محمد الحفناوى يكتب: صور كوميدية فى دعاية المحلات المصرية
الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 - 22:03
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا تخلو، خلال سيرك فى الطريق، عينك من لمحات غريبة وكلمات عجيبة سواء مضحكة جداً أو مبكية جداً أو مخزية جداً، إذا نظرت إلى التوك توك تجد كتابات تضحكك، حيث ترى عبارات غريبة: "الدلوعة– ما تبصليش بعين رضية شوف أد إيه اندفع فية- والعنتيل جاى- والطربش وصل يا ناس يا عسل" إيه الطربش ده مش عارف؟
وانتقلت هذه العبارات فيما بعد إلى المحلات لتلفت نظرك بما يكتب من غرابات وأشياء تلفت نظرك، فتكتشف أن الأمير الوليد بن طلال مثلاً رجل الأعمال الكبير، له أنشطة أخرى غير الفن والزراعة والإنشاءات، ولكن هذا النشاط ليس له علاقة به، إنما يمارس باسمه مثل ذلك البائع المتجول الذى كتب على عربة الكبدة روتانا كبدة، ولم يستحِ واكتفى بأنه كتب روتانا فقط، بل يؤكدها ويأخذ نفس شعار القنوات التى يملكها الوليد بن طلال، أو اللوجو المرسوم والمكتوب دون أن يعرف أنه رغم بساطته قد يقع فى مشاكل كبيرة من الجهة القانونية، ولكنها فهلوة وظرف المصريين التى قد لا تأبه بأى شىء يقف فى طريقها.
والجزء الثانى لابد أن يكون هناك ذكاء فى اختبار أماكن وضع الشعارات والدعاية كأن نجد كما فى صورنا لوحة مكتوب عليها "دار تحفيظ القرآن" وتحت اليافطة نجد فاترينة لـ"الأندر وير"، وبالتأكيد الفاترينة والمحل أنشئ قبل وضع اللوحة، وبالتالى كان يتحتم، ومن اللياقة، لواضع هذه اللوحة أن تكون له نظرة ثاقبة ليس مجرد تعليق لوحة فقط، بل لابد له أن يختار المكان المناسب لها.
ونأتى للصورة الخاصة بالمرطبات، إن ألقاب العائلات دائما ما ترجع إلى القرون السابقة أو عدة عقود من الزمن، وهناك أسماء قد تكون اليوم مضحكة، ونتيجة لحكم واستنتاجات غريبة، فمن كان يتكرر موت أبنائها عندما يرزقها الله بمولود، فتطلق عليه اسم ردىء حتى تمنع أو تحميه من الحسد مثل الحمار أو الحيوان أو كومة أو الرطل أو الجحش، لأنه فى اعتقادها أن هذه الأسماء تحميه من عين الحسود، فنجد فى الصورة مثلجات الحاج زبالة، فأتساءل: لماذا لم يسمِ المحل بأى اسم بعيدا عن اسم صاحب المحل؟ ليكون أوريجنال، فليس من الضرورى أن يسمى المحل باسم صاحبه، خاصة إذا كان الاسم من مثل هذه الأسماء الغريبة.
لنأتى للصورة الأخيرة وهى محلات الجربان، فلا يهمنا إذا كان جربان أو غلبان، ولكن كيف توضع صورة الشيخ الجليل بجوار اسم الجربان؟ وما علاقتها بالأدوات الصحية؟ تماما تلك الحالة مثل حالة معهد تحفيظ القرآن، المشكلة فى عدم وجود سينس أو استشعار للائق.
ولكن يأتى السؤال الأخير: هل كل ما مر بنا من هذه الحالات مسموح به ألا يوجد رقابة من المحليات والأحياء؟ وهل ما مر بنا من هذه الحالات حصل على ترخيص؟ وهناك من عاين هذه الأماكن قبل استخراج الترخيص أم أنها الفوضى التى تسود كل شىء حولنا هذا العصر!!