كريم عبد السلام
مونديال قطر وعلى الدين هلال
الجمعة، 3 ديسمبر 2010 - 13:10
غمرتنا الفرحة الطاغية أمس الخميس، مع إعلان جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم اسم قطر باعتباره المنظم لكأس العالم للكرة عام 2022، شعور بالفخر العربى نادر هذه الأيام وسط الحروب التافهة، والانقسامات التى ارتضاها القادة العرب والنعرات القبلية والقطرية التى سادت بدلا من وطن كبير واحد من المحيط إلى الخليج، شعور بالفخر العربى الفضل فيه لقطر هذه الدولة الصغيرة الطموحة والناجحة.
رأينا جميعا كيف أدار القطريون معركة مونديال 2022 منذ سنوات، رغم معرفتهم أنهم ينافسون قوى كبرى فى الإمكانات والتأثير، فى مقدمتها الولايات المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان، قوى لا تقارن من حيث القوة والقدرة على التنظيم والبنية التحتية بقطر تلك الدولة الصغيرة على شاطئ الخليج الذى يحلو للبعض أن يسميها "دولة الجزيرة"، نسبة إلى قناتها الإخبارية الشهيرة، رأيناها تخوض المعركة بكل الأسلحة العصرية، وهى تتحلى بدعم سياسى غير محدود من الأسرة الحاكمة، بل إن حرم الأمير وابنه هما من قاما بعرض النسخة النهائية من الملف القطرى أمام لجنة التحكيم.
قد يدعونى أحد القراء إلى عدم الإفراط فى الفرحة والفخر بقطر استناداً إلى ما انكشف من فضائح دولة الفيفا، وما يجرى فى الكواليس من تربيطات ومعارك تتحرك فيها أموال الرشاوى الكبيرة والعقود الهائلة للشركات الكبرى بمعرفة دولة الفيفا ورجالها، بمعنى أن اختيار دولة لتنظيم المونديال لابد أن يصاحبه ثمن ضخم على تلك الدولة أن تدفعه مقدماً قبل أن تحصل على التنظيم الذى يمثل فرصة تنموية واستثمارية هائلة، بل قد يمثل لبعض الدول انطلاقة اقتصادية حقيقية.
لكنى أرد على ذلك الصوت بأن معركة تنظيم المونديال لا تختلف عن أى معركة سياسية كبرى، تختلط فيها المؤامرات الصغيرة بالوعود والمنح والتأثير وممارسة الضغط، ولكن قبل كل ذلك تحتاج إلى إدارة خلاقة تفهم طبيعة اللعبة السياسية التى تخوضها والمحيط الذى تتحرك فيه، كما تحتاج إلى إرادة النجاح، وهى الإرادة التى تحلت بها الأسرة الحاكمة فى قطر، ودفعتها إلى تجاوز إمكانات قوى عظمى مثل الولايات المتحدة ودول أقدر منها على التنظيم مثل أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان.
فوز قطر درس كبير فى التحرك السياسى على الصعيد الدولى وفى إرادة النجاح، وفى قدرة الدول على صناعة النهضة دون امتلاكها العناصر التقليدية من مكان وبشر وموارد طبيعية وتاريخ يشهد بالنهوض، درس يحتم علينا، وخصوصا الدكتور على الدين هلال المسئول عن صفر مونديال 2010، أن ندرسه بإمعان لنعرف لماذا نجحت قطر وفشلنا نحن؟