هيكل: ترشح مبارك للرئاسة منافٍ لطبيعة البشر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]| 18-12-2010 14:13
قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل: إنّ الدعوات التي تتردّد لتولّي الرئيس مبارك فترة رئاسية جديدة تتناقض مع طبائع الأشياء وسيكون فوق طاقة البشر، مشيرًا إلى أن الرئيس إذا ترشّح لفترة رئاسية جديدة سوف ينهيها وعمره 90 عامًا، وهو مالا يمكن تصوره، خاصة إذا نظرنا لمعظم قادة العالم من حولنا، حيث إن غالبيتهم الآن من الشباب.
وأضاف: "حتى إذا كان من يحيطون بالرئيس يدفعونه للترشُّح فعليه أن يدرك عدم إمكانية ذلك وألا ينصاع لنصائحهم"، لافتًا إلى أن الاستقرار في مصر استمر أكثر من اللازم، وهناك فهم خاطئ لمعنى الاستقرار؛ فالاستقرار هو وضوح الرؤية للمستقبل، وهو غير حاصل في مصر الآن حيث إن المستقبل غامض، وما يحدث فيها هو الركود وبقاء الأشياء على حالها لعشرات السنين.
وقال هيكل، خلال الحلقة الثالثة والأخيرة من برنامجه "مع هيكل" على قناة الجزيرة الفضائية والتي خصّصتها للمشهد السياسي المصري: إن شرعية النظام المصري أصبحت محل تساؤل، فشرعية نظام الرئيس عبد الناصر مستمدة من الثورة، وانكسرت بعد نكسة 67، وماتت مع ميلاد شرعية أكتوبر التي استند عليها السادات إلى أن انكسرت مع معاهدة السلام، وماتت باغتيال الرئيس السادات.. أما نظام مبارك فاستمد شرعيته من الخطر الذي أعقب اغتيال الرئيس السادات، والرغبة في حماية الأمن القومي المصري، وكان على الرئيس مبارك أن يحفظ استقرار البلد ولكن هذا الاستقرار طال أكثر من اللازم، وأصبحت شرعية النظام محل تساؤل.
وانتقد هيكل انتخابات مجلس الشعب التي انتهت مؤخرًا، ووصفها بأنها انتخابات تفصيل ولم يكن بها منافسة حقيقة للحزب الوطني، وقال هيكل: إنّ ترشيح الحزب الوطني لأكثر من مرشح على المقعد الواحد هو دليل واضح على ضعف الحزب، مشيرًا إلى أن الحزب لم يكن قادرًا على إغضاب أي من المرشحين فقرّر خوضهم جميعًا للمنافسة "عشان ميزعلش حد".
كما انتقد هيكل، غياب حقوق الإنسان في مصر، وذكر ما قالته منظمة "هيومان رايتس وواتش": إن هذا العام قتل الأمن المصري ما يزيد عن 85 إفريقيًا خلال محاولتهم التسلل إلى إسرائيل، وهو تصرف بشع من الأمن، حيث كان من الممكن إلقاء القبض عليهم بدلاً من قتلهم، أو حتى على الأقل إبلاغ الجانب الإسرائيلي بتسلل هؤلاء الأفارقة لتلقي القبض عليهم، إذا كنا ملتزمين بأمن إسرائيل إلى هذا الحد.
واستنكر هيكل سيطرة الحزب الوطنِي الحاكم على مقاعد الشعب، واصفًا إياه بالأمر الغريب والغير موجود إلا في الدول التي تعمل بنظام الحزب الواحد.
كما انتقد خلط جماعة الإخوان المسلمين بين الدين والسياسة، وقال: إنهم محترمون وأصحاب مبدأ ولكن يُعاب عليهم استخدامهم الشعار الديني- الإسلام هو الحل-، متسائلاً هذا الشعار لا يصلح "للأقباط" في مصر.
وطالب هيكل الحكومة بدمج الإسلاميين في الحياة السياسية المصرية ومنح الإخوان فرصة لتكوين حزب سياسي له مرجعية إسلامية كما يحدث في تركيا والأردن دون احتكار للدين؛ لأن الإسلام ملك للإنسانية كلها.
وعن تراجع دور مصر العربي والإفريقي قال: إن هذا حدث بسبب تَخَلّينا عن الدور الذي كنا نقوم به من عدة سنين وأصبحت علاقتنا سيئة بمعظم الدول العربية المحيطة بنا وأصبحنا نبني أسوارًا بين السودان وغزة وليبيا، في حين تشهد علاقتنا بإسرائيل تحسنًا ملحوظًا. واختتم هيكل حديثه بالإشادة بالجيل الجديد من الشباب النشط على شبكة المعلومات "الإنترنت"، وأكّد أنه يمكن أن نراهن عليهم في المرحلة القادمة.