم كان موجودا منذ أيام سيدنا آدم، بالتالى من قبل سيدنا إبراهيم.

أما الذى قام به سيدنا إبراهيم بعد أن كبر ابنه سيدنا إسماعيل فهو رفع قواعد كانت مازالت موجودة من البيت طبقا لقول الله تعالى "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل".

وهذا معناه أن المسجد الحرام وبالتالى المسجد الأقصى كان موجودا، ليس فقط من قبل سيدنا سليمان، وإنما أيضا من قبل سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء.

بالتالى فليكن هذا المكان قد أقام فيه اليهود هيكلا لهم أو يكن الرومان قد أقاموا فيه معبداً لعبادة ما كانوا يعتقدون فيه، إلا أن المسجد الأقصى منذ عهد سيدنا آدم هو الأصل، والمسجد الأقصى الحالى هو تجديد للمسجد الأقصى الأصلى.

وفى رحلة الإسراء ذكر الله سبحانه وتعالى بنص القرآن الكريم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أسرى به تحديدا إلى "المسجد الأقصى"، بالتالى فالأرض التى يمثلها المسجد الأقصى هى بأكملها مقدسة عند المسلمين سواء بالساحات الفسيحة أو بالمبانى العريقة التى أقامتها الدولة الإسلامية فيما بعد. فبمجرد فتح القدس ذهب سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى المكان الذى وصفه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بأنه المسجد الأقصى، فوجده عبارة عن هضبة متسعة مهملة، فأمر بتطهير المكان بأكمله باعتباره مسجدا مفتوحا، كما سأل عن اتجاه القبلة، وفى الحال أمر بإقامة بناء مسقوف عند بداية اتجاه القبلة كى يقف فيه الإمام، والعدد الذى يستوعبه من المصلين، على أن تتواصل صفوف المصلين فى الساحة المفتوحة باعتبارها المسجد المفتوح الذى يتم الاستدلال فيه على القبلة من خلال الجامع القبلى المقام باتجاه القبلة جنوب المسجد الأقصى.

وكان هذا البناء المتواضع هو النواة فى كل أرض المسجد الأقصى، حيث كان قد تم الاكتفاء فى زمن سيدنا عمر بن الخطاب بتطهير الأرض وإقامة المبنى المتواضع، لأن الأولوية للنفقات فى بداية الفتح الإسلامى كانت مخصصة للجيوش. ثم حين استقرت الدولة الإسلامية حان وقت الإنفاق بصورة أكبر على إعمار المقدسات فأقيمت قبة الصخرة بهيئتها الباذخة، وتم تجديد الجامع القبلى الذى كان قد أقامه سيدنا عمر بن الخطاب حيث تم التعامل معه عند البناء كنوع من التعلية للأرض، بسبب أن هذا الجزء من الجبل أو الهضبة أقل ارتفاعا من الجزء الذى فيه قبة الصخرة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت هناك مصليات غير ظاهرة تحت أرض الجزء الجنوبى للمسجد الأقصى، أحدها هو الأقصى القديم تحت الجامع القبلى، والثانى هو المصلى المروانى تحت الساحة الجنوبية الشرقية التى تبدو فى عيون من ينظر للمكان وكأنها مجرد مساحة خالية، وكذلك مصلى البراق الذى يتم النزول إليه تحت الساحة الجنوبية الغربية، وقد كان له باب آخر من ناحية حائط البراق يحمل اسم باب البراق أو باب النبى باعتبار أنه المدخل الذى دخل منه الرسول صلى الله عليه وسلم فى ليلة الإسراء والمعراج.

وهذه الأجزاء المختفية من المسجد الأقصى كان الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى قد بادر بتجديد جانب كبير منها خلال التسعينات عبر مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات، وبإشراف الأوقاف الإسلامية، وبجهود أعداد هائلة من المتطوعين. وكان هذا التجديد بمثابة عملية صيانة غير مسبوقة للمكان أغاظت سلطات الاحتلال بشدة وقتها، فقررت تلك السلطات منذ ذلك الوقت منع دخول مواد البناء أو القيام بأية تجديدات فى مختلف أجزاء المسجد الأقصى، والسبب معروف وهو أن إسرائيل تخطط للسيطرة على المسجد الأقصى بكل محتوياته الظاهرة والشهيرة منها، وأيضا غير الظاهرة، والتى لا يعرف الكثيرون شيئا عنها.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{الصلاة فى ساحة المسجد الأقصى، من خلفهم قبة الصخرة ومن أمامهم الجامع القبلى باتجاه القبلة}
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{قبة الصخرة وعلى امتدادها الجامع القبلى المقام فى اتجاه القبلة، ولا بد من التأكيد على أن كلاهما مع كل ما بينهما وما حولهما يمثل المسجد الأقصى}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{هذا الدرج يؤدى إلى الأقصى القديم الموجود تحت الجامع القبلى}

{وهنا الأقصى القديم من الداخل، تحت الجامع القبلى}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{هذه الدرجات تؤدى إلى المصلى المروانى تحت الساحة التى تبدو فارغة فى الجزء الجنوبى الشرقى من المسجد الأقصى}


{داخل المصلى المروانى تحت أرض المسجد الأقصى}
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{المصلى المروانى عامرا بالمصلين}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


{باب الدرج الذى يؤدى إلى "مصلى البراق" تحت أرض المسجد الأقصى}
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{مصلى البراق من الداخل وحاله يوضح تعنت إسرائيل التى تمنع الترميم فى المسجد الأقصى}
.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بقى جزء آخر من أجزاء المسجد الأقصى من المفيد أن نشير إلى أمور تتعلق به قبل الانتقال إلى النقطة التالية. هذا الجزء هو الصخرة التى أقيمت فوقها قبة الصخرة الذهبية الشهيرة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{الصخرة التى عرج منها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماوات العلا، وهى الصخرة التى أقيمت فوقها قبة الصخرة الذهبية الشهيرة}

فالكل يعلم أنها هى الصخرة التى عرج منها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السماء، إنما الكثيرون لا يعلمون أن تحت هذه الصخرة يوجد كهف صغير يتم النزول إليه عبر درجات فى فتحة من الناحية الجنوبية للصخرة، أما ارتفاع سقف هذا الكهف فهو ثلاثة أمتار، كما توجد فى هذا السقف فتحة اتساعها متر، وقد تم المحافظة على الجدران الصخرية للكهف بحالته الأصلية، مع فرش الأرضية لأداء الصلاة فيها.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{عبر درجات قليلة يتم النزول من الصخرة التى أقيمت فوقها القبة الذهبية إلى هذا الكهف الذى تم المحافظة عليه بحالته الصخرية الأصلية}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{سقف الكهف تحت الصخرة به فتحة اتساعها متر}

{يزعم اليهود أن صخرة المعراج التى أقيمت فوقها قبة الصخرة هى قدس الأقداس لهيكلهم، لذلك يقدسون المكان جدا، وهو أهم جزء يريدون الاستيلاء عليه فى المسجد الأقصى}
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما لماذا الحرص على ذكر هذه التفاصيل هنا فهو لأن اليهود يقدسون هذا المكان جداً، ومن أجل هذا تهتم دعايتهم بتضليل المسلمين، وإشاعة أن قبة الصخرة ليست جزءاً من المسجد الأقصى، ويشيعون أيضا أن الجامع القبلى فقط هو الذى يمثل المسجد الأقصى كى يبعدوا اهتمام المسلمين عن قبة الصخرة بسبب أن اليهود أنفسهم هم الذين يريدون الاستيلاء عليها أكثر من أى جزء آخر فى المسجد الأقصى، لأن هذه الصخرة المشرفة طبقا لمعتقداتهم هى الصخرة التى كان سيدنا إبراهيم على وشك القيام بذبح ابنه سيدنا "إسحاق" تنفيذا لرؤية رآها، حيث يعتقد اليهود أن الذبيح فى القصة الشهيرة التى يسترجع المسلمون أحداثها فى كل عام خلال الحج إلى بيت الله الحرام بمكة، يعتقد اليهود أن الذى كان على وشك الذبح ليس سيدنا إسماعيل، وإنما هو سيدنا إسحاق، وأن أحداث القصة قد جرت فى القدس على الصخرة المشرفة، مما يجعل لها مكانة كبيرة فى عقيدتهم، خاصة وأنهم يزعمون أنها كانت تمثل موقع قدس الأقداس داخل هيكلهم عند إقامته منذ ثلاثة آلاف عام حسب ما يقولون، وهذه المعلومات عن أهمية الصخرة طبقا لعقيدتهم، هى أمور تفسر السبب الذى من أجله حرص اليهود على تشويش المعلومات عند المسلمين، ونشر ما يتضمن أنها ليست هى المسجد الأقصى على الرغم من أن القبة والصخرة والمغارة التى تحتها هى كلها بالفعل جزء من المسجد الأقصى.

كذلك أيضا فإن كل ما تحت أرض المسجد الأقصى من الآبار التى يصل عددها إلى حوالى 25 بئراً للمياه العذبة، وكذلك الأحواض وممرات المياه القديمة التى كان يتم نقل المياه عبرها فى فترات سابقة هى كلها من المفروض أنها أجزاء مرتبطة بالمسجد الأقصى.

بالتالى فليس من حق إسرائيل كسلطة احتلال أن تحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى.

لقد أقام الإسرائيليون الدنيا بسبب أن الفلسطينيين قد حفروا أنفاقا تحت الحدود المصرية مع غزة لنقل احتياجات القطاع بسبب حصار الاحتلال لهم، ولابد أن نعمل نحن أيضا على تحريك الدنيا ضد الأنفاق التى ينتهكون بها حرمة المسجد الأقصى المبارك، ويقيمون كنسا يهودية بداخل تلك الأنفاق ويؤدون فيها صلاتهم اليهودية تحت المسجد الأقصى، وذلك ضمن مخططاتهم التى نفذوا أجزاء كبيرة منها تحت وفوق ومن حول أرض المسجد الأقصى.


{فى نفق حفره الإسرائيليون تحت المسجد الأقصى وحولوه إلى كنيس يهودى يؤدون فيه الطقوس التلمودية}

وكلها أهوال يجب أن يفيق المسلمون ويدركوا حجمها كى يتحركوا لمواجهتها، عبر المحاور الثلاثة التى نفذ وينفذ فيها الإسرائيليون خططهم المدروسة: (1) تحت أرض المسجد الأقصى (2) وفوق أرضه (3) وحول أرضه.

فمن مجموع الخطوات عبر المحاور الثلاثة بعد الانتهاء من تنفيذها يتحقق لهم ـ والعياذ بالله ـ التخلص من المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم مكانه.

وإذا كانت كتابات عديدة قد استهلكت صفحات طويلة لنفى وجود الهيكل فى التاريخ القديم أصلا، أو للتشكيك فى أنه كان موجودا مكان المسجد الأقصى، وكتابات أخرى عديدة قد اهتمت بمناقشة نتائج الاكتشافات الأثرية التى يزعم بعض الرسميين فى إسرائيل أنها تعود إلى زمن الهيكل، بينما ينفى الكثير من العلماء، ومنهم علماء غربيون وإسرائيليون، العثور ماديا على ما يؤكد أموراً متعلقة بالهيكل، فإننا هنا لا نريد أن نغرق فى مثل هذه المناقشات حول ما كان فى الماضى، ولا الغرق فى نفى أو إثبات تفاصيل ما نتج عن الحفائر الإسرائيلية فى الحاضر.

فما نحرص هنا على البحث حوله هو الحال الذى صار الآن أمرا واقعا بالفعل، كى نتعرف على ما قاموا بتنفيذه فى غفلة منا، من أجل أن ننتبه ونتحرك على الأرض مثلهم.

فلقد وضعوا الخطط، وهى ليست خططا شكلية ولا خططا عشوائية، إنما خططا مدروسة، ونفذوا فعليا الكثير جدا مما تم وضع الخطط له، تحركوا بالطريقة نفسها التى جربوها من قبل، والتى تتضمن تنفيذ خطط تدريجية تفرض أمرا واقعا جديدا على الأرض (كعادتهم)، وذلك عبر عدة محاور توصل جميعها فى النهاية إلى الهدف الذى يريدونه. فباستخدام هذه الطريقة لم تكن هناك "إسرائيل" منذ 62 عاما، ثم صارت.

أما الذى يفعلوه ضد المسجد الأقصى على المحاور الثلاثة على مدى أكثر من أربعين عاما منذ احتلالهم للقدس عام 1967، فيمثل كل منه نبأ عظيم كان لا بد فى حينه من قطع أية أنباء أخرى لبثه بصورة عاجلة، مع الحرص على البحث حول تفاصيله كى يتصدر الأنباء الرئيسية لنشرات الأخبار، والصفحات الأولى فى صحف البلاد العربية والإسلامية، لكن ما تم بدلا من ذلك هو إغراق الناس فى لهو لا طائل من ورائه أو فى أمور تزيدنا فرقة وتشتتا وتشمت فينا الأعداء.

الحلقات نقرأ فيها :

ــ اليهود بدأوا بالفعل يؤدون الصلاة اليهودية تحت المسجد الأقصى.

{فى نفق حفره الإسرائيليون تحت المسجد الأقصى وحولوه إلى كنيس يهودى يؤدون فيه الطقوس التلمودية}
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ــ رحلات سياحية وعرض للصوت والضوء فى أنفاق تحت أولى القبلتين يقومون بتلقين الأجانب فيها "بالتزوير" أن المسجد الأقصى من حق اليهود:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{تحت المسجد الأقصى بعد الانتهاء من تجهيزات الإضاءة}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{فى أحد الأنفاق شاهقة الارتفاع تحت المسجد الأقصى}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{ تم توفير الدعامات التى احتاجتها بعض الأنفاق، كما تم توفير أنواع عديدة من وسائل التهوية}

ــ استعدادات قتالية إسرائيلية ضد الأقصى منها: نفق يحفرونه من المستوطنات حول مدينة القدس يصل من تحت الأرض إلى المسجد الأقصى، وطريق عسكرى يؤدى إلى بوابة المغاربة أحد أبواب المسجد الذى استولت إسرائيل على مفاتيحه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عرض سريع لملامح من الكتاب
الذى سيتم نشره مسلسلا على موقع "اليوم السابع"
مع فيديو عن بعض الأنفاق التى تم تجهيزها بالفعل تحت المسجد الأقصى

يسجل الكتاب إلى أى مدى وصل الإسرائيليون فى تنفيذ مخططاتهم للتخلص فعليا من أولى القبلتين، وذلك على ثلاث محاور تتضمن تحت المسجد الأقصى، وفوق أرضه، وكذلك من حوله فى مدينة القدس.

من هذه الأهوال تحت أولى القبلتين ترصد الحلقات أن الأنفاق التى حفرتها وتواصل إسرائيل العمل فيها تحت المسجد الأقصى لم تعد تقتصر على الفكرة المتداولة حول أن سلطات الاحتلال تقوم بحفرها بحثا عن هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى، فقيام إسرائيل بتزوير نتائج الحفريات لمحاولة التأكيد على أحقيتهم فى أرض المسجد الأقصى هى مرحلة قد تجاوزتها إسرائيل بمراحل.

ــ فالآن تحت المسجد الأقصى توجد كنس يهودية يتم فيها بالفعل أداء الصلوات اليهودية.
ــ وتحت المسجد الأقصى الآن أنفاق سياحية يتم الإعلان عنها عبر مختلف أنحاء العالم، ويزورها الأجانب فى جولات سياحية يشرح لهم خلالها المرشدون السياحيون الإسرائيليون أنهم يتجولون فى أنفاق تحت الأرض التى أقام عليها المسلمون المسجد الأقصى فى المكان الذى كان هيكلهم مقاما فيه حسب ما يزعمون، ويختتمون الرحلة مع السائحين بعرض يشير إلى ضرورة إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.
ــ وتحت المسجد الأقصى أيضا يقدم الإسرائيليون عرضا للصوت والضوء داخل أحد الأنفاق الموصلة إلى قاعة متسعة، يتحدثون خلاله عن تاريخ اليهود فى فلسطين وما يتضمنه من أنهم كانوا يتعبدون فى الهيكل الذى أقام فوقه المسلمون المسجد الأقصى، وهى قصة يشاهدها الأجانب عبر أحدث التقنيات المتطورة للضوء والتوزيع الموسيقى. وهذه الجولة أطلق الإسرائيليون عليها "قافة الأجيال العبرية" التى تنتهى بأن تتويج ما يسمونه بالتاريخ اليهودى سيكون عبر بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.
ــ الأخطر من كل هذه المخاطر الدعائية هو أن الأنفاق الحالية تحت المسجد الأقصى قد تجاوزت خطورتها هذا الجانب إلى جانب آخر أخطر، هو أنها تتضمن استعدادات لاستخدامها فى القتال والتخلص من المسجد الأقصى وإقامة الهيكل بالقوة، حيث إن أحد هذه الأنفاق يمر من تحت المسجد الأقصى ثم يستمر النفق تحت الجزء الجنوبى من القدس، والذى توجد فيه قرية "سلوان" التى يتكرر اسمها فى وسائل الإعلام، حيث تطرد إسرائيل سكانها العرب لأن بيوتهم مقامة فوق الأرض التى يمر تحتها النفق الذى يصل من تحت المسجد الأقصى إلى المستوطنات الإسرائيلية فى جنوب مدينة القدس، ولما كانت المستوطنات الإسرائيلية تطوق مدينة القدس من كافة الجهات، ولما كانت كل تلك المستوطنات موصولة ببعضها البعض عبر شبكة من الطرق، بالتالى فإن المستوطنين من جميع المستوطنات يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى من تحت الأرض، عبر النفق، دون أن تطولهم حجارة المقدسيين الذين يدافعون وحدهم عن المسجد الأقصى.

ــ أما المحور الثانى للخطوات التى تتحركها إسرائيل فهو ما يحدث من اليهود فوق أرض المسجد الأقصى، حيث ترصد الحلقات تطور المواقف الإسرائيلية من قضية الدخول وأداء الصلاة اليهودية داخل المسجد الأقصى نفسه (مع تحديد ما هو المقصود بالمسجد الأقصى حيث إنه هو كل المساحة التى داخل السور التى يطلق العامة عليها الحرم القدسى)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{المسجد الأقصى هو كل ما فى داخل السور من مبان وأشجار وساحات، مع ملاحظة أن الساحات فى هذه الصورة ممتلئة بالمصلين}

كما يتضمن هذا المحور توضيح للفكرة المرحلية الإسرائيلية التى تهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود مثلما فعلوا فى اقتسام المسجد الإبراهيمى من قبل للاستيلاء عليه خطوة خطوة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{حذاء الاحتلال فوق أرض المسجد الإبراهيمى}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{مجندات إسرائيليات داخل المسجد الإبراهيمى}


مع تناول لما يعتقده اليهود حول أن تخلصهم من المسجد الأقصى وإقامة الهيكل يجب أن تسبقه إشارات، تتمثل أهمها فى ظهور بقرة حمراء، وأن ظهور هذه البقرة كما يزعمون هى أهم إشارة على أن أوان إقامة الهيكل قد حان.

ــ أما المحور الثالث الذى يتحرك فيه الإسرائيليون ضد المسجد الأقصى فيتمثل فيما يقترفونه حول المسجد الأقصى، وخاصة ما يفعلونه ضد المقدسيين للتخلص منهم عبر هدم البيوت، والطرد، وسحب الهويات، وفرض الضرائب الباهظة على أصحاب المحلات، حيث إما الدفع أو الحبس أو البيع الذى يتم فيه طرح أسعار خيالية لإغراء المقدسيين على البيع الذى يستوجب منا كعرب ومسلمين تقديم المساندة لهم لإنقاذ المدينة المقدسة من التهويد، خاصة وأن الوجه الآخر للتخلص من المقدسيين يتمثل فى إقامة المزيد من المستوطنات حول مدينة القدس، وإقامة المزيد من البؤر الإستيطانية بداخل الأحياء الإسلامية نفسها، وهى أمور تصب كلها فى التجهيزات الإسرائيلية على طريق إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى.
لقد حذر المقدسيون طويلا من أن الأقصى فى خطر متحملين وحدهم شرف الدفاع عنه بصدورهم العارية، ولقد آن الأوان لأن نمد جميعا أيدينا للدفاع عن مسرى نبينا وأرض المعراج إلى السموات العلا، إلى سدرة المنتهى، إلى جنة المأوى.
وربما تصبح هذه الحلقات، أول الغيث.

الحلقات تتضمن فيديوهات مذهلة تم تصويرها فى الأنفاق تحت المسجد الأقصى، مع شهادات إسرائيلية على مخططهم لإقامة الهيكل اليهودى مكان المسجد الأقصى واستعداداتهم التى جهزوها بالفعل للتنفيذ بمجرد إعطاء إشارة البدء.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 8:31 am




ننشر الحلقة الثانية من الكتاب القنبلة "أهوال ضد المسجد الأقصى".. حكومات إسرائيل المتعاقبة أنشأت ثلاثة كنس تحت محيط المسجد تمثل الهيكل اليهودى الثالث وبه "قدس الأقداس" الذى لا يدخله إلا الحاخام الأكبر



الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010 - 15:55

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] المسجد الأقصى


يؤدى اليهود الصلاة اليهودية تحت أرض المسجد الأقصى فى ثلاثة كنس هى: كنيس "مقابل قدس الأقداس"، وهو يحمل هذا الاسم باعتباره موجوداً بالقرب من أسفل قبة الصخرة التى يعتبرون أنها كانت حسب زعمهم موقع "قدس الأقداس" بالهيكل اليهودى، وكنيس "قنطرة ويلسون" تحت المدرسة "التنكزية" التى هى جزء من المسجد الأقصى.

أما الكنيس الثالث فهو كنيس أقاموه مكان "مصلى المدرسة التنكزية" نفسه، وهذه المدرسة جزء من المسجد الأقصى، إنما تتميز بأن لها بابا من ناحية حائط البراق من خارج المسجد، ولها فى الطابق الأعلى باب يؤدى إلى المسجد الأقصى، وهم يدخلون حاليا من الباب الخارجى، إنما يجهزون فى الوقت ذاته لكى يحتل الكنيس الطابق الأعلى أيضا. هذا أمر لا يمكن تصديقه، لكنه الحقيقة الواقعة على الأرض.

وإذا اقتربنا لنقل بعض التفاصيل حول الكنس الثلاثة نستطيع أن نشير إلى ما يلى:
الكنيس المعروف باسم "مقابل قدس الأقداس" تعود تسميته لأنه قريب جداً من الأرض التى تحت صخرة المعراج التى عرج منها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء خلال ليلة الإسراء والمعراج، وهى الصخرة التى أقيمت فوقها القبة الذهبية الشهيرة، وهى الصخرة التى يعتبر اليهود أنها قدس الأقداس بالنسبة لهم فى الهيكل.

على أية حال فلأن قدس الأقداس طبقا لعقيدتهم لا يدخله سوى الحاخام الأكبر، لذلك فقد حرصوا عند اختيار مكان الصلاة لهم فى كنيس "مقابل قدس الأقداس" تحت أرض المسجد الأقصى، حرصوا على ألا يجعلوه تحت قبة الصخرة، وإنما بالقرب فقط منها لكى لا يدخلوا إلى قدس الأقداس باعتبار أن دخولهم إليه محرم على اليهود العاديين.

وهذا الكنيس كانت مؤسسة الأقصى قد فضحت قيام الحكومة الإسرائيلية بتجهيزه قبل افتتاحه بحوالى عام، إلا أن الحكومة الإسرائيلية وقتها قد رفضت الاعتراف بحقيقة تجهيز هذا الكنيس، إلا أنها قد عادت وأعلنت عن وجوده بعد الانتهاء منه، حيث تم افتتاحه فعليا عام 2007.

وكثير من المسلمين لا يعلمون شيئا عن هذا الكنيس، على الرغم من أن الزعماء الدينيين المقدسيين قد أفزعهم أن يتم هذا الأمر المهول دون أن يعلم المسلمون به فحرصوا بمجرد أن اكتشفوا التجهيزات لهذا الكنيس أن يعملوا على توصيل المعلومة للعرب كى يتحركوا، وبالفعل قام وقتها وفد من علماء القدس وعلى رأسهم الشيخ عكرمة صبرى خطيب المسجد الأقصى بزيارة للقاهرة حاملين مذكرة كتبها الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطينى تضمنت المعلومات المتعلقة بهذا الكنيس تحت المسجد الأقصى، كما تضمنت معلومات عن العديد من الحفائر الإسرائيلية الأخرى تحت المسجد الأقصى أيضا، وقاموا بتسليم المذكرة إلى كل من شيخ الأزهر، وإلى الأمين العام لجامعة الدول العربية وكذلك إلى مندوبى الدول العربية بالجامعة.

ــ وماذا حدث بعد تسليم هذه المذكرة إلى مندوبى جميع الدول العربية، وإلى أمين الجامعة العربية، وإلى شيخ الأزهر الذى يرأس أكبر مؤسسة إسلامية؟

لا أجد التعليق الملائم، لكن الصور تنطق بأن الصلاة اليهودية تتم تحت أرض المسجد الأقصى.

ننتقل إلى الكنيس الذى يحمل اسم "قنطرة ويلسون" وهو موجود أسفل المدرسة التنكزية وهى جزء من المسجد الأقصى المبارك كغيرها من المدارس التى كانت الدراسة فيها تجعل من المسجد الأقصى منارة للعلم، وهى مدرسة موجودة عند السور الغربى للمسجد الأقصى. ويقع كنيس "قنطرة ويلسون" تحت المدرسة من ناحية حائط البراق (الذى يعتبروه حائط المبكى لهم). ويحمل المكان اسم الباحث البريطانى تشارلز ويلسون منذ أن اكتشفه قبل الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين بفترة طويلة، وتحديدا فى عام 1865، ضمن مشروع خلال تلك الفترة لاستكشاف القدس وفلسطين وتوزيع المياه فيها تاريخيا. ولقد قام اليهود بتحويل المكان إلى كنيس لهم وتم افتتاحه عام 2006 وأصبح مكانا لإقامة الطقوس الدينية اليهودية وحفلات الزواج والبلوغ.

أما الكنيس الثالث فأقاموه فى مصلى المدرسة التنكزية نفسه والمصلى موجود فى الطابق الأرضى، وكما قلنا فإن المدرسة معروفة باسم المحكمة الشرعية وهى جزء من المسجد الأقصى، تقع على سوره الغربى الذى تسيطر عليه قوات الاحتلال ضمن سيطرتها على حائط البراق بمجرد احتلال القدس عام 1967 وتحويله إلى حائط المبكى.

والجوامع فى الإسلام لا تقتصر على كونها مكانا للصلاة فقط، وإنما هى أيضا مكان للعلم والتعلم، مثلما كانت دروس العلم تتم بداخل ساحات الجامع الأزهر بالقاهرة، كذلك فإن المدارس الموجودة بالمسجد الأقصى هى جزء منه حيث لم يكن الأقصى مكانا للصلاة فقط، وإنما كان منارة للعلم يدرس ويعتكف فيه العلماء ومنهم الإمام الشافعى، والعالم الكبير أبو حامد الغزالى الذى كتب كتابه الشهير "إحياء علوم الدين" أثناء اعتكافه بإحدى المدارس المقامة داخل أسوار المسجد الأقصى.

والمدرسة التنكزية هى جزء من المسجد الأقصى مثل غيرها من مدارس المسجد، لكنها تتميز بأن لها مدخل من خارج المسجد (من ناحية السور الغربى) ومدخل آخر يؤدى إلى ساحة المسجد الأقصى. بالتالى فمن أجل هذه الميزة التفت اليهود إلى أهمية موقعها فاستولوا عليها منذ عام 1968 أى بعد الاحتلال بعام واحد، أما الغرض الذى كانوا قد استخدموها فيه فهو قيامهم بتحويلها إلى مقر عسكرى لقوات الأمن الإسرائيلى، بما يسمح لهم بالدخول مباشرة إلى المسجد الأقصى عند الاقتحامات العديدة التى كثيرا ما قاموا بها لتفرقة المصلين حين يتظاهرون بداخل المسجد الأقصى عقب الصلاة سواء صدا لمحاولات اليهود اقتحام المسجد الأقصى والصلاة فيه أو احتجاجا على أية أمور احتلالية أخرى.

وهذه المدرسة التنكزية تحمل اسمها نسبة للأمير تنكز الناصرى الذى أقامها فى زمن السلطان قايتباى، وهى من أوسع مدارس المسجد الأقصى لأنها قد أقيمت كمجمع متكامل مؤلف من عدة أجنحة حيث يشتمل على مدرسة ودار حديث، وخانقاة للصوفية، ورباط للعجائز من النساء.

ولقد تم استخدام المبنى خلال الفترة العثمانية كمحكمة شرعية، من هنا صارت تعرف باسم المحكمة، ثم عادت بعد ذلك مدرسة لتعليم الفقه الإسلامى، وتم استخدامها أيضا كمقر لمفتى فلسطين الزعيم الكبير أمين الحسينى صاحب المواقف المشهودة ضد الاحتلال البريطانى وضد الإسرائيليين.

ثم فى عام 2008 قام الإسرائيليون بتحويل مصلى المدرسة إلى كنيس، فإذا بآيات الذكر الحكيم المحفورة بالخط العربى الجميل على جدرانها تتداخل معها اللافتات الإرشادية المكتوبة باللغة العبرية المتعلقة بالمصلين اليهود فى المصلى الذى يعتبر جزءاً من أرض المسجد الأقصى.

هل هناك أهوال أخرى؟
● بالفعل هناك أهوال أخرى تتعلق بهذا الكنيس نفسه فى المدرسة التنكزية، حيث يتم توسيعه خطوة خطوة تحت اسم كنيس "قدس النور". فنتيجة لموقع المدرسة الهام بأبواب للدخول والخروج باتجاه ساحات المسجد الأقصى وباتجاه الشارع من ناحية حائط المسجد الأقصى الغربى الذى يتواجد اليهود بكثافة عنده فى ساحة البراق، من أجل هذا الموقع الهام قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلى استكمال استخدام بقية طوابق المدرسة التنكزية ككنيس كبير، ثم إقامة طابق آخر جديد يعلوا البناء الحالى.

إن تجاوزهم الحدود فيما يفعلوه بالمدرسة التنكزية ـ المعروفة بالمحكمة الشرعية ـ لا يتمثل فقط فى تحويل مختلف أجزائها إلى كنيس ثم كنيس أكبر، بينما المدرسة تمثل جزءاً من المسجد الأقصى، وإنما استكمال الكنيس فى الطابق الأعلى سيعنى أن المصلين اليهود الذين يدخلون إلى الكنيس من الباب الموجود خارج المسجد الأقصى سيتمكنون من الانتقال مباشرة إلى ساحة المسجد الأقصى فى نقطة تتوسط المساحة ما بين الجامع القبلى الذى يقف فيه إمام المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وهم يسعون إلى ذلك تمهيدا لإقامة الصلاة اليهودية فى هذه الساحة تحت اسم اقتسام الأماكن بين اليهود والمسلمين فى المسجد الأقصى، وهو الأمر الذى تتكرر التصريحات حوله ليس فقط من الجمعيات الدينية اليهودية، وإنما أيضا من المسئولين الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الدولة موشيه كاتساف الذى كرر عدة مرات المطالبة بتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وهو الاقتراح الذى عادة ما يتم ذكره عقب المواجهات مع المقدسيين التى دائما ما تحدث عند المحاولات التى تتكرر من اليهود فى أعيادهم لاقتحام المسجد الأقصى والصلاة فيه باعتباره فى زعمهم مقاما مكان هيكلهم.

تلك الأهوال
ــ هل رئيس الدولة بنفسه هو الذى يطالب بتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، أى أن السؤال هو هل هذا مطلب رسمى وليس مجرد مطلب للمتطرفين وحدهم؟
● هو مطلب تكرر على لسان الرسميين وغير الرسميين، من المتطرفين وغير المتطرفين.

وعادة ما تكون مطالبتهم بالتقسيم بين المسلمين واليهود فى المسجد الأقصى مصحوبة بتشبيه الأمر بما جرى فى المسجد الإبراهيمى، وكأن ما جرى بالمسجد الإبراهيمى هو أمر مقبول من المسلمين، فى حين أن ما اقترفه اليهود ضد المسجد الإبراهيمى هو أمر يؤكد على طريقتهم فى التسلل خطوة خطوة، ففى كل مرة يطالبون بجزء، وبعد قليل يفتعلون مشكلة ليعلنوا من خلالها بأن الجزء قد ضاق عليهم ويريدون جزءا أكبر إلى أن يستولوا على المكان كله.

بدأ اختطاف المسجد الإبراهيمى حين وافق المسلمون على أن يدخل اليهود من جزء يتم تخصيصه لهم فى أوقات محددة من أجل زيارة الضريح الذى يقال إن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام مدفون فيه هو وسيدنا إسحاق ويعقوب وزوجاتهم، على أن تكون المسألة مجرد زيارة لأبو أنبيائنا جميعا ولأبنائه الأنبياء الذين يشترك كل من المسلمين واليهود فى الإيمان بهم. ثم لما تحقق هذا للإسرائيليين، إذا بهم كعادتهم عند المطالبة بخطوة يؤكدون أن تحقيق هذه الخطوة هو منتهى أملهم، ثم ما أن يتم تنفيذها حتى يعملوا عبر كل الوسائل من أجل تنفيذ خطوة أخرى، إلى أن يحققوا ما يريدون كاملا.

وحدث هذا تدريجيا فى المسجد الإبراهيمى بمدينة الخليل فى صحبة إجراءات زاعقة تم خلالها تهويد مدينة الخليل عبر الاستيلاء على بيوت وطرد سكان وإقامة مستوطنات وإغلاق شوارع كان يعيش فيها الفلسطينيون على مر السنين، وهى شوارع الأرض التى مشى فيها "خليل الرحمن" سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام خلال السنوات الأخيرة من عمره التى عاشها فى المدينة التى تعطرت نسائمها معه بفجر التوحيد، مما جعل ارتباط أهلها بها يحمل خصوصية ذلك الارتباط الغامض بالأماكن التى يطل فيها الماضى على الحاضر، والتى يقشعر فيها الحاضر حين تداهمه أيدى غاصبة تظن أن هناك إمكانية لافتعال تاريخ ووضع أرديته على ما لا يملكون، وهذا هو ما جرى من المغتصبين الإسرائيليين ضد مدينة "الخليل" وأهلها الفلسطينيين، والذى تجلى فى أبشع صوره فيما فعلوه بالمسجد الإبراهيمى، والذى لم يقبل به أبدا المسلمون فى "الخليل" مما جعل المدينة ساحة مواجهات متجددة باستمرار منذ احتلال الصهاينة للمدينة فى يونيو 1967.

بالتدريج قررت سلطات الاحتلال أحقية زوار الضريح الإسرائيليين فى أداء الصلاة اليهودية داخل المسجد الإبراهيمى فى غير أوقات صلاة المسلمين.

وبعد فترة صدر أمر عسكرى بأن يؤدى اليهود الصلاة داخل المسجد الإبراهيمى لمدة أطول.

ومن بعدها قرر الحاكم العسكرى إدخال عدد من الكراسى لجلوس اليهود بالمسجد وخزانتين لحفظ التوراة. ثم قرار بتخصيص جزء دائم لليهود داخل المسجد.

وبعد فترة قرار آخر بزيادة مساحة الجزء المخصص لصلاة اليهود داخل المسجد الإبراهيمى.

وعادة ما كانت تلك القرارات يترتب عليها مواجهات شديدة مع المسلمين. حيث تواصل الشد والجذب على أرض المسجد الإبراهيمى ومدينة الخليل فى مشاهد تنوعت تفاصيلها، إنما اشتركت فى غايات اليهود التى اقترفوها عبر أهوال لا حصر لها.

تلك الأهوال التى أخذت تتوالى تدريجيا إلى أن وصلت للذروة داخل المسجد بمشهد المذبحة الشهيرة عام 1994، التى ارتكبها المستوطن الأمريكى الأصل باروخ جولدشتاين الذى ما أن سجد المسلمون خلال صلاة الفجر فى رمضان حتى انهال على رؤوسهم بوابل من النيران، فكان السجود الأخير لـ 29 من المصلين الذين استشهدوا فى الحال، بالإضافة للعشرات من الجرحى.

إنها أرقام كالمعتاد تغتال الأهوال، سواء فى لحظة المجزرة أو ما سبقها أو ما جاء بعدها.

فلقد أغلقت سلطات الاحتلال المسجد لمدة نصف العام.

ثم عند إعادة افتتاح المسجد الإبراهيمى نجحت السلطات الإسرائيلية اعتمادا على ضعف ذاكرة الناس فى أن تشيع أن تقسيم المسجد قد تم بعد المذبحة من أجل تجنب الاحتكاك بين اليهود والمسلمين.

فى حين أن حقيقة ما قامت به سلطات الاحتلال كان مجرد استكمال إجراءات لتأمين اليهود، إنما اتخذتها تحت مسمى تأمين المسلمين، فأغلقت على المسلمين الأبواب واستخدمت الحواجز الحديدية وأجهزة التفتيش وقالت نحميهم، ووضعت كاميرات للمراقبة فى كل مكان وقالت نطمئن على أحوالهم وعلى عدم الاحتكاك بينهم وبين اليهود.

ثم بعد وضع المتطلبات التكنولوجية للترتيبات الأمنية، فإن السلطات الإسرائيلية لم تعد تبرر ما تقوم به ضد المسلمين من أجل عيون اليهود وراحتهم، فالأذان صار من المعتاد منع رفعه، ووصول المسلمين إلى المسجد صار من المألوف عرقلته عن طريق الحواجز العسكرية على المداخل المؤدية إليه.

إلى أن أعلن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى فى مارس 2010 ضم المسجد الإبراهيمى للتراث اليهودى مستكملا بذلك ما اقترفوه ضد المسجد خطوة خطوة.

فهم لا يصدرون قرارات ثم ينفذوها، إنما هم ينفذون فعليا أمورا يخططون لها دون إعلان عنها، ثم يعلنون تدريجيا عما فعلوه، ويتوجون جرائمهم بإصدار قرارات رسمية لتثبيتها. ونموذج استخدام سياسة الخطوة خطوة التى تعاملوا بها مع المسجد الإبراهيمى يمكن اعتباره بروفة أو نموذجا لنواياهم مع المسجد الأقصى.

ولقد سبق تقسيم المسجد الإبراهيمى ثم ضمه للتراث اليهودى عملية استيطان حول مدينة الخليل وأيضا فى داخل المدينة وعلى حساب أهل الخليل الذين تعرضوا للطرد والتضييق عليهم فى مساكنهم وأراضيهم، وهى عملية مازالت مستمرة مع تنويعات فى أسباب الطرد والتضييق واستخدام القوة ضد السكان فى بيوتهم وما تتضمنه من ترويع.

إن التخلص من الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم لإحلال مستوطنين يهود مكانهم بمدينة الخليل المنسية من ذاكرة الدول العربية، هى الطريقة نفسها التى تتبعها إسرائيل ضد سكان القدس، تمهيدا لجعل ميزان السكان يميل لصالح اليهود قبل الشروع الفعلى والعياذ بالله فى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على طريق الاستيلاء عليه تماما، فهو المنهج الإسرائيلى الذى تمارسه فى القدس عن خبرة، والذى سوف نتناوله بالتفصيل فى الفصل الخاص بما تفعله إسرائيل من حول المسجد الأقصى.

أما هنا فاستكمالا للحديث عما سمته إسرائيل بتقرير التراث اليهودى، فلا بد من أن نشير إلى أن إسرائيل فى مخططاتها ضد الأقصى قد ضمّنت ذلك التقرير بندا خطيرا جدا تتميز صياغته بدرجة عالية من التحايل من ناحية إسرائيل والغفلة من جانب العرب، حيث ورد فيه ضم أسوار القدس إلى التراث اليهودى، فإذا بالعرب يقومون بتسليط الضوء على ضم إسرائيل للمسجد الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح دون الاهتمام بضم أسوار القدس، ربما لأن كلمة ضم مسجد إلى التراث اليهودى هى كلمة تتسبب فى حد ذاتها فى قدر كبير من الصدمة.

لكن الحقيقة أن ضم أسوار القدس إلى التراث اليهودى هو أيضا أمر شديد الخطورة لأنهم يقومون بالحفريات عند أجزاء كبيرة من أسوار القدس، ولأن أسوار القدس تتحد فى بعض الأجزاء مع أسوار المسجد الأقصى.


أهوال وراء أهوال
ــ هل يمكن أن يحقق الإسرائيليون ما يريدونه بمخططهم ضد أسوار القدس ونحن فى غفلة مثلما نفذوا مخططهم ضد المسجد الإبراهيمى، وهل فعلا أن ما شهده المسجد الإبراهيمى من تقسيم وصولا إلى ضمه للتراث اليهودى هو نفسه الأمر الذى يريدون تكراره ـ والعياذ بالله ـ مع أولى القبلتين وثالث المسجدين اللذين تشد إليهما الرحال ومسرى حبيبنا وإمامنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

إن وقائع التاريخ تنطق أمام أعيننا بأنهم حين يبدأون فى تكرار الادعاء بأحقيتهم فيما هو مقدس عند المسلمين فإنهم لا يتوقفون عن السعى للحصول على ـ أو اغتصاب ـ ما ادعوا أنه حق لهم، فمن ذلك أيضا ما سبق أن اقترفوه من قبل ونسيه الكثيرون ضد حائط البراق الذى قالوا إنه حائط المبكى، بينما هو يمثل الحائط الغربى للمسجد الأقصى الذى ربط فيه سيدنا محمد "البراق" (البراق كلمة مشتقة من البرق تعبيرا عن السرعة) خلال رحلة الإسراء والمعراج، لكن اليهود زعموا أنه هو ما تبقى من هيكلهم وأخذوا يبكون عنده. ثم بدأوا بالتدريج يضعون مقاعد ليجلس عليها المصلون أمامه، ولحق هذا قيامهم بتركيب حاجز ليفصل بين النساء والرجال اليهود أثناء الصلاة، ثم إحضار موائد لوضع نسخ من التوراة فوقها. عندها تزايد اعتراض المسلمين لأن فى هذا تغيير لطبيعة المكان فبدأت المواجهات بين الطرفين، ووصل الأمر إلى اندلاع ما عُرف بثورة البراق عام 1929 التى استشهد فيها أكثر من مائة مسلم، كما سقط أيضا فيها أكثر من مائة يهودى قتيلا خلال المواجهات، فتم وقتها تشكيل لجنة من عصبة الأمم قامت بالتحقيق لتحديد ملكية الحائط فأثبتت اللجنة أنه وقف إسلامى، لكن انطلاقاً من التسامح الإسلامى يمكن لليهود أن يقفوا للصلاة أمامه إنما دون أن يحضروا معهم أدوات تتسبب فى تغيير طبيعة المكان. وظل هذا الوضع قائما إلى أن صارت القدس تابعة للأردن بعد حرب 1948.

إلا أنه بمجرد أن وطأت أحذية جنود الاحتلال الإسرائيلى أرض القدس الشريف واحتلوا المدينة المباركة عام 1967 فكان أول شىء فعلوه هو الاستيلاء على حائط البراق والإعلان عن أنه هو حائط المبكى، ليس هذا فقط بل وقاموا بهدم 135 منزلا للمسلمين المقيمين إلى جواره من المقدسيين ذوى الأصول المغربية الذين كان أجدادهم قد جاءوا مع الناصر صلاح الدين مشاركين فى تحرير القدس، وأرادوا البقاء بعد النصر مجاورين للمسجد الأقصى فأوقف عليهم "صلاح الدين" وابنه "الأفضل" هذه المنطقة، من هنا حملت اسم حى المغاربة.

إلا أن اليهود فى يوم احتلال القدس قد أمهلوا سكان الحى لمدة ثلاث ساعات فقط كى يغادروا بيوتهم. وبعدها فى الحال قام الاحتلال بهدم البيوت والمحلات ودور العبادة وتسوية أرض الحى بالكامل، أما البعض الذى رفض الخروج من الحى فقد صار مصيره الدفن وهو حى تحت الأنقاض التى قاموا بتسويتها، وصارت تمثل ما سموه ساحة المبكى من أجل الاحتفال بعيد نزول التوراة الذى كان قد حان موعده فى ذلك التاريخ. وبهذه الطريقة تم اغتصاب حى المغاربة وتحويله إلى ساحة المبكى التى يؤدى اليهود الصلاة فيها حتى اليوم على أنقاض بيوت وذكريات وجثث لأحفاد رجال كانوا قد شاركوا فى الجهاد لتحرير المسجد الأقصى والقدس من الصليبيين.

واستكمالا لجعل هذه المنطقة بؤرتهم التى خططوا للانقضاض منها ذات يوم ـ والعياذ بالله ـ على المسجد الأقصى فقد قاموا وقتها أيضا بالاستيلاء على مفاتيح باب المغاربة الذى يتم الدخول إلى المسجد الأقصى منه فى هذه المنطقة، وهو أحد الأبواب العشرة التى يتم استخدامها للدخول إلى المسجد الأقصى.

هذه الوقائع التاريخية تفوق الخيال.. هو واقع مثير للكراهية، مع ملاحظة أن الإحساس بوجع الجرح يبتره سرد الوقائع عبر إيجازها فى معلومات مختصرة مسبوقة أو متبوعة بتسجيل اليوم والشهر أو السنة التى وقعت فيها، فالإحساس بوطأة الانتهاك يزداد لهيبه عند من عاشوا أحداثه لحظة بلحظة. فمرارة أن يتم طرد إنسان من بيته كى يتمرغ غيره فى نعيمه هو أمر لا يمكن أن يستوعب أحد هول بشاعته مثل الذين كابدوه.

أما مع استرجاعنا لملامح من هذا التاريخ الذى صار الآن نسيا منسيا عند الكثيرين فسنجد أنه فى جانب منه يمنحنا الفرصة لكى نطل بفهم على الحاضر الذى نتحدث عنه حول "المدرسة التنكزية"، فهو يؤكد لنا أن سياسة الخطوة خطوة فى تعامل اليهود مع المقدسات الإسلامية من الوارد جدا أن يتبعها استخدام للقوة الغاشمة حين يجدوا الظروف مواتية لترسيخ ما سبق أن تحركوا خطوات باتجاهه.

بالتالى فإن ما تعامل به اليهود تدريجيا للاستفادة من الموقع الهام للمدرسة التنكزية فى المسجد الأقصى، والمعروفة بالمحكمة الشرعية هو ليس نهاية مطاف أطماعهم فيها وفى موقعها، فسلطات الاحتلال قد وضعت خطة ليتم تنفيذها بعد الانتهاء من تحويل الطابق العلوى للمدرسة التنكزية إلى كنيس، ثم إقامة طابق آخر جديد فوق سطح المدرسة التى يريدونها كنيسا، وبإقامة الطابق الجديد يكونون قد حولوا المدرسة الإسلامية ـ والعياذ بالله ـ إلى أكبر كنيس فى العالم، وأين، داخل جزء من منشآت المسجد الأقصى المبارك، وبالإضافة لكل هذا فإن هناك أمراً يتعلق بهذا الكنيس نفسه وبفكرة التجهيز لاستخدام القوة فى الوقت الذى يرونه مناسبا للحسم العسكرى، وتتمثل أحد هذه التجهيزات فى أن كنيس "قدس النور" يرتبط بشبكة الأنفاق التى تمر تحت المسجد الأقصى، كما يرتبط أيضا بالأنفاق التى تم حفرها تحت حى "الشرف" الذى حوله الإسرائيليون إلى "حى اليهود"، ويرتبط بأنفاق أخرى تتجه غربا إلى كنيس اسمه "خيمة إسحاق" أقاموه مؤخرا فى الحى العربى، كما يتصل بنفق يصل إلى المستوطنات الإسرائيلية جنوبا خارج القدس.

فكل الأنفاق التى حفروها تحت عدة مناطق بمدينة القدس تؤدى إلى ما سموه كنيس "قدس النور"، الذى يصلح للخروج منه مباشرة إلى ساحة المسجد الأقصى فى نقطة عن يمينها الجامع القبلى الذى يقف فيه الإمام، وعن يسارها قبة الصخرة التى يعتبرون أنها مكان قدس الأقداس لهم.

إنما لكى نفهم المقصود بوضوح علينا أن ننزل أولا إلى "شبكة الأنفاق" تحت المسجد الأقصى.

الأنفاق شبكة:

ــ شبكة أنفاق ؟ كم عدد الأنفاق كى نقول عنها شبكة؟
عدد الأنفاق التى تم بالفعل الانتهاء من حفرها تحت المسجد الأقصى تجاوز الـ 35 نفقا.

ــ هل هذه الأنفاق هى مجرد حفائر، أم ما هى هيئتها حاليا؟
غالبية تلك الأنفاق تم الانتهاء من تجهيزها، بما فى ذلك توفير الدعامات المطلوبة للأسقف والجدران فى الأنفاق التى تحتاج إلى ذلك التدعيم، مع مدها بالكهرباء ووسائل التهوية المختلفة.

ــ وهل هذه الأنفاق تحت المسجد الأقصى عبارة عن ممرات ضيقة؟
غالبية الأنفاق تبدأ كأنفاق ضيقة، بعضها له ارتفاع معتاد كارتفاع الأسقف التى تعودنا عليه، وبعضها سقفه منخفض إلى درجة تبطين حوافه بمساند أسفنجية للوقاية من الارتطام بالسقف والجدران لضيقها وانخفاضها، وبعضها أنفاق شاهقة الارتفاع إلى درجة تجعله أشبه بشق جبلى ضخم يشبه "سيق البتراء" فى الأردن، وبعضها لها أسقف قديمة مقببة، وبعضها يؤدى إلى ما يشبه الغرف والبعض يؤدى إلى قاعات. منها أنفاق مكتملة تماما، ويتم استخدام التكنولوجية الحديثة مثل الكمبيوتر بداخلها، ومنها أنفاق أخرى مازال العمل جاريا فيها وفيما تؤدى إليه من أنفاق أخرى.

كما أن بعض الأنفاق توصل إلى أنفاق أخرى، مثل نفق "الحشمونائيم" وبعضها يمتد من تحت الأرض إلى خارج المسجد الأقصى مثل نفق الطريق "الهيروديانى"، والبعض الآخر يوصل إلى قاعات. بعضها قاعات متسعة والبعض الآخر يمكن اعتباره أشبه بالغرف الصغيرة، وفى أجزاء من أرضيات الأنفاق تم تغطيتها بألواح زجاجية مغلقة تحتها إضاءة توضح أن تحتها حفريات عمودية فى أعماق أخرى وآبار للمياه. مع ملاحظة أن الأصل فى غالبية تلك الأنفاق هو أنها كانت تمثل أجزاء من شبكات للمياه متكاملة وخزانات للمياه كان قد تم إقامتها منذ القدم بأساليب هندسية متميزة تعود إلى زمن الرومان، بعضها أحدث والبعض الآخر أقدم، وعلى الرغم من أن عددا كبيرا من الأثريين الغربيين، بل وأثريين يهود محايدين قد أشاروا إلى أن هذه الممرات لا علاقة لها بما يزعم الإسرائيليون أنه هيكلهم، سواء الذى يقولون إنه كان موجودا أيام سيدنا سليمان منذ 3 آلاف عام، أو الهيكل الثانى الذى تم تدميره منذ حوالى الألفىّ عام، مع ذلك فإن سلطة الآثار الإسرائيلية الحكومية تقوم بنسج قصص حول علاقة للهيكل بغالبية ما يتم الحفر فيه تحت المسجد الأقصى، وذلك بالطريقة التى نسخر نحن بها أحيانا من الأوراق الرسمية ونقول إن الحل الحكومى يأتى عبر أن (الورق ورقهم والدفاتر دفاترهم)، فما بالنا حين تكون الحكومة هى حكومة الاحتلال الإسرائيلى. ما علينا، فهم يزيفون التاريخ بجسارة ويطلقون المسميات العبرية على ما يشاءوا، ويجدون جمهورا من السهل التأثير عليه.

ــ هل الناس العاديون مسموح لهم بالدخول إلى الأنفاق التى تم الانتهاء من حفرها وتجهيزها تحت المسجد الأقصى؟
بعض الأنفاق تحت المسجد الأقصى تم افتتاحه رسميا للإسرائيليين وللسائحين الأجانب كى يتجولوا فيه، حيث يتم عمل دعاية سياحية كبيرة فى الخارج تهدف إلى جذب السياح لزيارة "القدس" والتجول فيما يسمونه بالأجواء التاريخية تحت المسجد الأقصى، لكنهم لا يذكرون كلمة المسجد الأقصى ولا اسم جبل موريا (ومعناه الجبل المختار) المقام فوقه المسجد، وإنما يسوقون لها باعتبار أنها جولة تحت (جبل الهيكل). كما أنهم يشرحون للزوار خلال الجولة كيف أن هذا الجبل الذى أقام فوقه المسلمون ما أقاموا، كان هيكلهم مقاما فوقه. ليس هذا فقط بل ويتضمن الشرح من المرشدين السياحيين الذين يقومون باصطحاب السياح عبر الأنفاق أنهم سوف يعيدون إقامة هيكلهم مكان المسجد الأقصى من جديد. وهم لا يشرحون لهم هذا بطريقة فجة، بل إن الجولة السياحية التى تبدأ فيما يُعرف بنفق الجدار الغربى (هو أصلا نفق قديم كان يسمى النفق اليبوسى ضمن أنفاق قديمة للمياه، وهو موجود تحت الجدار الغربى للمسجد الأقصى)، الجولة يبدأونها بالسير فى نفق يسمونه "الممر السرى"، وبعد أن يدخلوا فى الأجواء الموحية بالتاريخ والغموض تحت الأرض، يتوقفوا عند مجسم صغير يستمعون أمامه إلى توضيح حول الطريق الذى سيسيرون فيه تحت الأرض، كما يتضمن التوضيح شرح لما فوق الأرض وكيف أن هذه الأبنية المقامة فوق الأرض التى يسيرون تحتها (يقصدون المسجد الأقصى)، قد أقامها المسلمون على حد زعمهم فوق الأرض التى كان مقاما عليها هيكلهم. ثم من جديد بعد التجول من نفق إلى آخر مع استماع لشرح من مرشد إسرائيلى يقوم بتفصيل التاريخ حسب المزاعم الإسرائيلية، وقبل الوصول إلى نهاية الجولة يصحبون الزوار إلى قاعة ـ أيضا تحت الأرض ـ يسمونها "القاعة الكبرى"، وهى مجهزة بصفوف من المقاعد، حيث يشاهدون أثناء الجلوس وصفا تفصيليا لمراحل الهيكل تاريخيا عبر مجسم كبير معروض أمامهم ومجهز بطرق للعرض متطورة فيتم تغيير محتويات المجسم الضخم باستخدام رافعات مع الاستعانة بالإضاءة أيضا خلال الشرح الذى يشير إلى المراحل الزمنية المتعددة التى شهدها هذا الجبل (من وجهة النظر الإسرائيلية بالطبع)، وصولا إلى أن الهيكل سيعود إلى ما يزعمون أنه مكانه بعد إزالة المسجد الأقصى.

لا بد من الإشارة إلى أن هذا النفق الذى تم فتحه للسياح مؤخرا كانت حكومة الاحتلال الإسرائيلى قد حاولت من قبل افتتاحه رسميا عام 1996 فى حراسة ما يقرب من الخمسة آلاف جندى إسرائيلى، إنما كان الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى قد اكتشف حقيقته، وأعلن عبر مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية عما اقترفه اليهود تحت جدار المسجد الأقصى فتصدى المقدسيون والفلسطينيون سكان أراضى الـ 48 رافضين فتح النفق، ووقعت مواجهات شديدة جدا وقتها ترتب عليها استشهاد 63 فلسطينيا، وجرح حوالى 1600، إنما سقط فى الوقت نفسه 36 قتيلا فى صفوف الجنود الإسرائيليين.

وكعادة الإسرائيليون حين تشتد قوة المواجهات ضدهم على الأرض فإنهم يؤجلون الأمر الذى تسبب فى هذا كى تهدأ الأحوال، انطلاقا من اعتيادهم على تحقيق أهدافهم خطوة خطوة. إنهم يتوقفون حين يجدون من يصدهم، لكنهم فى توقفهم هذا يتصرفون بطريقة أقرب إلى الشيطان الرجيم الخناس الذى يخنس ـ أى يبعد ـ عندما يصده الإنسان، إنما لا يعنى ابتعاده أنه لن يعود، بل إنه يبتعد خوفا، وفى لحظة ابتعاده أو إبعاده يرتب لعودة جديدة ربما تكون عودة بطريقة أخطر يعزم فيها على الوصول إلى هدفه بطريقة أشد قوة وأشد إدراكا لمداخل جديدة يدخل منها إلى إنسان سبق أن صده.

وبالفعل قررت الحكومة الإسرائيلية وقتها عدم افتتاح النفق، إنما فى الوقت ذاته تم الإبقاء على وجود النفق، ثم بدون ضجيج واصل الإسرائيليون بعد ذلك العمل لتطوير النفق الرئيسى وربطه بحفائر أخرى وأنفاق أخرى، وإضافة تجهيزات وأمور فنية، إلى أن تم افتتاحه بعد التأجيل الذى امتد لحوالى عشر سنوات، بعدها صار مفتوحا لكل من السياحة الداخلية والخارجية.

أجيال وراء أجيال
ــ ليس من السهل تصديق أن السياح يأتون ويسيرون هكذا تحت المسجد الأقصى.

هناك ما هو أكثر من ذلك، وهو أمر يفسر مدلول التحذير الذى كثيرا ما كرره المقدسيون حول أن الأنفاق التى حفرها ثم جهزها الإسرائيليون قد حولت ما تحت أرض المسجد الأقصى إلى ما يمكن اعتباره مدينة سياحية يهودية. إلا أن العرب والمسلمين قد تعاملوا مع نداءات المقدسيين برتابة، قد تصل إلى درجة التجاهل.

بينما الحقيقة أن هذا التحذير من الأنفاق الذى جف حلق المقدسيين فى الصياح لتنبيهنا إلى خطورته على المسجد الأقصى لم تكن فيه أية مبالغة.

لأنه بالإضافة للجولات السياحية داخل ما يسمى بنفق الجدار الغربى وهى الجولة التى أشرنا إليها فى النقطة السابقة، فهناك أيضا جولة سياحية أخرى يتم فيها استخدام طريقة "الصوت والضوء" عبر نفق تم افتتاحه فى 28 سبتمبر 2005 تحت المسجد الأقصى يسمى بنفق أو متحف قافلة الأجيال العبرية حيث تم تصميم محتوياته على درجة عالية من الفن والإبهار قام به مصمم يهودى صاحب تصميمات عالمية باستخدام الزجاج بطريقة فنية مع استخدام الإضاءة والدخان وبالطبع الموسيقى وصوت الراوى الذى يحكى تاريخ ما يسمونه بالأمة اليهودية منذ البداية بمرحلة يسمونها "الآباء والأسباط" ثم مرحلة "الملوك" التى يحكون عبرها عن الدولة التى أسسها سيدنا داود وسيدنا سليمان، كما يتحدثون عن إقامة الهيكل، ثم كيف وقع خراب الهيكل وما صاحبه من قتل لليهود واستعباد من بقى منهم حيا، مرورا بالعذاب الذى لاقوه من النازية و"الهولوكست" أو المحرقة التى استخدم خلالها مخرج العرض من الإمكانيات الفنية فى الديكور والإضاءة والصوت ما يجعل الدموع تنساب بغزارة من أعين الزوار بغض النظر عن ديانتهم، وبعدها ينقلهم إلى المرحلة الحالية حيث "قصر النور" وما يسمونه بكفاحهم من أجل تحقيق خلاصهم وخلاص البشرية على حد تعبيرهم، ليخرج من دخل إلى نفق قافلة الأجيال العبرية فى نهاية عرض الصوت والضوء وقد تعرف على التاريخ ـ بوجهة النظر الصهيونية ـ التى تصل بالمشاهد غالبا إلى الاقتناع بأنه من الضرورى تتويج هذا الكفاح عبر إقامة الهيكل فوق الأرض التى عليها المسجد الأقصى بمختلف منشآته.

ــ هل معنى هذا أن الأنفاق فى جانب منها تهدد المسجد الأقصى دعائيا أمام الرأى العام العالمى؟
بالفعل فإن الوضع الحالى قد تجاوز بكثير جدا فكرة أن الأنفاق تحت المسجد الأقصى تهدد بنيانه المادى كبناء، إن التهديد قد تجاوز ذلك بكثير، إنه نوع ذكى وجذاب جدا من أنواع تمهيد الأرض للخطوة القادمة التى خططوا فيها للتخلص من كل المبانى التى تمثل المسجد الأقصى والاستيلاء على هذه الأرض بكل ساحات المسجد الأقصى، كى يقيموا الهيكل، وهم يمهدون الأرض العالمية لتوصيل فكرة اضطهادهم، وكيف أنهم ما زالوا يتعرضون للقهر حتى اليوم أما السبب كما يزعمون فهو وجود المسجد الأقصى فى المكان الذى كان مقرا لهيكلهم. وهم لا يتوجهون للرأى العام عبر خطب حماسية ثقيلة الظل، وإنما عن طريق الاتصال المباشر خلال الجولات السياحية وعن طريق العمل الفنى المتقن الذى يجعل المشاهد يشرب المعنى فيسرى فى أوصاله ولا يناقشه، بل وعادة ما ينجح فى أن يجعله يتعاطف معه، فهم يجعلون السائح يأتى ويدفع الأموال، ويقومون فى الوقت ذاته بتلقينه ما يريدون من أفكار.

أنفاق وراء أنفاق
بعد كل هذه العجائب التى لم تكن تخطر على البال فهناك أمر لا يقل خطورة عن كل ماسبق، وهو يمثل استنتاجى الشخصى الناتج عن بحثى فى مختلف الملفات المتعلقة بما كان وبما جرى.

ينطلق الاستناج من أن هذه الأنفاق غير مقطوع كل منها عن الآخر. كما أن حفر هذه الأنفاق لم تعد مؤسسة الآثار الإسرائيلية فقط هى التى تقوم به، فالمسألة تخطت بكثير فكرة البحث عن آثار للهيكل إلى أهداف أخرى. فقد تم السماح لجمعيات استيطانية بالحفر، منها جمعية "عطورات كوهانيم" الاستيطانية الإسرائيلية، وجمعية "العاد" وهى اختصار لجملة عبرية معناها "نحو مدينة داود" التى تسعى لإقامة ما يسمى بمدينة داود مكان "سلوان" العربية جنوب المسجد الأقصى.

ولقد بدأت الجمعيات الاستيطانية تشترك فى حفر أنفاق تبدأ من عدة مناطق وتصب أو تصل إلى النفق "اليبوسى" المعروف باسم نفق الجدار الغربى باعتباره تحت الجدار الغربى للمسجد الأقصى. أى أن التفرعات التى تخرج عن هذا النفق الرئيسى المحفور بطول الجدار الغربى (النفق اليبوسى) لا تتفرع منه فقط إلى أنفاق تتشعب تحت ساحات المسجد الأقصى، إنما يتشعب منها فى الوقت ذاته أنفاق أخرى تمر من تحت البيوت.
منها ما يتجه غرب المسجد الأقصى، باتجاه الحى العربى، مع ملاحظة أن هذا النفق وهو يقطع الحى العربى من تحت سوق القطانين المزدحم فإن فتحة الدخول له تقع داخل كنيس "خيمة إسحاق" الذى أقامه اليهود عام 2008 على أرض وقف إسلامى فى منطقة "حمام العين".

ــ وما الذى يفيدهم فى أن يصل نفق من تحت المسجد الأقصى إلى كنيس يهودى قريب منه؟
الكنيس عادة ما يمثل عند اليهود مكانا للاحتماء بداخله وليس مجرد مكانا للصلاة، وهو أمر معروف على مدى تاريخهم مما جعل الصليبيون عند اجتياحهم للقدس أثناء الحروب الصليبية يقوموا بحرق عدد كبير من اليهود أحياء بداخل الكنيس الذى أرادوا الاحتماء بداخله فأحاطه الصليبيون بالحطب وأشعلوا فيه النيران بمن فيه.

نعود إلى كنيس "خيمة إسحاق" كى نشير إلى أنهم باستخدام النفق يستطيعون من تحت الأرض الوصول إلى المسجد الأقصى مباشرة دون أن تطولهم حجارة أو يراهم أحد.

كما نشير أيضا إلى أن سلطات الاحتلال قد أقامت هذا الكنيس بعد أن تمكن اليهود من الاستيلاء على عدد من البيوت العربية وأقاموا فيها داخل الحى العربى ورفعوا فوقها أعلام إسرائيل، فى تهويد للبلدة القديمة ومزاحمة للفلسطينيين داخل الحى الإسلامى، ويكونوا بذلك قد وضعوا بذرة لبؤرة إستيطانية قرب المسجد الأقصى.

ــ هل مازالت هناك أنفاق أخرى تتصل بالأنفاق التى تحت المسجد الأقصى؟
أحد الأنفاق يمر من الناحية الغربية أيضا باتجاه المسجد الأقصى لكنه ليس قادما من الحى العربى مثل النفق السابق، إنما يمر من تحت الحى الذى صار معروفا الآن بالحى اليهودى بعد أن كان "حى الشرف" العربى قبل احتلال القدس عام 1967. وهذا النفق يسمى بنفق الممر السرى.

النفق الثالث والرابع أيضا يمران من تحت الحى اليهودى إنما يبدأ كل منهما من نقطة بعيدة تحت الحى وصولا إلى الأنفاق تحت المسجد الأقصى، وما يتميز به هذين النفقان الذان مازال العمل لم يكتمل فيهما فهو أن النزول إلى عمقهما يتم عبر استخدام مصعدين كهربائيين، ثم يعقب ذلك السير فى كل منهما عبر استخدام ممرين كهربائيين أحدهما للذهاب والآخر للعودة، مما يساعد على قطع المسافة بسرعة من عمق الحى اليهودى وصولا إلى الأنفاق التى تحت المسجد الأقصى.

ــ كل الأنفاق التى تم ذكرها حتى الآن تمر من تحت الأرض من الجانب فقط الغربى للمسجد الأقصى.
ننتقل إلى الجانب الشمالى حيث يجرى العمل فى نفق يمر من تحت الأرض بمنطقة الحفريات التى تقوم بها السلطات الإسرائيلية تحت السور الشمالى للبلدة القديمة، وهو نفق جديد فضحت أمره كالمعتاد مؤسسة الأقصى، حيث حفريات تقوم بها سلطات الاحتلال بين بابى العمود والساهرة لربط نفق يسمى "مغارة سليمان" أيسر باب العمود بنفق على بعد 40 مترا محاذيا للسور يتوسط بين بابى العمود والساهرة، ثم يتم استكمال حفر النفق إلى أكثر من مائتى وخمسين مترا، فيربط فى طريقه بين أنفاق أخرى أسفل البلدة القديمة، إلى أن يصل لأسفل المدرسة العمرية عند الزاوية الغربية الشمالية للمسجد الأقصى المبارك، بالتالى يتم ربط النفق الجديد مع مخرج النفق اليبوسى المشهور إسرائيليا وسياحيا باسم نفق الجدار الغربى الذى تتفرع منه وإليه بقية الأنفاق التى ذكرناها فى النقاط السابقة.

ــ هذا كثير جدا، هل مازالت هناك أنفاق تتجه إلى تحت المسجد الأقصى من جهات أخرى
أطول وأكثر الأنفاق خطورة يتجه من تحت المسجد الأقصى إلى الجنوب ثم يمر تحت بيوت حى أو قرية "سلوان" العربية الموجودة إلى الجنوب من المسجد الأقصى، والتى كانت قد شهدت منذ فترة سقوط فى أرضية فصل مدرسة من مدارس وكالة "الأنروا" التابعة للأمم المتحدة، ولم يكن من الممكن التكتم على هذا الخبر وقتها حيث اتضح أن ذلك الانهيار قد نتج عن نفق يتم حفره بالمنطقة، وحينها أفصحت العدسات الصحفية عن العديد من الشروخ التى ظهرت فى الكثير من بيوت الفلسطينيين بقرية سلوان.

ولأن هذا النفق هو أطول الأنفاق فإن سؤالا ليس ساذجا من الطبيعى أن يثار حول إلى أين تصل نهاية هذا النفق القادم من تحت المسجد الأقصى، أو من أين يبدأ هذا النفق الذى يصل ما بين البعيد وما بين الأنفاق تحت المسجد الأقصى، والإجابة المثيرة هو أنه يصل إلى الجانب الجنوبى من المستوطنات الإسرائيلية التى يتواصل بناؤها لتحيط بمدينة القدس من جميع جوانبها.

وإذا علمنا أن طوق المستوطنات المحيط بمدينة القدس يرتبط كل تجمع منه بالآخر عبر شبكات من الطرق الحديثة، فإن النفق الذى يصل بين واحدة من هذه التجمعات الاستيطانية وبين المسجد الأقصى، معناه إمكانية تحرك اليهود من أى مستوطنة من المستوطنات التى تحيط بالقدس فيصلوا بعيدا عن الأعين العربية والحجارة إلى المسجد الأقصى من تحت الأرض.

لقد رسخت هذه المعلومات بداخلى استنتاجا كنت مترددة فى طرحه عند بدايات بحثى حول ما تقوم به إسرائيل من حفر أنفاق تحت المسجد الأقصى، إنما بربط المعلومات بعضها بالبعض ازداد عندى الميل إلى ما استنتجته، فلقد كنت قبل التوسع فى البحث أتعامل مثل الكثيرين بفزع مع فكرة حفر هذه الأنفاق ظنا منى بأن خطرها الأساسى هو أنها تهدف إلى إضعاف أساسات المبانى المسقوفة للمسجد الأقصى، إلا أن تشعب هذه الأنفاق قد جعلنى أتساءل عن أهدافها الأخرى، وهل من الوارد أن يكون احد أهدافها هو الانطلاق منها كأماكن محصنة تصل قواتهم عبرها إلى ساحات المسجد الأقصى فى حالة حدوث مواجهات كبرى مع المسلمين حين تحتدم الأمور.

أما بعد أن عثرت على المعلومات المتعلقة بأنفاق تسمح بمرور اليهود من تحت الأرض فى الحى العربى وكذلك من تحت الأرض فى الحى اليهودى ثم هذا النفق الطويل الذى يسمح بوصول اليهود من مختلف الكتل الاستيطانية الإسرائيلية التى تطوق القدس وصولا إلى كتل المستوطنات جنوب المدينة التى يوجد فيها مدخل النفق المعروف بـ "نفق الطريق الهيروديانى"، وباستخدامه يمكن وصول اليهود فى هذه المستوطنات إلى تحت المسجد الأقصى حيث نفق الجدار الغربى الذى يصل إلى المدرسة التنكزية ومنها إلى أرض ساحة المسجد الأقصى فقد ترسخت عندى فكرة أن جزءا رئيسيا من دور هذه الأنفاق يتوافق مع شخصيتهم التى تميل عند القتال أن يكون ذلك القتال من وراء جدر ـ حسب التعبير القرآنى العظيم ـ خاصة وأنهم يعتقدون أن حربا كبرى لا بد أن تنشب فى هذه البقعة المقدسة، بالتالى هم يجهزون من الآن لهذه الحرب إلى أن يحين موعدها، ويستفيدون مما تعلموه فى حرب يوليو(تموز) 2006 التى لحقت بهم الهزيمة خلالها أمام المقاومة الإسلامية اللبنانية، والتى اكتشفوا أثناءها أن أنفاقا كان قد أقامها رجال المقاومة تحت الأرض ساعدت فى حماية المقاومين على الرغم من شراسة الهجمات الإسرائيلية، وهو ما تكرر معهم بعد ذلك أيضا فى حربهم ضد غزة حيث قالوا أن رجال المقاومة الفلسطينية كانوا يتحصنون بأنفاق تحت الأرض.

فجاءت أنفاقهم تحت المسجد الأقصى والتى صارت موصولة ببيوت الحى اليهودى وبكنيسهم فى الحى الإسلامى وبمستوطناتهم التى تطوق مدينة القدس لتجعل من هذا الذى يختفى تحت الأرض يبدو كنوع من "الجيتو" الذى اعتادوا العيش فيه طويلا من قبل.

هم يعلمون أنهم مع سعيهم لخراب المسجد لن يكون دخولهم فيه إلا وهم خائفين، ولأنهم من أحرص الناس على الحياة، فإنهم يعملون بكل الوسائل على تجهيز تحصيناتهم استعداداً لساعة الصفر.

ما علينا فإن النفق الذى هم على وشك الانتهاء منه، والذى يبدأ من المستوطنات الإسرائيلية جنوب القدس ثم يمر من تحت بيوت الفلسطينيين فى "سلوان" وصولا إلى المسجد الأقصى هو نفق مع ما سبقه من أنفاق ستحقق لهم فى المستقبل أهدافا "عسكرية"، بالإضافة إلى أن هذه الأنفاق تحقق فى الوقت الحالى أهدافا "أمنية" بما توفره للمستوطنين الإسرائيليين من الوصول بطريقة آمنة إلى المسجد الأقصى بعيدا عن عيون وحجارة المقدسيين الذين يتصدون عادة لمحاولات من يريدون الدخول لأداء الصلاة اليهودية فى المسجد الأقصى، إنما مع استكمال هذا النفق والأنفاق الأخرى يصبح من الممكن أن تنشق أرض ساحة المسجد الأقصى فيطلع منها اليهود والعياذ بالله.

أما هنا الآن، فانطلاقا من هذا الاستنتاج يحين أوان الانتقال إلى المحور الثانى من المحاور التى يتحرك فيها الإسرائيليون على طريق التخلص من المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم مكانه.

إنه المحور الذى يرصد الأمور التى تتعلق بمحاولات اليهود لاقتحام المسجد الأقصى من فوق الأرض، وما يتعلق بهذا المحور من إجراءات ضد الأقصى ومن ملامح تدعم فكرة أنهم يستعدون للقتال فى المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم مكانه.

وسيكون هذا هو موضوع الحلقة التالية بإذن الله.
روابط الفيديوهات
ــ يؤدون الصلاة اليهودية تحت المسجد الأقصى :



ــ سائح يتحدث ويتحرك داخل نفق تحت الجدار الغربى للمسجد الأقصى (جدار "حائط البراق" الذى يسميه الإسرائيليون "حائط المبكى") يبدأ من الساحة خارج المسجد ويصل إلى المكان المخصص للصلاة لليهوديات فى كنيس تحت المسجد الأقصى مقابل قدس الأقداس، مع ملاحظة أنهم يطلقون اسم جبل الهيكل على الأرض المقامة عليها المسجد الأقصى، ومع ملاحظة أن اليهوديات يضعن غطاء على الرأس أثناء الصلاة :


ــ فيديو قصير لسائحين أجانب فى نفق تحت المسجد الأقصى:


عدل سابقا من قبل المهذب في الخميس ديسمبر 23, 2010 2:33 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 8:38 am

ــ فيديو قصير لسائحين أجانب فى نفق تحت المسجد الأقصى:


ــ جولة سريعة فى الممر الهيروديانى الطويل تحت الجدار الغربى للمسجد الأقصى وتظهر الأرضيات الزجاجية التى تشير إلى وجود حفريات أخرى رأسية:



ــ عام 2008 حاولت مؤسسة الأقصى فضح انتهاكات أنفاق حفريات الإسرائيليين غرب المسجد الأقصى، وقد واصلت السلطات الإسرائيلية العمل وأصبحت هذه الأنفاق تربط بين كنيس "خيمة إسحاق" الذى افتتحوه بعد ذلك فى الحى الإسلامى وبين الأنفاق تحت المسجد
الأقصى،
وهذا هو الجزء الأول:


ــ الجزء الثانى:

ــ الأنفاق الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى صارت "على عينك يا تاجر" كما يقولون، فقد أصبحت الأنفاق مجهزة بإضاءة وتهوية ولافتات إرشادية، وأنفاق تؤدى إلى أخرى


ــ ملامح عن الصوت والضوء الذى نفذه الإسرائيليون فى جزء من الأنفاق تحت المسجد الأقصى:



ــ خطورة الأنفاق تحت "سلوان" أنها تربط بين المستوطنات الإسرائيلية حول القدس وبين الأنفاق تحت المسجد الأقصى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{يهوديات خلال الصلاة تحت المسجد الأقصى مقابل قدس الأقداس}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{أرفف عليها نسخ من الكتب اليهودية فى كنيس مقابل قدس الأقداس تحت المسجد الأقصى}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{مازلنا فى الكنيس تحت الأقصى}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{يؤدى طقوسا تلمودية تحت أرض المسجد الأقصى}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{يهوديات خلال استعدادات الصلاة فى مقابل قدس الأقداس بالقرب من قبة الصخرة تحت أرض المسجد الأقصى المبارك بحجارته العتيقة، ولابد أن يضعوا غطاء على الرأس أثناء الصلاة}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{تحت المسجد الأقصى}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{كنيس قنطرة ويلسون}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{كنيس قنطرة ويلسون تحت المدرسة التنكزية المعروفة بالمحكمة الشرعية وهى جزء من المسجد الأقصى من ناحية الجدار الغربى للمسجد}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{هذا الجزء تم تجهيزه لليهوديات حيث طبقا لتعاليمهم يجب الفصل بين الجنسين فى الصلاة، الصورة هنا من الداخل للشرفة المغلقة العريضة التى تظهر فى الصورة السابقة، وتظهر فيها تجهيزات البناء الحديثة مقارنة بالقباب الحجرية العتيقة التى أقيمت فى داخلها}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{مازلنا داخل كنيس قنطرة ويلسون وهنا الحجارة العتيقة أكثر وضوحا}


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{أحد الخزائن لحفظ كتب العبادة التى أدخلوها إلى قنطرة ويلسون تحت المدرسة التنكزية المعروفة بالمحكمة الشرعية وهى جزء من مبانى المسجد الأقصى}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{خزانة أخرى داخل الكنيس}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{يهود يتعبدون داخل كنيس قنطرة ويلسون}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{الجزء المخصص للنساء من أعلى وتظهر فيه مروحة للتهوية}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{الباب الخارجى للمدرسة التنكزية بملامح عمارته الإسلامية أما الكتابة على بابه فكتبها الإسرائيليون بالعبرية}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{مرتديا الشال اليهودى ويصلى داخل مصلى المدرسة التنكزية}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{آيات منحوتة منذ القدم بالخط العربى على جدار المصلى وتحتها لافتة حديثة باللغة العبرية}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{محراب مصلى المدرسة التنكزية يستخدمه اليهود كمكان لوضع سلة النفايات}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{لقطة للمحراب والآيات القرآنية واضحة تحت الزخارف الإسلامية}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

{الباب الآخر للمدرسة التنكزية بالأقصى}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: ننشر الحلقة الثالثة من الكتاب القنبلة "أهوال ضد المسجد الأقصى".. تجهيزات إسرائيلية للاقتحام الكبير لـ"أولى القبلتين" الأربعاء، 22 ديسمبر 2010   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 22, 2010 3:43 pm

ننشر الحلقة الثالثة من الكتاب القنبلة "أهوال ضد المسجد الأقصى".. تجهيزات
إسرائيلية للاقتحام الكبير لـ"أولى القبلتين"





الأربعاء، 22 ديسمبر 2010 - 16:15
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المسجد الأقصى
استنتاجى السابق المتعلق بوجود أهداف عسكرية قتالية وأهداف أمنية ضمن أسباب حفر وتجهيز
الكثير من الأنفاق تحت المسجد الأقصى هو استنتاج قد زاد من اقتناعى به عدة أمور
تحدث فوق الأرض ، منها ما هو متعلق بإنشاء جسر يتحمل دخول معدات عسكرية ثقيلة إلى
داخل المسجد الأقصى بعد هدم طريق باب المغاربة الذى كان مقاما منذ القدم لدخول الأفراد .

ومنها ما يتعلق بإجراءات إسرائيلية ضد حرية المسلمين فى العبادة
بالمسجد الأقصى ولها صلة فى الوقت نفسه بتكرار محاولات اليهود للصلاة فى المسجد
الأقصى حيث يدخلوا فى حراسة الشرطة على هيئة مجموعات .

جسر عسكرى
إلى داخل المسجد الأقصى
نبدأ
بمؤشرات الإنشاءات الإسرائيلية فى باب المغاربة وهو الباب الوحيد للمسجد الأقصى
الذى صادر الإسرائيليون مفاتيحه بمجرد احتلالهم للقدس ، والذى لم يختاروه عشوائيا
لتكون مفاتيحه بأيديهم وحده وليست بقية الأبواب التسعة الأخرى المستخدمة من أبواب
المسجد الأقصى ، إنما هم اختاروا مفاتيح الباب الذى يناسبهم كبؤرة لتركيز جهودهم ضد
المسجد الأقصى من عنده لأنه هو الباب المجاور لحائط البراق الذى جعلوه حائط المبكى
وتخلصوا من السكان العرب المجاورين له عبر هدم بيوتهم وطردهم من حى المغاربة الذى
كان ملاصقا للجدار ، وبهدم بيوت الحى وتحويل مكانها إلى ساحة متسعة ، صارت هذه
الساحة هى بؤرة يتجمع فيها اليهود بأعداد هائلة وبصورة مستمرة .

من هذا المكان قرروا هدم جسر تلة المغاربة وهى عبارة عن طريق صاعد يوصل من هذه البقعة إلى
باب المغاربة المرتفع بالطبع عن الساحة باعتبار أن المسجد الأقصى مقام فوق جبل أو
هضبة موريا المرتفعة عن هذا الجزء المجاور لها .

ــ لماذا يعبر هذا الهدم عن تجهيزهم للقتال فى المستقبل
؟
● لأن الجسر الذى يقيمونه هو جسر يصلح أن تمر من فوقه الدبابات
والمعدات العسكرية الثقيلة . وبالطبع معدات البناء الضخمة التى سوف يحتاجونها
للتخلص من المسجد الأقصى ـ لا قّدّر الله ـ وإقامة الهيكل .

فهو يختلف عن الجسر البسيط الذى كان موجودا من قبل والذى كان مقاما ليؤدى وظيفته الطبيعية
الأصلية فى هذا المكان وهى استخدامه لحركة الأفراد العاديين سواء المصلين أو السواح
. وهذا الجسر كان قد حدث انهيار فى جزء منه عام 2004 ، وبغض النظر عن أن هذا
الانهيار قد تسببت فيه الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى ، إلا أنه بالإضافة
لهذا فإن قوات الاحتلال الإسرائيلى قد منعت الأوقاف الإسلامية من ترميمه كجزء من
التعسف الإسرائيلى بمنع الأوقاف الإسلامية ومؤسسة الأقصى من الترميم فى المسجد
الأقصى . وبعد أن تركت سلطات الاحتلال الجسر على حاله بعد الانهيار الجزئى فيه جاء
القرار الإسرائيلى عام 2006 بأن يتم هدمه وبناء جسر جديد ضخم بمواصفات مختلفة تجعل
منه جسرا عسكريا وليس مجرد جسر للحركة السياحية .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

على يمين الصورة الجسر الجديد الذى يشيده الإسرائيليون
باتجاه باب المغاربة الملاصق لحائط البراق الذى جعلوه حائط المبكى
وهو الأمر الذى فضحته مؤسسة الأقصى عام 2006 ، حيث كانت المؤسسة قد حصلت وقتها على
وثائق تثبت ذلك وقد ترتب على فضح هذا المخطط اندلاع مظاهرات مدوية فى القدس
ومواجهات شديدة لمنع إقامة هذا الجسر ، واعتقل الاحتلال خلال المواجهات عدد من
القيادات المقدسية مثل الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية فى أراضى الـ 48 ،
وهى المواجهات التى صارت معروفة باسم "أحداث باب المغاربة" .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إعتقال الشيخ رائد صلاح أثناء المواجهات عند باب المغاربة
إحتجاجا على هدم طريق المغاربة وإقامة الاحتلال لجسر عسكرى يوصل إلى المسجد الأقصى
ونتيجة لشدة المواجهات أوقفت سلطات الاحتلال التنفيذ كى تهدأ
الأمور ، ثم كالمعتاد بعد مرور فترة عاد تنفيذ الجسر عام 2008 دون إعلان عن العمل ،
وعادت احتجاجات المقدسيين ، لكن كان الاحتلال قد استعد للمواجهة والقمع ، وكانت
إحدى الأدوات القمعية التى يمكن اعتبارها شكلا إضافيا من أشكال القمع تتمثل فى قيام
سلطات الاحتلال بإغلاق مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ، تلك المؤسسة التى
أخذ رجالها وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح منذ تأسيسها وكذلك من تولوا أمرها معه ومن
بعده ، أخذوا على عاتقهم فضح خطط وخطوات الاحتلال الإسرائيلى ضد المسجد الأقصى
المبارك وضد مدينة القدس وتنبيه المسلمين إلى الخطر الذى يحيط بالمسجد الأقصى
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

باب البراق من خارج المسجد الأقصى من ناحية حائط البراق
الذى جعله الإسرائيليون حائط المبكى ، وهذا الحشد فى الصورة هو للنساء اليهوديات
باعتبار أن هذا هو الجانب المخصص لهن للصلاة منفصلين عن الرجال طبقا للتعاليم اليهودية
ولأن هؤلاء الرجال المرابطين كانوا قد أخذوا بالحذر وتوقعوا مثل
هذا الإجراء من الاحتلال ، لذلك بعد شهور قليلة من إغلاق الاحتلال لمؤسسة الأقصى
لإعمار المقدسات الإسلامية تمكن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية من مواجهة
الموقف معلنا أن عمل مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية سيستمر تحت إسم "مؤسسة
الأقصى للوقف والتراث" ، حيث أعلن عن ذلك عبر مؤتمر كبير قال فيه :"لقد علمتنا
التجارب على اختلافها أن نكون على استعداد دائم وأن نتحدى ، فالاحتلال لم يغلق إلا
إسما فقط ولم يغلق إلا غرفة وبابا فقط ، لأننا كنا قد أقمنا مؤسسة أبقيناها في الظل
باسم "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، وهي تعمل على حمل أمانة الدفاع عن الأقصى
وتواصل إعمار وصيانة والدفاع عن المقدسات وتعمل فى كل الجوانب التى عملت فيها
المؤسسة التى أغلقوها" .

وهو ما تم بالفعل من ناحية ، إنما من ناحية أخرى
واصلت قوات الاحتلال تنفيذ مخططها الذى يستغرق فيه إقامة الجسر خمس سنوات ، ومازال
العمل جاريا فى الجسر الذى يهدد المسجد الأقصى وسط صمت عربى أليف ومألوف
.

كنس يهودية جديدة
فى أجزاء من المسجد الأقصى

وهل واصلت مؤسسة الأقصى للوقف
والتراث بالفعل فضح مخططات الاحتلال ضد الأقصى؟
● استمرت مؤسسة الأقصى فى
القيام بالدور نفسه ، وكان أول ما قامت به هو فضح لأمر متعلق أيضا بهدم طريق تلة
المغاربة ، وهو أن هذا الهدم له له جانب آخر غير الجانب العسكرى المباشر ، إلا أنه
مدعِم فى الوقت ذاته لهذا الجانب ، فبعد هدم التلة من المخطط للجسر أن يرتكز على 16
عمودا كبيرا ، بدلا من ارتكاز الجسر السابق على التلة نفسها .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يأتى اليهود للصلاة أمام حائط "رباط كرد" الذى جعلوه "حائط
المبكى الصغير
بالتالى سيتضمن الهدم التخلص من غرف تتبع المسجد الأقصى ،
كما أن ارتكاز الجسر بعد ذلك على الأعمدة وليس التلة ستكون له نتائج على "باب
البراق" الموجود فى جدار المسجد الأقصى تحت باب المغاربة ، وهو الباب الذى من
المفروض أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد دخل منه إلى أرض المسجد الأقصى بعد أن
ربط البراق خارجه قرب هذه البقعة ، والبراق بالطبع هو الوسيلة التي يسرها الله
سبحانه لسيدنا محمد "عليه الصلاة والسلام" فى رحلة الإسراء الشهيرة من مكة إلى
المدينة ، كما يسمى أيضا ''باب النبي'' باعتباره الباب الذى دخل منه الرسول "عليه
الصلاة والسلام" إلى المسجد الأقصى فى تلك الليلة العظيمة ، وهو فى الوقت ذاته كان
يوصل إلى داخل أرض المسجد الأقصى حيث يوجد مصلى صغير معروف باسم مصلى البراق وهو
بالطبع جزء من المسجد الأقصى ، وله باب آخر من داخل المسجد الأقصى حيث يتم الوصول
إليه عبر درجات موجودة إلى الغرب من الجامع القبلى فى جنوب غرب أرض المسجد الأقصى
باعتبار أن هذا المصلى هو مثل المصلى المروانى والأقصى القديم موجود تحت المناطق
الظاهرة فى الجزء الجنوبى من المسجد الأقصى ضمن التعلية التى سبق أن ذكرنا أنها قد
تم تنفيذها منذ فترة الأمويين للتسوية مع الجزء المرتفع المرتبط بصخرة المعراج
المقام عليها قبة الصخرة . وعلى الرغم من أن مصلى "البراق" هذا يحتاج إلى ترميم إلا
أن سلطات الاحتلال تمنع المسلمين من ترميمه . فهو أحد أجزاء المسجد الأقصى الذى
تطمع سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى السيطرة عليه بشكل عاجل ، ليس فقط لادعائهم بأن
الباب الذى يؤدى إليه من خارج المسجد لا يجب أن يحمل اسم باب "البراق" ، حيث يسمونه
باب "بيركلى" ، ويدّعون أنه كان بابا من أبواب الهيكل ، إنما أيضا لأن سيطرتهم على
هذا الباب يعنى استيلائهم على مصلى البراق الذى يخططون لجعله كنيس للنساء اليهوديات
لوجوده عند هذا الجزء من حائط البراق الذى جعلوه حائط المبكى ، وخصصوا هذه المساحة
من الحائط لصلاة النساء حيث تم فصلهن عن الرجال باستخدام قاطع باعتبار أن من
الضرورى فصل النساء عن الرجال خلال الصلاة اليهودية . وهم الآن يريدون التوسعة على
النساء اليهوديات خلال الصلاة بتحويل هذا الجزء من المسجد الأقصى إلى كنيس دائم
لصلاة النساء اليهوديات .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يريدون الاستيلاء على المصلى المروانى الموجود تحت الأرض فى
الساحة الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى ، ويدخلون منه إلى المسجد الأقصى ، كما
يريدون الدخول من الجهة الغربية إلى ساحة المسجد الأقصى المجاورة لقبة الصخرة عبر
إقامة كنيس "قدس النور" مكان المدرسة التنكزية

مع ملاحظة أن باب
"البراق" هذا الذى يؤدى إلى خارج المسجد الأقصى كان قد تم إغلاقه من أيام الناصر
صلاح الدين الأيوبى بعد فتح القدس لاعتبارات متعلقة بتأمين المسجد ، وهى الاعتبارات
نفسها التى يهتم بها الإسرائيليون ، بهدف كسر تأمين المسلمين لجانب من المسجد ، إلا
أنهم كالمعتاد يقومون بنسج رواية دينية يهودية عبر الزعم بأنه كان أحد أبواب الهيكل
، وذلك من أجل تغليف أهدافهم الأخرى التى تتضمن التسلل إلى داخل المسجد الأقصى عبر
مناطق لا يدرك كل المسلمين قدسيتها ، كما تتضمن من ناحية أخرى تحقيقهم لهدف آخر لهم
هو استكمال السيطرة على بقية الجزء الجنوبى من منطقة حائط البراق الذى جعلوه حائط المبكى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ترويع الأطفال خلال المواجهات

وهى السيطرة
المتزامنة مع سعيهم لتحقيق الغاية نفسها ، إنما بالاتجاه شمالا مع سور المسجد
الأقصى الغربى الذى يمثل حائط البراق الذى جعلوه حائط المبكى ، فبعد تغييرهم الحال
فى المدرسة التنكزية الموجودة إلى الشمال مباشرة بعد حائط البراق ، وهى المعروفة
كما قلنا باسم المحكمة الشرعية ، فإنهم بمواصلة الاتجاه إلى الشمال بعد المدرسة
التنكزية والوصول إلى باب الحديد أحد أبواب المسجد الأقصى بعده شمالا يوجد "رباط
كرد" الذى حدث فيه نوع من الإنهيار عام 1972 نتيجة الحفريات تحته ، فانتهز فورا
الإسرائيليون الفرصة وقاموا بمصادرته وأقاموا عنده نقطة مراقبة ، بعدها اعتبروا أنه
يمثل امتدادا لحائط البراق الذى يقولون أنه حائط المبكى ، فزعموا أن هذا الجزء من
الحائط هو ما أسموه "حائط المبكى الصغير" مكان "رباط كرد" الذى كان موقوفا
للمجاهدين المسلمين الذين يرابطوا دفاعا عن المسجد الأقصى ، وأخذ الكثير من اليهود
يتعاملون معه بحماس أكبر انطلاقا من أنه أكثر قربا إلى قبة الصخرة التى يزعمون أنها
قدس الأقداس فى الهيكل الذى يزعمون أنه كان موجودا فى مكان المسجد الأقصى
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يضربون النساء

ــ معنى هذا أنهم يحفرون تحت الأرض ، فتتأثر أجزاء مرتبطة بالمسجد الأقصى فوق الأرض وتحدث فيها بعض الإنهيارات ،
فيمنعوا المسلمين من الترميم ، ويستولوا هم على الأجزاء التى حدثت فيها هذه
الانهيارات ، وبدلا من ترميمها على حالها ، يسيطرون عليها ويتعاملون معها باعتبارها
مقدسة لهم وليس للمسلمين .

● هذا تلخيص معبر جدا . مع ملاحظة أن الأماكن
التى يحولوها إلى كنس قرب المسجد الأقصى يتحقق عبرها تواجد لهم يخترق التواجد
البشرى الطبيعى للمسلمين ، وحيث أنهم يضعون فى اعتبارهم الحرص على التجهيزات
القتالية والأمنية ، لذلك نجد أن كنيس "قدس النور" الذى سبق أن ذكرنا أنهم يريدون
به استكمال تحويل المدرسة التنكزية إلى كنيس بين كل من قبة الصخرة والجامع القبلى ،
فإن الطابق الذى يستعدون لإضافته فوق المدرسة التنكزية يحقق لهم فى الوقت ذاته
القدرة على كشف المسجد الأقصى بساحاته وحركة المسلمين عند مداخل أبوابه الرئيسية ،
خاصة تلك الأبواب التى يتم الدخول إليها من الجانب الغربى وهى التى يدخل منها
القادمون من الحى العربى الإسلامى .

ــ هل هناك تنفيذ لمخططات أخرى ؟
● إذا كان تحركهم ضد المسجد الأقصى من ناحية
السور الغربى حيث حائط البراق الذى سيطروا على الجزء الأساسى فيه وجعلوه حائط
المبكى ويواصلون العمل للسيطرة على ملحقاته ، فإن اقترابهم من إكمال السيطرة على ما
يتعلق ببقية السور الغربى للمسجد الأقصى قد جعل خطواتهم التى كانت بطيئة ضد بقية
أسوار المسجد الأقصى تصبح وتيرتها أسرع ، فإذا قمنا بالدوران مع سور المسجد الأقصى
الغربى باتجاه السور الجنوبى سنجد أنهم قد ادعوا بأن بقايا القصور الأموية المجاورة
له هى بقايا تخصهم تاريخيا ، فأخذوا بنشر أعمال حفرياتهم فيها ، حيث يخططون لإقامة
منطقة للاحتفالات المسائية فيها ، مع إقامة حدائق توراتية فى ذلك الجزء إلى الجنوب
من المسجد الأقصى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويعتدون على العجائز
بالإضافة إلى مخططهم ضد
أبواب المسجد الأقصى الجنوبية التى كان قد أغلقها القائد صلاح الدين الأيوبى إغلاقا
تاما بالحجارة لتأمين الجهة الجنوبية للمسجد وهى الأبواب المعروفة باسم "الباب
الثلاثى" باعتباره يشكل ثلاثة أبواب متجاورة ، إلا أن الإحتلال الإسرائيلى قد أقام
سلالما من الخارج تؤدى إليها مع الإبقاء على الأبواب على حالها ، إنما بالطبع
لاستخدامها فى الوقت المناسب .

مع ملاحظة ان هذا الجزء الجنوبى هو القريب من
الأقصى القديم ويتم منه الوصول إلى المصلى المروانى الذى سبق أن خرجت تصريحات
إسرائيلية حول خطط لتحويله إلى كنيس يهودى يتم الدخول إليه من خارج المسجد الأقصى
بعد فتح الباب الثلاثى المغلق ، وهذا المخطط من ضمن أهدافه بالطبع تيسير دخول
اليهود إلى المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية عبر إقامة هذا الكنيس فى جزء من المسجد
الأقصى يستفيدون فيه من عمارته بمدخل من خارج المسجد الأقصى من ناحية ، وسلالم أو
درجات تؤدى فى الوقت نفسه إلى ساحة المسجد الأقصى من الناحية الأخرى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويعتقلون الشباب


وهذه المخططات تفسر فى جانب منها القرارات التى سبق أن أصدرتها سلطات الاحتلال بمنع مواصلةالترميم فى المسجد الأقصى وذلك حين كانت مؤسسة الأقصى بالتعاون مع الأوقاف الإسلامية تقوم
تحديدا بالترميم فى هذه الأجزاء غير الظاهرة من المسجد الأقصى ، فيبدو أن
الإسرائيليين كانوا قد قرروا أن تكون بداية سيطرتهم على المسجد الأقصى عبر السيطرة
أولا على الأجزاء المختفية من المسجد باعتبارها غير مشهورة على نطاق واسع مما يجعل
مخاطر ردود أفعال المسلمين تجاه ما يقترفه اليهود ضدها أقل من ردود الأفعال فى حالة
تجرؤ اليهود على الأجزاء المعروفة للجميع .

ــ
هم بذلك يبدأون بالسيطرة من تحت إلى فوق .
● أو من تحت لتحت إلى فوق ،
فبعد حفر الأنفاق المؤدية إلى أجزاء توصل من تحت المسجد إلى فوقه ، كذلك فالتحرك من
تحت أيضا عبر السيطرة على الأجزاء غير الظاهرة للمسجد الأقصى وغير الشهيرة التى
توصل كل منها من تحت إلى فوق . فمثلما حولوا ما تحت المدرسة التنكزية فى الجدار
الغربى للمسجد الأقصى إلى كنيس ، ثم حولوا مصلى المدرسة أيضا إلى كنيس تمهيدا
لاستكمال الكنيس فى الدور الأعلى بما يسمح لهم بالدخول من الباب الخارجى للمدرسة
والوصول إلى الباب المؤدى إلى ساحة المسجد الأقصى ، كذلك فإن هذا هو ما يستعدون له
لتحويل كل من مصلى البراق والمصلى المروانى إلى كنس يهودية بفتح الأبواب المغلقة
لكل منهما فى سور المسجد الأقصى وتحويل هذه الأجزاء غير الظاهرة من المسجد الأقصى
إلى كنس يهودية ، مستفيدين فى الوقت ذاته من الأبواب الداخلية لكل منهما باعتبارها
توصل مباشرة إلى ساحة المسجد الأقصى ، كمرحلة من مراحل السيطرة على المسجد الأقصى
خطوة خطوة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الشيخ رائد صلاح فارس المسجد الأقصى

وفى
جعبة الاحتلال الإسرائيلى نكتشف أن من الخطوات التى يستعدون لها حين ندور مع السور
الجنوبى للمسجد الأقصى باتجاه السور الشرقى فسنجد أنه يشترك مع السور الجنوبى فى
تخطيط إسرائيل كذلك لفتح الأبواب المغلقة حيث باب الرحمة الذى كان القائد صلاح
الدين قد أمر أيضا بإغلاقه مثل الأبواب الجنوبية تأمينا للمسجد الأقصى ، لكنه صار
اليوم على الأجندة الإسرائيلية باعتباره فى زعمهم هو ما يسمونه الباب الذهبى الذى
كان المدخل الرئيسى إلى هيكلهم القديم الذى يتجه إلى الشرق حسب ما يرددون ، وحيث
تشير المجسمات والرسوم التى ينشرونها أن بوابة الدخول للهيكل هى من الناحية الشرقية
، كما أن هناك اعتقاد بأن المسيح سوف يدخل من هذا الباب . بالتالى فإن الباب الذهبى
وما حوله هو من الأولويات التى ينشغلون جدا بفكرة تمهيد الطريق للاستيلاء عليه ،
بالتالى فقد صار ما يطل المسجد الأقصى عليه من الناحية الشرقية بما يتضمنه من أوقاف
إسلامية ومن مقبرة الرحمة المجاورة لباب الرحمة والمدفون فيها عدد من الصحابة ، صار
نهبا لتنفيذ مخطط ما تسميه سلطات الاحتلال الإسرائيلى بإقامة الحدائق التوراتية
وتحويل المنطقة إلى مزارات سياحية مع وضع أسماء يهودية على المناطق الإسلامية ،
وكلها إجراءات لتدعيم الوجود الإسرائيلى بشكل ملاصق تماما للمسجد الأقصى الذى تفشل
باستمرار محاولاتهم المتكررة لاقتحامه وإقامة الصلوات اليهودية فيه .

التضييق على المسلمين فى المسجد الأقصى
ــ يؤدوا الصلاة
اليهودية فى المسجد الأقصى !!
● نعم ، كخطوة لوضع قدم لهم بشكل مباشر فى
المسجد الأقصى ضمن خطواتهم على طريق إزاحة المسلمين وإقامة الهيكل . وهذا مؤشر خطير
على أنهم يعملون على الإسراع فى تجهيز ما يسمح لهم باستخدام القوة لمحاولة فرض
الواقع الذى لم يتمكنوا من فرضه بسبب استبسال المقدسيين فى التصدى لمحاولاتهم
المتكررة لاقتحام الأقصى وإقامة صلواتهم داخل ساحاته وهى المحاولات التى صارت تتكرر
بأعداد متزايدة من اليهود ، وبحماية من الشرطة الإسرائيلية ، التى تقوم فى كل مرة
بالتضييق على المسلمين الذين يريدون بشكل طبيعى أن يدخلوا المسجد الأقصى لأداء
الصلاة ، فتقيد الدخول ولا تجعله مسموحا إلا لمن هم فوق سن الخمسين عاما ، وتكثف
الحواجز على مداخل القدس التى لا يستطيع أصلا أن يدخلها المسلمون من سكان الضفة
الغربية ، وممنوع مجرد الوصول إليها على سكان غزة ، ثم ما أضيف إلى كل هذا من أن
حتى الفلسطينيين المقيمين فى الأراضى التى تم احتلالها منذ عام 1948 قد أضيفت عليهم
مزيدا من القيود كى يدخلوا القدس ، ثم كى يتمكنوا بعد دخول القدس من الوصول إلى
المسجد الأقصى للصلاة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

خلف القضبان وفى كل مكان الشيخ رائد صلاح ملهم
للشرفاء
مما جعل مشهد المسلمين وهم يؤدون الصلاة فى شوارع القدس خارج
المسجد الأقصى ، أو داخل أزقة البلدة القديمة ، يصبح مشهدا متكررا حين تعيق سلطات
الاحتلال التمتع بالحق الطبيعى لأداء الشعائر الدينية للمسلمين فى المسجد الأقصى ،
بينما لليهود اغتصاب أرض المسجد الأقصى والدخول لأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية
عبر ساحاته وذلك بموجب تصريح من سلطات الاحتلال الإسرائيلى تتقدم الجماعات اليهودية
للحصول عليه خاصة خلال أعيادهم الدينية ، ولسلطات الاحتلال أن تعطيهم التصريح بناء
على اعتبارات يتصدرها عادة الاعتبار الأمنى لتأمينهم من هجمات المسلمين عليهم
(بالحجارة) ، وفى حالة الموافقة على منحهم التصريح يصبح على الشرطة الإسرائيلية أن
تتولى تأمينهم ، ومن أجل تأمين دخول اليهود إلى (ساحات) المسجد الأقصى التى هى
بالطبع جزء من أرض المسجد الأقصى ، فإن سلطات الاحتلال تقوم بوضع القيود على دخول
المسلمين للأقصى خلال اليوم الذى تمنح فيه لليهود التصريح مسبقا ، فلا يتم السماح
للمسلمين بدخول المسجد الأقصى إلا لمن تتجاوز أعمارهم الخمسين باعتبار أن تصدى
المسلمين كبار السن للمصلين اليهود داخل المسجد الأقصى ليس من السهل أن يكون
بالعنفوان والقوة نفسها التى يتصدى بها الشباب .مع ذلك فإن محاولات اليهود للدخول
والصلاة بالأقصى تفشل فى كل مرة بسبب المقدسيين الأبطال . فلقد شهدت ساحات المسجد
الأقصى الكثير جدا من المواجهات الشديدة بين الشرطة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الشيخ عكرمة صبرى خطيب المسجد الأقصى منعوه من دخول
الأقصى
الإسرائيلية والمصلين المسلمين الذين يعملون على منع دخول اليهود
.
ولعل أشهر من تعرض للمنع من دخول مدينة القدس هو الشيخ "رائد صلاح" رئيس
الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطينى والمعروف ـ عن استحقاق ـ بلقب شيخ الأقصى وذلك
لدوره الرائد والمتميز والمتواصل دفاعا عن الأقصى وتنبيها بالمخاطر التى تتهدده ،
وإن كنت أميل لوصفه بلقب شبيه إنما له وقع قتالى يليق بالحالة الدءوبة دفاعا عن
الأقصى التى تتميز بها مواقف الشيخ رائد صلاح ، وهو لقب : "فارس المسجد الأقصى"
ولفروسيته هذه فقد قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلى مرات عديدة بإصدار قرارات تمنع
دخوله القدس بذريعة المحافظة على الأمن ، وكانت كلما تتنتهى مدة المنع المحددة ضده
يعودون فيصدرون قرارا عسكريا جديدا بموجب قانون الطوارئ بتجديد إبعاده عن المدينة
المقدسة ، أحدثها القرار الذى صدر ضده فى يناير 2010 بإبعاده عن مدينة القدس لمدة
ستة أشهر ، وعند نهايتها صدر ضده تجديدا للإبعاد حتى نهاية شهر يوليو . المثير فى
هذا القرار الصادر من قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلى هو أنه قد تضمن صراحة
الصياغة التالية أنه : "عند انتهاء المدة ففى نيتى تمديد فترته ثلاثة أشهر أخرى " .
إلا أنه قبل نهاية المدة كانت المحكمة المركزية الإسرائيلية قد أصدرت ضده حكما
بالسجن لمدة خمسة أشهر مع التنفيذ فى قضية كانت منظورة أمام المحاكم الإسرائيلية
منذ عام 2007 متعلقة بتزعمه للمواجهات ضد الشرطة الإسرائيلية دفاعا عن المسجد
الأقصى فيما عرف بـ "أحداث باب المغاربة" حيث المواجهات كانت قد أعقبت قيام الشيخ
رائد صلاح بالكشف وقتها عن الخطوات الإسرائيلية لهدم تلة طريق المغاربة وإقامة طريق
عسكرى مكانه يؤدى إلى باب المغاربة ومنه إلى المسجد الأقصى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل
الفلسطينى
ولقد كان هذا الحكم ضد الشيخ رائد صلاح استكمالا لمسلسل
التنويع فى إلحاق الأذى به بسبب دفاعه الدءوب عن المسجد الأقصى المبارك ، فلقد سبق
أن تعرض للاعتقال وللمحاكمة عدة مرات ، ومازالت عدة قضايا ضده معروضة أمام المحاكم
الإسرائيلية ، بالإضافة إلى التهديد بسحب المواطنة منه ، حيث وصل الأمر فى مايو
2010 إلى صدور تصريح من وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى يتضمن أن الحركة الإسلامية
بقيادة الشيخ رائد صلاح هى أكبر خطر على وجود إسرائيل . بالتالى لم يكن من المستغرب
أن يتعرض الشيخ رائد صلاح أيضا لمحاولات إغتيال عديدة منها محاولة على يد مستوطن
إعترف أنه قد تم تكليفه بالاغتيال من قبل جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى (الشاباك)
، وآخرها كانت عند مشاركته فى أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة ، لكن شُبه لهم
فوجهوا رصاصاتهم إلى رجل تركى شبيه جدا بالشيخ صلاح فاستشهد هذا الشيخ التركى مع
زملائه من شهداء أسطول الحرية الأبطال الذين تصرفوا باستبسال دفاعا عن الحق الذى
يؤمنوا به فكان حالهم كحال غيرهم من المجاهدين فى فلسطين والمرابطين فى القدس الذين
حين يحذرهم المتخاذلون بتحذيرات من نوعية القول بإن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم .
فلا يكون من تأثير مثل هذا الكلام عليهم إلا أن يزيدهم هدى .

ننتقل إلى أشهر
الممنوعين من دخول المسجد الأقصى بالأمر العسكرى الإسرائيلى الصادر ضده لمدة ستة
أشهر بدأت منذ ديسمبر 2009 والذى تم تجديده فى مايو 2010 لمدة ستة أشهر أخرى ، أى
عام كامل متصل ، فهو الشيخ "عكرمة صبرى" خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية
العليا .

ــ من ......؟
● خطيب المسجد الأقصى . نعم منعوا خطيب المسجد الأقصى من الدخول أى منعوه من إلقاء الخطبة
باعتبار أنه من وجهة نظرهم يحرض الجمهور بما يقوله فى خطبه ، بل لم يقتصر الأمر على
منعه من دخول المسجد الأقصى ، إنما ولأنه كان قد سافر مشاركا فى ندوة وتحدث أثناء
السفر عبر عدد من الفضائيات عن الأخطار التى تهدد المسجد الأقصى ، فقد ترتب على ذلك
قيام سلطات الاحتلال بإصدار قرار يمنعه كذلك من السفر لمدة ستة أشهر بدأت فى ابريل
2010 .

ــ ما كل هذه الانتهاكات ضد حرية
المقدسيين .
● هناك أسماء أخرى كثيرة جدا مشهورة مثل الشيخ كمال الخطيب
نائب رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى ، وأسماء عديدة مشهود لها بالمكانة
لا مجال لتسجيلها بسبب كثرتها ، بالإضافة لأسماء عديدة غير مشهورة من الرجال وأيضا
النساء ، صدرت ضدهم أوامر عسكرية إسرائيلية ، سواء بالنفى أو الإبعاد لفترة خارج
القدس ، أوبالمنع من دخول الأقصى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

داخل المسجد الأقصى كان هذا المبنى خلوة للعباده حولوه إلى
مقر للشرطة الإسرائيلية
مع ذلك فإذا كان الاحتلال الإسرائيلى يملك أن
يحرم عيون للمقدسيين من معانقة المسجد الأقصى إلا أن صورة الأقصى لا تفارق من أحبه
، فالشيخ عكرمة صبرى الذى يتواصل منعه من دخول الأقصى لمدة عام كامل ، هو شيخ جليل
تبدو فى نظرة عينيه ما يوحى بأنه أينما يولى وجهه فإن صورة المسجد الأقصى تبدو
أمامه ، فيبادل الأقصى شوق الإخلاص مهما كان عنه بعيد أو كان له قريب . أو حتى حين
كان يقف بداخله ، أويسجد على أرضه أو مكبرا أو راكعا أو مسبحا باسم الله الأعلى ،
أو مذكرا لعل الذكرى تنفع ، معتمدا فى الذكرى على أن يزداد عدد من يخشى الله سبحانه
ويعمل على أن تكون كلمة المسلمين هى العليا .

أما الشيخ رائد صلاح فعيناه قد
أبت أن ترى اليهود يهددون أرض الأقصى فكانت قيادته للحملة المتواصلة المنبهة
للانتهاكات الصهيونية ضد الأقصى والتى اشتهرت بعنوان "الأقصى فى خطر" ، عيناه التى
رأت احتياج الأجزاء المختفية من المسجد للصيانة فتحرك عبر مؤسسة الأقصى لإنجاز
واحدة من أكبر عمليات الترميم فى المكان ، وصار صوته الذى يصيح مكبرا وملبيا "لبيك
ياأقصى" علامة يتبعها المخلصون . مما جعل الشيخ رائد صلاح إسم على مسمى . ففى
الدفاع عن الأقصى هو رائد ، وفى لقبه يحمل اسم محررها من الصليبيين صلاح الدين ،
الذى يملك مثله أنفا مدببة شامخة ، تعلوها عينان مطمئنتان كعيون المقبلين على
الشهادة . كأنه هو والذين معه من المرابطين (المجاهدين) الذين يستخدمون أجسادهم
كدروع بشرية لصد اليهود عن المسجد الأقصى بروح عالية لا بديل عندها عن النصر أو
الشهادة ، كأن كل منهم يبدو مثل روح تحلق دون ارتباط بمحدودية الجسد ، روح متوكلة
على الله سبحانه ، وآخذة فى الوقت ذاته بالأسباب ، وراضية وحامدة وشاكرة عبر مواقف
هى تجليات عملية على معنى حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال : "لا تزال طائفة
من أمتي على الحق ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من جابههم ، ولا ما أصابهم من
لأواء (أى أذى) ، حتى يأتى أمر الله – عز وجل – وهم على ذلك" وحين سئل الرسول عليه
الصلاة والسلام : وأين هم يارسول الله ؟ قال : "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".


هؤلاء الرجال منهم من تم اعتقاله ومنم من تم إبعاده عن المسجد الأقصى ،
ومنهم من تم إبعاده عن القدس بأكملها وما بدلوا تبديلا .
ــ وكيف تتمكن قوات
الاحتلال من تنفيذ قرارات الإبعاد أو المنع من دخول مسجد كالأقصى ببواباته العشر
المستخدمة وبالأعداد الكثيرة التى تتدفق عليه للصلاة ؟
● لقد صار الدخول للصلاة
فى المسجد الأقصى بالهوية ، أى بتقديم البطاقة الشخصية على الباب .

ــ تقديمها لمن ؟
● للشرطى اليهودى المُكلف
بالحراسة على الباب .
ــ هل رجال الشرطة الإسرائيليون هم الذين يقفون على أبواب
المسجد الأقصى ؟
● بل ويتواجدوا أيضا بداخله ، أما حراس المسجد الاقصى المقدسيين
المسلمين الذين يتبعون للأوقاف الإسلامية بالقدس ، فهم معرضين للاعتقال مثلهم مثل
المواطنين المسلمين جميعا ، بل ومعرضين للإبعاد عن المسجد الأقصى . فكثير من حراس
المسجد الأقصى قد تم إصدار أوامر عسكرية ضدهم تمنعهم من دخول السجد الأقصى لمدد
تبدأ بـ 15 يوما ، وكثيرا ما يتم تمديدها لتصل إلى ستة أشهر ، ثم لا يتم الاكتفاء
بهذا ، بل وتكون قابلة للتجديد ، لأسباب عادة ما تكون متعلقة بما تسميه سلطات
الإحتلال بأنه قيام الحارس بتعطيل الشرطى الإسرائيلى عن القيام بعمله ، أو ما تسميه
التسبب فى تجمهر المصلين باعتبار أن التجمهر يترتب عليه ما يصفونه بأنه تعريض
الجمهور للخطر أو تتهمهم أحيانا بالمساعدة على هروب فلسطينيين مطلوبين أمنيا
للاحتلال ، كما تم اتهام بعضهم أيضا بالقيام بضرب جنود إسرائيليين ، واتهام البعض
الآخر بالتحريض على ضرب جنود إسرائيليين .

ــ
من الذى له سلطة مراجعة بيانات بطاقات الهوية أو البطاقات الشخصية على أبواب المسجد
الأقصى ؟
● إنها سلطة الجنود الإسرائيليين ، بل لقد وصل انتهاك حرية
العبادة على بوابات الأقصى إلى حد عدم الاكتفاء بالاطلاع على بطاقات تحديد الشخصية
وإعادتها فى الحال لصاحبها ، إنما على المسلم الذى يريد الدخول للصلاة أن يترك
البطاقة كرهينة مع الشرطى الإسرائيلى على البوابة ، وليس له الحق فى أن يستعيدها
إلا عند خروجه من المسجد الأقصى ، وذلك بهدف التضييق على من يفكر فى الاعتكاف
والرباط داخل المسجد خاصة خلال أعياد اليهود الدينية وما يصاحبها عادة من مواجهات ،
فالبطاقات التى لن يستردها أحد بعد انتهاء الصلاة ستدل الشرطة على أصحابها .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المطران عطا الله حنا
ولم يكتف الاحتلال
الإسرائيلى بوضع كل هذه الإجراءات المعقدة على المسلمين قبل الدخول للصلاة ، وإنما
قاموا أيضا بتحويل أحد مبانى المسجد الأقصى التى كانت مخصصة على مدى سنوات طويلة
كخلوة للعبادة ، قاموا بتحويل هذا المبنى الذى هو بالطبع جزء لا يتجزأ من المسجد
الأقصى وبداخل أسواره ، تحويله من مكان كان يقيم فيه رجال متفرغون لذكر الله وقراءة
القرآن الكريم وأداء الصلاة وقيام الليل ، إلى مقر ليهود مسلحين مهمتهم أن يتصدوا
للمسلمين الذين يستهينوا بكل هذه الإجراءات على الأبواب ويتوكلوا على المولى سبحانه
ويقومون بمواجهة اليهود الذين يحاولون من وقت إلى آخر أن يؤدوا طقوسهم التلمودية
داخل ساحات المسجد الأقصى .

ــ هل مقر الشرطة
الإسرائيلية بداخل المسجد الأقصى هو آخر ما فى جعبة الاحتلال ؟
● مازال
هناك المزيد ، فلقد تم تشكيل قوة تدخل سريع من الشرطة الإسرائيلية مدربة على التحرك
بكفاءة داخل المسجد الأقصى وفى محيطه خلال أية مواجهات مع المسلمين .
ــ
............ !

● نعود إلى الأبواب وللممنوعين من دخول المسجد الأقصى ، كى
نشير إلى أنه عبر الهوية تقوم الشرطة الإسرائيلية بالكشف عن الإسم على الكمبيوتر ،
وإبعاد المقدسيين الذين صدرت ضدهم أوامر عسكرية بمنعهم من دخول المسجد الأقصى نتيجة
مشاركتهم فى الدفاع عن المسجد الأقصى باستخدام الحجارة ضد اليهود .

ــ وكيف يتم رصد قيام أشخاص معينين بإلقاء الحجارة خلال
المواجهات ؟
● إنها كاميرات المراقبة التى قامت قوات الاحتلال بتركيبها
ضمن إضافة مجال أمنى إليكترونى قائما على شبكة من الكاميرات وأجهزة الرؤية الليلية
والمجسات الحرارية التي تسمح بمراقبة دقيقة ومحكمة للمسجد ومحيطه مع استخدام بوابات
إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى وهى بوابات يتولى أمرها جنود الاحتلال
.

ــ كأنها منطقة عسكرية .
●إنهم يضعون الترتيبات التدريجية فى هذا الشأن
، بل ومن أجل المزيد من المراقبة فقد تم بالتدريج تركيب كاميرات للمراقبة كذلك عبر
الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى ، ويقال أن عددها يصل إلى حوالى 500 كاميرا
.

وبمناسبة الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى ومراقبتها ، لا بد من الإشارة
إلى أن العديد من الأوامر العسكرية التى تصدر بمنع أشخاص مسلمين من دخول المسجد
الأقصى ، لا يقتصر فيها المنع على الدخول إلى المسجد ، إنما العديد منها تتضمن فى
الوقت ذاته المنع من مجرد الاقتراب من المسجد الأقصى ، مع تحديد للمسافة التى يسرى
على المواطن المقدسى عبرها المنع من الاقتراب ، حيث يتم تحديد مسافات تتراوح ما بين
20 مترا و150 مترا .

ــ كيف يقبل العالم كل هذا التمييز الدينى ؟
● هناك ما هو أغرب من ذلك وأشد تعسفا ، ليس فى
اتخاذ القرار فقط ، بل وفى التشدد عند تنفيذه . فكثيرا ما يكون مقر إقامة الذين صدر
ضدهم قرارا يمنع اقترابهم من الأقصى بمسافة معينة ، يكون مقر إقامتهم فى المحيط
الذى هم مضطرين للمرور عبره وصولا إلى منزلهم الذى يقع بالقرب من المسجد الأقصى ،
فإذا بالذين يتقدموا بتظلمات من أن الطريق إلى منزلهم يضطرهم إلى الاقتراب من
المسجد الأقصى فى الحيز الممنوعين من الاقتراب منه ، إذا بالرد الذى يتلقونه من
السلطات الإسرائيلية هو أن عليهم الذهاب إلى بيوتهم عبر طرق أخرى إلتفافية أطول ،
وألا يمروا إلى بيوتهم من الطريق الأقصر القريب من المسجد الأقصى ، وإلا سيتم اتخاذ
إجراءات أخرى ضدهم باعتبارهم لم ينفذوا الأمر بعدم الاقتراب من الأقصى ، وهذه
الإجراءت من الممكن ان تكون غرامة مالية ومن الممكن أن تصل إلى السجن أو إلى
الإبعاد عن مدينة القدس بأكملها .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المطران عطا الله حنا فى زيارة تضامنية مع الشيخ رائد صلاح
مع ملاحظة أن المنع من دخول الأقصى هو عقوبة شديدة القسوة على من
ذاق حلاوة الأنس بالصلاة فى المسجد الأقصى ، والاعتياد على ارتياده . فالمقدسيون
عشاق المسجد الأقصى وصل بهم قدر الحب لرحابه الطاهرة إلى أن يذهب الشباب قبل الزواج
لعمل زفة للعريس المقبل على الزواج حيث يطوفون بالعريس محمولا فوق الأعناق أما هو
فيحمل علما مكتوب عليه "لا إله إلا الله ، محمد رسول الله" فيطوفون ما بين الجامع
القبلى وقبة الصخرة ويهتفون بحب القدس والمسجد الأقصى تبركا بالمكان الطاهر قبل
الزواج . إلا أن هذا التعبير عن العشق للمسجد الأقصى والارتباط الشديد به هو فى حد
ذاته أمر يغيظ الإسرائيليين ويجعلهم يمنعوا مثل هؤلاء الشباب من دخول المسجد الأقصى
.

ــ هذا لا يتعارض فقط مع حرية العبادة ، وإنما أيضا يتعارض مع حقوق الإنسان .
● بل وهناك أشكال أخرى للاستبداد الإسرائيلى تعلق أيضا بالمسجد الأقصى
.

ممنوع الترميم
ــ هل يمكن أن يكون هناك استبداد أكثر من هذا .
● الأغرب فى الاستبداد هو أنه فى الوقت الذى يحفر
الإسرائيليون تحت المسجد الأقصى ، فإن حكومة الاحتلال تمنع المقدسيين من الترميم فى
المسجد الأقصى . وهذا لا يمثل فقط نوعا خطيرا من التمييز الدينى ، إنما هو فى الوقت
ذاته تدخل فى أمور من المفروض أن هناك اتفاقيات تنظمها ، فالمسجد الأقصى يتبع
الأوقاف الإسلامية بالقدس التى تتبع وزارة الأوقاف الأردنية .

إلا أنه وكما ذكرنا فى فصل سابق أن مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية خلال قيامها منذ
سنوات بالتعاون مع الأوقاف الإسلامية بإعادة الإعمار فى مختلف مناطق المسجد الأقصى
سواء فى الأجزاء الظاهرة فوق أرضه أو تلك الأجزاء الموجودة تحت أرضه مثل الأقصى
القديم الموجود تحت الجامع القبلى ، والمصلى المروانى الموجود تحت الساحة الخالية
الموجودة شرق الجامع القبلى ، وكلاهما كما أشرنا من قبل يحققان التعلية للأرض فى
تلك البقعة باعتبارها أقل ارتفاعا من منطقة قبة الصخرة ، مع ذلك فما جرى أثناء عمل
التجديدات هو أن السلطات الإسرائيلية قد تعاملت مع هذا الحق الطبيعى للمسلمين بترقب
، تطور إلى ترصد ، ثم تحول إلى خنق ، حيث وصل موقف السلطات الإسرائيلية إلى درجة
منع إدخال مواد البناء للمسجد الأقصى مع إصدار قرار بوقف الترميمات التى كانت
تجريها مؤسسة الأقصى فى المصلى المروانى والتى كانت تتضمن فتح بوابة طوارئ فى
المصلى باعتباره موجودا تحت أرض المسجد .

ولقد كان رئيس بلدية القدس الذى
اتخذ ذلك القرار وقتها هو "إيهود أولمرت" الذى صار رئيسا للوزراء فيما بعد ، وقد
وصل به الأمر حين حاول المسلمون مجرد استكمال ما بدأوه من ترميمات أن قرر إيقاف
الشاحنات المتوجهة بمواد البناء إلى المسجد ، مع التهديد بقطع المياه عن أولى القبلتين .

والجدير بالذكر أن تلك الفترة نفسها هى المرحلة التى بدأ خلالها
الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية وقتها ، فى الإعلان
عن أن المؤسسة قد اكتشفت شواهد تدل على وجود عمليات حفر من السلطات الإسرائيلية تحت
المسجد الأقصى من ناحية حائط البراق الذى يقولون أنه حائط المبكى والذى هو يمثل فى
الوقت نفسه السور الغربى للمسجد الأقصى ، وقد كانت هى نفسها الفترة التى قامت
السلطات الإسرائيلية بتوسيع للساحة المطلة على الحائط التى يتجمع فيها الإسرائيليون لأداء صلواتهم .
الفترة تلك نفسها كانت قد شهدت تزايد المناقشات بين الآراء
اليهودية المؤيدة لأداء الصلاة اليهودية فى الأقصى وتلك المعارضة للصلاة فيه
.

معتقدات يهودية
حول صلاتهم بالمسجد الأقصى
ــ ما المقصود بالمناقشة بين الآراء اليهودية المؤيدة والمعارضة لأداء
الصلاة اليهودية بالمسجد الأقصى ؟
● هو تأييد ومعارضة لا علاقة لها
باحترام مقدسات العقائد الأخرى ، إنما هى كلها آراء تنطلق من أسباب متعلقة
باعتبارات شرعية يهودية حيث هناك آراء يهودية تعتبر أن الصلاة فى جبل الهيكل كما
يزعمون ، وهو جبل "موريا" المقام عليه المسجد الأقصى ، أن الصلاة فيه وإقامة الهيكل
لا يجب أن تحدث إلا بعد علامات يعتقدوا فيها ، منها ظهور بقرة حمراء صغيرة (عجل) ،
وذبحها واستخدام دمائها بطريقة معينة لما يسمونه تطهير مكان الهيكل لإقامته ايذانا
بما يسمونه مجئ المسيح المخلص بحسب معتقدات اليهود ، وفى الوقت نفسه هناك مناقشات
يهودية أخرى طرحت آراء حول أن التعجيل بالتخلص من المقدسات الإسلامية وإعادة بناء
الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى هو الوسيلة لظهور المسيح المخلص على حسب ما يعتقد
اليهود ، وهو رأى ساهم فى تنشيط جماعات مسيحية بروتستانتية أو إنجيلية فى الغرب
وخاصة فى أمريكا تؤمن بأن عودة المسيح طبقا لما يعتقدون مرتبطة بإعادة بناء الهيكل
.

وهؤلاء موقفهم مختلف عن موقف الكنيسة الأرثوذكسية . وهذا الرأى من
البروتستانت الإنجيليين صار معروفا بالمسيحية الصهيونية .

الكنيسة الأرثوذكسية
أما الكنيسة الأرثوذكسية
فمعروف فى مصر موقف البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حيث قرر
حظر زيارة القدس فى ظل الاحتلال الإسرائيلى ، وهو موقف كرر إبداء التمسك به فى
مناسبات عديدة ، كما استنكر فكرة إقامة الهيكل محل أماكن العبادة الإسلامية
.

كذلك فى أرض فلسطين نجد مواقف مبهرة للمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة
سبسطية للروم الأرثوذكس فى القدس ، فهو مبادر باستمرار فى الوقوف ضد تهويد القدس
وضد تسريب الممتلكات العربية ليسطو عليها اليهود وضد طرد السكان ، وضد طرد
البرلمانيين المقدسيين عن حركة حماس ، وكذلك فى الدفاع عن المسجد الأقصى إلى جوار أخوته المسلمين .

هو عادة مع الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية فى
الداخل الفلسطينى ، وإلى جوار الشيخ عكرمة صبرى رئيس الهيئة الإسلامية العليا
بالقدس ، هو معهما باستمرار فى مختلف المؤتمرات الصحفية التى تحذر من مختلف
المستجدات التى تكتشفها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ، ثم من بعدها
مؤسسة الأقصى للوقف والتراث التى حلت محلها بعد أن أغلق الإحتلال المؤسسة الأولى ،
المطران عطا الله حنا مشارك باستمرار فى هذه المؤتمرات وداعم ومؤيد للمطالبة بوقف
اعتداء الإحتلال الإسرائيلى على المسجد الأقصى بالإضافة للمؤتمرات التى يعقدها عبر
الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات .

هو دائما بوجهه الرصين
،عين أخرى كلها سلام ، وصوته العميق الذى يبدو كأنه قادم من خبيئة تاريخية متضمنة
لأسرار الحروب وأشواق الأمان.
يزور الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية فى
الداخل الفلسطينى حين يتخذ الاحتلال قرارات ضده ويقف إلى جوار الشيخ عكرمة صبرى
رئيس الهيئة الإسلامية العليا حين يتعرض لتحرشات الاحتلال ضده ومنعه من السفر
.

لا يترك المطران عطا الله حنا فرصة إلا ويؤكد على وحدة أهالى القدس مسلمين
ومسيحيين مدافعا عن عروبة القدس . فعادة ما يمتد الاحتجاج فى القدس على انتهاك حرمة
الأقصى إلى كنيسة القيامة حيث يؤكد دائما المطران "عطا الله حنا" أن الاعتداء على
الأقصى هو اعتداء على المسيحيين مثلما هو اعتداء على المسلمين ، وأن أى مساس
بالمسجد الأقصى الشريف كالاعتداء أو المساس بكنيسة القيامة ، وأن الكنيسة
الأرثوذكسية ليست متضامنة فى قضايا الأمة فحسب ، بل هى جزء أصيل منها
.

المطران عطا الله حنا تعرض للاعتقال على يد الإحتلال الإسرائيلى ، كما سبق
منعه من السفر لعدة سنوات
المطران الدكتور عطا الله حنا له جملة شديدة الأهمية
وردت على لسانه فى أحد المؤتمرات ضد تهويد القدس قال فيها : "كفانا تنظيرا وخطابات
ووصفا للحالة ، فالمعلومات خطيرة جدا والضمير الإنساني على المحك" .

المسيحية الصهيونية
ــ بعد هذه النظرة إلى الموقف
الإيجابى من المسيحيين الأرثوذكس نعود إلى البروتستانت والكنيسة الإنجيلية
والمسيحية الصهيونية ، كى نتعرف على السبب وراء إستخدام هذه التسمية تعبيرا عنها
.

● تم استخدام هذه التسمية باعتبارها المسيحية التي تدعم الصهيونية ، فإذا
كان من المعروف أن كلمة الصهيونية مشتقة من اسم جبل "صهيون" فى القدس بفلسطين
تعبيرا عن الاعتقاد بأن فلسطين هى أرض الميعاد لليهود كما يعتقدون . فإن المسيحية
الصهيونية هى تأييد من مسيحيين للفكرة الصهيونية ، والإيمان بأهمية بناء الهيكل
اليهودى مكان المسجد الأقصى تمهيدا لعودة المسيح كما يزعمون .

ــ وكيف يعبرون عن هذا التأييد ؟
● أحد أهم أشكال
التعبير عن هذا التأييد يظهر فى صورة تقديم التبرعات لجمعيات إسرائيلية مهتمة بفكرة
الهيكل ، وكالمعتاد يعمل الكثير من اليهود على الترويج للفكرة ويحصدون المزيد من
الأموال ، خاصة وأن الإلحاح على ضرورة بناء الهيكل اليهودى يحقق فى الوقت ذاته هدفا
سياسيا يتمثل فى (الإلتفاف حول فكرة) .

حلم إسرائيل الكبرى بعد الهيكل
ــ ما المقصود بأن يكون (الالتفاف حول
فكرة) هو هدف سياسى عند إسرائيل؟
● لأن الإلتفاف حول فكرة يمثل الرابطة التى
تجمع بين اليهود المتناثرين عبر العالم . لذلك كان الإلتفاف حول فكرة هو الأمر الذى
لم يغفل عنه أحد أهم المؤسسين لإسرائيل وأول رئيس وزراء للدولة وهو"ديفيد بن
جوريون" ، حيث بمجرد إعلان قيام إسرائيل عام 1948 كان أول ما قاله هو أن "لا قيمة
لإسرائيل بدون القدس" ، باعتبار أن وقتها لم يكن اليهود قد نجحوا بعد فى احتلال
القدس ، فكأنه قد انتبه بسرعة إلى أهمية ألا يطمئنوا بإنجاز الخطوة الكبرى بإعلان
الدولة ، فلجأ إلى أن يحرضهم فى الحال على الإلتفاف حول الهدف التالى وهو أن يحتلوا
القدس ، ثم اهتماما منه بألا يفوت على من يأتى من بعده مسألة تجميع اليهود حول فكرة
تلحق مباشرة بالفكرة التى يتم تحقيقها على الأرض ، فلقد أضاف أيضا أنه "ولا معنى
للقدس بدون الهيكل" . لكى يحرصوا على أنهم كلما أنجزوا خطوة فيجب أن يتجمعوا حول
فكرة تالية وأن يتحركوا باتجاه تحقيقها كالمعتاد خطوة خطوة . وبالفعل منذ احتلال
القدس صارت فكرة ضرورة إنشاء الهيكل مطروحة بشدة خاصة على الأجيال الجديدة .
فالهيكل يدخل فى المقررات التعليمية المدرسية ، وفى أفلام الرسوم المتحركة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: ننشر الحلقة الرابعة من الكتاب القنبلة "أهوال ضد المسجد الأقصى"..   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 23, 2010 1:11 pm

[size=24]ننشر الحلقة الرابعة من الكتاب القنبلة "أهوال ضد المسجد الأقصى".. الحرب والصلاة



الخميس، 23 ديسمبر 2010 - 18:47



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا يختلف الإسرائيليون على ضرورة إقامة الهيكل .
ولا يختلفون على أن مكان إقامته والعياذ بالله يجب أن يكون فى المكان نفسه الذى يوجد فيه المسجد الأقصى .
إنما يختلفون على أمر واحد ، هو : متى .
لماذا يختلفون على الوقت الذى عليهم أن يتخلصوا فيه من المسجد الأقصى والعياذ بالله ثم البدء فى إقامة الهيكل ؟

إنطلاقا من اختلافهم حول هل التعجيل واقتحام المسجد الأقصى وأداء الصلاة
اليهودية فيه باعتباره "جبل الهيكل" على حد تسميتهم ، وما يتبعه من التخلص
من المقدسات الإسلامية على الجبل وإقامة الهيكل هى التى تعجل بظهور المسيح
المخلص فى عقيدتهم ، أم أن العكس هو الصحيح ، وأن المسيح المخلص يجب أن
يظهر أولا فيتم بناء الهيكل .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الكفة بين الإسرائيليين أخذت تميل إلى الرأى الذى يقول بأن على اليهود
البدء فى أداء الصلاة بجبل الهيكل ، ويقصدون بذلك أن يصلوا فى ساحات المسجد
الأقصى ، ثم طبقا لمخططاتهم يحين بعد فترة وقت إزالة كل المبانى المتعلقة
بالمسجد الأقصى على هذا الجبل ، وإقامة الهيكل الذى انتهوا بالفعل ليس فقط
من تصميمه الذى عكف علماؤهم على تحديده وعمل مجسمات تفصيلية له ، بل لقد
حاولوا عدة مرات أن يقوموا بإدخال مجسم للهيكل إلى ساحة المسجد الأقصى ،
لكنهم فشلوا فى إدخاله بسبب تصدى المقدسيين لهم . فاضطروا عام 2009 إلى
القيام بتركيبه خارج المسجد الأقصى ، وقد أقامت جماعات يهودية مراسم
الاحتفال بنصب مجسم الهيكل ، حيث تم استعمال أدوات للرفع الثقيل لنصب
المجسم الكبير على ظهر كنيس ومركز توراتي يمسمّى بـ "المركز العالمي لنار
التوراة"، يقع على بعد أمتار من المسجد الأقصى المبارك حيث يطلّ على المسجد
الأقصى بشكل واضح ، وبالطبع فى المنطقة التى يحكمون سيطرتهم عليها من
ناحية حائط البراق الذى يقولون أنه حائط المبكى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهم إذا كانوا لم يتمكنوا أمام صلابة المقدسيين من الدخول بالمجسم إلى
المسجد الأقصى ، إلا أنهم قد اعتبروا فى الوقت نفسه أن قيامهم بتركيبه خارج
المسجد هو من أجل أن يظل الهيكل حاضرا فى العيون وليس فقط فى القلوب ،
وللتأكيد فى الوقت ذاته على أنهم فى انتظار تنفيذ البناء عندما يحين الوقت
الذى يرونه مناسبا ، بالإضافة إلى ما يشير إليه قيامهم بإقامة المجسم من أن
موعد تنفيذه من وجهة نظرهم قد اقترب . بالتالى فإن استعدادات الصهاينة
لإقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى لا تقتصر على الأمور المتعلقة بمجسم
الهيكل كمبنى فقط ، إنما لقد قطعوا فى الوقت ذاته شوطا كبيرا جدا فى تجهيز
المتعلقات التى عليهم استخدامها بداخله بما فى ذلك الأمور التفصيلية
المتعلقة بملابس الكهنة ومختلف الأدوات ، وأيضا الموسيقى التى من المفروض
عزفها بداخله ، وأدوات العزف وكل شئ يخص تفاصيل ما يحتاجه الهيكل .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولتنفيذ كل هذا على أسس مدروسة فقد أقاموا منذ عام 1983 معهدا متخصصا فى
شئون الهيكل وله حاليا مبنى بمدينة القدس ، يحمل إسم "معهد الهيكل" ، وهو
لا يتلقى الدعم فقط من منظمات أهلية صهيونية فى داخل إسرائيل وخارجها ،
وإنما يتلقى أيضا الدعم من الحكومة الإسرائيلية رسميا ، وهو معهد يزوره
السياح ضمن الجولات السياحية التى يشرحون لهم فيها أن أوان إقامة الهيكل قد
اقترب بشدة كما يعرضون لهم على الطبيعة محتويات الهيكل التى تم تجهيزها
بالفعل من أجل استخدامها بمجرد إقامة البناء حسب زعمهم .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولم يكتف الإسرائيليون بأن يعرضوا فى داخل هذا المعهد ما قاموا بتجهيزه من
الأدوات التى من المفترض استخدامها فى الهيكل كما يزعمون ، إنما قرروا أن
يعرضوا مقابل المسجد الأقصى من ناحية ساحة البراق التى جعلوها ساحة المبكى ،
يعرضوا بشكل دائم "شمعدان الهيكل" الذى يعتبرونه من أهم المحتويات التى
انتهوا من تجهيزها لإدخاله إلى الهيكل بمجرد إقامته مكان المسجد الأقصى ـ
لا قدّر الله ـ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

والشمعدان السباعى اليهودى أو "المينوراه" بالإضافة إلى أنه أحد الأدوات
التى يجب استخدامها فى الهيكل فإنه أيضا هو رمز وشعار لإسرائيل ، حيث يتم
استخدامه فى العديد من الأماكن الرسمية وغير الرسمية عبر رسوم أو مجسمات
صغيرة ، أما الشمعدان الذى نصبوه بالقرب من مجسم الهيكل فهو حسب ما أعلنه
معهد الهيكل عام 2008 عند نصب هذا الشمعدان ، يبلغ وزنه 45 كجم من الذهب
الخالص عيار24 قيراطا . وقد قام بالتبرع بقيمته يهودى من أصل مصرى إسمه
"يوسف باروخ" .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كل هذه الإجراءات المتعلقة بالإعلان عن شبه الانتهاء من تجهيز احتياجات
الهيكل قد واكبها فى الوقت ذاته تزايد الإعلان أيضا عن تصميمهم على أداء
شعائرهم التلمودية داخل ساحات المسجد الأقصى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا يدخلوه آمنين
ــ منذ متى وهم يحاولون الدخول للصلاة فى المسجد الأقصى ؟
● تعددت محاولات اليهود للصلاة فى المسجد الأقصى على فترات متباعدة منذ
اغتصابهم لمدينة القدس عام 1967 ، إلا أن أكبر محاولاتهم قد جرت فى أكتوبر
2009 مع احتفالهم بعيد "العُرش" اليهودى المعروف أيضا بعيد "المظلة" أو
"المظال" التى استظل بها اليهود أثناء خروجهم من مصر ، وهو عيد مدته اسبوع
كامل كررت طواله الجماعات اليهودية محاولات اقتحام الأقصى وواصل المقدسيون
خلاله التصدى لهم بكل بسالة . إنها مواجهات اقتحم خلالها جنود الاحتلال
باحات المسجد الأقصى واعتدوا على جموع المسلمين بالغازات المسيلة للدموع
وبالهراوات .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كما حاول وقتها جنود الاحتلال اقتحام مبنى الجامع القبلى المسقوف (الذى
اعتاد غالبية الناس على اعتباره أكثر الأماكن بداخل الأقصى خصوصية انطلاقا
من كونه مكان وقوف الإمام وإلقاء خطبة الجمعة) ، حاول جنود الاحتلال خلال
الاقتحام إخراج المقدسيين المرابطين دفاعا عن الأقصى بداخله ، لكن
المرابطين بالداخل تصدوا للقوات الإسرائيلية ورشقوهم بالأحذية التى يخلعها
الداخلون للصلاة ، كما رشقوهم أيضا بالكراسى التى يستخدمها كبار السن
للجلوس خلال الصلاة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكان استبسال المعتكفين شديدا فلم يتمكن الجنود من فض الاعتكاف . وقد حقق
المقدسيون عبر الاعتكاف ما يحققه غيرهم عن طريق الاعتصام من أجل تحقيق مطلب
معين ، وقد كان مطلب المقدسيين هو أن البيت لنا ، وأن اليهود ليس لهم أن
يصلوا فى مسجدنا الأقصى ، وأعلنوا عن مطلبهم هذا عبر ما يتناسب مع جلال
المكان الذى يدافعون عنه ، معلنين الاعتكاف حيث البقاء فى داخل المسجد
والتعبد بالطرق المعتادة من صلاة وقراءة للقرآن ودعاء ، مضافا إليها الدفاع
عن المكان المقدس الذى يعتكفون بداخله ، ليتم حماية المسجد الأقصى
باستخدام وسائل نابعة من العقيدة هى الاعتكاف والرباط حيث الأقصى فى الوضع
الحالى هو كالثغور أو المنافذ التى يجب الرباط فيها تحصينا لها حتى لا
يقتحمها العدو . ولقد شكل اعتكاف المقدسيين بالأقصى منذ الليلة التى سبقت
موعد عيد اليهود الذى أعلنوا أنهم سيقتحمون خلاله المسجد الأقصى ، شكل أمرا
هاما يضاف إلى أهمية صد اليهود عن الدخول ، كان ذلك الأمر الهام هو نجاح
المقدسيين فى انتزاع حقهم فى أداء العبادات التى يحددونها خلال الأوقات
التى يختارونها وذلك تحديا لقرارات السلطات الإسرائيلية التى تحظر دخول
الأقصى بعد صلاة العشاء .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بقية المشهد فى يوم عيد العُرش اليهودى ظهر فيه أن المواجهات دفاعا عن
الأقصى لم تقتصر على ما قام به المعتكفون بداخل أسواره ، إنما اشتبك أيضا
المقدسيون مع جنود الاحتلال خارج الأسوار عندما منعهم الاحتلال من الوصول
إلى الأقصى واعتباره منطقة عسكرية مغلقة . فقد فرضت سلطات الاحتلال
الإسرائيلى طوقا أمنيا حول المسجد الأقصى بالإضافة إلى نشر أعداد كبيرة من
قوات الأمن والعديد من الدوريات الراجلة والمحمولة عبر مدينة القدس ، كما
نصبت الحواجزواستخدمت الكلاب البوليسية ، واعتقلت الشباب عن طريق الشرطة
الإسرائيلية السرية التى يرتدى أفرادها ملابس مدنية ويحملون ملامح عربية
وهم المعروفون بتسمية "المستعربون" .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما الفلسطينيون من أراضى الـ48 والذين كانوا قادمين عبر الحافلات إلى
القدس للمشاركة فى حماية المسجد الأقصى عبر الصلاة فى رحابه الطاهرة فيما
صار معروفا بمسيرة البيارق التى تنظمها الحركة الإسلامية ، فإن قوات
الاحتلال قد أخذت تمنع هذه الحافلات من مجرد تجاوز مداخل القدس ، فى حين
فتحت الشرطة الإسرائيلية الطريق لوصول اليهود إلى الأقصى حيث أدى حوالى 30
ألف يهودى الصلاة أمام حائط البراق الذى يقولون أنه حائط المبكى ، إنما دون
أن يتمكنوا من دخول الأقصى الذى دافع عنه المقدسيون المعتكفين بداخله منذ
الليلة السابقة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد شارك فى الاعتكاف والرباط تقريبا كل الرموز الإسلامية بالقدس ، فكان من
بين المعتكفين المرابطين بداخل المسجد كل من الشيخ عكرمة صبرى خطيب المسجد
الأقصى المبارك ، والشيخ محمد حسين مفتى القدس ، والشيخ عبد العظيم سلهب
رئيس مجلس الأوقاف وشؤون المقدسات في القدس المحتلة ، والشيخ عزام الخطيب
مدير دائرة الأوقاف في القدس ، المهندس عدنان الخطيب محافظ القدس ، السيد
حاتم عبد القادر رئيس دائرة القدس في حركة فتح .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما الشيخ رائد صلاح "رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطينى" فتمكنت
السلطات الإسرائيلية من اعتقاله خلال المواجهات على رأس عدد من المعتقلين
بتهمة التحريض أى أنه يحرض المسلمين على الدفاع عن المسجد الأقصى من
اعتداءات اليهود ، وهو الاتهام نفسه الذى وجهه الاحتلال إلى نائبه الشيخ
كمال الخطيب .

معركة إثبات السيادة
على المسجد الأقصى
ولقد كان تكثيف التضييق على المقدسيين ، وعلى القيادات المقدسية ، وعلى
القادمين فى مسيرات البيارق ، متزامنا مع تصاعد المحاولات الرامية لمحاولة
إقرار واقع جديد فى الأقصى ، فالمواجهات الواسعة التى امتدت طوال اسبوع
احتفال اليهود بعيد "العُرش" فى أكتوبر 2009 كانت قد سبقتها مباشرة فى
إبريل من العام نفسه محاولة اقتحام جماعية يهودية للأقصى تصدى لهم
المقدسيون خلالها ولم يتمكن اليهود من الاقتحام . أيضا كان قد سبقها خلال
شهر رمضان فى أغسطس من العام نفسه حالة تم فيها بدون إعلان مسبق دخول عدد
من اليهود إلى باحات الأقصى وقيامهم بأداء طقوس تلمودية مبكرا فى الثامنة
صباحا ، حيث دخلوا بلا ضجيج باعتبارهم ضمن مجموعة للسياحة الداخلية ، ومثل
هذه المجموعات الصغيرة يتناثرون من حين إلى آخر ويدخلون عادة من باب
المغاربة الذى كانت السلطات الإسرائيلية قد استولت على مفاتيحه عند احتلال
القدس باعتباره الباب المجاور لحائط البراق الذى كانوا أيضا قد استولوا
عليه فى بدء الاحتلال وأطلقوا عليه اسم حائط المبكى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نعود إلى المجموعات الكبيرة التى تعلن عن نفسها وعن غايتها فنرصد أن
محاولاتها لدخول الأقصى أيضا قد أصبحت متكررة بشكل متتابع ، فبعد محاولة
الدخول الكبرى فى عيد العُرش تكررت محاولة أخرى كبرى كشكل للإلحاح
الإسرائيلى من أجل بسط سيطرتهم على الأقصى واستنزافهم للمقدسيين من يوم إلى
يوم ، على أمل أنه بتكرار محاولات الاقتحام ستفتر حدة تصدى المقدسيين لهم .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فقد لحق سريعا بمحاولة الاقتحام الكبرى خلال عيد العرش فى أوائل أكتوبر2009
محاولة تالية بعد أقل من اسبوعين . اشتركت خلالها 30 جماعة يهودية
إسرائيلية فى الإعلان عن عزم أفرادها على أداء الصلاة بداخل الأقصى أو جبل
الهيكل حسب التعبير الذى يحرصون عبره على تزوير اسم المسجد الأقصى ، أما
المناسبة فى تلك المرة فكانت أنه التاريخ الذى يتزامن مع ما يطلقون عليه
"يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل" .

وكلمة "الرمبام" مكونة من الحروف الأولى من "رابى موشيه بن ميمون" حيث
المقصود بـ"رابى" هو الحاخام أو الفقيه و"موسى بن ميمون" هو أحد أهم
الفلاسفة والمفسرين اليهود فى العصور الوسطى واشتهر باسم "الرمبام" ، وقد
ولد فى الأندلس خلال القرن الثانى عشر الميلادى ثم انتقل إلى فاس بالمغرب
ثم إلى فلسطين ، كما أقام فى مصر خلال زمن القائد صلاح الدين الأيوبى حيث
كان زعيما للطائفة اليهودية فيها ، كما كان من المقربين للبلاط أثناء تلك
الفترة بوصفه طبيب فى بلاط السلطان .

الغريب أن إعلان هذه الجماعات عن الاحتفال بذكرى صعود الرمبام (موسى بن
ميمون) جبل الهيكل لا تمثل عيدا ، بل إن الزيارة أصلا ليست مؤكدة تاريخيا .
إذن فهم يقومون بافتعال التواريخ للاستمرار فى محاولاتهم لاقتحام المسجد
الأقصى وإرهاق المقدسيين من تتابع تصديهم لمحاولات الاقتحام .

هذه الدعوة لم تقتصر على الجماعات اليهودية وحدها ، بل لقد شارك فى المؤتمر
الصحفى الذى عقد من أجل الإعلان عنها وقتها خمسة من أعضاء الكنيست
الإسرائيلى .
كما تزامنت تلك الدعوة مع مطالبات فى الصحافة الإسرائيلية تتضمن أنه قد آن
الأوان لما أسموه بضرورة المساواة بين اليهود والمسلمين فى ممارسة حق
الصلاة بجبل الهيكل حسب تعبيرهم الذى يقصدون به مساواتهم بالمسلمين فى دخول
الأقصى للصلاة وإقامة شعائرهم اليهودية .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما على الجانب الفلسطينى فقد ذكر وقتها قاضى قضاة فلسطين الشيخ تيسير
التميمى أن السلطات الإسرائيلية قد أعطت الضوء الأخضر للجماعات اليهودية
المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى ، وأن عمليات تدريب واسعة قد قام بها أفراد
من الشرطة الإسرائيلية لاقتحام المسجد وحماية أعضاء تلك الجماعات التى
كانت قد قامت بتوزيع ملصقات تدعو لحشد أنصارهم بالقرب من مدينة القدس
تمهيدا لعملية الاقتحام . إنما فى الموعد المحدد تصدى لهم المقدسيون ودارت
مواجهات شرسة بين المسلمين المرابطين بالمسجد الأقصى وبين قوات الاحتلال
التى اقتحمت باحات المسجد وقامت باعتقال عدد من حراسه وعدد من المصلين
بداخله ، كما اعتدت بالهراوات وقنابل الغاز والصوت عليهم ، واتسعت
المواجهات ضد جنود الاحتلال فامتدت إلى البلدة القديمة وذلك بعد أن قامت
قوات الاحتلال بمنع دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى وإعلانه منطقة عسكرية
مغلقة محظور الوصول إليها . وقد دارت أعنف المواجهات بالحجارة فى مشهد أعاد
للأذهان مشاهد انتفاضة الحجارة الأولى ، وخاصة تلك المواجهات التى وقعت
بحى باب رأس العمود حيث كان الشباب الفلسطينيون يستدرجوا الجنود إلى
الشوارع الضيقة التى يخشاها الإسرائيليون بشدة ويمطرونهم بوابل من الحجارة .

بالطبع تمت اعتقالات ، ومن جديد صدرت أحكام بالإبعاد . فى الوقت الذى لم
تكن قد انتهت فيه بعد مدة إبعاد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية
ونائبه الشيخ كمال الخطيب خارج القدس طبقا للأحكام التى كانت السلطات
الإسرائيلية قد حكمت بها ضدهما عقب اعتقالهما خلال تصدى المسلمين لمحاولة
اقتحام اليهود للأقصى التى سبقت هذه المحاولة مباشرة خلال عيد "العُرش"
اليهودى ، فكان القرار بالإبعاد عن الأقصى هذه المرة من نصيب الشيخ "علي
أبو شيخة" مستشار الحركة الإسلامية لشؤون القدس والأقصى ، مع اعتقال وإبعاد
عدد من المقدسيين .

لكن كانت الحصيلة الرئيسية هى نجاح المسلمين بالقدس مجددا فى منع اليهود من اقتحام الأقصى وممارسة شعائرهم فيه .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إنما اتضح عبر هذه المحاولة التى تبعت سريعا بسابقتها والتى لحقت بها
محاولات صغيرة جديدة دخل فيها يهود بأعداد قليلة تحرسهم قوات من الشرطة
باعتبارهم طلبة فى كلية الأثار كما حدث فى 9 يناير2010 أو باعتبارهم يقومون
بزيارة سياحية ويستكشفوا الأماكن وهم يحملون خرائط للهيكل المزعوم كماجرى
فى 11 يناير 2010 ، ثم من جديد فى 26 يناير 2010 حيث تجولت مجموعة يهودية
فى حماية الشرطة ليس فى ساحات المسجد فقط وإنما أيضا فى المصليات المسقوفة
سواء الجامع القبلى أو مسجد قبة الصخرة أوالمصلى المروانى بصحبة مرشد يشرح
لهم من خريطة يحملها تتضمن رسم للهيكل ، إتضح من تكرار مثل هذه المحاولات
أن هناك ما يؤكد بشكل عملى على ما أعلنه الإسرائيليون صراحة من أن ما
يسمونه "معركة إثبات السيادة على جبل الهيكل" ، والمقصود معركة إثبات
السيادة على المسجد الأقصى ، قد بدأت .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

معارك منسية
ــ هل هذه المحاولات المتتابعة هى أمر غير معهود من قبل .
● إرهاصات هذه المعركة تناثرت خلال السنوات الماضية بدون تسليط الأضواء
عليها عربيا وعالميا . على الرغم من أن المقدسيين قد سبق أن استبسلوا فى
العديد من المعارك أو المواجهات التى خاضوها ضد محاولات الإسرائيليين
لاقتحام الأقصى ، وخاصة خلال أواخر السبعينات مع بدايات تغلب الرأى اليهودى
القائل بشرعية إقامة الشعائر التلمودية فى المسجد الأقصى ، حيث بدأت تظهر
بالتالى محاولات جماعية وليس فقط فردية لاقتحام الأقصى من أجل إقامة الصلاة
اليهودية فيه .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكانت أبرز هذه المحاولات الجماعية هى محاولة قامت بها كل من جماعة "أمناء
الهيكل" و"كاخ " فى عام 1979 ، فتصدى لهم حوالى عشرين ألف من المقدسيين
الذين تجمعوا للصلاة فى المسجد الأقصى ، ثم دارت بينهم وبين الشرطة
الإسرائيلية التى كانت قد جاءت لحماية اليهود مواجهات شديدة ، ترتب عليها
سقوط عشرات الجرحى الفلسطينيين ، إلا أن الله قد كتب لهم النجاح فى حماية
الأقصى المبارك ومنع اليهود من إقامة شعائرهم التلمودية فيه .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بعدها انتقل الحاخامات الذين تعتمد الجماعات اليهودية على فتواهم بجواز
صلاة اليهود فى المسجد الأقصى ، إنتقلوا من مجرد الإفتاء إلى البحث حول
الوسائل التى عليهم اتباعها من أجل السيطرة على المسجد الأقصى ، ومن أجل
مناقشة هذا الأمر عقدوا مؤتمرا عاما بعد شهور قليلة من محاولة الاقتحام
الفاشلة ، حيث أقاموا مؤتمرهم هذا فى ابريل 1980 .
ويبدو أنهم قد قرروا مواصلة محاولات الاقتحام مهما فشلت . وبالفعل تكررت
المحاولات ، بالذات خلال الأعياد الدينية اليهودية لكن فشلت جميع المحاولات
سواء المحاولة التى فى يناير 1981 أو المحاولة التالية لها فى شهر مايو من
العام نفسه .

ثم تكررت محاولات أخرى لاقتحام المسجد الأقصى فى كل من فبراير وبعدها فى
مارس ثم فى إبريل عام 1982 ، ولقد تضمنت المحاولة التى جرت فى مارس أمرا
خطيرا وهو أن اليهود الذين قاموا بها كانوا مزودين بأسلحة نارية ، لكن
الحراس العرب اشتبكوا معهم ونجحوا فى حماية المسجد .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كذلك دخل السلاح من جديد إلى المسجد الأقصى على يد جندى صهيونى اسمه "إيلى
جثمان" الذى أطلق النار على حرس المسجد فقتل اثنين منهم ، وتمكن من الوصول
إلى قبة الصخرة مما أدى إلى وقوع مصادمات بين المسلمين وسلطات الاحتلال
الإسرائيلى أسفرت عن سقوط تسعة شهداء ، ومئة وستة وثلاثين جريحا فلسطينيا .

وفى العام التالى 1983 ، ومن جديد فى موسم الأعياد اليهودية جرت محاولات
لاقتحام المسجد الأقصى فى منتصف شهر مارس ولما تصدى لهم المقدسيون وفشلوا
عادوا فكرروا المحاولة من جديد فى شهر مايو من العام نفسه وأيضا تكرر الفشل
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثم خلال الموسم نفسه فى عام 1984 جرت من جديد محاولة فاشلة من مجموعات
يهودية لاقتحام الأقصى . وظلت مثل تلك المحاولات تتكرر تباعا فى موعد
الأعياد طوال السنوات التالية ، كما استمر فى الوقت نفسه تجدد نجاح
المقدسيين فى حماية المسجد الأقصى بأجسادهم وكأنهم دروع بشرية .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إلى أن جاء عام 1990 ، حيث حدث تطور جديد فى مضمون محاولات الاقتحام
اليهودية للمسجد الأقصى ، ففى ذلك العام جرت محاولة كبرى من جماعة "أمناء
جبل الهيكل" ليس لاقتحام المسجد الأقصى لتأدية الصلاة اليهودية فقط ، وإنما
أيضا من أجل وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم داخل ساحة المسجد , فتصدى لهم
المقدسيون ببسالة ، فى الوقت الذى تدخل الجنود الصهاينة ضد المسلمين مما
أدى إلى ما يشبه المجزرة حيث استشهد وقتها 22 فلسطينيا ، وأصيب حوالى 200
فلسطينى آخرين بجراح .

ثم تواصلت خلال السنوات العشر التالية محاولات الاقتحام وعمل ما يشبه
بالونات الاختبار لقياس مدى تمسك المقدسيين بمواصلة التصدى للمقتحمين ،
وتعددت أشكال محاولات الاقتحام ، ما بين الدخول بأعداد صغيرة تحت اسم
السياحة الداخلية خاصة عن طريق باب المغاربة الذى سبق للسلطات الإسرائيلية
الاستيلاء على مفاتيحه بمجرد احتلالهم القدس عام 1967 ، وما بين اكتشاف
محاولات تخريبية من بعض اليهود ضد الأقصى ، كما تضمنت تلك الفترة التضييق
على الحق الطبيعى للمسلمين فى صيانة الأقصى كأحد أهم المقدسات الإسلامية .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

انتفاضة الأقصى
إلى أن كانت محاولة الاقتحام الهامة التى فجرت انتفاضة الاقصى ، تلك
المحاولة التى لا تعود أهميتها فقط إلى نتائجها الواسعة ، وإنما فى الوقت
ذاته بسبب الإسم الذى دعا إليها .
ــ الإسم الأشهر بالطبع كان "شارون" رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق .
●تماما ، أما المحاولة الشهيرة فكانت كما هو معروف تزعمه دخول المسجد
الأقصى عام 2000 ، مما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية المعروفة باسم
انتفاضة الأقصى ، والتى حملت هذا الإسم انطلاقا من أن المحرك الأساسى لها
كان دخول "شارون" والذين معه إلى ساحات المسجد الأقصى فى حماية القوات
الإسرائيلية . إلا أن زحمة تكدس الأحداث ربما أدت إلى أن ضاع من ذاكرة
البعض أن الغاية الأولى للانتفاضة قد كانت حماية المسجد الأقصى .

ولمن نسى فإننا نحاول تنشيط الذاكرة حول أن ما يكرره الإسرائيليون من
محاولات لاقتحام المسجد الأقصى وإقامة شعائر تلمودية فيه هو نفسه ما كان قد
سبق وحاول "أريئل شارون" القيام به فى حراسة ثلاثة آلاف جندى إسرائيلى يوم
28 سبتمبر 2000 مما أدى إلى بدء انتفاضة الأقصى ، فقد قام "شارون" وقتها
وهو رئيسا لحزب الليكود المعارض بالحصول على موافقة رسمية بزيارة الأقصى او
جبل الهيكل حسب ما يزيفون به اسمه ، وكانت تلك الموافقة متضمنة أن السلطات
الإسرائيلية مسئولة عن تأمين الزيارة ، فهو لم يكن ذاهبا للسياحة أو
لمشاهدة الأقصى كأحد المعالم الإسلامية ، إنما كان ذاهبا من المنطلق نفسه
الذى من حين إلى آخر ترفعه مجموعات يهودية فى محاولات لتقرير أمر واقع حول
حقهم فى أداء صلواتهم بالأقصى . لكن الفلسطينيين تصدوا له وللوفد الذى
رافقه من أعضاء حزبه وقتها (الليكود) ، وتطورت المواجهات حيث اندلعت
انتفاضة الأقصى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولمن نسى فعلينا إيقاظ الذاكرة أيضا حول أن السبب الذى فسر به وقتها
"شارون" قيامه بالذهاب للمسجد الأقصى هو قوله بأنه ذاهب لزيارة جبل الهيكل
مبررا ذلك بأنه حريص على الذهاب من أجل زيارة أكثر الأماكن قدسية عند
اليهود ـ حسب تعبيره ـ .

نلاحظ أنه لم يقل أنه ذاهب لزيارة الأقصى ، فقد تعمد تجاهل أن هذا المكان
هو مسجدنا الأقصى ، وأيضا تعمد كغيره من الإسرائيليين استخدام اسم "جبل
الهيكل" على المسجد الأقصى بما يضمه من باحات ومنشآت .

بالتالى فحين نتحدث حول ما فعله المقدسيون فيما بعد خلال أكتوبر 2009 من
الرباط بالمسجد الأقصى والتصدى بصدورهم لليهود الذين أرادوا الصلاة فى
الأقصى لادعاء هؤلاء اليهود أنهم بذلك يؤدون الصلاة فى الهيكل باعتبار
زعمهم أن الأقصى مقاما فوقه ، فعلينا أن نستعيد من الذاكرة أن هذا هو نفسه
ما سبق أن فعله المقدسيون الأبطال حين تصدوا بصدورهم لشارون ومن معه
وللقوات الإسرائيلية الداعمة له . وأنه مثلما امتدت المواجهات خلال أكتوبر
2009 إلى البلدة القديمة بالقدس فقد كان هذا هو أيضا ماجرى عند زيارة شارون
الشهيرة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما امتداد المظاهرات الرافضة للمساس بالأقصى لتنتشر فى مختلف المدن
الفلسطينية وكذلك العربية التى امتدت إليها اعتراضا على اقتحام شارون ومن
معه لأولى القبلتين فهو الأمر الذى لم يتكرر عند محاولة اقتحام اليهود
للأقصى فى 2009 ، فلقد انكمش الاحتجاج وصار مقتصرا على ما يقوم به
المقدسيون وحدهم ، بالإضافة إلى بعض احتجاجات محدودة ومتناثرة فى بقية
المدن الفلسطينية وفى قليل من الدول العربية ، إنما دون أن يصل الاحتجاج
إلى المدى الذى يشبه أو حتى يقترب مما جرى فى انتفاضة الأقصى ردا على
محاولة شارون دخول الأقصى من قبل باعتبار زعمه أنه جبل الهيكل .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما عند النظر إلى المشهد على الجانب الإسرائيلى وقت دخول شارون للأقصى فى
28 سبتمبر 2000 ثم وقت محاولة الاقتحام الكبير فى أكتوبر 2009 فسنلاحظ أن
الصهاينة قد تصاعد بينهم الزعم بأن المسجد الأقصى مقاما فوق جبل الهيكل ،
وأن هذا التصاعد لم يعد مقصورا على مجموعات يهودية محدودة ، إنما هو يزداد
تغلغلا بين الإسرائيليين . كما نلاحظ أن الذين يزعمون بهذا لم يعد يكفيهم
أن يعلنوا ادعاءهم بأحقيتهم فى المسجد الأقصى باعتباره كما يزعمون مقاما
فوق الهيكل بل ويصممون على أن يتبعوا هذا بالتجرؤ على المقدسات الإسلامية
واقتحام المسجد الأقصى تحت زعم أن ما يقومون به ليس إلا زيارة لجبل هيكلهم
بحسب ما يصفونه .

الحرب والصلاة
إنما مع تجرؤ الإسرائيليين على مقدساتنا وتكرار محاولاتهم لاقتحام الأقصى
فإن الفلسطينيين ـ كعادتهم فى ابتكار أسلحة غير مألوفة وفى الوقت ذاته لا
يسهل على الإسرائيليين وقف مفعولها ـ ابتكروا سلاحا مناسبا لساحة الحرب هذه
المرة ، فكان السلاح هو : الصلاة .
ــ كيف ؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

● قد يظن البعض للوهلة الأولى أن المقصود بسلاح الصلاة هو الدعاء ، لكن ما
أقصده هو أنه انطلاقا من أن المرحلة الحالية من الحرب مع الإسرائيليين قد
تجددت بسبب تصميمهم على انتهاك حرمة المسجد الأقصى كبداية للتخلص منه
وإقامة هيكلهم مكانه ، بالتالى فإن مواظبة الفلسطينيين على أداء صلاة
الجماعة بالمسجد الأقصى هو أمر يشكل حماية للمسجد وتخويف لمن يريدون المساس
به .

من هنا جعل المقدسيون من صلاة الجماعة سلاحا ، تفرع منه سلاح دينى آخر هو
"الاعتكاف" بالمسجد الأقصى ، بما تتضمنه عبادة الاعتكاف من أمور تساعد على
تقوية إرادة المسلم عبر الصلاة والدعاء وقراءة القرآن ، مع اقتران كل هذا
بالإقامة فى المسجد ، فيتحقق عبر الإقامة بالمسجد ما تحققه الاعتصامات ،
إنما باستخدام طريقة دينية لها مذاق يخاطب فطرة فى الوجدان .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فـالصلاة والاعتكاف بالأقصى تتواصل بها تلك الأسلحة التى قامت الانتفاضة من
قبل بتفعيلها ، وعلى رأسها سلاح "الحجارة" التى يرجم الفلسطينيون بها
الجنود الإسرائيليين ، والتى تزداد قوتها عند استخدامها لما تحمله فى
الوجدان المسلم من رمز لرجم الشيطان خلال شعائر الحج ، ومن رجم أصحاب الفيل
بجيشهم الذى تجرأوا به فى محاولة لهدم بيت الله الحرام بمكة خلال عام
الفيل الذى شهد ميلاد سيدنا محمد عقب معجزة قيام الطير الأبابيل برجم جيش
الأعداء بحجارة من سجيل ، إذن فالحجاروة من جديد يحملها شباب كالطير
الأبابيل ، ويرجموا بها جنودا مدرعين كالأفيال يرغبون فى القضاء على المسجد
الأقصى ثانى بيت فى الدنيا لعبادة الله تعالى بعد المسجد الحرام الذى حماه
الله سبحانه بحجارة من سجيل ألقاها طير أبابيل على الجيش المقتحم بالأفيال
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ــ هناك مسلمون وعرب يقارنون بين قوة الإسرائيليين عسكريا وقوة المسلمين ثم
لا يفعلون شيئا من أجل المسجد الأقصى ويقولون "للبيت رب يحميه" .
● لم يحاول المقدسيون أن يقارنوا بين إمكانياتهم وبين أسلحة سلطات الاحتلال
الإسرائيلى لتبرير التخاذل عبر استخدام مقولة "للبيت رب يحميه" فى غير
موضعها ، لأنهم يدركون أن الله قد أرسل الطير يحمى المسجد الحرام خلال
العام الذى ولد فيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، حيث لم يكن الإسلام
قد ظهر بعد فلم يمنح الله سبحانه شرف الدفاع عن بيته الحرام للمشركين الذين
هدموا الجانب الروحى فى البيت الحرام بعبادتهم للأصنام فى داخله ، فلم
يشرفهم بالقيام بحماية البيت كبناء مادى ، وأرسل سبحانه معجزة من السماء
فأنقذ البيت الحرام كبناء مادى ، ثم جعل لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
مهمة الناحية الروحية ، وذلك بتطهير الكعبة من الأصنام والشرك بالله سبحانه
. أما الآن وقد انتشر الإسلام ، بالتالى فقد أصبح الدفاع عن أولى القبلتين
شرف يمنحه الله بإذنه لمن يستحقه من المسلمين الذين ينصرون الله سبحانه ،
ويتصدون بأعدادهم القليلة وصدورهم العارية وظهورهم المكشوفة ولسوف ينصرهم
الله بإذنه ، أما الذين يكتفوا بتكرار القول "للبيت رب يحميه" ، فسواء كان
السبب هو لعدم الوعى المخلوط بالأمل فى حماية المسجد الأقصى الذى تهفو
النفوس إليه ، أو كان البعض عبر هذا السياق يردد ذلك خنوعا وكسلا عن الجهاد
فى سبيل حماية أولى القبلتين بطريقة أقرب إلى ما قاله اليهود لسيدنا موسى
عليه السلام حين قالوا له "إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" .

بغض النظر عن نوايا القاعدين فى بقية الدول الإسلامية ، فلقد تحمل أهل
القدس المسئولية كعادتهم ، وواصلوا الابتكار فى الأسلحة . فعلى غرار
الابتكار باستخدام سلاح الحجارة استمرت ابتكاراتهم فى مواجهة اليهود ممن
يريدون اقتحام ثانى بيت وضع لعبادة الله سبحانه ، فكان السلاح المناسب ضد
الأخطار المدبرة للتخلص من المسجد الأقصى هو الحرص على الصلاة والتواجد فيه
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ــ وكيف تم نشر الدعوة لاستخدام هذا السلاح .
● كان ذلك عن طريق مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية التى لم تحصر
عملها على إعمار المسجد بالطرق المعتادة من تجديد للأروقة وللأعمدة وما إلى
ذلك ، إنما اتسعت نظرتها لفكرة الإعمار لتصبح إعمار المسجد بالعبادة التى
أقيم من أجلها ، إعماره بالروحانيات عبر تواجد المصلين وتحفيزهم من أجل
اغتنام الصلاة فيه مع توفير سبل تيسير وصولهم لأداء الصلاة فيه ، كذلك عقد
مجالس العلم بداخله لكل من الكبار وأيضا للصغار كوسيلة للمزيد من ربط
المقدسيين بالمسجد الأقصى المبارك .

ولقد بدأت فكرة استخدام سلاح الصلاة والتواجد فى المسجد الأقصى تتجلى بوضوح
منذ يوليو2001 حين تجرأ أعضاء جماعة أمناء جبل الهيكل وأعلنوا أنهم سيضعوا
حجر أساس للهيكل فى الأقصى • فجاء تصدى المقدسيين لهم وقتها عبر طريقة
مستوحاة مما فعله القائد صلاح الدين الأيوبى مع الصليبييين بعد تحريره
للقدس حين حدد يوما أطلق عليه اسم "مسيرة البيارق" تم فيه استنفار المسلمين
من كل مكان ليزحفوا إلى الأقصى بعشرات الآلاف كى يأتوا ابتغاء وجه الله
للصلاة فى ثالث مسجد تشد إليه الرحال فى الإسلام بعد المسجد الحرام والمسجد
النبوى ، بما حققه هذا فى ذلك الوقت من ربط للمسلمين بالأقصى دفاعا عنه من
ناحية ، ومن ناحية أخرى كى تؤدى استجابة الآلاف القادمين من مختلف البلاد
الإسلامية إلى إلقاء الرعب فى قلوب الصليبيين من ناحية أخرى . وهى المسيرة
التى عُرفت باسم "مسيرة البيارق" ، ولقد جاءت التسمية من البيارق أى
الأعلام أو الرايات التى كانت ترفعها كل مجموعة من الحشود القادمة ، وكذلك
لأن البيارق هى فى الوقت نفسه الأنوار أو المشاعل التى كانوا يرفعونها ليلا
.

وإضافة لهذا التفسير اللغوى فإن فى تسمية "البيارق" ما يوحى بضياء الأنوار
التى تملأ الدنيا باستجابة المسلمين لنداء النفير بأن انهضوا للدفاع عن
المسجد الأقصى .
ولقد قامت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية بإحياء هذه التسمية
الموحية واستخدامها فى دعوتها للمسلمين بأراضى الـ 48 كى يتوجهوا إلى
المسجد الأقصى فى اليوم نفسه الذى كان اليهود قد أعلنوا أنهم سيقتحمون فيه
الأقصى ، حيث قامت مؤسسة الأقصى بتسيير حافلات حملت المسلمين من عدة مدن
فلسطينية بالمناطق المحتلة عام 1948 باعتبارها المناطق التى يتم السماح
بالانتقال منها لزيارة القدس التى لا يستطيع أن يدخلها المقيمين فى غزة ،
كما لا يستطيع أن يدخلها الفلسطينيون المقيمون بالضفة الغربية إلا عبر
تصاريح من الصعب استخراجها .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن ناحية أخرى فقد حرص الداعون إلى مسيرات البيارق التى يتم تنظيمها من
أجل الصلاة فى الأقصى أن يطلبوا من المسلمين بأن تكون الصلاة فى الأقصى وهو
تحت الاحتلال الإسرائيلى واجبا على المقدسيين وسكان الأراضى التى تحتلها
إسرائيل منذ عام 48 وحدهم ، وطالبوا بعدم مجئ العرب أو المسلمين من الدول
الأخرى حتى لا يشوب الهدف النبيل شائبة التطبيع مع العدو ، إلا إذا تم فتح
باب الجهاد ، عندها لن تكون الصلاة فى الأقصى بتأشيرة سياحية إسرائيلية .

ــ لكن هناك رأى يؤيد زيارة المسجد الأقصى بتأشيرة إسرائيلية ويستشهدوا
بقول الزعيم الفلسطينى الراحل "فيصل الحسينى" وهى : "زيارة السجين لا تعنى
التطبيع مع السجان" .
● لكن هناك أيضا من يستشهد بأبيه الشهيد عبد القادر الحسينى وتمسكه بنهج
المقاومة عام 1948 ، إلى درجة أنه حين عز توفير السلاح وطلب من الجامعة
العربية إمداده بالسلاح لمواصلة الجهاد ، ولم يحصل على ما طلبه ، أرسل
وقتها للأمين العام لجامعة الدول العربية رسالة يحمله فيها مسئولية عدم
إمدادهم بالسلاح بالرغم من انتصاراته ومن معه من المجاهدين .

مع ذلك لم يتحجج الشهيد عبد القادر الحسينى بقلة السلاح للقعود مع القاعدين
، إنما قرر مواصلة الدفاع عن الطريق إلى القدس ولو بجسده هو والمجاهدين
معه الذين ما بدلوا تبديلا ، حيث أعلنها صريحة عام 1948 "إما النصر أو
الشهادة" فنال شرف الشهادة ، وكان استشهاده دفاعا عن القدس ، ولم تسقط
القدس وقتها .

أما فكرة زيارة السجين فإذا كان القصد هو ألا تنقطع الصلة مع السجين ، إذن
فمن باب أولى تنفيذ مطلب السجين الذى هو أهل القدس والذين اختاروا انطلاقا
من الأحوال التى يعرفونها هم أكثر من غيرهم أنهم لا يحتاجون زيارة الخنوع ،
وإنما هم يريدون التواصل عبر وسيلة أهم يتجاهلها تماما دعاة تغليف التطبيع
فى ورق سوليفان ، فأهل القدس يريدون التواصل عبر القيام بنقل رسائلهم التى
يرسلونها لنا والتى يسجلون فيها حالهم وحال المسجد الأقصى الأسير بأن يتم
توضيح الصورة أمام العالم حول أن السجان ينزع أظافر السجين ، ومن بعد نزع
الأظافر تحول إلى قطع أصابعه ، وأن السجان يتصرف تصرفات من يريد أن يدمر
السجين تماما ، إنها رسالة أهل القدس التى لا ينقلها العرب عنهم إلى الدنيا
حول أن إسرائيل لم تحفر فقط تحت المسجد الأقصى وتقتطع الأجزاء منه ومن
الأرض المباركة حوله ، إنما تسير أيضا فى طريق التخلص منه ومنهم ، ولقد
طالب المقدسيون بهذا عبر العديد من المؤتمرات الصحفية التى عقدوها مع كل
اكتشاف لنفق جديد يتم حفره تحت المسجد الأقصى ومع كل افتتاح لكنيس تحت
المسجد الأقصى ومن حوله ، لكن وسائل إعلام العرب لا تنقل النبأ ، وإذا
نقلته تضعه فى مكان منزو ، بدلا من أن يتصدر نشرات أخبارها ، فالعرب لم
يحجبوا عن الرأى العام العالمى فقط ما يبثه أهل القدس من أخطار تم تنفيذها
بالفعل ضد المسجد الأقصى ، لكنهم فى الوقت ذاته قد حجبوا هذه الأنباء
الخطيرة عن المواطن العربى أو فى أفضل الأحوال تعاملوا معها بروتينية أو
بعيدا عن عوامل الجذب ، بالإضافة لإغراق الجمهور العربى فيما هو بعيد تماما
عن الخطر الذى يهدد المسجد الأقصى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ــ وماذا عمن يقولون أن زيارة المسجد الأقصى واجبة باعتباره ثالث المساجد
التى يشد إليها الرحال بعد المسجد الحرام والمسجد النبوى طبقا للحديث
النبوى الشريف .
● الحديث النبوى الشريف يخص المسجد الأقصى عن بقية المساجد التى يشد إليها
الرحال بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال أن من لا يستطيع زيارة المسجد
الأقصى "فليبعث بزيت يُسرج فى قناديله" .

فالذى لا يستطيع الذهاب إلى المسجد الأقصى يصبح عليه طبقا للحديث الشريف أن
يعمل على المساهمة فى بقاء المسجد الأقصى مضاء كناية عن أن يحرص على
عمارته ، فما بالنا حين يكون الحال كما هو اليوم حيث يحاول اليهود التخلص
منه تماما ، بالتالى فالعمل على توعية الناس بما يفعله الإسرائيليون ضد
المسجد الأقصى هو نوع من الزيت الذى يسرج فى قناديل المسجد الأقصى كى يظل
قائما ومنيرا ومنارة ، والتبرع لأهل القدس المدافعين عن الأقصى الذين تحاول
إسرائيل أن تضيق عليهم فتفرض ضدهم الضرائب المرتفعة كى يتركوا المدينة هو
نوع من الزيت الذى يسرج فى قناديله ، والتبرع لمسيرات البيارق التى تسير
الحافلات المجانية إلى المسجد الأقصى من مختلف أراضى الـ 48 هى نوع من
الزيت الذى يظل به المسجد الأقصى عامرا بالمسلمين وعصّيا على الاحتلال بإذن
الله سبحانه . الدفاع عن المسجد الأقصى ماديا ومعنويا هو بإذن الله فى
مقام الزيت الذى يسرج فى قناديله .
ــ نعود إلى مسيرة البيارق عام 2001 ، وإلى أى مدى نجحت فى صد محاولة اليهود لوضع

حجر الأساس للهيكل داخل المسجد الأقصى ؟
● لقد شهدت الدعوة إلى المشاركة فى مسيرات البيارق إقبالا مبهرا وجاء
المسلمون وقتها من أراضى الـ 48 بأعداد عظيمة ، ونجحت مؤسسة الأقصى فى
حماية أولى القبلتين بهذه الطريقة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وعلى الرغم من صعوبة التنقل عبر الحواجز العسكرية الإسرائيلية ، فإن مؤسسة
الأقصى قد واصلت بعد ذلك الدعوة إلى مسيرات البيارق عبر تسيير حافلات
مجانية للأقصى من أجل إعماره بالمصلين ، بما صار يمثله هذا من محاربة
للأعداء عبر استخدام سلاح روحى ودينى وجميل وممتع . سلاح لا يتم تصنيعه فى
ورش يسهل ضربها ولا عبر تهريب يمكن اكتشافه ، إنما هو سلاح يصنعه المؤمنون
من أرواحهم عبر أدائهم للصلاة جماعة فى ثالث المساجد التى تشد إليها الرحال
ويتضاعف فيها الأجر والثواب ، فما بالنا حين يضاف إلى أجر الصلاة أجر
الجهاد ضد من يحتل المقدسات .

وبمواصلة مسيرات البيارق تجدد نجاح المقدسيين فى التصدى للإسرائيليين ومن
ذلك تظاهرهم عقب الصلاة فى مايو 2003 ، ضد دعوة وزير الأمن الإسرائيلى
وقتها بضرورة السماح لليهود بالصلاة في ساحة المسجد الأقصى حيث وقعت
مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وحين أدركت سلطات الاحتلال أن المقدسيين يحاربونهم عبر الصلاة بالأقصى بدأت
تضيق على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى ، خاصة بالتزامن مع محاولات
الجماعات اليهودية الاستفزازية التى تتوقع معها الشرطة الإسرائيلية
المصادمات مع المقدسيين .
وقد بدأ هذا التضييق يظهر بوضوح أكبر مما كان عليه من قبل ، وذلك مع إعلان
جماعة "أمناء جبل الهيكل" عن ترتيبهم لاقتحام المسجد الأقصى فى أكتوبر 2004
تزامنا مع عيد "العُرش" اليهودى وهو العيد الذى تتكرر فيه تلك الدعوات من
الإسرائيليين .
جاءت محاولة الاقتحام اليهودية كعادتهم من باب المغاربة الذى تسيطر سلطات
الاحتلال على مفاتيحه ، وكان مكان التجمع لهم هو أمام حائط البراق (الذين
يقولون عنه أنه حائط المبكى) . وعلى الرغم من تضييق قوات الشرطة على
المسلمين لمنعهم من الوصول إلى الأقصى فقد نجح المقدسيين فى إفشال محاولة
الاقتحام .

ثم بسرعة بعد شهور حل موعد العيد الآخر الذى يحرص اليهود على الاحتفال به
على نطاق واسع وهو عيد الفصح فى شهر إبريل عام 2005 ، ومن جديد حاولت
مجموعات كبيرة من اليهود بدعوة من جماعة أمناء جبل الهيكل معاودة محاولة
اقتحام الأقصى للصلاة فيه قائلين كما صار معتادا أنهم ذاهبين للصلاة فى جبل
الهيكل ، إنما تصدى لهم الفلسطينيون ، ومن جديد بدأ التصدى عن طريق قيام
مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية بدعوة فلسطينيى أراضى الـ 48 وأهل
القدس للمشاركة فى الصلاة بالمسجد الأقصى لحمايته ممن يريدون اقتحامه . ومن
جديد نجح المصلون المسلمون بفضل الله فى حماية مسجده .
فإذا بمنظمة يهودية أخرى هى "ريفافاه" تعلن عن نيتها لتنظيم اقتحام جماعى
آخر بأكثر من عشرة آلاف من أنصارها للمسجد الأقصى ، على أن يتم ذلك
الاقتحام خلال الشهر التالى مباشرة ، وذلك فى التاسع من شهر مايو خلال
العام نفسه .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأمام هذا التحدى توسعت مؤسسة الأقصى فى استخدام طريقة مسيرة البيارق نفسها
التى ثبتت فعاليتها فى محاربة اليهود المقتحمون ، إنما مع توسع أكبر كى
يكون الحشد من أجل الصلاة فى الأقصى بأعداد أكثر ، وجاء نداء الحشد وقتها
تحت اسم "يوم الحشد والرباط" بالمسجد الأقصى ، فنظمت المؤسسة وقتها حملة
إعلامية للتعريف بالمخاطر المحيطة بالمسجد الأقصى ، حيث دعا الشيخ عكرمة
صبرى مفتى القدس والديار الفلسطينية وقتها إلى النفير العام من أجل التصدى
للتهديدات الصهيونية باقتحام المسجد الأقصى المبارك . وأكدت المؤسسة فى
بيان أصدرته وقتها على أن المسجد الأقصى يمر بمرحلة مصيرية ، وأن المخاطر
التي تهدده تتصاعد يوماً بعد يوم . ومن ناحية أخرى فقد تم الحرص فى هذا
البيان على الإشارة إلى أن الجماعات اليهودية لا تواصل وحدها محاولات
اقتحام الأقصى ، بل إن هذا التتابع لمحاولات اقتحام الأقصى يتم بدعم من
شخصيات سياسية إسرائيلية رسمية تخطط لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد
الأقصى ، أو بناء كنيس يهودى على جزء من باحاته كمرحلة تمهيدية .

وكما صار معتادا فقد تعهدت مؤسسة الأقصى وقتها بنقل آلاف المصلين من الرجال
والنساء عبر "مسيرة البيارق" للصلاة والرباط بالمسجد الأقصى . كما تضمنت
الدعوة إقامة برنامج يتخلله الكلمات التوجيهية والمواعظ والأدعية بمشاركة
قيادات الحركة الإسلامية وعلى رأسهم الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة
الإسلامية ، والشيخ هاشم عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية
ورئيس بلدية أم الفحم وقتها .

وحان وقت الصلاة واقتربت الساعات المحددة لمحاولة الاقتحام . وكبر المصلون
وركعوا وسجدوا وسلموا أمرهم لله . لقد نصروا الله سبحانه وعاودوا وقوفهم
كدروع بشرية لصد محاولة المقتحمين اليهود الذين تدفقوا فى حراسة الشرطة
الإسرائيلية ، ومن جديد نصر الله سبحانه المرابطين المسلمين المتمسكين
بنصرة الله سبحانه فى أرض الرباط وفشلت من جديد محاولة الاقتحام اليهودية .

ــ إذن صارت الصلاة فى الأقصى جهادا .
● صارت الصلاة فى المسجد الأقصى جهادا يقبل الجميع عليه ، ولأن السلطات
الإسرائيلية قد تنبهت إلى ذلك فقد أخذت تضع العراقيل لكبح عنفوانه ، وذلك
بالتقييد على الوصول إلى المسجد الأقصى عبرزيادة الحواجز العسكرية على
طريقه ، وأيضا بتحديد أعمار المصلين الذين يتم السماح لهم بالصلاة ، إلى
درجة أن وصلت إسرائيل إلى حد منع المصلين الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما
من دخوله للصلاة كلما أرادت ، وهو أمر كثيرا ما تنفذه السلطات الإسرائيلية
بجبروت . فهل استسلم الشباب المقدس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 10:35 am

ننشر الحلقة الخامسة من الكتاب القنبلة
"أهوال ضد المسجد الأقصى".. ياعشاق المسجد الأقصى : الأرض "بتتكلم عربى"
بينما يعمل الصهاينة على أن يجعلوها "تتكلم عبرى"




الجمعة، 24 ديسمبر 2010 - 15:04



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




سهام ذهنى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يبدو أن الصهاينة قد رصدوا أن المساس المباشر بحرمة المسجد الأقصى عبر
محاولات الاقتحام بمجموعات يهودية تحاول الدخول لأداء الصلاة فى ساحاته هى
محاولات تفشل كل مرة بسبب استبسال المقدسيين فى التصدى لهم .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بوابة السماء

ونتيجة لهذا ، تعامل الصهاينة مع الأمر على طريقة الوسواس الخناس الذى
يبتعد ثم يستعد للعودة من جديد . فالبعض يظن أنهم قد ابتعدوا عن الإلحاح
على اقتحام المسجد الأقصى المبارك بينما هم فى الواقع يقومون بتمهيد المسرح
للقيام بفعلتهم بعد استكمال التجهيزات التى يقومون بها تحت الأرض والتى
رصدنا ملامح منها فى حلقة سابقة ، وبعد إستكمال الإجراءات التى تسمح لهم
بذلك من حول المسجد الأقصى سواء ضد المقدسيين بالتخلص من أكبر عدد منهم أو
تجهيز المسرح على الأرض المحيطة بالمسجد الأقصى والطرق الموصلة إليه ، أى
بمسرح الأحداث فى مدينة القدس بشكل عام ، إنه مخططهم لتهويد القدس .
أخطر ما يقترفه الإسرائيليون لتهويد القدس ، هو ما يفعلوه ضد المقدسيين ،
أهل المدينة المقدسة الحقيقيون الذين يعشقونها ، بينما الصهاينة يعملون على
إخراجهم منها بشتى الوسائل .

ــ ما سر العشق للقدس ؟
● عن العشاق إذن سألونى ، وأنا فى العشق أفهم وأشعر وأتألم ، فصحيح أن فى
عشق الأرض المباركة هناك عشاقها الذين يعيشون فيها من أهل القدس المرابطين
الصامدين ، لكن هناك أيضا ملايين العشاق مثلى المحرومين من تقبيل ثراها
الطاهر ، والذين يحلمون بيوم فتح باب الجهاد لتحريرها من المغتصب ، ثم بعد
التحرير يحق بإذن الله للمسلمين أن يدخلوها تحت راية الإسلام . ولأننى
عاشقة للأرض المباركة فإن العشق يجعلنى أشعر بأشجان المقدسيين الذين
يتعذبون بالشوق على الرغم من القُرب .
ولقد إزداد شعورى بهم بعد أن قضيت أكثر من عام أقرأ عن الأقصى الذى أسرى
الله سبحانه بإمامنا وأسوتنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إليه ، والأرض
التى باركها الله بفضله من حوله .
خلال القراءة ازداد حبى للمكان وشوقى إليه لدرجة أن تحول قيامى بتصنيف
الصور المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى إلى حالة من العشق للحظات التى
أقضيها مع الصور ، أتخيل عبير البركة السارية عبر معالمها فى أيام العزة
والقامة المرفوعة . مع اشتراك فى الأسى على التحول مما كان إلى ما صار .
كثيرا ما فرت دموعى ، وتسارعت دقات قلبى . أحيانا من فرط الحزن ، وأحيانا من فيض الوجد .
لقد ازددت حبا لثراها الطاهر ، وانجذابا إلى عبيرها المبارك ، وشوقا لأن أراها مباشرة بعينى فعليا وليس عبر الصور .
حلمى هو أن أدخلها أو يدخلها أبنائى ونصلى فى أولى القبلتين بعد التحرير.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أرض المحشر والمنشر

أن أقرأ فى المسجد الأقصى قول الله سبحانه وتعالى الذى بدأت به أول خطبة
للجمعة بعد تحرير القدس من الصليبيين ، وعودة رايات الإسلام مرفرفة فى
سماها تحت قيادة البطل صلاح الدين وتطهير أرض المسجد الأقصى ، ودخول
المصلين عائدين لإمتاع الأرض والهواء فى هذه البقعة المباركة بالتكبير
والتسبيح والركوع والسجود ، وقتها سالت العَبَرات خلال ظهر تلك الجمعة
الأولى بعد التحرير وفى حضور قائد الانتصار "صلاح الدين" ورجاله المجاهدين
ومعهم أهل القدس المرابطين . فى تلك الجمعة المباركة لم يكن انسياب العبرات
من العيون هو فقط نتيجة لتذكر دماء السبعين ألف مسلم الذين قتلهم
الصليبيون فوق أرض المسجد الأقصى عند سقوط القدس فارتوت بدمائهم الساحات ،
لكن بدأ انسياب العبرات مع أول حروف نطق بها الإمام "محيى الدين بن
الزنكى" قاضى دمشق وخليفة "أبو سعد الهروى" أحد أول من عمل على إيقاظ
المسلمين لتحرير القدس ، إنها حروف آية مباركة ، ربما قرأناها كثيرا
وعبرناها بلا عَبَرات إنما كان لها وقع أعمق فى تلك اللحظة التاريخية
العظيمة . فلقد رتل قول الله سبحانه وتعالى : " فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ
الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" .
ياسلام على قدر الأثر الذى يفعله معنى هذه الآية الكريمة حين يستهل بها
الخطيب حديثه فى خطبة جاء لها طعم خاص عبر هذا السياق الذى استرد فيه
المسجد الأقصى حقيقته الإسلامية ، وعاد على أيدى المجاهدين الشرفاء بعد
التحرك للتحرير انطلاقا من فكرة أن التحرير يبدأ حين تنهض الإرادة لإصلاح
الدنيا والدين فيتم قطع دابر الظالمين .
صلاة الجمعة الأولى بعد التحرير التى انتعشت أرض المسجد الأقصى فيها من
جديد بالصلاة وذكر الله كانت فى 10 أكتوبر 1187م الذى وافق 4 شعبان 583هـ ،
وذلك بعد أسبوع من ذكرى الإسراء والمعراج (27 رجب) التى شهدت استرداد
القدس بواسطة الجيوش الإسلامية بقيادة الناصر صلاح الدنيا والدين يوسف بن
أيوب (وهو اسمه الكامل الذى قد لا يتذكره الكثيرون) . ياسلام ، لقد نصر
المسلمون الله فى ذلك الوقت فنصرهم ولم يكن نصرا عاديا ، بل نصر فى الارض
المباركة ، ولم تكن البَرَكة متعلقة بالمكان فقط ، بل كانت البركة مرتبطة
أيضا بالزمان حيث شاء الله سبحانه أن يجعل نصره العزيز فى ليلة أيضا مباركة
هى ليلة الإسراء والمعراج نفسها التى أذن الله سبحانه وتعالى فيها لرسولنا
صلوات الله وسلامه عليه أن يحمل الإسلام راية قدسية هذه الأرض عبر قيام
الرسول عليه الصلاة والسلام بالصلاة فى المسجد الأقصى بالأنبياء والرسل .
وهذه هى راية الإسلام ترفرف بقيادة صلاح الدين الأيوبى على مدينة القدس
الحبيبة ، وهذا هو الخطيب داخل المسجد الأقصى المبارك يصدح فى بداية الخطبة
بحمد الله تعالى . صياغته للكلمات التى يحمد بها الله سبحانه تضمنت
الاستشهاد بقول الله تعالى فى القرآن الكريم : " قل الحمد لله ، وسلام على
عباده الذين اصطفى" . أتخيل الآن بعد أكثر من 800 عام وقع تلك الإشارة
الجميلة إلى أن المجاهدين والمرابطين حين يتحقق لهم مثل هذا النصر المبين
الذى اشتاقت له طويلا أفئدة المسلمين ، فإن حلاوة الشعور باصطفاء الله لهم
هو شعور باعث على خليط من الفرحة والخجل . فرحة لقطع دابر القوم الذين
ظلموا وخجل من فرط كرم الله الذى اصطفاهم سواء من جاهد وتصدى ، أو من رابط
وصبر وتحمل . فالمعاناة والجهاد لتحرير المقدسات هو تشريف جدير بالمجاهد أن
يشكر عليه الله لأنه اصطفاه ليشارك فيه .
إنه فصل جديد مضئ للمسجد الأقصى الذى إذا نظرنا إليه من أية زاوية نصبح فى
مواجهة مع متعة النظر إلى الجمال ، فإذا كان الناظر إلى المسجد الحرام ينظر
بعين "الجلال" ، فإن من ينظر إلى المسجد الأقصى يجد أنه ينظر إليه بعين
"الجمال" . أشجار السرو والزيتون والطيور ترفرف عند قبة الصخرة بلونها
الذهبى المتناغم مع اللون الأزرق الغالب على الفسيفساء المحيط بالقبة
المكونة من ثمانية أضلاع إشارة إلى قول الله سبحانه : "ويحمل عرش ربك فوقهم
يومئذ ثمانية" . إنه الشكل المناسب من حول الصخرة المشرفة التى عرج منها
الرسول عليه الصلاة والسلام فى ليلة الإسراء والمعراج إلى السموات العلا ،
حيث جاء المشهد فى السماء كما ورد فى القرآن الكريم متمثلا فى حالة شديدة
الإيحاء ، كأن غلالة شفافة تغطيه ، فتسمح بأن نرى ملامح دون أن نرى
التفاصيل ، أن نشاهد لوحة فيها خطوط تجريدية تكملها عين المشاهد فيزداد
تأثير جمالها جمالا . فلقد قال سبحانه وتعالى عبر موسيقى قرآنية روحانية
تسرى بين المفردات فتسبح الروح معها إلى ما لا عين رأت ، فنرى فى أوائل
آيات سورة النجم قول الله سبحانه " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ
صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ
إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ
فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى
(Cool فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ
مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ
عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ
الْمُنْتَهَى(14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى
السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ
رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) " .
فالآيات تتضمن أن الرسول عليه الصلاة والسلام فى رحلة المعراج قد وصل إلى
"سدرة المنتهى" ، عندها جنة المأوى . وصل حبيبنا إلى الجنة ، بعد طريق كانت
بدايته الصخرة المشرفة داخل ساحة المسجد الأقصى التى أقيمت فوقها "قبة
الصخرة" .
لم يصرح القرآن صراحة بتفاصيل المشهد عند وصول الرسول عليه الصلاة والسلام
إلى الجنة ، بل جاء فى الآية : "إذ يغشى السدرة مايغشى" ، هو تعبير إذا جاز
التشبيه يقترب من القول بأن ما ينتظر الإنسان الذى سيظفر بدخول الجنة بإذن
الله سيتضمن "مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" . فما بالنا
والآية تتحدث عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهو فى الحضرة
الإلهية (والله أعلم) . إننا ـ مع الفارق فى التشبيه ـ نصف حالنا حين
يسألنا أحد عما رأيناه خلال رحلة ممتعة ، فنرد عليه "أما كانت رحلة جميلة" .
فنحن بهذه الإجابة لا نكون قد ذكرنا تفاصيل الجمال الذى رأيناه ، إنما
يكون المعنى الذى نريده قد وصل ، حيث المعنى هو أن المتعة قد فاقت ماكنا
نتمناه ومايفوق إمكانيات الحروف والكلمات على الوصف .
هى الطريقة التى تعبر عن قصور الكلمات المباشرة عن استيعاب حجم الجمال ،
فما بالنا حين يكون الكلام أيضا عن الجلال . عن جلال الحضرة الإلهية وعن
الجنة ، إن تعبير "إذ يغشى السدرة ما يغشى" يسرى فيه غموض ملئ بإيحاءات
تأخذ قارئ القرآن المحب المشتاق إلى حالة نورانية لا وصف لها .
إنها حالة نبعها هو الحالة التى تم التحرك باتجاهها فى ليلة الإسراء
والمعراج من أرض المسجد الاقصى ، إنطلاقا من الصخرة المشرفة إلى السموات
العلا ، إلى سدرة المنتهى ، إلى جنة المأوى .
ــ إوعدنا يارب بصلاة فى أرضه الطاهرة تحت راية الإسلام .
● آمين يارب العالمين .
ــ ولكى نساهم فى الوصول بإذن الله تعالى إلى ذلك اليوم فإن علينا أن نفهم ، كى نتحرك بناء على أسس صحيحة .
● مما يجب علينا أن نفهمه فيما يتعلق بتهويد القدس هو الحال الذى صار
مفروضا على المقدسيين عشاق الأرض المباركة الذين يتحملون من الاحتلال
الإسرائيلى ما لا يخطر على البال من تفنن فى العمل على التخلص منهم ، لأنهم
هم الذين يدافعون عن المسجد الأقصى ، حيث بالتخلص منهم يتمكن الإسرائيليون
من الإنفراد بالقدس فيستطيعوا أن ينفذوا خططهم ضد المدينة بتهويدها وضد
المسجد الأقصى المبارك بالتخلص منه وإقامة هيكلهم مكانه ، ومن أجل هذا يضغط
الإحتلال الإسرائيلى على المقدسيين بتحويلهم إما إلى مطرودين أو مطاردين
أو على أحسن الأحوال مهَدَدين .

"الأرض بتتكلم عربى"

ــ ما المقصود بداية بـ "تهويد القدس" ؟
● معناه أن "الأرض بتتكلم عربى" ، بينما الإسرائيليون يعملون على أن يجعلونها "تتكلم عبرى" .

ــ وما هى الوسائل التى يلجأ إليها الإسرائيليون لتحقيق هدفهم ؟
● هى وسائل متداخلة . إنما إذا أردنا أن نحاول الفصل بينها لنضع يدنا على
النقاط الرئيسية التى تتصدر تلك الوسائل فإننا نستطيع أن نصنفها كما يلى :
# أخطر وسيلة بالطبع هى بالتخلص من العرب أصحاب البلد ، والوجه الآخر لقيام
سلطات الاحتلال بالتخلص من المقدسيين هو إحلال مستوطنين يهود ، وهو ما
يسارعون فى العمل بالفعل على تحقيقه مستعينين فى ذلك باعتيادهم على الوصول
إلى غاياتهم عبر ما تمرنوا عليه من سياسة النَفَس الطويل .
# الاستيلاء على منشآت عربية ، وبعد الاستيلاء عليها ، يتم التحدث عنها فى
مختلف المراجع وعبر وسائل الإعلام العالمى وكذلك أمام السائحين باعتبارها
أماكن يهودية .
# تحويل أسماء الشوارع والمناطق من المسميات العربية الممتدة الجذور فى
الأرض إلى أسماء عبرية ، وهو ما توسعوا فيه بالفعل ، حتى ولو قاموا بطرد
مئات السكان العرب وهدم بيوتهم لمجرد أن المنطقة التى يقيمون فيها هى بحسب
زعمهم مشار إليها فى كتبهم باعتبار أن مكانها كانت توجد فيه حديقة مثلا ،
فيصممون على إزالة البيوت من أجل إقامة ما يسمونه حدائق توراتية .
# بإقامة الكنس الضخمة مكان أوقاف إسلامية .
# وصولا إلى إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى ، حيث أن كل النقاط السابقة
تصب فى اتجاه تسهيل مهمتهم حين يقررون ـ والعياذ بالله ـ أن يتخلصوا من
المسجد الأقصى لإقامة الهيكل .
ــ أى أن المقصود بـ "تهويد القدس" هو فى صياغة أخرى عبارة عن إجراءات
يتخذها الإحتلال الإسرائيلى للاستيلاء على تاريخ القدس والادعاء أنه تاريخ
لليهود ، عبر الاستيلاء على مبان أثرية تعود إلى عهود مختلفة ، لكنهم
ينسبونها لليهود ، مع الاستيلاء فى الوقت ذاته على الحاضر وإحلال الملامح
اليهودية عليه سواء بإحلال بشر آخرين أو منشآت أخرى وكلها خطوات فى طريق
التخلص من أهم ما يريدون التخلص منه وهو المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم مكانه
.
● هذا تشبيه رائع . فهم يقومون بتهويد البشر ، كما يقومون بتهويد الحجر أى تهويد المعالم .
وتهويد البشر هو الأساس الذى يجعل استكمال تهويد الحجر مهمة أسهل . لأن
البشر روح ولحم ودم ، وليسوا حجرا بلا إرادة ، فالبشر هم الذين يصدونهم عن
المسجد الأقصى وعن الكثير من المعالم التى يعملون على ادعاء أحقيتهم فيها .

بالتالى فإن التخلص من أكبر عدد من المقدسيين ، هو أمر يحقق لهم التخلص ممن
سيقاتلهم بداخل القدس ، أما من قد يأتى لقتالهم من خارج القدس فلقد جهزوا
ضدهم مصدات فى هيئة مستوطنات .
ــ معنى هذا أن الإجراءات التى تتخذها إسرائيل لتهويد القدس هى فى الحقيقة
إجراءات ضد المسجد الأقصى باعتبارها مكملة للإجراءات التى سبق توضيح أنهم
قد نفذوها ويواصلون تنفيذها تحت أرض المسجد الأقصى وفوق أرضه .
● وهو ما يجعلنا نفهم خطورة قيام إسرائيل بمحاولة التخلص من المقدسيين ،
فبالتخلص من أكبر عدد من المقدسيين يتم للإسرائيليين استكمال ما سبق أن
رصدناه فى المحور الأول والثانى من المحاور التى يتحركون عبرها على طريق
التخلص من المسجد الأقصى لإقامة الهيكل ، حيث ذكرنا أن الإسرائيليين يقومون
بتجهيزات قتالية لاستخدامها حين يقررون الاستيلاء بالقوة على المسجد
الأقصى ، ولا بد أن نسجل هنا مع وصولنا إلى هذا المحور الذى يتحركون فيه ضد
المسجد الأقصى أن المستوطنات التى تطوق مدينة القدس تمثل من الناحية
العسكرية حاجز صد ضخم عن الوصول إلى القدس من خارجها باعتبارها تسيطر على
طريق القدس ـ الأردن ، وطريق القدس ـ رام الله ، فالمستوطنات صارت تطوق
بالكامل مدينة القدس من مختلف الجهات .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فى عام واحد سحبت إسرائيل هويات المقدسيين بنسبة 21 ضعف عن ماسحبته طوال 40 سنة

بالتالى ففى وقت نشوب معارك بالمسجد الأقصى فإن الكتلة الأساسية المتواجدة
بالفعل على الأرض للدفاع عن الأقصى تتمثل فى أهل مدينة القدس أنفسهم .
وبناء على ذلك فإن الإسرائيليين لا يريدون أن يروا وجههم فى المدينة ، مما
جعل سلطات الاحتلال الإسرائيلى تعمل على التخلص منهم بكل وسيلة لأهداف
إستراتيجية عسكرية .
ولأهمية هذه الأهداف نجد أن إسرائيل بجرأة عجيبة ، أو باستهانة شديدة ، أو
فلنقل : بتبجح ، تتخذ ضد السكان الفلسطينيين إجراءات لم يسبقها إليها فيها
احتلال . فما يفعلوه ضد المقدسيين هى أمور تبدو فى كل جزئية منها عجيبة من
العجائب .
صحيح أن وتيرة هذه الإجراءات قد تسارعت بشدة مؤخرا ، إلا أن سلطات الاحتلال
قد مهدت لها بمجرد احتلال القدس عام 1967 حيث اعتبروا الفلسطينيين
الموجودين بالقدس كأنهم أجانب أوجدتهم الظروف فى دولة أجنبية .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يهود أقاموا فى الحى الإسلامى بالقرب من المسجد الأقصى ورفعوا علم إسرائيل على بيوتهم


ــ كيف ؟● لقد جعلوا الوضع القانونى
للفلسطينيين فى القدس هو أنهم من وجهة نظر الاحتلال ليسوا مواطنين ، وإنما
أجانب يقيمون إقامة دائمة داخل إسرائيل . القدس حاليا يعيش فيها حوالى
مئتين وخمسين ألف فلسطينى هم سكانها الاصليون الذين وُلدوا على أرضها
وعاشوا فيها طوال عمرهم ، مع ذلك فإن صفتهم على أرضهم بمجرد احتلال إسرائيل
للقدس عام 1967 قد صارت بناء على ابتكارات القوانين العجيبة الإسرائيلية
هى أنهم يحملون وصف "السكان" وليس "المواطنين" .
وبناء على هذا التوصيف المجحف هم محرومون من حقوق أساسية طبيعية يتفنن
الاحتلال فى التعسف عند تطبيقها لمزيد من التضييق على المقدسيين كى يرحلوا
ويتركوا لهم المدينة .
والتعسف الإسرائيلى يصل إلى درجة أن مجرد وجود قصة حب بين شاب وفتاة أحدهما
من القدس ، والآخر يقيم فى أى مكان آخر ولو حتى على بعد أمتار من المدينة
فى الجزء التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية ، فإن هذين المحبين ليس لهما
الحق الذى يتمتع به كل المحبين فى أى مكان آخر من العالم بتتويج قصة الحب
عبر الزواج ، حيث أن القانون الإسرائيلى حاليا لا يسمح بأن يتم لم شمل
المحبين فى أسرة عربية داخل القدس ، ويترتب على هذا أن يتعذب المقيم فى
مدينة القدس بين حبه للمدينة التى لا يريد أن يتركها ، وحبه لفتاة معينة
يريد أيضا ألا يتركها . لكنها أحد وسائل الاحتلال للتضييق على أهل القدس .
المقدسيون ليس من حقهم عند السفر سواء للدراسة أو للعمل أو لأى سبب أن
يغيبوا عن المدينة أكثر من سبع سنوات وإلا سقطت عنهم هوية القدس وهى
المعروفة بـ "الهوية الزرقاء" .
المقدسيون ليس من حقهم الحصول على هوية دولة أخرى ، فمن يحصل على هوية دولة أخرى تسقط عنه هوية القدس .
وبالتفنن فى تطبيق هذه القوانين الإسرائيلية وغيرها تصاعدت فى الفترة
الأخيرة وتيرة سحب الهويات المقدسية عن المقدسيين وهو تصاعد يتزامن مع
تصاعد وتيرة خطوات الإسرائيليين للتخلص من المسجد الأقصى .
فطبقا لأرقام الداخلية الإسرائيلية نجد أن إسرائيل قد قامت بسحب عدد من
الهويات المقدسية من السكان العرب فى عام 2008 ، بلغت 21 ضعف ما تم سحبه
طوال أربعين سنة منذ احتلالها للقدس عام 1967 .
فطبقا لأرقام الداخلية الإسرائيلية أنها قد قامت عام 2008 بسحب هويات من 4577 مواطن عربى ، بينما ماسحبته منذ عام 1967 هو 8558 هوية.
أما أغرب ما قامت به سلطات الاحتلال من عجائب فى ابتكار أسباب لطرد
المقدسيين من مدينة القدس فهو قرار إبعاد النواب البرلمانيين الفلسطينيين
من القدس بتهمة عجيبة جدا هى بحسب التسمية التى أطلقها الاحتلال الإسرائيلى
هى تهمة عدم الموالاة لإسرائيل ، ياسلام ، وهل مطلوب من ممثلين للشعب
الفلسطينى أن يعلنوا الولاء لإسرائيل . فالقدس طبقا للاتفاقات الدولية يتم
فيها إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية ضمن اتفاق دولى وبرقابة دولية
منحت خلالها كافة الأحزاب والحركات التي خاضت الانتخابات حصانة من أى فعل
إسرائيلى كالاعتقال أو منع الحركة أو الإبعاد أو المس بمكان الإقامة
وتحديدا فى القدس الشرقية ، إلا أن إسرائيل فى يوليو 2010 قررت طرد أعضاء
المجلس التشريعى الفلسطينى وهم يتبعون لحماس ، قررت طردهم من مدينة القدس
بحجة رفضهم قرار إسرائيل بأن يستقيلوا من المجلس التشريعى ، حيث كان وزير
الداخلية الإسرائيلى قد طلب منهم فى عام 2006 بعد الانتخابات أن يستقيلوا
من المجلس التشريعى ، وإلا فسيتم سحب هوياتهم المقدسية ، وبالفعل قررت
سلطات الإحتلال الإسرائيلى طرد أربعة نواب عن حماس ، قررت طردهم من القدس
وسحب هوياتهم ، وهم أحمد عطون ، محمد أبوطير ، محمد طوطح ، ووزير شؤون
القدس السابق خالد أبو عرفة .

أخرجوا خارج الجدار
ــ ما كل هذه العجائب الإسرائيلية .
● ما زالت هناك العديد من العجائب . منها أن إسرائيل هى التى أقامت جدار
الفصل العنصرى الذى يفصل عنها أراضى السلطة الوطنية الفلسطينية ، فمعروف أن
الإحتلال هو صاحب قرار إقامة الجدار وأن الفلسطينيين قد احتجوا بشدة على
إقامته ، إنما وعلى الرغم من أن سلطات الاحتلال هى التى حددت مسار الجدار
الذى تضرر منه الفلسطينيون ، فإن تلك السلطات تقوم بمحاسبة الفلسطينيين على
نتائج ترتبت على مسار الجدار .

ــ كيف ؟
● لقد حددت سلطات الاحتلال مسار الجدار بطريقة تسمح لها بضمّ أكبر مساحةٍ
ممكنة من الأرض إلى حدود بلديّة مدينة القدس ، كما تسمح لها فى الوقت ذاته
بطرد أكبر عددٍ ممكن من المقدسيين خارج المدينة .
فالطريق الذى حددته سلطات الاحتلال الإسرائيلى لمسار الجدار إختارته فى
مناطق سكنية فلسطينية مما ترتب عليه هدم عشرات المنازل للفلسطينيين ،
وبالتالى تهجيرهم بالإضافة لمصادرة أراضيهم التى تقرر أن يمر الجدار عبرها .
والعجيب أنه طبقا للقانون الإسرائيلى فإن السلطات العسكرية من حقها مصادرة
أراضي خاصة لاستخدامات عامة ، بدون تقديم تعويضات للجهة المتضررة .
ولقد تسبب الجدار فى إخراج حوالى 90 ألف عربى من حملة البطاقة المقدسية ليصبحوا خارج القدس ، بالتالى يفقدوا البطاقة المقدسية .
أما الأعجب فهو أن سلطات الإحتلال قد قررت أن يتم تطبيق "قانون أملاك الغائبين" على هؤلاء .

ــ وما هو قانون أملاك الغائبين ؟
● قانون أملاك الغائبين هو قانون فرضه الاحتلال عام 1950 بعد حرب 1948 ،
و"الغائب" طبقا لهذا القانون هو من كان أثناء حرب 1948 متواجدا خارج
المساحة التى تمكن الصهاينة من احتلالها فى فلسطين وجعلوا إسمها "إسرائيل" ،
وقرر الإسرائيليون أن أملاك هذا الغائب سواء كانت أرضا أو عقارا أو أى شىء
تنتقل تلقائيا إلى حارس الأملاك .

ــ ومن هو حارس الأملاك ؟
● هو الاحتلال الإسرائيلى .
ــ المثل الشعبى المصرى يقول "حاميها حراميها " .

● مع ملاحظة أن الـ "حرامى" أو السارق هنا بعد أن يغتصب الأرض بالقوة ويطرد
صاحب الأرض منها ، فإنه لا يكتفِ بهذا ، وإنما يقوم بوضع قانون بموجبه
يتخذ عقوبات ضده لعدم تواجده فى أرضه التى طرده منها .
ثم بعد تطبيق هذا القانون على الأراضى التى تم احتلالها عام 1948 ، فإن هذا
القانون من جديد قد أصبح يتم تطبيقه على كل من له أرض داخل القدس ولا
يستطيع الوصول إليها . حتى ولو كان عدم قدرته على الوصول إليها هو أمر
سببه الإبعاد القصرى عن المدينة ، أو التهجير ، أو حتى تلك العائلات التى
عزلها جدار الفصل العنصرى عن أملاكها.
وبموجب هذا القانون فإن الفلسطينيين الذين يقيمون بالضفة الغربية فى حين أن
لديهم أملاك فى القدس المحتلة ، هؤلاء يتم التعامل معهم باعتبارهم أصحاب
أملاك غائبين .

ــ كيف ؟
● بمعنى أن هناك فلسطينيون يحملون بطاقة هوية تابعة للضفة الغربية وكانت
لهم ممتلكات بالقرب من مدينة القدس ، إلا أن إسرائيل وضمن مشروعاتها
المتعلقة بما أسمته " القدس الكبرى" قد قامت بضم أجزاء قريبة من القدس
لتصبح ضمن حدود مدينة القدس ، فترتب على ذلك أن هناك فلسطينيون من سكان
الضفة الغربية أى ممن يقيموا تحت حكم السلطة الوطنية الفلسطينية ، بينما
أملاك هؤلاء قد أصبحت فى داخل الحدود التي ضمتها اسرائيل الى القدس التى
تعتبرها سلطات الإحتلال جزءا من "إسرائيل" التى هى أصلا فلسطين المحتلة ،
بالتالى لم يعد لهؤلاء الحق فى الوصول إلى ممتلكاتهم ، لأن سكان الضفة طبقا
للقانون الإسرائيلى ليس لهم الحق فى دخول القدس .
بالتالى هم محرومون قسرا من الوصول إلى ممتلكاتهم ، مع ذلك فإن سلطات
الإحتلال الإسرائيلى تعتبرهم غائبين عن أملاكهم فتقوم بمصادرتها ، ليس هذا
فقط بل وأيضا بدون تعويضهم عنها .
ــ هذا شئ عجيب .
● الأعجب أن قانون الغائبين هذا يمنع فى الوقت ذاته قيام الفلسطينى الذى
أصبح لا يقيم بداخل إسرائيل من أن ينقل ممتلكاته لفلسطينى آخر أو لشخص آخر
مقيم بداخل إسرائيل ، وهم يعتبرون طبقا لقانونهم أن القدس جزء من إسرائيل
بل وعاصمتها أيضا كما يزعمون . بالتالى لا يستطيع أن يدخلها الفلسطينى
المقيم فى الضفة الغربية وبالطبع لا يدخلها الفلسطينى الذى يعيش فى غزة .
وقانون أملاك الغائبين ينص على أن عدم وجود الشخص بنفسه يترتب عليه فقدانه
حق التصرف فى ممتلكاته من أى مكان آخر هو موجود فيه .
حتى سكان ضواحى القدس الذين فصلهم الجدار عن القدس والذين قد تكون منازلهم
فى الضواحى والأرض التى يمتلكونها موجودة بداخل المدينة ، هؤلاء غير مسموح
لهم باجتياز الجدار وبالتالى فقدوا ملكيتهم للأرض . الفلسطينى الذى يملك
بيتا أو أرضا فى القدس حتى ولو كان معه ما يثبت هذه الملكية لا يصبح ملكا
له طالما لا يقيم فيها ، فيتم حرمان الفلسطينيين من أملاكهم بسبب عدم سماح
إسرائيل لهم بالوصول إليها . فسلطات الاحتلال الإسرائيلى تقوم بتطبيق
"أملاك الغائبين" على فلسطينيين بحجة أنهم لا يقيمون فى أملاكهم بالقدس على
الرغم من أن عدم إقامتهم فيها هو أمر ليسوا هم المتسببين فيه . كما تستكمل
سلطات الإحتلال إجراءاتها هذه بأن تقوم بسحب الهويات المقدسية منهم
باعتبار أن محل إقامتهم لم يعد فى القدس .
وقد كانت هذه الإجراءات هى أحد الأسباب التى ساعدت الكثير من الإسرائيليين
على أن يقيموا فى وسط الحى العربى بالبلدة القديمة فى القدس.
وهؤلاء اليهود الذين انتزعت سلطات الاحتلال الإسرائيلى البيوت العربية
وحصلوا هم عليها ، من المعتاد أن يقوموا برفع العلم الإسرائيلى فوق هذه
البيوت التى سكنوها .
فصار مشهد تلك الأعلام نشازا ينبعث من فوق عدد من الأسطح المطلة على المسجد
الأقصى وعبر شوارع القدس العتيقة بملامحها الإسلامية والملامح العربية
لسكانها .
ثم لم يكتفوا بأنهم قد استولوا على أملاك لفلسطينيين لا يستطيعون الوصول
إليها ، إنما يحرص هؤلاء اليهود فى الوقت ذاته على التحرش بمن حولهم من
السكان المسلمين ، فيتحرشون بهم لفظيا وسلوكيا ، وبمعنى أوسع فإن هؤلاء
الذين كأنهم قد هبطوا على الحى العربى بالبراشوت يحاولون "تطفيش" المسلمين
بتكرار الاعتداء عليهم إعتمادا على أن الشرطة الإسرائيلية تحمى السكان
اليهود فى مواجهة السكان العرب الأصليين .

يابيوت القدس
يابيوت مدينتى

ــ هل هذه هى الطريقة الوحيدة للاستيلاء على بيوت المقدسيين أو إخراجهم منها ؟
● هناك وسائل أخرى منها البدء بمحاولة الشراء ، إنها الطريقة نفسها التى
استخدموها فى الاستيلاء على بعض البيوت قبل النكبة عام 1948 ، لكن
الفلسطينيين الآن تعلموا الدرس وصاروا يرفضون البيع بالرغم من الشيكات
المفتوحة التى يعرضها عليهم الإسرائيليون .
إنما يظل أن الإسرائيليين عندما يتأكد لديهم أن الذوق لن ينفع فى الرحيل عن
البيت فإنهم يلجأون إلى وسائل أخرى عديدة ، منها قيام قوات من التى تسمى
بـ "القوة المستعربة" أو "المستعربون" وهم يهود يحملون ملامح تقترب من
الملامح العربية ويتواجدون حين تقتضى الأحوال بزى مدنى ، سواء فى المظاهرات
أو فى التجمعات السكنية ، حيث يقومون بالاعتداء على السكان خاصة على
الصغار عند عودتهم إلى البيوت ، ومثال لذلك ما جرى فى عمارة "عائلة عوض"
المقيمة فى بيت صار مع إقامة مستوطنة "بسغات زئيف" بالقدس ، صار البيت
بداخل المستوطنة ، وحين رفض أصحاب البيت الذى يصل عدد سكانه إلى 250 فردا
فلسطينيا ، عندما رفضوا البيع تتابعت المضايقات ضدهم ، بداية من التحرش
بالأطفال وقت عودتهم إلى المنزل خاصة فى المساء ، ووصولا إلى قيام
المستعربون بالاعتداء بالضرب على عدد من السكان .


أخرج من بيتك
ــ هل هذه الطريقة غير القانونية هى الطريقة الرئيسية للتخلص من السكان المقدسيين الأصليين ؟
● هناك إستيلاء بطرق أخرى مع توفير الغطاء القانونى الذى يقوم الإحتلال
بتفصيله . ففيما يتعلق بالشقق المؤجرة فإن قانونهم يسمح بانتقال تأجير
الشقة من مستأجر إلى مستأجر آخر بدون الحاجة إلى موافقة مالك العقار مما
أدى إلى إقامة عدد من اليهود فى شقق بالمناطق العربية بدون موافقة ملاك
البيت العرب ، هذا من ناحية . من ناحية أخرى فإن هناك تزوير فى أوراق
الملكية يقوم به بعض اليهود لإخراج مقدسيين من بيوت يقيمون فيها منذ عشرات
السنين ويمتلك المقدسيون بالفعل ما يثبت الملكية ، إنما ما يحدث هو أن
يتقدم إسرائيليون بأوراق أخرى يقولون أنها تثبت ملكيتهم هم لها ، ولا
يكتفوا بهذا ، بل ويطالبون السكان بأن يدفعوا لهم تعويضا عن استخدامهم
للمكان خلال السنوات السابقة . مما جعل عدد كبير من المقدسيين تضيع أوقاتهم
بين أروقة المحاكم ، والبعض سافر خصيصا إلى "تركيا" حيث الأرشيف العثمانى
الأصلى الذى يتضمن تسجيل العقارات بفلسطين منذ كانت تابعة للدولة العثمانية
والذى تثبت أوراقه من هو صاحب الملكية الحقيقية للعقار المتنازع عليه .
وبعد أن تكررت مثل هذه القضايا التى يتكلف أصحابها مبالغ كبيرة للسفر إلى
تركيا والحصول على أوراق إثبات الملكية المعروفة بـ "الطابو" ، فإن إجراء
جديدا قد تم اتخاذه ونشرته صحيفة "خبر 7 "الإلكترونية التركية فى 19 مارس
2009 ضمن مقال للصحفى التركى المناصر للقضايا العربية "مصطفى قره جول" ذكر
فيه أن رئيس الوزراء التركى عبد الله جول قد أهدى السلطة الفلسطينية عقود
تمليك (طابو) فلسطين المكون من 254 دفتر طابو كبير فى 150000 فيلم مايكرو ،
أى أن المقدسيين يستطيعون الاستفادة من توفر هذه العقود لتقديمها للمحاكم
الإسرائيلية بالقدس حين يقوم بعض اليهود بطرد سكان عرب بموجب عقود قديمة
يقومون بتزويرها .
إلا أنه بعد كل هذا وبعد الإثبات بالورق الرسمى فإن اليهود كثيرا ما يلجأون للقوة ضد السكان من أجل إخراجهم بدون حق .

الجيران

ليس هذا فقط ، فبمجرد دخول الساكن الإسرائيلى الجديد فإنه لايكتف باغتصاب
الشقة بالقوة ، إنما يواصل العمل على تعكير صفو حياة الجيران المسلمين .
فبعد أن يقيم اليهود مكان المسلمين يقومون برفع العلم الإسرائيلى على البيت
، معلنين عبره عن أنهم قد صاروا هنا . وفى الحال يأخذون فى إزعاج الجيران
المسلمين بكل الوسائل ، منها أن يقوم السكان اليهود بإلقاء المياه القذرة
والنفايات على المارة ، وحين يدافع المقدسيون عن أنفسهم ينهال اليهود عليهم
بالشتائم التى كثيرا ما تتطور إلى اشتباك بالأيدى ، أما دور شرطة الإحتلال
الإسرائيلى فهو فض الاشتباك لصالح اليهود مع عدم التردد فى اعتقال
المقدسيين .
من ناحية أخرى تعمل سلطات الاحتلال على التخلص من المقدسيين بطريقة أخرى
تتظاهر عبرها بأن ما تقوم به هو مجرد إجراءات قانونية ، فمما تفعله السلطات
الإسرائيلية هو أن تعرقل أوترفض إعطاء تراخيص البناء للفلسطينيين أصحاب
البيوت المقيمين بالفعل فيها إذا أرادوا توسعتها . بعد ذلك تعتبرهم قانونا
يقيمون فى مبنى بلا ترخيص ، على الرغم من أنهم قد تقدموا للحصول على
الترخيص بينما سلطات الاحتلال هى التى تعرقل إعطاء الترخيص حتى ولو كان
البناء فى فناء أو حديقة البيت أو حتى إذا كان صاحب البيت يريد مجرد إقامة
غرفة إضافية فوق السطح . فالحصول على رخصة بناء بيت هو حلم يحتاج نحو خمس
سنوات ، مع مصاريف تصل إلى 30 ألف دولار أميركى ، بعدها إذا تم السماح
بالرخصة يكون إنجازا لا يحصل إلا نادرا ، بل إن تعسف السلطات الإسرائيلية
يصل إلى درجة عدم السماح عادة بصيانة المبانى وترميمها أو توسيعها وزيادة
طوابقها .
ومع عراقيل الحصول على تصريح البناء قد يضطر البعض للبناء عند زيادة عدد
المواليد ، أو عند زواج أحد الأبناء ، حيث من الصعب جدا استئجار شقة بالقدس
بسبب الارتفاع الشديد فى الأسعار . من هنا صار البناء بدون ترخيص حجة
إسرائيل للهدم . حيث أن الهدم هو الهدف الذى تسعى إليه سلطات الاحتلال من
أجل تنفيذ مخططها المعروف بتهويد "الحوض المقدّس" .

ــ ما المقصود بـ "الحوض المقدس" ؟
● يقصدون بالحوض المقدس كل البلدة القديمة بالإضافة إلى أجزاء واسعة من الأحياء والضواحى المحيطة بها .

ــ وما الذى يتضمنه هذا المخطط ؟
● يتضمن أن تصبح مدينة القدس على صورة مطابقة لما يقولون أنه الوصف
التوراتى للمدينة ، ذلك الوصف الذى يزعمون أنه كان يتضمن حدائق ومتنزهات فى
أماكن معينة يريدون الإلتزام بأماكنها ، خاصة فى جنوب المدينة حيث ضاحية
سلوان وفى شرقها حيث جبل الزيتون وضاحية الطور.
وأن تنفيذ الوصف التوراتى للمدينة يقتضى استبدال السكان العرب بسكان يهود
فى البلدة القديمة وأحياء وادى الجوز والشيخ جراح والطور وسلوان ورأس
العمود .
وهذا معناه ترحيل عدد كبير من المقدسيين إلى مناطق بعيدة عن المسجد الأقصى
أو خارج مدينة القدس بأكملها . بما يؤدى إليه هذا من عزل المسجد الأقصى عن
أحد أهم خطوط دفاعه ، مما يجعل تنفيذ مخططات الاحتلال ضد المسجد الأقصى بعد
ذلك أسهل . خاصة أن تنفيذ هذه المخططات يحقق فى الوقت ذاته تواصلا جغرافيا
بين البؤر الاستيطانيّة فى البلدة القديمة ومحيطها وبين المستوطنات
الموجودة على أطراف مدينة القدس .

عمر بن الخطاب
عَبَر من هنا

نبدأ من جنوب القدس ، أى جنوب المسجد الأقصى ، إنه اتجاه القبلة ، أى
الطريق القادم من الحجاز ، من مكة المكرمة والمدينة المنورة . هذا الجزء
الجنوبى من القدس يحمل اسما له وقع خاص فى الوجدان . إنه جبل "المُكَبِّر" .

خصوصية المذاق تعود إلى أنه من هذا الطريق قد مرّ أمير المؤمنين . نعم ،
فسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عند فتح القدس كان قد ذهب إلى المدينة
المباركة قادما من المدينة المنورة ، وكان معه عدد كبير من الصحابة حيث
دخلوا من جبل المكبر .
ولقد كانت القدس هى المدينة الوحيدة التى ذهب الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه
لدخولها فاتحا من بين كل المدن التى فتحها المسلمون فى عهده .
فما جرى وقتها هو أنه بعد الانتصار الإسلامى فى معركة "اليرموك" ، طلب
البطريرك الأكبر لمدينة القدس أن يكون تسليم المدينة للخليفة شخصيا ، فكان
الدخول التاريخى لسيدنا عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس ، وما أن أطل من
الجبل الموجود فى جنوب المدينة على القدس ببهاء منظرها وعبير النسمات التى
تفوح من جبالها وأشجارها حتى هلل مكبرا : "الله أكبر" وردد من خلفه
الداخلون "الله أكبر" ، فصار اسم الجبل هو : "جبل المُكبِّر".
إنها الزاوية نفسها التى قررت سلطات الاحتلال أن تقيم فيها حيا استيطانيا
يهوديا يحمل إسم على مسمى هو "منظر من ذهب" أو "نوف زهاف" .
معروف بعد دخول سيدنا عمر أنه قد عقد مع أهل المدينة من النصارى معاهدة أو
اتفاقية مشهورة فى التاريخ بإسم "العهد العمرى" أو "العهدة العمرية"
أمّنهم فيها على معابدهم وعقائدهم وشعائرهم وأنفسهم وأموالهم، وشهد على هذه
الوثيقة عدد من قادة المسلمين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم
جرت أحداث الحكاية الشهيرة التى تتضمن أن وقت الصلاة قد حان أثناء وجود
سيدنا عمر بن الخطاب فى كنيسة القيامة فعرض عليه البطريرك أن يؤدى الصلاة
داخل الكنيسة ، لكنه شكره قائلا أنه يخشى أن يظن البعض أن فى صلاته بداخل
الكنيسة إشارة إلى تحويلها بعد ذلك لمسجد ، وأدى الصلاة وقتها خارج الكنيسة
حيث أقيم بعد ذلك المسجد الذى يحمل اسم "مسجد عمر بن الخطاب" ، بما تحمله
الحكاية من تأكيد على احترام الإسلام لحرية العبادة للآخر .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

غطت الثلوج مدينة القدس فحرص الفلسطينيون على أن تنطق الأرض بعروبتها ، (وتبدو قبة الصخرة فى خلفية الصورة)

نعود إلى "جبل المكبّر" الذى مر منه عدد من الصحابة كى نذكر أن المسلمين قد
أقاموا فيه على مدى السنين . إنما إذا بأحفادهم الآن قد صار مطلوبا منهم
الرحيل ، وخاصة من حى "الفاروق" الذى يحمل لقب سيدنا عمر بن الخطاب ومن عدة
مناطق أخرى .
تعددت الحجج والترحيل واحد ، فالبعض جاء قرار ترحيلهم بسبب الجدار العنصرى ،
والبعض بحجة جاهزة هى عدم إعطاء ترخيص بالتوسع فى البناء ، والبعض من أجل
إقامة فندقين سياحيين كبيرين والبعض بسبب جسر معلق مزمع إنشاؤه حيث يطل هذا
الحى المقترح مباشرةً على البلدة القديمة من الناحية الجنوبية ، كما يتصل
مباشرة بحى سلوان وبؤر الاستيطان المنتشرة فيه .

الحلوة والبستان
فى سلوان

مع الانتقال من جبل المكبر باتجاه المسجد الأقصى مرورا بـ "سلوان" وما تضمه
من مناطق جميلة ، هى وادى "حلوة" و"البستان" ، نجد أعدادا أكبر من السكان
الفلسطينيين مهددين بالطرد من منطقتهم التى تتمتع بطبيعة جميلة لا تسر
العين فقط بالجمال ، إنما هى تبعث بعبيرها المنعش بما يسر الروح أيضا ،
عبير أشجار الفواكه التى تشرب من عين ماء سلوان التى تعتبر رمزا للمنطقة
على مدار التاريخ ومن حولها تمتد أشجار التين والرمان والليمون ، وكذلك
أحواض الخضرة حيث الخس والنعناع والبقدونس .
و"سلوان" يسكنها حوالى 43 ألف نسمة . يحدها من الشمال المسجد الأقصى والسور
القديم للمدينة وحى المغاربة الذى دمره الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 ،
ومن الجنوب جبل المكبر ، ومن الشرق قرى ابو ديس والعزيزية والطور ورأس
العامود .
ولقد كانت بلدة سلوان بأكملها وقفا إسلاميا منذ الفتح الإسلامى الثانى ، حيث أوقفها القائد صلاح الدين الأيوبى .
لكن الإسرائيليين يزعمون أن "سلوان" هى ما يسمونه "مدينة داود" .
أما عين سلوان الشهيرة التى يرتبط تاريخها بتاريخ القدس حيث شكلت مصدر
المياه الأساسى منذ الفترة الكنعانية عبر قنوات بناها اليبوسيون (بناة
القدس الأصليين) وما زالت آثارها قائمة حتى اليوم . هذه العين التى هى
عبارة عن نفق صخرى تحت الأرض بطول 533م يصل إلى بركة عين سلوان في الجهة
المقابلة لوادى الحلوة حيث مجمع عين سلوان ، يزعم الإسرائيليون أنها جزء من
تاريخ ما يسمونه مدينة داود ، بالتالى يريدون الاستيلاء على سلوان من أجل
إعادة ما يزعمون أنه كان الحال بالمنطقة منذ ثلاثة آلاف سنة ، أيام سيدنا
داود ، أو الملك داود بالنسبة لهم .
ــ وكيف كانت تلك المنطقة فى ذلك الوقت .
● هم يزعمون أن بيوت الفلسطينيين فى هذه البقعة ، كان يوجد مكانها حدائق
منذ ثلاثة آلاف عام ، وهم يريدون تحويلها إلى حديقة كبرى كى تكون هى المدخل
الجنوبى إلى الهيكل الذى يخططون لبنائه لا قدر الله مكان المسجد الأقصى ،
ولقد أطلقوا بالفعل على الحديقة التى خططوا لإقامتها مكان بيوت الفلسطينيين
فى سلوان ، أطلقوا عليها اسم "حديقة الهيكل".
ــ معنى هذا أنهم يريدون تجهيز الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى بالهيئة
التى يريدون أن تكون عليها الطرق إلى الهيكل كجزء من التجهيزات التى يقومون
بها لمتطلبات الهيكل التى تعرفنا عليها من قبل مثل الشمعدان السباعى الذى
نصبوه بالقرب من المسجد الأقصى ، وملابس الكهنة والأدوات الأخرى التى
يعرضوها داخل معهد الهيكل استعدادا لساعة الصفر لبناء الهيكل .
● وكل هذه الأمور حين يبدأوا فى تنفيذها فإنهم يتعاملون وكأن من يعيش على الأرض من بشر لا إرادة لهم .
إنما "على جثتنا" .
إنها الجملة التى تتكرر على لسان الفلسطينيين الذين يريد الاحتلال طرهم من بيوتهم فى سلوان .
يكرر أهل سلوان هذا التعبير بما يعنيه من أنهم لن يغادروا ، وسيظلوا صامدين
حتى لو هدموا بيوتهم فوقهم . مع تأكيد أهالى سلوان على أن بيوتهم التى
يقيمون فيها هى بيوت قد توارثوها من الآباء الذين ورثوها عن الأجداد .

إهدم بيتك
الأكثر عجبا فى الأمر هو أن القرار الحكومى الذى تقوم سلطات الاحتلال
بإخطار سكان هذه البيوت به لا يتضمن فقط الطرد من البيت ، بل يؤكد القرار
فى الوقت نفسه على أن الساكن تقع عليه مسئولية إخلاء البيت وكذلك هدمه ،
وأن يتبع الهدم قيامه بإزالة الأنقاض وتسوية الأرض .
ولقد بدأت سلطات الاحتلال بإصدار قرار بهدم 88 منزلا يعيش فيها 1500 مقدسى
فى حى البستان بسلوان لإقامة حدائق توراتية ، هذا العدد يمثل كل عدد بيوت
المقدسيين فى حى البستان ، وهو من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية ،
وبهدمه يتمكن الاحتلال الإسرائيلى من فصل الأحياء الفلسطينية ذات الكثافة
السكانية عن البلدة القديمة للقدس .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إعلان إسرائيلى عن شقق فى مستوطنة تطل على المسجد الأقصى

إنما بعد فترة من الاحتجاجات صدر القرار الإحتلالى بتنفيذ الهدم لـ 22
منزلا كمرحلة أولى ، وذلك بالطبع على طريقة الخطوة خطوة ، أو كوسيلة من
وسائل تفتيت الناس كى لا تصدر الاحتجاجات عن كل سكان الحى . والقرار يعطى
السكان مهلة لينفذوا الهدم لبيوتهم بأيديهم ، وإن لم ينفذوها تطردهم بالقوة
وتقوم السلطات بالهدم ، ثم تطالبهم بدفع تكاليف الهدم الذى نفذته . ومن لا
يدفع تتم مصادرة أى ممتلكات له لتغطية الدين الذى عليه لسلطات الاحتلال
الإسرائيلى .
أما إذا كان صاحب البيت الذى هدموه لا يمتلك ممتلكات أخرى فإن لسلطات الاحتلال أن تحبسه نتيجة عدم دفعه لمستحقاتها .
فبعد الطرد والتشريد ، إما الدفع أو الحبس .
والحجة للهدم هى عدم وجود الترخيص ، مع ملاحظة أن سلطات الاحتلال هى التى ترفض إعطاء رخص البناء للعرب بينما تعطيها للإسرائيليين .

وفى كثير من الحالات حين يتقدم السكان بما يثبت أن بيوتهم مرخصة سواء
بأوراق "الطابو" التى تثبت الملكية منذ أيام العثمانيين ، أو بأوراق
الترخيص الحديثة التى تصل قيمة الرخصة فيها إلى 30 ألف دولار لإقامة شقة
مساحتها 120 مترا مربعا ، مع ذلك فإن تقديم الترخيص ليس طوقا للنجاة فى كل
الأحوال ، لأن سلطات الاحتلال لديها الورقة الأخرى التى ترفعها عندما تشاء
أمام غير المخالفين وهى أن البيت سيهدم سيهدم ، سواء كان مرخصا أم غير مرخص
.
فالورقة التى يرفعها الاحتلال إذا اقتضى الحال هو أنه سيتم الهدم لأسباب
تتعلق بالمنفعة العامة وهى فى سلوان : الهدم من أجل إقامة حديقة .
فماذا كان رد المقدسيين الذين تعرضوا لمثل هذا الموقف . تتراوح كلمات سكان
الحى حسب ما وردت فى لقاءات صحفية منشورة معهم على الإنترنت ، تراوحت بين
القول : أنا نشأت هنا مع شجر العنب والرمان ، فلن أقلع الأشجار أو أهدم
الجدران . وبين كلمات مثل : لن نرحل ، ولن نهدم ، ولو جاءوا هم ليهدموا ،
فليهدموا الدار فوق رؤسنا .

من أجل النفق

إنما ليست إقامة الحدائق مكان البيوت هى السبب الوحيد للخطوات التى تتخذها
سلطات الاحتلال من أجل طرد سكان الحلوة والبستان فى سلوان ، إنما هناك سبب
آخر وهو متعلق فى الوقت ذاته أيضا بالهيكل ، السبب هو أن النفق الذى أسموه
بنفق الطريق الهيروديانى الذى يصل ما بين المستوطنات الإسرائيلية والأنفاق
تحت المسجد الأقصى ـ والذى سبق أن ذكرناه فى المحور الأول للكتاب ـ هذا
النفق هو نفق طويل يمر من تحت بيوت "سلوان" .
ولأن جزءا من أهمية هذا النفق عند الإسرائيليين هو أن عبر هذا النفق يتمكن
سكان المستوطنات من الوصول للمسجد الأقصى دون أن يطولهم حجر من أهل القدس
المدافعين عن المسجد الأقصى ، وهو فى الوقت نفسه طريق يمكن استخدامه لأهداف
عسكرية إذا احتدمت المعارك فى المسجد الأقصى . بالتالى فإن من ضمن أهداف
الإسرائيليين التى تسببت فى قرار إزالة تلك البيوت هو مزيد من الإطمئنان
على نفق الطريق الهيروديانى حتى لا تكون هناك فوقه بيوتا لمقدسيين ، تخوفا
من أن يفكر أحدهم فى أن يحفر من داخل بيته باتجاه النفق ، سواء مصادفة خلال
البحث عن آبار مثلما يحدث كثيرا من قيام بعض السكان بحفر آبار من داخل
البيوت ، أو أن يتم الحفر عن قصد للإضرار بالنفق أو بالمستوطنين اليهود ممن
يسيرون عبره باتجاه المسجد الأقصى ، فيهاجمهم المسلمين من المنبع قبل أن
يصلوا إلى المصب ، إلى قلب المسجد الأقصى عبر الأنفاق .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

العلم الإسرائيلى على أحد البيوت المغتصبة فى الحى الإسلامى

والملاحظ أن الخطط الإسرائيلية التى ت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: بقية الحلقة الخامسة   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 10:41 am


والملاحظ أن الخطط الإسرائيلية التى تسارع تنفيذها ضد سكان سلوان حاليا هى
مخططات تقوم بتنفيذها فى المقام الأول جمعية "العاد" الإستيطانية ، واسم
الجمعية هو اختصار لحروف باللغة االعبرية معناها "نحو مدينة داود" ،
فالجمعية لاتعترف بأن "سلوان" هى المدينة اليبوسية الكنعانية الأم التى
بدأت بها مدينة القدس حيث كان وجود عين "سلوان" فيها سببا لاختيارها منذ
أقدم العصور ، بل يزعمون أنها كانت "مدينة داود" ، وأنهم يريدون أن يجعلوها
الآن أيضا مدينة داود على حد تعبيرهم .
مع ذلك ونتيجة لتصاعد احتجاجات دولية ضد طرد إسرائيل للفلسطينيين من
"سلوان" فإن نغمة قد بدأت تظهر حول دفع تعويضات للسكان غير المخالفين كى
يخرجوا من بيوتهم ويتم تعويضهم للإقامة فى مناطق أخرى .
لكن أهالى سلوان يدركون أنهم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى من الجنوب ،
ولأن بيوتهم قريبة جدا من المسجد الأقصى جنوبا فقد جاء ردهم متمثلا فى قول
الكثيرين منهم : "أن نفتح الشرفة مع كل صباح فنجد المسجد الاقصى هو أول ما
يصافح عيوننا ، هذا المشهد فى بيتنا بالدنيا وما فيها " . ومن أجل هذا فقد
جددوا الرد الذى يتردد صداه على مسامع الإسرائيليين عبر الأقوال والأفعال
تعقيبا على قرار إزالة بيوتهم قائلين : "على جثتنا".


جبل الزيتون
أما حين ننتقل من الانتهاكات ضد المقدسيين فى جبل المكبر وسلوان جنوب
المسجد الأقصى ، إلى جبل الزيتون شرق القدس ، فإننا نجد المزيد من المطامع
الإسرائيلية فى الأرض العربية .
إنه جبل الزيتون الذى شهد جيوشا عديدة فى حروب تتابعت على القدس ، والذى
أقسم به الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم "والتين والزيتون وطور سينين
وهذا البلد الأمين" حيث ربط سبحانه فى القسم بين التين كناية عن جبال الشام
، والزيتون كناية عن جبل الزيتون بالقدس ، وطور سينين جبل سيناء ، ربطهم
بالبلد الأمين الذى هو بالطبع "مكة" ، فالصلة قائمة بين مكة والقدس ، وبين
المسجد الحرام والمسجد الأقصى .
لكن الإسرائيليين يريدون أن تكون لجبل الزيتون صلة بالهيكل وبالسياحة ، حيث
يخططون لإنشاء قطار هوائى "تلفريك" من جبل الزيتون إلى مقبرة الرحمة قرب
الباب الذهبى شرق المسجد الأقصى . وآخر من جبل الزيتون إلى باب الأسباط .
كما تتضمن المخططات الإسرائيلية إقامة حديقة "تلمودية" تمتد من مستوطنة
"معاليه أدوميم" إلى جنوب جبل الزيتون ، وحديقة تلمودية أخرى تمتد من شمال
جبل الزيتون إلى حى الجامعة العبرية ، مع استخدام الحديقتين كمستعمرات
مستقبلية إضافية فى الجهة الشرقية .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

"لن نرحل" شعار سكان حى "الشيخ جراح" وغيرهم من المقدسيين المهددين بالطرد من القدس

هذا فى الوقت الذى تستولى فيه سلطات الاحتلال على بيوت للمقدسيين فى حى جبل الزيتون .
أما فى الشمال الشرقى حيث برج اللقلق (برج ستورك) فالصراع محتدم بين
المواطنين الفلسطينيين والمؤسسات الرسمية والاستيطانية الإسرائيلية وذلك في
موقع الزاوية الشمالية الشرقية من البلدة القديمة بالقرب من باب الساهرة .
أما فى جنوب شرق القدس فى حى رأس العمود فيتوالى الإستيطان بل والإعلانات
التى تغرى اليهود بالشراء عبر الإشارة إلى المميزات التى على رأسها أن
المكان يطل على المسجد الأقصى الذى يشيرون إليه بتسميتهم له "جبل الهيكل"
مثل إعلان تم نشره فى بدايات عام 2010 متضمنا المشهد الذى تطل عليه الوحدات
السكنية للمستوطنة بعنوان جذاب للشراء فيها وهو "متع نظرك بمشاهدة جبل
الهيكل" مع إشارة فى الإعلان إلى أن هناك خطوات من أجل الإسراع فى بناء
الهيكل مكان المسجد الأقصى ـ لاسمح الله ـ
هذا التسويق التهويدى وبهذه الصيغة لقى تشجيعا ودعما من الجماعات اليهودية
العاملة على بناء الهيكل المزعوم ، ونشرت عبر مواقعها الإلكترونية تصريحات
مشجعة للمشروع بدعوى أن تحقيق هذا المشروع بهذه الصيغة التسويقية يقرب
الشعب اليهودى إلى الهيكل .
ومن ملامح الإهتمام الإسرائيلى بالاستيطان فى حى رأس العمود هو أنه قد تقرر
هدم قسم الشرطة فيه ونقله إلى موقع آخر ، من أجل أن يتم استخدام أرضه ضمن
أكبر حى استيطانى يهودى بالقدس .
وهذا الحى قريب جدا إلى القدس القديمة ، ويطل مباشرةً على المسجد الأقصى .
ويخطط القائمون على بنائه ، وعلى رأسهم الملياردير الأمريكى اليهودى
"ايرمينغ موسكوفيتش" ، للسيطرة على أراضٍ ومبانٍ فلسطينية تجاور الحى
الاستيطاني الجديد .

حى الشيخ جراح
ووادى الجوز
إنه الملياردير "ايرمينغ موسكوفيتش" نفسه الذى يمول العديد من الأنشطة
الإستيطانية فى "حى الشيخ جراح" الشهير شمال القدس . هذا اليهودى الأمريكى
الذى يمتلك العديد من صالات القمار فى الولايات المتحدة الأمريكية والذى
امتلك مؤخرا فندق شبرد بحى الشيخ جراح ، ذلك الفندق الذى من المفروض أنه
ملك لورثة الحاج "أمين الحسينى" مفتى القدس الأسبق صاحب التاريخ الطويل فى
مقاومة الاحتلال الإسرائيلى ، حيث تم الاستيلاء على الفندق عبر حيلة
قانونية بما يحمله هذا من فكرة الاستيلاء على مكان يحمل رمزا فى الذاكرة
الوطنية .
والمشروع المقرر مكان الفندق يتضمن الإبقاء عليه ، مع بناء كنيس يهودى
ووحدات سكنية من حوله ليقيم فيها مستوطنون يهود فى قلب هذا المكان بشمال
البلدة القديمة بالقدس التى تضم معالم مميزة مثل بيت الشرق والعديد من
البعثات الدبلوماسية والدولية .
ولم يكتف المستوطنون بهذا الذى استولوا عليه عبر حيل قانونية فى حى الشيخ
جراح ، إنما استولوا أيضا على العديد من المنازل عبر طرد سكانها بالقوة من
بيوتهم ، مثلما جرى فى ديسمبر 2009 حين احتل مستوطنون إسرائيليون منزلا
لعائلة "الكرد" الشهيرة بحى الشيخ جراح .
أما سيناريو احتلال المنزل فقد تم عبر اقتحام مفاجئ من المستوطنين للمنزل
مستخدمين العنف والآلات الحادة لطرد السكان بعد أن كسروا قفل الباب وروعوا
الموجودين فى المنزل حيث كانت فيه سيدتان كبيرتان فى السن . والحجة هى
ادعاء المستوطنين بأنهم هم الذين يملكون البيت ، ولقد تم هذا بحماية من
الشرطة الإسرائيلية .
ولأن الحى كان قد أقيم بإتفاقية عقدت بين دائرة الأشغال الأردنية ووكالة
غوث اللاجئين لذلك تكررت اعتصامات السكان المنكوبين فى خيمة للإعتصام أمام
مقر الوكالة لتتدخل لإصلاح الوضع القانونى بعد أن تشردت عائلات أشهرها
الكرد وغاوى وحنون .
وما زالت فى جعبة المستوطنين اليهود الكثير ضد بقية المقدسيين سكان حى
الشيخ جراح من أجل طردهم وإقامة حى استيطانى يمتد إلى "وادى الجوز" الذى
يمكن اعتباره نقطة هامة واستراتيجية في مخطط الطوق الاستيطانى المتاخم
للقدس القديمة ، حيث سيربط بين الحى الاستيطانى المقترح فى الشيخ جراح ،
وبؤرة الاستيطان الرئيسية على جبل الزيتون ثم يتم ربطه باتجاه ما صار
معروفا باسم مستوطنة "موسكوفيتش" (الملياردير الأمريكى اليهودى ) الجارى
بناؤها فى رأس العمود . بما يحقق طوقا من الاستيطان حول القدس القديمة ،
يليه طوق أو حزام آخر من المستوطنات التى تحيط بمدينة القدس من الخارج ، مع
بناء جسور، وأنفاق، وشبكة متفرعة من خطوط السكة الحديد ، تصل بين مختلف
أنواع الإستيطان الذى يتوغل ويترسخ يوما بعد يوم بكل ما يحمله من أهداف
عسكرية إستراتيجية لتأمين القدس كعاصمة إسرائيلية أبدية ـ لا قدر الله ـ .
مع ملاحظة أن وضع البؤر الإستيطانية فى البلدة القديمة ومحيطها يختلف عن
وضع المستوطنات عموماً ، فالاستيطان فى داخل البلدة القديمة يهدف فى المقام
الأول إلى التخلص من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ، أكثر مما يهدف لإسكان
عدد كبير من المستوطنين اليهود ، بالتالى فإن هذه البؤر الإستيطانية يتم
الحرص على أن يسكنها أكثر أنواع المستوطنين شراسةً وتطرّفاً وفى حماية شرطة
الاحتلال التي تُغطّي اعتداءاتهم وتساندهم ، وهذه النوعية من المستوطنين
يقومون بدور كبير فى الأمور التى تتعلق بالحفريات وببناء الكنس الجديدة .

تهويد القدس
فى ثوبه الجديد
وإذا كان المعتاد فى القدس هو التخلص من السكان العرب عن طريق هدم البيوت ،
فإن ما تفعله سلطات الإحتلال ضد المقدسيين فى مخيم "شعفاط" يأخذ شكلا آخرا
هو إما دفع الضرائب عن خدمات لا يتم تقديمها فعليا أو الاعتقال ، وهى
الاعتقالات التى تمارسها قوات الاحتلال عبر تجهيزات مفرطة فى القوة للتصدى
لأهل المخيم حين يدافعون عن أبنائهم وممتلكاتهم.
فمخيم "شعفاط" هو مخيم اللجوء الوحيد فى مدينة القدس ، حيث يقع عند أطراف
المدينة ، وسلطات الاحتلال الإسرائيلى لا تريد تقديم الخدمات المناسبة
لأهله ، إنما تريد جباية الضرائب بلا خدمات حقيقية ، فصار المخيم بؤرة
للفقر ، مع كثافته السكانية العالية .
وتقوم الحكومة الإسرائيلية بفرض ضرائب لا يمكن احتمالها على أصحاب المحلات
من أجل أن يبيعوها فيشتريها بالتالى اليهود من الباطن ، حيث يرتب الاحتلال
لإقامة حى استيطانى فى قلب مخيم شعفاط .
أما أطراف شعفاط فقد تم اقتطاع أراضى كانت مزروعة وضمها إلى مستوطنة إسرائيلية .
وتقوم سلطات الإحتلال بما تسميه حملات ضرائبية ضد من يقول الاحتلال عنهم
أنهم متهربين ضرائبيا ، بينما الحقيقة أن سلطات الاحتلال تفرض ضرائب باهظة
ليهجر السكان المكان لأن المخيم يقع بين مستوطنتين فيمنع التواصل بينهما ،
كما أن موقع المخيم فى الوقت ذاته له أهمية عسكرية .
ولصرامة أهل المخيم فى التصدى للاحتلال ، لذلك نجد أن حملات جمع الضرائب
تأخذ شكلا عنيفا من جنود الاحتلال فيتصدى لها أهل المخيم ببسالة ، وإن كان
الجنود بما يفعلونه فى حملاتهم يتسببون فى حالة من الرعب تجتاح الصغار
الذين نضجوا قبل الأوان وبدأوا مبكرا فى إعلان مشاركة الكبار فى الحلم
بالاستقلال .
من الجدير بالذكر أيضا أن الضرائب الباهظة على أصحاب المحلات فى "شعفاط" يصحبها أيضا عروض شديدة الإغراء لبيعها إلى اليهود .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تتسبب حملات الاحتلال فى ترويع الأطفال

شوارع القدس العتيقة
النصف متر بمليون دولارـ
ـ هل العروض الإسرائيلية المغرية لشراء المحلات تقتصر على محلات مخيم شعفاط ؟
● مشكلة المحاولات الإسرائيلية للإستيلاء على المحلات التجارية سواء
باستخدام التهديد أو الترغيب لا تقتصر بالطبع على المحلات فى "شعفاط"، إنما
هى مشكلة كبرى عند أصحاب المحلات فى القدس العتيقة أيضا .
فحركة البيع والشراء الضعيفة ، والضرائب الباهظة التى يفرضها الاحتلال على
أصحاب المحلات ليس من السهل تغطية قيمتها ، وإما الدفع أو الحبس ، وقبل
تنفيذ الحبس ، يتم عادة ظهور عميل يطلب شراء المحل من التاجر المفلس لصالح
الإسرائيليين على طريقة الشراء من الباطن ، أو ظهور المشترى الحقيقى فى
الصورة مع عرض أرقام فلكية ، إلى درجة أن أحد التجار الفلسطينيين الكبار
الذين كانوا على وشك الإفلاس صرخ قائلا عبر أحد اللقاءات الصحفية أنه فى
حاجة إلى أن يتم حمايته من نفسه ، قائلا : إحموا القدس ، إحمونى من نفسى ،
فلكل شخص قدرة على التحمل ، وأنا لا أريد أن أضعف ، لكننى فى الوقت نفسه
لا اعرف مدى قدرتى على التحمل ، وأضاف أنه خائف بشدة من أن يضعف أمام
إغراءات اليهود التى تزين البيع بأرقام فلكية تصل إلى 2مليون دولار للمتر
المربع ، مع إبدائهم الاستعداد بترتيب السفر للبائع إلى أى بلد يختاره فى
الدنيا .
ومع تزايد الضغوط الإسرائيلية على المقدسيين لبيع ممتلكاتهم بعد فرض ضرائب
قاسية جدا ضدهم فقد تطلب الأمر قيام عدد من علماء فلسطين عام 2009 بإصدار
فتاوى تحرم بيع الأراضي المقدسية أو التنازل عنها وأكد العلماء أنه لا يجوز
بأى حال من الأحوال على الفلسطينى المقدسى المهدد بالطرد من قبل سلطات
الاحتلال بيع منزله أو عقاره أو قبوله التعويض عنه بمنزل أو أرض بديلة ،
داعين إلى التمسك بالأرض .
وأكد مفتي القدس والديار الفلسطينية "محمد حسين" أنه لا يجوز البيع ولا المعاوضة مهما كلف الأمر .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الطريق

وعلى الرغم من منطقية الفتوى إلا أن فتوى أخرى من الضرورى أن تلحق بها كى
تدعمها وتكملها ، فتوى يشترك فيها العلماء عبر مختلف الدول العربية
والإسلامية للجهاد بالمال ومد يد العون بالمال للمقدسيين إستنادا إلى حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم حول أن المسجد الأقصى هو ثالث المساجد التى
تشد إليها الرحال بعد الحرمين الشريفين ، وما خصه به حديث الرسول عليه
الصلاة والسلام من أن الذى لا يسافر لزيارة المسجد الأقصى فإن من المناسب
أن يبعث بزيت يُسرج فى قناديله ، بمعنى أن على المسلم العمل على أن يظل
المسجد الأقصى عامرا ، فإنارة المسجد الأقصى كناية عن ضرورة المحافظة عليه
وبالتالى ضرورة دعم الذين يحافظون عليه .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الاحتلال يستخدم الغازات المسيلة للدموع

أليس قيام المسلمين فى مختلف الدول بالتبرع بالمال إلى المقدسيين الذين
يريد الإحتلال الإسرائيلى طردهم للتخلص من السكان المسلمين المدافعين عن
المسجد الأقصى ، أليس التبرع لهم من أجل تثبيتهم هو نوع من أنواع المحافظة
على العمران البشرى للمسجد الأقصى ضد اليهود الذين يريدون أن تخلو لهم
المدينة المقدسة كى يتخلصوا من المسجد الأقصى بأقل الخسائر ويقيموا هيكلهم
مكانه .
من ناحية أخرى فإن ما يجرى الآن من قيام أغنياء اليهود حول العالم بدفع
أرقام ضخمة من التبرعات إلى المشروعات التى تؤدى خطوة خطوة للتخلص من
المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه ، تجعلنا نتذكر مقولة صلاح الدين
"أنظروا إلى الفرنجة بأية ضراوة يقاتلون فى سبيل دينهم ، فى حين لا نبدى
نحن المسلمين أية حمية للجهاد فى سبيل الله" . لقد كانت كلماته حول الجهاد
بالنفس ، وهو أمر مطلوب جدا اليوم ، إلا أن الجهاد بالمال هو أيضا شديد
الأهمية ومتطلباته متوفرة عند أغنياء عرب يتبارى بعضهم فى كيفية إنفاق
المال على رفاهيات فاقت الخيال .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دموع على الطريق

ولأنه إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع ، لذلك فإن فتوى علماء القدس
المنطقية جدا بعدم بيع الممتلكات لليهود من المهم أن تدعمها فتوى تشمل كل
المسلمين خاصة أغنياؤهم الذين ينفقون على أمور عجيبة ، ولا بد من توجيههم
إلى ترشيد البذخ فى الإنفاق ، وأن يدفعوا من أموالهم للمقدسيين المهددين
بالطرد من بيوتهم ومحلاتهم كى تظل القدس عامرة بهم ، ولكى يظل المسجد
الأقصى عامرا بهم فى وجه الصهاينة .
نكمل غدا بإذن الله .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا يملكون سوى سلاح الحجر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مثل الطير الأبابيل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

علامة النصر على الرغم من كل شئ

روابط الفيديوهات
ــ إلى عشاق الأرض المباركة ، ادخلوا قبة
الصخرة التى عرج منها حبيبنا صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلا . متعوا
عيونكم بالمكان المبارك مع موسيقى العصافير "سبّح لله ما فى السموات وما
فى الأرض" :


ــ قلوبنا معكم يا إخوتنا فى "سلوان" :


ــ وفى حى الشيخ جراح إعتقلوها حين دافعت عن البيت :

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: ننشر الحلقة السادسة من الكتاب القنبلة "أهوال ضد المسجد الأقصى"..   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 10:59 am

ننشر الحلقة السادسة من الكتاب القنبلة "أهوال ضد المسجد الأقصى".. بدأت الحرب النفسية ، واحترسوا من اليونسكو



السبت، 25 ديسمبر 2010 - 14:21



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
القدس



سهام ذهنى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




ـ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ـ ما تقوم به سلطات الإحتلال الإسرائيلى فى القدس بالقوة هو الأمر الواقع
الذى يفرض نفسه على الأرض ، إنما ما هو الوضع القانونى المتعلق بعلاقة
إسرائيل بالقدس من الناحية النظرية .
● فى عام 1980 أصدر برلمان الاحتلال "الكنيست" قانونا يتضمن أن "القدس الكاملة الموحدة هى عاصمة إسرائيل".
إلا أن مجلس الأمن بعد صدور هذا القانون مباشرة أصدر قرارا برقم 478 بتاريخ
20/8/1980 وجاء فيه: "إن جميع الإجراءات والأعمال التشريعية والإدارية
التى اتخذتها إسرائيل، القوة المحتلة، والتى غيرت معالم مدينة القدس ووضعها
واستهدفت تغييرها ، خصوصا القانون الأساس الأخير بشأن القدس ، هى إجراءات
باطلة أصلاً". حيث أن القانون الدولى الإنسانى لا يعترف بالضم من طرفٍ
واحد، ولا يمنح الاحتلال السلطة والإدارة ، حيث تبقى السيادة منوطة بالشعب
المحتل، أى الشعب الفلسطينى الذى يسكن المدينة ، وبحقه فى تقرير المصير.
والقدس فى ضوء القانون الدولى الإنسانى كانت وما زالت منطقة محتلة تماما
كما الضفة الغربية ، ولذلك يحظر على المحتل تغيير معالمها وجغرافيتها
وتضييق الخناق على سكانها بقصد ترحيلهم عنها .
فسياسة هدم منازل الفلسطينيين التي تنتهجها سلطات الاحتلال فى مدينة القدس
المحتلة وضواحيها بهدف تهجير المواطنين عن أراضيهم بغية السيطرة على
ممتلكات الفلسطينيين وتهويدها ، يمثلً انتهاكاً واضحا للقانون الدولى
الإنسانى ، وهذه الإجراءات التي تقوم بها "إسرائيل" تثبت انتهاكها لاتفاقية
جنيف الرابعة حيث اعتبرت المادة 147 من الاتفاقية المذكورة "هدم ومصادرة
الملكية للأشخاص المحميين انتهاكا جسيما إذا لم يكن مبررا بالضرورة
العسكرية واقترف بصورة غير قانونية ومتعمدة" .
مع ذلك فإن المسئولين الإسرائيليين لا يتوقفوا عن تكرار التصريح بأن القدس
هى العاصمة الأبدية لهم ، كما لا يترددوا تجاه مواصلتهم انتهاك حقوق
المقدسيين . هذا فى الوقت الذى يتصاعد فيه بناء المستوطنات الإسرائيلية حول
مدينة القدس حيث وصلت إلى أكثر من 32 "مستوطنة" ، فيها أكثر من 280 ألف
صهيوني ، منهم 12 نائبًا في الكنيست .
أما الكشف عن الإجراءات الإسرائيلية المتوالية فى مسلسل تهويد القدس فهو
أمر يتم عبر مشهد متكرر لمؤتمر صحفى من حين إلى آخر ضد إجراءات تهويدية
احتلالية مع تغيير عنوان الموقع الذى تمتد إليه يد التهويد ، يتحمل مشقة
فضح الاحتلال فى هذا المجال رجال مقدسيون صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،
فدائما ما يقف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى
ويتحمل خطورة وقوفه فى وجه إجراءات التهويد الإسرائيلية ، ودائما ما نرى
فضيلة الشيخ عكرمة صبرى رئيس الهيئة الإسلامية العليا متصدرا المؤتمرات
الصحفية التى تتصدى للتهويد ، وعادة ما يرافقهما المطران عطا الله حنا رئيس
أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الذى يؤكد باستمرار فى كل مناسبة على تضامن
المسيحيين مع المسلمين فى مواجهة مسلسل التهويد الذى تقترفه حكومة
الاحتلال الإسرائيلى . ومعهم عدد كبير من الشرفاء الذين لا يتسع المجال
لتحديدهم بالإسم والذين يتعرضون لمضايقات بلا حدود من سلطات الاحتلال
الإسرائيلى ، دون أن يؤثر هذا على مواقفهم الثابتة ضد التهويد وضد الإحتلال
.
وغالبية ما تم رصده عبر هذه السطور حول مسلسل التهويد الإسرائيلى تم الحصول
على المادة الرئيسية فيه من البيانات والمؤتمرات الصحفية التى يعقدونها
عادة لفضح الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدينة المقدسة .

إعتداء على الأموات والتاريخ

وطبقا لما تم فضحه حول انتهاكات إسرائيل فى القدس فلا بد من أن نضيف أيضا
أن الإسرائيليين فى استيلائهم على ما يخص المسلمين لم يكتفوا بالترصد
بالأحياء ، وإنما أيضا بالأموات .
ــ كيف ؟
● تشهد على ذلك انتهاكاتهم لحرمة الموتى المسلمين فى كل من مقبرة مأمن الله ومقبرة الرحمة .
ففى مقبرة مأمن الله قاموا باقتطاع أجزاء كبيرة منها وتدميرها بما فيها من
مقابر تضم بعضها رفات عدد من الصحابة وعلماء وفقهاء وعموم المسلمين ممن
استشهدوا على يد الصليبيين عند احتلال القدس وكذلك عدد كبير من الذين
استشهدوا خلال المشاركة فى تحرير القدس على يد القائد صلاح الدين الأيوبى .
ومنذ سقطت القدس فى يد اليهود قاموا بتدمير جزء كبير من المقبرة ونبشوا
آلاف القبور خطوة خطوة . حيث بدأوا بتحويل جزء من المقبرة إلى حديقة عامة ،
بعد فترة قاموا بتجريف جزء آخر وتحويله إلى موقف للسيارات ، وبعدها تم
إخراج العديد من رفات الموتى للقيام بحفر لعمل توصيلات للكهرباء فى المنطقة
، ثم قرروا إقامة مجمع للمحاكم الإسرائيلية على جزء من المقبرة ، ثم بعد
ذلك جاء قرار إسرائيلى بإقامة متحف أطلقوا عليه إسم متحف التسامح ، كعادة
الإسرائيليون فى قلب الحقائق وتسمية الأشياء بغير مسمياتها . حيث يضعوا
عنوان "التسامح" ، بينما هم ينتهكون حرمة رفات للمسلمين .
ثم من بعد نبش مقبرة مأمن الله غرب القدس ، جاء الدور على مقبرة الرحمة شرق
المسجد الأقصى والتى تضم رفات عدد كبير من الصحابة والعلماء ، حيث أخذ
الإسرائيليون خطوة خطوة فى التعدى على أجزاء منها وتحويلها إلى استخدامات
أخرى مثل إقامة محطة تلفريك ومثل إقامة موقف للسيارات متعدد الطوابق .
وبالإضافة لانتهاكاتهم ضد الأحياء والأموات ، فقد امتدت الانتهاكات كذلك ضد
المعالم التاريخية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن قلعة باب الخليل قد
حولوها إلى قلعة داودو، حيث قاموا بتحويلها إلى متحف يزوره السياح فيتعرفون
خلال الزيارة على تاريخ المدينة المقدسة من وجهة النظر الإسرائيلية .
عين سلوان جعلوها عين جيحون . وشارع وادى الحلوة فى سلوان بما كان يبثه
الإسم من جمال حولوه إلى شارع بإسم "معاليه دافيد" ، كذلك "شارع الربابة"
بما كان يبثه الإسم من أنغام جعلوه "جاى هينوم" . وحى "سلوان" بأكمله
أطلقوا عليه اسم "مدينة داود" وقالوا أن هذه المنطقة كانت هى الأصل لمدينة
القدس .
أما الهيكل فلقد نصبوا أكثر من نموذج له فى عدة أماكن بشكل دائم . أكبرها
فى متحف إسرائيل ، ونموذج آخر تم إقامته ناحية الحى اليهودى مطلا على
المسجد الأقصى ، بالإضافة لنموذج فى مطار بن جوريون . كما أن هناك نموذج
داخل القاعة الكبرى تحت المسجد الأقصى ، ونموذج آخر أصغر يتم الشرح عليه
قبل بدء جولة السياح داخل نفق الجدار الغربى للمسجد الأقصى ، ونموذج معروض
بمعهد الهيكل .
ولا شك أن هناك نماذج أخرى ، إنما هذه هى الأشهر التى يعلنون عبرها أن المسجد الأقصى هو جبل الهيكل حسب زعمهم .
أما باب المغاربة وهو باب المسجد الأقصى الذى استولوا على مفاتيحه منذ
احتلالهم للقدس عام 1967 فقد أطلقوا عليه اسم "باب الرمبام" ، والمقصود
بالرمبام هو "موسى ابن ميمون" الحبر اليهودى المشهور ، الذى حاولوا فى
أكتوبر 2009 اقتحام الأقصى فى يوم اعتبروا أنه ذكرى يوم صعود الرمبام إلى
جبل الهيكل حسب التسمية التى يزيفون بها اسم المسجد الأقصى .

موسى بن ميمون
وكنيس الخراب

ــ هل "الرمبام" هو نفسه "موسى بن ميمون" الذى قامت وزارة الثقافة المصرية
بترميم معبده فى القاهرة ، والذى تطابق موعد الإعلان عن الانتهاء من ترميمه
مع إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلى عن افتتاح كنيس "الخراب" بمدينة القدس
والذى ذكروا أن افتتاح هذا الكنيس هو إشارة باقتراب إقامة هيكلهم مكان
المسجد الأقصى .
● بالفعل هو نفسه "موسى بن ميمون" الذى عاش فى الأندلس ثم مصر ما بين عامى 1135 ، 1204 .
والمدهش أن وزارة الثقافة المصرية قد قامت بالإعلان عن الانتهاء من ترميم
معبده فى القاهرة بميزانية كبرى فى الوقت ذاته الذى كانت خلاله حكومة
الاحتلال الإسرائيلى تحتفل بافتتاح كنيس الخراب على أنقاض حارة "الشرف"
الإسلامية التى حولها الاحتلال إلى جزء من الحى اليهودى بالبلدة القديمة فى
القدس وعلى مسافة 50 مترا من المسجد الأقصى دون ملاحظة مغزى الربط بين
ترميم معبد موسى بن ميمون فى القاهرة الذى يعتبرونه أول من تحدث عن أهمية
إعادة بناء الهيكل بعد حوالى أكثر من ألف عام على خرابه ، وبين افتتاح كنيس
الخراب الذى يعتبرون أن إقامته هو إشارة إلى أن أوان إعادة إقامة الهيكل
مكان المسجد الأقصى قد حان ، وذلك طبقا لنبوءة رجل دين يهودى اسمه "جاؤون
فيلنا"، عاش فى القرن الثامن عشر ، وتنبأ أن بناء الهيكل يبدأ فى النصف
الثانى من الشهر الثالث من العام 2010 ، وأن هذا الموعد يوافق إعادة بناء
كنيس "الخراب" للمرة الثالثة . وكان كنيس الخراب حسب الرواية الصهيونية قد
جرت محاولة لإقامته فى القرن الثامن عشر الميلادى عبر قيام مجموعة من
اليهود البولنديين بجمع الأموال لرشوة بعض عمال الدولة العثمانية، للحصول
على تصريح لبناء معبد فى حارة الشرف بالحى الإسلامى وقتها ، ثم بعد ظهور
المشاكل فى استكمال توفير الأموال تركت المجموعة اليهودية مبنى الكنيس من
دون إكمال البناء ، فتحول الكنيس إلى خراب ، وصار معروفا باسم (كنيس
الخراب) نسبة "للخرابة" التى نتجت عنه . أما الأرض المحيطة به فقد تم
إعادتها لأصحابها ، وهم عائلة فلسطينية من آل البكرى . ثم بعد حوالى 80
عاما جاءت مجموعة يهود من تلاميذ (جاؤون فيلنا) حاولوا بناء الكنيس من
جديد، إلا أنهم فشلوا فى ذلك بسبب منع السلطات العثمانية لهم لأن الأراضى
المحيطة به يسكنها عرب ومسلمون .
ثم مع وقوع زلزال فى عام 1834 نجحت عائلة الثرى اليهودى روتشلد فى الحصول
على تصاريح لإعادة بناء الكنيس ، وإن ظلَّت هناك بعض القضايا العالقة على
مساحة هذا الكنيس والأراضى المحيطة به التي يسكنها أهل القدس ، وقد اكتمل
بناء الكنيس فى 1864 ، وظل قائما لسنوات طويلة إلى أن حاصر الجيش الأردنى
بقيادة عبد الله التل مجموعة من قوات عصابة "الهاجانا" اليهودية كانوا قد
استغلوا هذا الكنيس كمعسكر حربى ورفضوا الخروج منه خلال حرب 1948 ، فطلب
عبد الله التل من الصليب الأحمر أن يخرج جميع المتمركزين داخل الكنيس حتى
لا تقوم القوات الأردنية بقصفه ، وبعد مهلة 12 ساعة تم طرد عصابات الهاجانا
التي كانت بداخله ، ثم فى اليوم التالى تم هدم الكنيس حتى لا يظل ذريعة
لعصابات الهاجانا للتمركز فيه كمعسكر بدلاً من دار عبادة ، وهى العادة التى
يكرر اليهود القيام بها من استخدام الكنس كثكنات عسكرية .
أما حين احتل الصهاينة مدينة القدس العتيقة عام 1967 فإنهم لم يقوموا
بإعادة بناء الكنيس فى الحال ، ربما انتظارا لترتيب موعد إعادة بنائه مع
موعد النبوءة التى يعتقدون فيها ، لكنهم لم يغفلوا أهميته بالنسبة لهم ،
وتعبيرا عن هذه الاهمية قاموا ببناء قوس تذكارى له ، إلى أن تقرر فى عام
2003 البدء فى إعادة إقامة الكنيس بـما قيمته (7.3 مليون) دولار ، دفعت
الحكومة الإسرائيلية منها 2.8 مليون دولار، أما بقية المبلغ فقد دفعه
متبرعون ، وبالفعل تم إقامة الكنيس على حساب مسجد عبد الله بن عمر المعروف
بالمسجد العمرى وهو مسجد كان قد سبق إغلاقه ، وهو يقع إلى جوار الكنيس ،
أما الكنيس فقد أصبح بقبته المرتفعة جداً التي تقارب ارتفاع كنيسة القيامة ،
مغطيا على قبة المصلَّى القبلى داخل المسجد الأقصى للناظر للمسجد من اتجاه
الغرب . مع الحرص الواضح فى الوقت ذاته على أن يتوافق تاريخ افتتاحه مع
منتصف الشهر الثالث من عام 2010 ، طبقا للتاريخ الذى أشار إليه الحاخام
(جاؤون فيلنا) فى نبوءته بأنه التاريخ الذى يبدأ بعده إعادة إقامة الهيكل
متزامنا مع إعادة إكتمال بناء كنيس الخراب .
وقد تم الاحتفال بافتتاحه وسط إجراءات أمنية إسرائيلية لم يسبق لها مثيل مع
اعتقال أعداد كبيرة من المقدسيين ، وفرض حصار على المسجد الأقصى وعلى
مدينة القدس بأكملها .
ــ لقد صاحب الافتتاح أيضا ضجة إعلامية كبرى حول إعادة بناء الهيكل وأخذ
الكثير من الناس فى الدول العربية يترقبون فى الأيام التالية ويتابعون ما
الذى من الممكن ان ترتكبه إسرائيل ضد المسجد الأقصى لإقامة الهيكل مكانه .
● يبدو أن هذه الضجة كانت مقصودة كى يتم تمرير الفكرة للبدء فى تعويد الناس
عليها . بالتالى فإن الأمر لا يجب التعامل معه كنوع من وجود بشر يتخذون
قراراتهم فى الحياة لمجرد الاعتماد على نبوءة ، فما يقوم به الإسرائيليون
يمكن وصفه بأنه نوع من المهارة فى التسويق بطريقة درامية لفكرتهم حول أنه
قد حان أوان التخلص من محتويات أرض المسجد الأقصى بهدف إقامة الهيكل .
فصحيح أن الإسرائيليين مغرمون بفكرة النبوءات ، إنما الصحيح أيضا هو أن كل
هذا لم يتم لمجرد أن هناك من يعتقدون فى نبوءات ، بل هم يقومون بتأليفها
ووضع السيناريو والحوار لها والموسيقى التصويرية مع اختيار زوايا التصوير
وتجهيز الإضاءة والاستعانة بالمخرج الفاهم ، والمسئولين عن التسويق على
أحسن مستوى .
إنها اللعبة التى برعوا فيها وقاموا بعمل بروفات عديدة لها ، والتى تحقق عادة معهم افضل النتائج .
فكيف يمكن مقارنة كل هذا بالعشوائية عند الطرف الآخر والتصرف على سبيل برو العتب كما يقال .
ففكرة إقامة الهيكل ليست وليدة مجرد أن عام 2010 هو العام المذكور فى نبوءة
لحاخام ، حيث أن الواقع ينطق بأنهم طوال أكثر من 40 عاما منذ احتلالهم
للقدس وهم يتحركون ويخططون وينفذون ، وأن الجهد الكبير الذى بذلوه لتنفيذ
ما يؤمنون به حول ضرورة التخلص من المسجد الأقصى ، هذا الجهد الكبير قد آن
أوان الحصاد لمن شقوا الأنفاق تحت المسجد ولمن جهزوا متطلبات إقامة الهيكل
الذى يؤمنون بضرورته ولمن تحركوا وقطعوا خطوات كبيرة بالتدريج على طريق
تهويد القدس .
هم تعبوا وتابعوا ما زرعوه وقاموا برعاية النبت الذى غرسوه والمداومة على
ريه وتسميده . وحين حان أوان الحصاد فإنهم يعملون على تسويق ما زرعوه من
قبل أن يحصدوه .
بينما غالبيتنا لم يحاولوا أن يزرعوا ولا أن يتعبوا ولا حتى أن يراقبوا ما يقوم به العدو .
طال منى التأوه على غير ما قصدت .
ــ نعود إلى موضوع كنيس الخراب وعلاقة افتتاحه مع معبد موسى بن ميمون فى القاهرة .
● حين سوقوا لفكرة أن كنيس الخراب قد تهدم مرتين ثم أقاموه للمرة الثالثة ،
وأن هذا سيعقبه إقامة الهيكل ، فإنهم قصدوا بذلك أن يربطوا بناء الكنيس
للمرة الثالثة مع ما يقولونه حول أن الهيكل أيضا قد تهدم مرتين على التوالى
وأنهم سيقيمونه للمرة الثالثة مكان المسجد الأقصى .
أما علاقة كل هذا بموسى بن ميمون ، فلأنهم يقولون أن هيكلهم الأول قد أقيم
منذ حوالى ثلاثة آلاف عام ، ثم هدمه البابليون ، وأن الدعوة وقتها لإعادة
بنائه قد جاءت بعد هدمه بأقل من مائة عام ، إلا أن الهيكل الثانى بعد
تدميره على يد الرومان ، فإن الدعوة إلى إعادة بنائه لم تظهر إلا بعد أكثر
من ألف عام . أما صاحب الدعوة وقتها بعد ألف عام لإعادة بناء الهيكل ، كى
يصبح لليهود هيكلا ثالثا جديدا، فكما يقولون هو الفيلسوف والفقيه اليهودى
موسى بن ميمون ، وأنه على حد روايتهم قد اقترح هذا الاقتراح حين قام بزيارة
القدس عام 1267 بعد أن كان يعيش فى الأندلس ، ووقتها بحسب مراجعهم أنه قد
لفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل كى يرمز إلى وحدتهم ، وتذكر المصادر
الإسرائيلية أنهم الآن حريصين على تنفيذ دعوته بعد أكثر من 700 عام .
مما يجعل على الجانب الآخر أن توقيت الإعلان عن الانتهاء من ترميم معبده فى
القاهرة هو أمر كان يحتاج بشدة لإعادة النظر فى مصر ، خاصة أن الطائفة
اليهودية فى مصر كانت قد أقامت احتفالا دعوا فيه شخصيات يهودية عالمية
وأخرى إسرائيلية إلى معبد موسى بن ميمون فى القاهرة قبل أن يقرر "زاهى
حواس" الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية إلغاء حفل الافتتاح
الرسمى بسبب ما تتعرض له المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة من اعتداءات
على يد سلطات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين .
ــ كثيرون تصوروا فى ذلك الوقت أن السلطات الإسرائيلية ستبدأ فورا فى بناء الهيكل تحقيقا لنبوءة الحاخام .
● لقد ترقب الكثيرون بالفعل ما سيقوم به الإسرائيليون عقب افتتاح كنيس
الخراب الذى نشرت مختلف الصحف ما يعنيه عند اليهود من تحقيق النبوءة
اليهودية التى تتضمن أن إقامة كنيس الخراب معناه إقامة الهيكل مكان المسجد
الأقصى . وقد تحدثت مختلف وسائل الإعلام حول هذه المعلومة الصحيحة والتى
كان من الضرورى إلقاء الضوء عليها ، إنما ما أغفلته وسائل الإعلام ـ عن دون
قصد فى الغالب أو لعدم الدقة ـ هو توضيح أن النبوءة اليهودية بإقامة
الهيكل مكان المسجد الأقصى بعد إقامة كنيس الخراب لا تعنى التتابع السريع ،
فإقامة كنيس الخراب ليس معناه عندهم أن ساعة الصفر قد حانت للتخلص من
المسجد الأقصى فى الحال ، وإنما معناها أن العد التنازلى لإزالة المسجد
الأقصى قد بدأ ـ والعياذ بالله ـ .
خطورة عدم الدقة فى الصياغة هى أنها قد أحدثت عند المسلمين حالة من الترقب
الشديد ، ثم عندما لم يحدث شيئا واضحا للعيان ضد الأقصى فإن ما أعقبه هو
فتور أو عدم تصديق كان يميل الناس أصلا إليه كى يستريحوا من هول تصور أن
يتم بالفعل هدم المسجد الأقصى .
لقد قاموا بالتسويق للأمر عربيا عبر صياغة توحى بأن اليوم التالى لافتتاح
كنيس الخراب سيعقبه مباشرة أن يرى الناس فى كل الدنيا من خلال الفضائيات ما
يجرى فى القدس من إزالة للمسجد الأقصى .
وصل الأمر بالفعل من كثافة ما قامت إسرائيل بالترويج له حول ذلك أن العديد
من البسطاء قد أخذوا فى التساؤل خلال الأيام التالية حول ما الذى جرى وجعل
الإسرائيليون يغيروا موقفهم بعد أن قالوا أنهم سيهدمون المسجد الأقصى ثم لم
يحاولوا الهدم .
المسألة ببساطة أن هذه طريقة ناجحة جدا جعلت بها إسرائيل فكرة التخلص من
المسجد الأقصى مطروحة بين العرب والمسلمين على أوسع نطاق ، وبينما الغالبية
فى حالة استنفار وترقب للخطوة التالية بعد الكلام الذى تم ترويجه ، إذا
بحالة الترقب يتبعها عدم حدوث شئ ملموس .
بالتالى فعندما تكتمل استعدادات إسرائيل ويقرروا تنفيذ ما يريدونه ضد
الأقصى سيظن الكثير من المسلمين أن المسألة مجرد كلام وسيستهينوا بالأمر ،
خاصة وأن هذا هو ما يميل الغالبية إلى تصديقه لكى لا تؤنبهم ضمائرهم ، أو
من أجل ألا يكونوا مضطرين للقتال والجهاد دفاعا عن المقدسات ، أو لأن هناك
من يعتقدون أنه إذا حدث التعدى المباشر من إسرائيل على الأقصى فإن الأمور
من الوارد جدا أن يصحبها تهدم عروش وتشييع نعوش .
على أية حال فلقد أيقظ الإعلان عن كنيس الخراب الهمم وقتها فكانت المواجهات
العنيفة بالمسجد الأقصى المبارك وبالأحياء الإسلامية فى مدينة القدس ، كما
اندلعت المظاهرات فى العديد من المدن العربية والإسلامية تعلن أننا بالروح
وبالدم نفديك يا أقصى ، ووصل الأمر فى المظاهرات الحاشدة بالقاهرة إلى
الإعلان صراحة على لسان قادة المتظاهرين بأن سفارة إسرائيل ومصالحها فى مصر
مستهدفة كنوع من الرد على استهداف الإسرائيليين للمسجد الأقصى . وتكرر من
جديد اليقين عند الإسرائيليين بأن المسجد الأقصى قادر على تحريك المسلمين
إذا وصل إلى علمهم ما يتعرض له من أذى ، وأن كل إعلان سافر عن استهداف
الأقصى يعقبه غضب جماهيرى . لذلك عادت إسرائيل إلى التحرك ضد المسجد الأقصى
إنما فى تكتم عبر مواصلة حفر الأنفاق وعبر تمهيد ساحة القتال فى القدس من
حول المسجد الأقصى .

تطويق المسجد الأقصى
بالكنس

ومن ضمن الاستعدادات الإسرائيلية فى القدس ضد الأقصى بصورة غير مباشرة ما
شهدته وتشهده مدينة القدس من تزايد فى حركة بناء الكنس اليهودية من حول
المسجد الأقصى ، ليس فقط كجزء من تهويد القدس ، إنما ربما للاستفادة من
الكنس كأماكن حصينة لهم منثورة من حول المسجد الأقصى فى شبه طوق دائرى
تتناثر عبره فى الوقت ذاته تكتلات استيطانية يهودية بين الأحياء الإسلامية ،
يتبعها عبر دائرة أوسع مستوطنات ليست منثورة ، وإنما "ملضومة" و متتابعة
بشكل يحيط القدس بالكامل ، يخنقها ، ويصد من يريد ان يدخل إليها ، ويترصد
بكل من يتحرك فى داخلها .
والكنس مثل الهيكل أماكن محصنة . ولقد كان الرومان ومن قبلهم البابليون قد
أفرطوا فى تدمير الهيكل تدميرا شديدا ليس باعتباره مكانا دينيا يخالف
عقيدتهم ، ولكن باعتبار أن اليهود كانوا يستخدمونه كقلعة وحصن . من أجل هذا
كان التمادى فى تدميره وحرقه وتخريبه .
الهيكل الأول طبقا لبعض المراجع دمره نبوخذ نصر البابلى قبل الميلاد بأكثر
من 500عاما واستولى على كل ما كان فى داخله من نفائس ، كما استولى على
تابوت العهد (المحفوظ فيه ألواح التوراة) كيدا فى اليهود ، وقيل أنه قد
ألقى به فى مكان مجهول .
الهيكل الثانى تم هدمه سنة 70م على يد القائد الرومانى "تيطس" وكانت
إضطرابات قد ظهرت من اليهود فى القدس التى كان يحكمها الرومان فى تلك
الفترة من أواخر حكم الإمبراطور الرومانى الشهير "نيرون" الذى انتحر فى
العام نفسه بينما كانت روما تجهز جيشا لتأديب اليهود ، أما قائد ذلك الجيش
فهو القائد العسكرى الرومانى "تيطس" الذى تصادف أن صار والده "فسبسيان" هو
الإمبراطور خلفا لـ"نيرون" ، وقد تعامل "تيطس" بعنف شديد مع اليهود محرقا
هيكلهم ، حيث اعتبر أن اليهود يتحصنون بداخله فدمره تماما وأيضا دمر القدس
وقتل أعدادا كبيرة من اليهود . ثم من بقى منهم حيا اقتادهم إلى روما كعبيد .

إلا أن بعضهم قد هرب إلى "الحجاز" حيث أقام معظمهم فى "خيبر" ، وكذلك فى "يثرب" (المدينة المنورة) .
وهى محطات تاريخية كان مرورنا السريع عليها هنا باعتبارها تبعث بظلالها على
المدينة المقدسة اليوم ، وإن كان الماضى بأكمله يحتاج لدراسة منفصلة حوله
سنقدمها فى كتاب آخر إن شاء الله ، إنما ما يهمنا هنا منه هو أنه مثلما كان
الهيكل والكنس فى الماضى أماكن إسرائيلية محصنة وليست مجرد أماكن للعبادة ،
فكذلك إقامتهم للكنس الآن تنطلق فى بعض الأحيان من الهدف نفسه ، فتتابع
إقامة الكنس من حول المسجد الأقصى كأنها "حزام" أو "طوق" يلتف حول عنق
إنسان ويزداد تضييقه من حوله لكى يخنقه ، هو أمر لا يجب الاكتفاء بالنظر
إليه تحت تسمية "تهويد القدس" ، بما يعنيه من إضفاء الطابع اليهودى عليها ،
ولا فقط باعتبار أن العديد من الكنس قد تمت إقامته عبر احتلال مبانى تابعة
للأوقاف الإسلامية ، وإنما أيضا لا بد من النظر إلى تلك الكنس انطلاقا مما
تمثله ـ بالذات فى المنطقة العربية ـ من نقاط يمكن الانطلاق منها إلى
المسجد الأقصى فى حالة وجود مواجهات ، فمنها كنس تلتصق بسور المسجد الأقصى
مباشرة مثل الكنيس الذى أطلقوا عليه اسم "المبكى الصغير" والذى إقيم مكان
"رباط كرد" الملتصق تماما بالسور الغربى للمسجد الأقصى ، فتحول هذا الرباط
إلى كنيس يشارك فى تهديد المسجد الأقصى بعد أن كان قد أقيم أصلا كـ "رباط"
مخصص للمجاهدين ، فـ "الرُبط" مشتقة من كلمة "رباط" أى جهاد ، حيث كان يتم
استخدامها كأبراج للمراقبة يتم إقامتها فى مناطق جديرة بالحماية ، وتخصيصها
لإقامة المجاهدين ، ثم صار الصوفية يستعملونها باعتبار أنهم يخوضون جهادا
روحيا ، وتم استخدامها أيضا كمكان يقيم فيه زوار المسجد الأقصى القادمين من
أماكن بعيدة . إلى أن حول الإسرائيليون رباط "كرد" الذى كان يحمى المسجد
الأقصى إلى "كنيس" يشارك فى محاولات الإنقضاض عليه .
كذلك أقام الإسرائيليون بالقرب من المسجد الأقصى كنيسا آخرا داخل أحد مبانى
الأوقاف الإسلامية فى منطقة حمام "العين" التاريخية ، وقد قامت السلطات
الإسرائيلية باحتلاله وتحويله إلى كنيس يسمى "خيمة إسحاق" . وهذا الكنيس
بينه وبين الأقصى مسافة قصيرة جدا هى فقط 50 مترا ، وموجود فى البلدة
القديمة داخل سوق القطانين الذى يؤدى إلى المسجد الأقصى مباشرة .
والأهم من كل هذا هو أن كنيس " خيمة إسحاق" ـ كما ذكرنا فى حلقة سابقة ـ
يتمتع بخاصية خطيرة جدا هى إمكانية الوصول منه إلى المسجد الأقصى من تحت
الأرض باستخدام شبكة الأنفاق التى أقامها اليهود من تحت المسجد الأقصى إلى
مناطق إسرائيلية . ولقد تم افتتاح هذا الكنيس رسميا عام 2008 وسط إجراءات
أمنية شديدة جدا بسبب وجوده فى الحى الإسلامى بداخل البلدة القديمة ، حيث
وصل الأمر إلى منع خروج سكان المنطقة من بيوتهم فى ذلك اليوم كجزء من
إجراءات تأمين افتتاح الكنيس .
ــ هل هناك كنس أخرى ؟
● كنيس "فخر إسرائيل" الذى أعلنوا عن البدء فى تشييده بالبلدة القديمة على
مسافة مائة متر فقط من "كنيس الخراب" ، فإذا كنا قد ذكرنا فى حلقة سابقة أن
كنيس قدس النور فوق المدرسة التنكزية التى تُعتبر جزءا من المسجد الأقصى
هو أحد أخطر الكنس لأنه على جزء من مبانى المسجد الأقصى ، إلا أن كنيس "فخر
إسرائيل" يشكل خطرا من نوع آخر هو أنه سيكون أكثر ارتفاعا من كنيس الخراب
وكذلك أكثر ارتفاعا من قبة الصخرة نفسها ، حيث سيصبح أعلى مبنى فى البلدة
القديمة ، وما يحمله هذا الارتفاع هو ليس فقط مجرد ملامح تهويدية ، إنما هو
ارتفاع له فى الوقت ذاته أهداف أمنية أو قتالية حيث سيكشف هذا الكنيس
المسجد الأقصى بساحاته ومبانيه بما يسمح برصد سهل لما يدور فى مختلف
المناطق المفتوحة من المسجد الأقصى .
ــ هل ما زالت هناك كنس أخرى ؟
● لا تحتمل المساحة أن نستطرد فى ذكر أسماء الكنس . فقد تجاوز عددها الـ 60
كنيسا حتى لحظة كتابة هذه السطور ، ومن غير المستبعد أن يزداد عددها حين
يصبح الكتاب جاهزا للتداول .

القدس اليوم
فى حالة حرب

ــ وهل هناك أخطار أخرى ؟
● من بعد "طوق" الكنس التى تحيط بالمسجد الأقصى نجد طوق المقرات الأمنية
ومراكز الشرطة وما يسمى بحرس الحدود والتى ازدادت أعدادها بدرجة تجعلها
قادرة على تحويل محيط المسجد الأقصى ومدينة القدس إلى ثكنة عسكرية بسرعة
هائلة . مع ملاحظة أن الشرطة الإسرائيلية وبمشاركة من الجيش تقوم من حين
إلى آخر بعمل تدريبات لاقتحام المسجد الأقصى ، وهى تدريبات يتم إجراؤها فى
مناطق مفتوحة مع استخدام مجسم للمسجد الأقصى وأسواره للمزيد من الدقة فى
التدريب .
فما يحدث فى القدس هو حرب على حد تعبير الشيخ رائد صلاح حين وصف الأحوال فى القدس قائلا :
"لا نبالغ إذا قلنا الآن أن القدس كأنها في حرب .
هدم البيوت الذي يجري الآن فى القدس لا يقع إلا فى الحروب .
تهجير الناس من مدينة القدس لا يقع إلاّ فى الحروب .
وضع اليد بشكل سافر وقبيح وعلنى على الأراضى والعقارات والمقدسات، أيضاً لا يقع إلاّ فى حالات حروب".
هذا التوصيف العميق الذى وضع الشيخ رائد صلاح يده عليه نستطيع أن نضيف إلى
ملامحه ما سبق أن ذكرناه حول أن من بين استعداداتهم للحرب هو حفر أنفاق
تبدأ من تحت المسجد الأقصى ثم تصل إلى مستوطنات وكنس لهم.
كما نسجل أيضا أن الفرق ليس كبيرا بين هدم البيوت بنيران الاسلحة فى الحرب
ضد غزة ، وبين هدمها بالجرافات فى القدس . تعددت الوسائل والهدم واحد
والتشريد واحد والعدو واحد .
الجهة التى ترتكب الجرائم واحدة ، تريد منع الحياة فى غزة وتريد منع الصلاة
فى القدس وتريد منع الكرامة فى الأمة العربية ، لكن يأبى الشرفاء أن
يجعلوها تنال هذا ، على الرغم من أن الكثيرين منا فى غفلة شديدة عما ترتكبه
إسرائيل بالذات ضد القدس والمسجد الأقصى .

"خَدَر العالم العربى"
وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق "شارون" قد تحدث مرة فى أحد
الحوارات الصحفية قائلا : "أخشى أن يظهر صلاح الدين جديد فى العالم العربى
والإسلامى" ، فإن الصحفية التى كانت تجرى الحوار معه قد ردت عليه قائلة :
"ولكن العالمين العربى والإسلامى فى حالة صعبة من التمزق والانحلال" ، فإذا
بتعليقه العميق قد تضمن وقتها قوله : "فى مثل هذا المشهد العربى والإسلامى
ظهر صلاح الدين" .
ــ وكيف كان مشهد الأمة حين ظهر صلاح الدين ؟
● إذا نظرنا لمشهد الأمة الإسلامية فى الفترة التى سبقت مباشرة صلاح الدين
فسنجد على مستوى الحكام تفاصيل شبيهة جدا بأحوالنا اليوم ، صحيح أن المساحة
لا تحتمل ذكر التفاصيل ، إلا أن المؤرخ الكبير "إبن الأثير" الذى عاش أيام
القائد صلاح الدين قد تمكن من تلخيص الأحوال وقتها فى جملة محكمة قال فيها
: "إختلف السلاطين ، فتمكن الفرنج من البلاد" .
أما حال الشعوب فكانت مستحقة للوصف الذى قال فيه أن مما ساعد الصليبيين
على التوسع فى الأراضى العربية وكان سلاحا أشد فتكا من قلاع الصليبيين فهو
"خَدَر العالم العربى" .
فالحكام مختلفون والشعوب غافلون عن قضايا الأمة حيث لكل منهم شأن يلهيه .
البعض بالغرق فى الشهوات ، والبعض الآخر باللهاث وراء الفتات لسد الرمق .
ــ هى أجواء شبيهة إذن بما نحن عليه الآن .
● مما تضمنه المشهد أيضا قبيل ظهور صلاح الدين أمرا آخرا هو من الأمور التى
تعجل بظهور صلاح الدين . تمثل هذا الأمر فى طليعة من المخلصين الذين
حاولوا تمهيد الأرض وإيقاظ الوعى ، منهم إسم نسيه الكثيرون هو "أبو الفضل
بن الخشاب" وهو قاض من حلب ، كان قبل أن يصل إلى فكرة المقاومة المسلحة
المباشرة ، قد إتجه إلى العمل على ايقاظ الغافلين ، فتجمع الكثيرون من حوله
يعقدون الاجتماعات ، ويتحدثون إلى الناس فى المساجد يطالبونهم بالغيرة على
المقدسات ، ويحثونهم على التحرك ضد الغزاة من ناحية ، وضد الحكام الظالمين
من ناحية أخرى ، فإذا ما قام به هو ورفاقه وآخرون مثلهم ، يصبح من الأمور
التى ساعدت على أن يصل إلى الحكم بعد فترة رجالا عادلين .
ولقد سبقه منذ بدايات الحروب الصليبية ، وكان رائدا فى العمل على إيقاظ
الغافلين وقتها "أبو سعد الهروى" قاضى قضاة دمشق ، وهو من أصل "أفغانى" ،
وكان قد بدأ بمحاولة إيقاظ الحكام المسلمين فى بغداد لإنقاذ الشام والقدس ،
حيث ذهب لمقابلة الخليفة فى بغداد باعتبار أن تنبيه الحاكم هو نوع من
أعمال المقاومة ، لكنه أدرك بسرعة وقتها عبر التجربة ألا أمل فى الحكام
المتشبثين بكراسى الحكم ورغد العيش ، فاتجه فى دعوته من أجل إنقاذ المدينة
المقدسة إلى الناس لتوعيتهم ، إدراكا منه أن الناس العاديين فى مختلف الدول
الإسلامية لا يعرفون بما جرى للقدس ، خاصة أن وصول المعلومات فى ذلك الزمن
كان بطيئا قبل تطور وسائل الاتصال ، وإن كنا لا نغفل أننا حاليا وعلى
الرغم من التطور الهائل فى وسائل الاتصال والإعلام ، إلا أن الكثيرين اليوم
لا يدركون حقيقة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى ، حيث أن غالبية
ما تتناوله وسائل الإعلام هى أمور تؤدى إلى إلهاء الناس فى قشور الدين
أحيانا وفى الفضائح والإباحية أحيانا ، وكذلك فى التعصب الكروى أحيانا أخرى
.
ما علينا ، فإن القاضى أبو سعد الهروى قد قرر التوجه لإيقاظ الشعوب
وإعلامهم بالحقيقة ، مستخدما أدوات ذلك العصر ، مثل الذهاب والتحدث بين
التجمعات فى المساجد ، لأن مجرد توصيل المعلومات الحقيقية للناس حول أحوال
المقدسات وانتهاكات الأغراب ضد الأوطان ، وإعلامهم بمدى تهاون الحكام فى
التعامل مع الفرنج ، كل هذا كان يمثل خطوة هامة لتمهيد الأرض من أجل
التفاعل والوقوف خلف صلاح الدين فيما بعد .
لذلك فأيضا اليوم ومع اختلاف الوسائل ، فلا يجب الاستهانة بأى دور لإيقاظ
وعى الناس مهما بدا دورا متواضعا ، لأن من مجموع ما يقوم به كل فرد يتم
توفير حالة من الاستعداد للدفاع عن المقدسات ، حتى لو ظهر هذا الدور فى
مجرد توضيح ما هو المسجد الأقصى ، وما هو الحال الذى صار عليه ، فلا يجب
انتظار صلاح الدين اليوم ، إنما يجب العمل على ظهوره .
ــ كيف ؟
● بالمحافظة على جذوة فكرة المقاومة وضرورة الدفاع عن المقدسات . فظهور
صلاح الدين يحتاج لتجهيز الأرض الصالحة لاستقباله ، فمن أجل أن يوجد بطل
فإنه من الضرورى على حد تعبير الكاتب الكبير يوسف إدريس ، لا بد لهذا البطل
من أن يعيش ويترعرع فى ظل إحساس عام بضرورة البطولة , بروعة البطولة . لا
مجد للبطولة بلا مجد للكرامة ، بلا مجد للشرف ، بلا مجد للعمل الصالح ، بلا
جو تُلعن فيه اللا بطولة ، تجتث كالحشائش الضارة منه ، وتجتث معها حشائش
ضارة أخرى كالجُبن ، كالتفاهة ، كالنفاق ، كالكذب . ولا يمكن تمهيد الأرض
للبطولة أو المقاومة إلا مع توفير المعلومات .
لقد كان إعلام الناس بالمدى الذى وصل إليه انتهاك المقدسات هو أحد الوسائل لمحاربة الصليبيين .
ومن جديد ومع تغير الغزاة من الصليبيين بالأمس ، إلى الصهاينة اليوم ، فإن
وسائل الإعلام الموجودة حاليا عليها القيام بهذا الدور ، وإذا أغفل الإعلام
القيام بهذا الدور فإن الإعلام الجديد الآن متمثلا فى التواصل عبر شبكة
الإنترنت قد وفر للفرد العادى وسيلة يستطيع من خلالها أن يساهم فى الدفاع
عن المسجد الأقصى عبر نشر المعلومات المتعلقة بما وصل إليه الحال فيه وتحته
ومن حوله .

اليونسكو وتفكيك المسجد الأقصى
مثل المعابد الفرعونية

وأحد المعلومات الغائبة عن الكثيرين حول المسجد الأقصى والتى من المهم أن
يدركها كل مسلم اليوم هى أن إسرائيل تخطط لإمكانية استخدام الحيلة حين
يقرروا تنفيذ التخلص من المسجد الأقصى ـ والعياذ بالله ـ .
فهم يروجون لفكرة أن المسجد الأقصى مهدد بالانهيار نتيجة الحفريات ، وهو
بالطبع أمر مفزع بشدة ، إنما هم فى ترويجهم لهذا الأمر يهدفون إلى أن يعتبر
المسلمون أن أى شئ آخر سوى الهدم من الممكن أن يكون هو الأفضل ، خاصة مع
نجاح الدعاية الصهيونية فى تضليل عدد كبير من المسلمين حول المقصود بالمسجد
الأقصى ، حيث لم يعد الكثيرون يدركون أن المسجد الأقصى هو الأرض بأكملها
المحاطة بالسور والمتعارف على تسميتها بالحرم القدسى . لم يعد الكثيرون
يستوعبون كيف أن ما يقدسه المسلمون هو المكان وليس مجرد الجدران . لم يعد
الكثيرون يلاحظون أن المسجد الأقصى منذ أسرى الله بسيدنا محمد عليه الصلاة
والسلام إليه هو الأرض وليس مجرد مافوق هذه الأرض من مآذن ومبانٍ وقباب .
لم يعد الكثيرون يلاحظون أن الأرض هى المقدسة ، وأنه حتى ولو على فرض أن
تشققات قد تلحق بالمبانى فإن مواجهة هذا الأمر يكون بإعادة ترميمها ، وليس
بنقل مبنى المسجد إلى مكان آخر .
ــ ما المقصود بـ "نقل المسجد الأقصى" إلى مكان آخر ؟
● لقد روج الصهاينة لفكرة أن المسجد الأقصى مهدد بالانهيار لكى يصرخ
المسلمون فيسمعهم العالم ، فتخرج إسرائيل بأحد الحلول التى من الوارد أن
يتقبلها العالم وهو أن تتظاهر إسرائيل بأنها مستعدة لإعطاء المسلمين
المبانى المقامة على أرض المسجد ـ وكأن المبانى هى المسجد وليست الأرض هى
المسجد أصلا ـ ولقد جهز الإسرائيليون هذا الحل الذى تكتموا عليه حول أن
يتعامل العالم مع مبانى المسجد الأقصى مثل ما جرى مع المعابد الفرعونية
التى نقلها اليونسكو لإنقاذها من الغرق فى مياه السد العالى ، وأن تقوم
"اليونسكو" بتفكيك ونقل مبانى المسجد إلى حيث يختار المسلمون ، إعتمادا على
غفلة الكثير من المسلمين عن أن الأرض التى باركها الله سبحانه هى المقدسة
وليس الجدران . وهذا الاقتراح بتفكيك مبان المسجد الأقصى وقيام منظمة
اليونسكو بنقله هو ما يطلق عليه تعبير "الترانسفير العمراني" ، أى نقل
المبانى . وكأن المسجد الأقصى هو كمعبد فرعونى ليس له مسلمون يؤمنون بقدسية
مكانه ، على الرغم من أنهم يعلمون أن ما يقدسه المسلمون هو المكان المقامة
فوقه المنشآت حتى ولو غفل بعض المسلمين عن هذه الحقيقة .
فلقد تكرر كثيرا الكلام عن أن إسرائيل تحفر تحت المسجد الأقصى كى ينهار
البناء ويتم هدمه ، وهو ما سعت إسرائيل نفسها إلى ترويجه كى يتم خلط
الأوراق ويتوجه العرب والمسلمون بالشكوى إلى المجتمع الدولى فتتحول القضية
إلى مشكلة تتعلق بالعمارة الفنية للمسجد الأقصى كتراث إنسانى ، فتتظاهر
إسرائيل بالنيات الحسنة فتقترح حلا متناسبا مع المجتمع الدولى وصورتها فيه
وهو أن يتم تفكيك مبانى المسجد الأقصى ونقله إلى حيث يشاء المسلمون ، مثلما
تم نقل معبد أبوسمبل . وهى خطة تخلط الأوراق ، وتحول المسجد الأقصى من
بناء مقام فوق أرض مقدسة إلى مجرد تراث إنسانى يجب الامتنان لموافقة
الاحتلال الإسرائيلى على تفكيكه ونقله إلى مكان آخر .
والإسرائيليون حين يقرروا الإعلان الصريح عن هذه الفكرة فإنهم بذلك لن
يلقوا بالكرة إلى ملعب آخر فقط ، بل هم يعلمون بأنها فكرة كفيلة بتأجيج
المزيد من العداوة بين المسلمين لما تتوقعه إسرائيل من أن الكثير من
الحكومات العربية ستستريح إلى هذا الحل الذى يرفع عنهم الحرج فى مواجهة
شعوبهم المغيب عن أكثرهم فكرة قدسية الأرض المباركة وليس الجدران المجتثة
من فوق الأرض المباركة ، فما يتوقعه الإسرائيليون هو أن أكثر من دولة عربية
أو إسلامية سوف تتمسك بأن النقل يجب أن يكون إليها ، فيزداد الانقسام
ويتوه وسط الشجار صوت الذين ينبهون إلى حقيقة أن هذا معناه اغتصاب
الإسرائيليين فعليا لأرض المسجد الأقصى وسط تأييد عالمى لما سيسوق له
اليهود باعتباره حلا لفك الاشتباك بين المقدسات الإسلامية واليهودية .
فى حين أن المسجد الأقصى هو الأرض التى أقيمت عليها الجدران ، والأرض لا
يمكن نقلها . فالجدران تتهدم ويتم إعادة بنائها ، لكن المكان المقدس لا
يمكن أن يتم نقله إلى مكان آخر . المقدس عندنا هو الأرض قبل الجدران ، هو
المكان قبل البنيان .
ليست القبة الذهبية هى التى لها مكانة فى نفوس المسلمين ، وإنما الصخرة
التى تحتها والتى من أجلها أقيمت القبة والبناء المعمارى الفخم . إنها صخرة
المعراج التى منها عرج الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلى السموات العلا ،
إلى سدرة المنتهى ، عندها جنة المـأوى ، إلى حيث رأى من آيات الله الكبرى .
فالصخرة هى ما ندافع عنه وأرض المسجد الأقصى التى صلى فوقها الرسول صلى
الله عليه وسلم بالأنبياء إشارة إلى انتقال راية التوحيد فى ليلة الإسراء
هى ما نتمسك به ، الأرض التى توجهنا إليها فى الصلاة من قبل التوجه باتجاه
المسجد الحرام هى ما نريده وندافع عنه .
ــ إذا كانت قدسية مبانى المسجد الأقصى عند المسلمين ترتبط بالبقعة نفسها
المقام عليها فوق هضبة جبل "موريا" (أى الجبل المُختار) فهل اليهود يمكن أن
يشيدوا الهيكل حسب التصميم الذى حددوه فى بقعة أخرى ؟
● لقد سبق أن روجت إسرائيل ، على سبيل التمويه ، لفكرة تتضمن أن هناك عدة
أماكن سوف يختاروا أحدها لإقامة الهيكل ، مثل إقامته على أعمدة مرتفعة
ناحية حائط البراق ، أو إقامته بالقرب من المسجد الأقصى ، أو أن يتم التخلص
من المسجد الأقصى تماما بكل منشآته لإقامة الهيكل .
وهم يعلمون أن الاحتمال الأخير الذى يتضمن التخلص تماما من كل منشآت المسجد
الأقصى هو مبتغاهم ليحل هيكلهم مكانه إنطلاقا من زعمهم بأن الهيكل فى
الماضى كان مقاما فى البقعة ذاتها ، إنما هم يتظاهرون من حين إلى آخر بأنهم
يريدون البحث عن حل يقبله المسلمون فيما يتعلق بالمسجد الأقصى وينثرون من
حين إلى آخر روايات حول أن هناك أفكار يحاولون التوصل إليها لإقامة الهيكل
فى مكان آخر ، وليس مكان المسجد الأقصى ، بينما هم يعلمون جيدا أن مثل هذا
الكلام ما هو إلا استخدام لاسلوب الخطوة خطوة عبر التظاهر بالبحث عن حلول ،
بينما هم يعلمون أنه طبقا لعقيدتهم فإنهم يريدون أرض المسجد الأقصى
بأكملها خالية ، مع ذلك فإنهم يشتتون المسلمين عبر التظاهر بالبحث عن حلول .
ــ ما هى الأولوية عندهم داخل أسوارالمسجد الأقصى إذا قرروا تنفيذ فكرة التخلص من مبانى المسجد الأقصى تدريجيا والعياذ بالله ؟
● "قبة الصخرة" هى أهم مبنى يريدون التخلص منه أكثر من مبنى الجامع القبلى
(الذى يخصه بعض العامة بتسمية الأقصى فى نوع من الخطأ الشائع) ، وجزء من
التشويش الذى تقوم به إسرائيل فيما يتعلق بقبة الصخرة يعود إلى أن الصخرة
المشرفة التى تحت القبة كما ذكرنا من قبل هى أهم الأماكن التى تريد إسرائيل
الاستيلاء عليها لأنها فى نظرهم هى قدس الأقداس ، وهى أهم جزء فى الهيكل
الذى كان والهيكل الذى يريدون له ان يكون فى مكان المسجد الأقصى بمختلف
أجزائه .
ولأهمية قبة الصخرة لديهم كمكان لقدس الأقداس كما يعتقدون ، بالتالى ربما
يصبح أول مبنى مسقوف من مبانى المسجد الأقصى الذى سيحرصون على البدء
بالتخلص منه ، ثم من بعده مختلف المبانى القريبة إليه ، باعتبار أنه طبقا
للمجسم الذى قاموا بتصميمه اعتمادا على روايات قديمة ونصوص وأشكال مرسومة
فإن مكان قدس الأقداس بالهيكل هو فى تلك البقعة حيث يكون البناء بالعرض
وليس بالطول باعتبار أن الدخول إلى الهيكل يكون من الشرق .
أما البقعة التى يوجد بها الجامع القبلى فطبقا لتصميم الهيكل كما يظهر فى
مراجعهم فإن مكانها عبارة عن ساحة متسعة وليس مبانٍ ، بالتالى فربما يتظاهر
الإسرائيليون لبعض الوقت بأن لا مانع لديهم من الإبقاء على الجامع القبلى
الذى نجحت الدعاية الصهيونية الخفية فى أن تجعل الكثير من المسلمين يظنون
أنه هو وحده المسجد الأقصى ، بالتالى قد يتظاهر الإسرائيليون لبعض الوقت
بإمكانية الإبقاء عليه ، وكعادتهم ينالوا ما يريدون من بقية أرض المسجد
الأقصى بما فيها الأرض التى يوجد عليها مبنى قبة الصخرة كى يقيموا هيكلهم
ثم بعد الانتهاء من خطوتهم الرئيسية ـ والعياذ بالله ـ يتحركون باتجاه
الخطوة التالية مع وضع سيناريو آخر يناسب التخلص من الجامع القبلى من أجل
تحويل أرضه إلى ساحة متسعة طبقا للمخطط الكامل الذى وضعوه للهيكل وساحاته
فوق كل المسجد الأقصى بكامل مبانيه وساحاته .
من أجل هذا يعمل الإسرائيليون على أن تنقرض حقيقة أن الأرض التى أقيمت عليها مبانى المسجد الأقصى هى المقدسة عند المسلمين .
يريدون أن تنقرض المعلومات التى توضح أن الجدران بما فيها من عمارة باسقة
هى تجديدات فوق أرض المسجد الأقصى الذى صلى فيه سيدنا محمد عليه الصلاة
والسلام بالأنبياء خلال رحلة الإسراء ، وأن الصخرة التى أقيمت فوقها القبة
الذهبية هى نقطة الانطلاق التى عرج منها حبيبنا صلى الله عليه وسلم فى
الليلة نفسها خلال المعراج إلى السماء .
يريد الإسرائيليون أن تنقرض الكتابات التى تتضمن أن أرض المسجد الأقصى
الحالية هى الموضع الذى أقيم فيه المسجد الأقصى الأصلى بعد أن أقام "سيدنا
آدم" المسجد الحرام فى مكة ، وأن أرض المسجد الأقصى كاملة بكل ما فى داخل
الأسوار المحيطة بمبانيه هى مكان مقدس لدينا لا يمكن أن نقبل عنه بديلا ،
وأن ارتباط المسلمين بالأقصى ليس ارتباطا بآثار وجدران ، وإنما ارتباط بأرض
مقدسة تمت إقامة تلك المبانى فوقها تعظيما وتوقيرا لقداسة المكان المذكور
بالإسم عبر آيات القرأن الكريم مقترنا بالمسجد الحرام أهم المقدسات
الإسلامية ، وحيث حددت الآيات بالنص أن الله قد بارك حوله لقوله سبحانه
وتعالى فى سورة الإسراء : "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله " .
إنما هم يريدون كالمعتاد على طريقة الخطوة خطوة أن يتظاهروا بأنهم يحاولون
العثور على حلول ، كما أنهم يقومون بتضييع الوقت فى الكلام حول تلك الحلول
كنوع من التظاهر بمحاولة استنفاذ مختلف الوسائل وهم يعلمون انهم سيستقرون
على الرأى الأوحد الذى لا يقبلون بسواه وهو التخلص من المسجد الأقصى بكل ما
فى داخل أسواره من مبان وإقامة الهيكل مكانه . والإسرائيليون يعلمون أن
الشعوب الإسلامية حين يتم توعيتها بالحقيقة فإنها لا يمكن أن تقبل بهذا .
لذلك يواصل الإسرائيليون بتكتم استكمال استعداداتهم للحسم العسكرى عن طريق
استخدام العنف فى الوقت الذى يرونه مناسبا ، وبالطبع سيتولد عن العنف
الإسرائيلى عنف مضاد من المسلمين دفاعا عن الأرض المقدسة .

الحرب النفسية عبر الإنترنت
وإذا كان التنبؤ بالحرب فى القدس هو أمر مطروح فى المستقبل القريب ، إلا
أننا نعود إلى المقولة البليغة للشيخ رائد صلاح التى يذكر عبرها أن ما
تعانى منه القدس اليوم يجعلها تبدو وكانها فى حالة حرب ، ونضيف إلى ما رصده
الشيخ رائد صلاح فى القدس من الملامح الشبيهة بالحروب حيث يتم تهجير لسكان
واستيلاء على ممتلكات ، فنشير إلى ملمح آخر من ملامح ما يجرى أثناء الحروب
يتعلق بوضع القدس اليوم .
هذا الملمح الذى نشير إليه هو قيام الإسرائيليون باستخد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهذب
مدير المنتدى
المهذب


عدد المساهمات : 3792
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
الموقع : انا المصرى

أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً   أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 25, 2010 11:04 am



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أسألك بنور وجهك الذى اشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخره من أن يحل بنا سخطك أو ينزل علينا عذابك




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهوال ضد المسجد الأقصى.. حقائق مذهلة حول اقتراب إسرائيل من هدم أولى القبلتين وإقامة الهيكل الثالث.. نكشف عنها فى حلقات يومياً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  المسجد الأقصى
»  معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى
» حلقات برنامج كيف نتعامل مع الله؟!..
» شوف النائبات بيعملوا ايه فى مجلس الشعب ............شوف النائبات بيعملوا ايه فى مجلس الشعب بالصور.. سنة أولى كوتة "ألو ألو إحنا هنا" الخميس، 23 ديسمبر 2010 - 21:11 تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعد بالصور.. سنة أولى كوتة "ألو ألو إحنا هنا"
» مبارك أعاد أول سبيكة تم استخراجها من منجم السكري بعد أن سألته النيابه عنها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات انا المصرى :: منتديات انا المصرى :: المنتدى الدينى-
انتقل الى: