جنوب السودان.. الجغرافيا والتاريخ
هو الجزء الجنوبي من جمهورية السودان وهو اقليم يتمتع بحكم ذاتي له حكومة وجيش عاصمته مدينة جوبا ومن أكبر مدنه واو وملكال ورومبيك وأويل وياي, وحدود جنوب السودان من الجنوب شرق اثيوبيا وكينيا واوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية,
وجمهورية إفريقيا الوسطي من الغرب. ومن الشمال باقي ولايات السودان, تبلغ مساحة جنوب السودان أكثر من600,000 كم مربع تقريبا, الجنوبي السوداني في الغالب يعتنق معتقدات محلية أو المسيحية, من خلال الكنيسة الاسقفية للسودان والكنيسة الكاثوليكية الرومانية. جنوب السودان فيها مجموعات عرقية ولغات أكتر من الشمال. تسكنها قبائل إفريقية بعضها نيلية مثل الدينكا والنوير والشيرلوك والشلوك وباري والأشولي والجور وبعضها نيلية حامية مثل الباريا واللاتوكا والمورلي وبعضها الآخر سودانية بانتويه مثل الزاندي والفرتيت. ويقدر سكان جنوب السودان بما يقارب الـ10 ملايين نسمة ولا يوجد تعداد دقيق للجماعات العرقية. عموما يعتقد أن أكبر جماعة عرقية هي الدينكا, النوير, الشلوك وأتباع ديانات مختلفة مثل المسيحية والديانات المحلية واللادينيون وبينهم قلة من المسلمين, وتوجد في جنوب السودان مجموعات قبلية ولغات كثيرة. وتجد أن لغة التعليم والحكومة والأعمال هي الانجليزية وهي اللغة الرسمية لجنوب السودان منذ1928, واعترف بها كلغة أساسية لجنوب السودان في أواخر الثمانينيات. اللغة العربية المتميزة في جنوب السودان تعرف باسم عربي جوبا وتكونت هذه اللغة في القرن التاسع عشر وتستخدم علي نطاق واسع, وجنوب السودان يعد منطقة غنية بالموارد الطبيعية ويعتبر البترول من أهم الصادرات حيث تتركز فيه ما نسبته85% من احتياطي السودان.
بدايات القطيعة
تضافرت مجموعة من العوامل علي تقسيم السودان معنويا قبل أن تصبح حدوديا, ومؤججة لكثير من الصراعات حيث انه في باديء الأمر قامت السياسات الاستعمارية علي اظهار الاختلافات الاثنية واللغوية والعرقية والدينية, وفرقت بريطانيا في التعامل مع الجنوب والشمال في قضايا أهمها التعليم, فبدأت تظهر الاختلافات الثقافية وساد اعتقاد لدي الأوساط المسيحية في الجنوب أن الشماليين هم تجار رقيق وبعد جلاء قوات بريطانيا وانفصال السودان عن مصر طالب لجنوبيون ان يكون لهم نظام خاص بهم داخل الدولة السودانية الموحدة, وطرحوا نظام الفيدرالية ولكن الحكومة رفضت الاقتراح معللة انه قد يؤدي إلي انفصال الجنوب كتطور طبيعي.
بداية التمرد المسلح
* وفي أغسطس1955 تمرد بعض أعضاء الفرقة الجنوبية من الجيش السوداني بإيعاذ من بريطانيا ضد الشمال, حيث كانت هناك شكوك لدي الجنوبيين علي سياسات الحكومة في الخرطوم التي تشكلت في يناير من نفس العام.
* وفي1958 تولي رئاسة الحكومة العسكرية ابراهيم عبود التي اتبعت سياسة التذويب بالقوة ضد الجنوبيين, وأدي ذلك إلي مطالبة الاحزاب الجنوبية وعلي رأسها حزب سانو باستقلال الجنوب, كما تم تشكيل حركة انانيا التي بدأت عملياتها العسكرية في1963, وبعد الشد والجذب تم بحث تسوية سلمية للصراع, حيث عقد مؤتمر المائدة المستديرة1965.
* وفي1972 تم توقيع اتفاق أديس إبابا في عهد حكومة مايو بقيادة المشير جعفر محمد نميري وكان يترأس حركة حيث تحول الاقليم الجنوبي إلي اقليم واحد يتمتع بحكم ذاتي في اطار السودان الموحد.
* وفي عام1983 اصدر الرئيس السابق جعفر نميري عدة قرارات اطاحت باتفاق أديس بابا, منها تقسيم السودان إلي ثلاثة أقاليم ونقل الكتيبة(105) وبعض الجنود إلي الشمال واتهام قائدها( كاربينو كوانين) باختلاس أموال, وتم ارسال قوات لاخضاعها فأدي إلي هروبها إلي الادغال الاستوائية لتصبح فيما بعد نواة لجيش الحركة الجديدة وقتها, فكلفت الحكومة العقيد جون قرنق لتأديب الكتيبة, إلا انه أعلن انضمامه إلي المتمردين مؤسسا الحركة الشعبية لتحرير السودان ولها جناح عسكري وهو الجيش الشعبي, وأعلن قرنق ان هدف الحركة هو تأسيس سودان علماني جديد يقوم علي المساواة والعدل الاقتصادي والاجتماعي داخل سودان موحد رافعا شعارات يسارية فحصل وقتها علي دعم كل من اثوبيا وكينيا, خصوصا الرئيس الاثيوبي مانجستو هيلا ماريام.
الاتفاق وتقرير المصير
واستمرت الحرب بين الحركة الشعبية والجيش الحكومي حتي تم الاتفاق في9 يناير2005 علي اتفاقية السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية بمدينة نيفاشا بكينيا والذي أفضي إلي اعلان تقرير المصير لجنوب السودان في التاسع من يناير2011 اي بعد6 سنوات من توقيع الاتفاق وهي الفترة الانتقالية ليكون السودان بعدها وطنا موحدا وينفصل الجنوب ليصبح دولة جارة للسودان.